شبكة انباء العراق:
2025-05-12@16:24:51 GMT

زعل الزرزور على بيدر الدخن

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

أزعجتني مقالة كتبها احدهم باسم مستعار عبّرَ فيها عن غضبه وحزنه وزعله الشديد بسبب سقوط 5 صواريخ فقط فوق قاعدة إسرائيلية. فبكى ولطم ومزق ثيابه، وكاد يموت من القهر. .
لم يكن حزنه بسبب ما تعرضت له إسرائيل، بل لأن لبنان هي التي سددت الضربة الصاروخية المباشرة. فأقحم نفسه في متاهات الظلمات المذهبية التي نحن في غنى عنها، وبخاصة في ظل حملات الابادة الجماعية التي راح ضحيتها الآلاف.

وفي ظل المآسي التي عصفت بأهلنا هناك. .
لا اريد التعمق بالتفاصيل التي أغضبته وجعلت الدماء تغلي في عروقه، يكفي ان اقول انه من اصحاب العقول المشفرة. فهو لم يتهجم على إسرائيل، ولا على البلدان التي تدعمها بالمال والرجال، ولم ينتقد العرب الذين خذلوا فلسطين، وباعوا القضية، ولم يكترث بما آلت اليه احوال المحاصرين في غزة. لكنه انتفض وانفعل وأبدى استياءه لأن الصاروخ الذي ضرب إسرائيل كان لبنانيا، ولأن لبنان هي التي سددته، وهي التي حددت الهدف، ولأنها اصابت معسكر الأعداء. هو يعلم انهم أعداء وسفلة وقتلة، لكنه يرفض ان يأتي المدد من جنوب لبنان ، أو من اليمