99 آية قراءتها تحفظك من كل سوء وتحيطك بعناية ربانية.. يغفلها الكثيرون
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
يغفل كثيرون من المسلمين عن سورة الحفظ والعناية الربانية، وآيات الحفظ والعناية الربانية في القرآن الكريم، فقد دلت بعض آيات القرآن الكريم على فضل التعبد به وتدبر آياته، وفي السطور التالية نرصد لك 99 آية من قرأها حفظ من كل سوء وأحيط بعناية ربانية.
99 آية قراءتها تحفظك من كل سوء وتحيطك بعناية ربانيةيقول الدكتور محمد عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق، إن سورة الحجر سورة بمجرد قراءتها تشعر بالأمان سورة الحفظ والعناية الربانية، وأنها 99 آية مع كل آية من آياتها تجد قلبك يطمئن على رزقك، على دينك، على قرآنك، وذلك لأن رسالتها ببساطة (الله هو حافظ هذا الدين وهذا الكتاب) وليس البشر فقط ادع إلى ربك واعبده ولا تلتفت لاستهزاء حاقد أو كاره للدين.
وبين أنواع الحفظ في السورة وهي:
1- حفظ القرآن ، يقول تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
2 - حفظ السماوات من كل شيطان رجيم وجعلها متعة للناظرين: (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم).
3 - حفظ الأرض: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون).
4- حفظ الأرزاق: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم).
وبين أن الآية التي ستهز مشاعرك آية حفظ الله لعباده المؤمنين، حيث ورد في قصة آدم وابليس عندما توعد إبليس بإغواء بني آدم جميعا رد الله ودافع عن كل مؤمن وقال: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان).
كذلك أشار إلى آية تشعرك بالفخر والأمان و الثقة عندما يندرج اسمك تحت كلمة «عبادي»، موضحا أنه حتى الجنة في سورة الحجر جاءت لتأكد لك معنى الحفظ والأمان من الله: (ادخلوها بسلام آمنين)
كيف تطبق سورة الحجر في حياتك؟ونصح عميد أصول الدين بالتالي بعد استشعار حفظ الله:
1 .. (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) اعتز بدينك وقرآنك والتزم تلاوته حتى يحفظك الله.
2 ... ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم ) لا تنبهر بمتاع الدنيا الزائل فحفظ دينك وقرآنك هو أهم ما في الحياة !
3 .. ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) اجهر بالدعوة ولا تخاف الأذى لأن الله هو الحافظ !
4 ... (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
بسم الله الرحمن الرحيم: «الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ وَقُرۡءَانٖ مُّبِينٖ (1) رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ (2) ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (3) وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ (4) مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ (5) وَقَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ (6) لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذٗا مُّنظَرِينَ (8) إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ (9) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ (11) كَذَٰلِكَ نَسۡلُكُهُۥ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (12) لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ (13) وَلَوۡ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَابٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعۡرُجُونَ (14) لَقَالُوٓاْ إِنَّمَا سُكِّرَتۡ أَبۡصَٰرُنَا بَلۡ نَحۡنُ قَوۡمٞ مَّسۡحُورُونَ (15) وَلَقَدۡ جَعَلۡنَا فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَزَيَّنَّٰهَا لِلنَّٰظِرِينَ (16) وَحَفِظۡنَٰهَا مِن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ مُّبِينٞ (18) وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيۡءٖ مَّوۡزُونٖ (19) وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ (20) وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ (21) وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَنَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثُونَ (23) وَلَقَدۡ عَلِمۡنَا ٱلۡمُسۡتَقۡدِمِينَ مِنكُمۡ وَلَقَدۡ عَلِمۡنَا ٱلۡمُسۡتَـٔۡخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحۡشُرُهُمۡۚ إِنَّهُۥ حَكِيمٌ عَلِيمٞ (25) وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ (26) وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ (27) وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقُۢ بَشَرٗا مِّن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ (28) فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ (29) فَسَجَدَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ (30) إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّٰجِدِينَ (31) قَالَ يَٰٓإِبۡلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّٰجِدِينَ (32) قَالَ لَمۡ أَكُن لِّأَسۡجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقۡتَهُۥ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ (33) قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ (34) وَإِنَّ عَلَيۡكَ ٱللَّعۡنَةَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِينَ (37) إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِينَ (43) لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ (44) إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ (45) ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ (46) وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمۡ فِيهَا نَصَبٞ وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ (48) ۞نَبِّئۡ عِبَادِيٓ أَنِّيٓ أَنَا ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلۡعَذَابُ ٱلۡأَلِيمُ (50) وَنَبِّئۡهُمۡ عَن ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ (51) إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ (52) قَالُواْ لَا تَوۡجَلۡ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ (53) قَالَ أَبَشَّرۡتُمُونِي عَلَىٰٓ أَن مَّسَّنِيَ ٱلۡكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُواْ بَشَّرۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ (55) قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطۡبُكُمۡ أَيُّهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ (57) قَالُوٓاْ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمٖ مُّجۡرِمِينَ (58) إِلَّآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمۡ أَجۡمَعِينَ (59) إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ قَدَّرۡنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ (60) فَلَمَّا جَآءَ ءَالَ لُوطٍ ٱلۡمُرۡسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ مُّنكَرُونَ (62) قَالُواْ بَلۡ جِئۡنَٰكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمۡتَرُونَ (63) وَأَتَيۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ (64) فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَٱتَّبِعۡ أَدۡبَٰرَهُمۡ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٞ وَٱمۡضُواْ حَيۡثُ تُؤۡمَرُونَ (65) وَقَضَيۡنَآ إِلَيۡهِ ذَٰلِكَ ٱلۡأَمۡرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰٓؤُلَآءِ مَقۡطُوعٞ مُّصۡبِحِينَ (66) وَجَآءَ أَهۡلُ ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡتَبۡشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ ضَيۡفِي فَلَا تَفۡضَحُونِ (68) وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ (69) قَالُوٓاْ أَوَ لَمۡ نَنۡهَكَ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ (70) قَالَ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِيٓ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ (71) لَعَمۡرُكَ إِنَّهُمۡ لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ (72) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُشۡرِقِينَ (73) فَجَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٖ مُّقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ (77) وَإِن كَانَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ لَظَٰلِمِينَ (78) فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ (79) وَلَقَدۡ كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡحِجۡرِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (80) وَءَاتَيۡنَٰهُمۡ ءَايَٰتِنَا فَكَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ (81) وَكَانُواْ يَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتًا ءَامِنِينَ (82) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ (83) فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ (84) وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞۖ فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ٱلۡجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّٰقُ ٱلۡعَلِيمُ (86) وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ (88) وَقُلۡ إِنِّيٓ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلۡمُبِينُ (89) كَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَى ٱلۡمُقۡتَسِمِينَ (90) ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (93) فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيۡنَٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِينَ (95) ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (96) وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ (98) وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ (99)».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أ ج م ع ین ب ٱل ح ق
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في للآيتين 29 و 30 من سورة النجم: “فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا .ذَٰلِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ”.
بما أن الآية ابتدأت بفاء العطف، لذا فهي متصلة بما قبلها، والآية 28 يقول فيها تعالى: “وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـٔٗا”، وتشير الى الذين لا يؤمنون بالآخرة، وعدم إيمانهم بها ليس عن قناعة توصلوا اليها بالبحث ولا بأدلة مادية، بل هي مبنية على تخرصات وافتراضات، ما قادهم اليها الا الهوى، والتكذيب بمنهج الله من غير علم به ولا فهم له.
في حقيقة الأمر فالمكذبون بالدين هذا دأبهم، منذ أن أرسل الله رسالاته الهادية الى البشر والى اليوم، لم يتغير منطقهم رغم تقدم معارفهم وتطور علومهم، وبدلا من أن يستقبلوها استقبالا لائقا بمكانة من أرسلها، وتتقبل عقولهم مناقشتها بحيادية، فيجدونها منطقية لأنها متوافقة مع الفطرة المودعة في نفوسهم، فيتبعونها، بدلا من ذلك يرفضونها لأنها تعاكس أهواء الطامعين بما لدى الغير، وتحدُّ من اندفاع المنساقين وراء الغرائز الشهوانية، وتقيد ميول الراغبين بالتحلل من الالتزامات التي تفرضها الاستقامة والصلاح.
وهنا يبين الله حقيقة هؤلاء، فهم لا يبحثون عن أدلة مقنعة ليؤمنوا كما يدّعون، إذ لوكانوا كذلك لآمنوا فور أن رأوا دليلا واحدا من ملايين الأدلة التي سيجدونها في أنفسهم، بتركيبها الشديد التعقيد، وفي وظائف الجسد البالغة الدقة والتكامل، وفي تركيب كل شيء في الكون، مما ينفي أية امكانية لحدوث ذلك عشوائيا وبغير خالق حكيم عليم، مما يدل العقل الموضوعي على وجود الخالق، ولا ينقض ذلك أنه غير مرئي لنا، فكثير من الأمور لا نراها لكننا نؤمن بوجودها من آثارها وتأثيرها.
في منهج البحث العلمي، الشك في وجود الشيء ليس دليلا على عدم وجوده، وعندما يكون هذا الشيء خارج المدركات الحسية البشرية، فمن غير المنطقي البحث عنه في في دائرة تلك المدركات ومنها طلب الدليل المادي، ومثال على ذلك الثقب الأسود، فقد توصل العلماء الى اكتشافه بالمعادلات الرياضية وليس بالرصد البصري أو الصوتي، لأنه يجذب اليه المادة والطاقة، فيبتلعها ولا يعكس شيئا منها، لذلك لا يشترط العقل رؤيته لأجل الإيمان به بل يكتفي بإدراك أثره.
إذا كان ذلك في أمر واحد من مليارات موجودات الكون، فكيف يصر عقل المكذب على شرط رؤية الخالق الذي أوجد كل ذلك لأجل الإيمان به، وهل لو أراد الله لذاته العلية أن تكون مرئية للبشر..من كان يمكنه التكذيب أو التصديق؟، وإذاً لما بقي للإيمان من داعٍ، ولا كان له أثر في اصلاح النفوس، لأنه لن يجرؤ شخص على عصيان الله، ولما عاد من قيمة لابتلاء الناس وتمحيص نفوسهم في الحياة الدنيا لتأهيلهم للحياة الآخرة.
بعد هذا التوضيح، يمكننا فهم مراد الآيتين، ولماذا جاء عطفهما على الآية 28:
ففيهما توجيه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع لكل الدعاة ممن سار على نهجه الى يوم الدين، بالإعراض عن هؤلاء، لأنهم انتهجوا التكذيب ومعاداة منهج الله عن منفعة مصلحية، وليس عن قناعة عقلية، وبالتالي فلا نفع من مجادلتهم، ولا من محاولة اقناعهم، فهؤلاء قد اختاروا متاع الحياة الدنيا واستبدلوه بما وعدهم به الله من نعيم مقيم في الحياة الأخرى، وهذا يدل على جهلهم بغض النظر انهم يحملون الشهادات العلمية العليا أو أنهم أميون، فهم في الغباء سواء.
من المهم معرفة أن هذا هو منهج الدعوة، فمن اهتدى فأسلم فهو المستفيد، ومن أعرض وأبى الا كفورا فقد اختار بإرادته مصيره التعس في الآخرة، وبرئت منه ذمة الله يوم يحاسب على ما قدم في دنياه، ولا يجد من حجة أنه لم يأته بشير ولا نذير، وحقت يومئذ كلمة الله: “وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” [النحل:118].
لذا فلا حجة للمتشددين القائلين بوجوب قتل الكافر أو يسلم، فلا إكراه في الدين ولم يخوّل الله أحدا بالتحقق من ايمان المرء، بل كل ذلك من صلاحيات الله وحده: “وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ”.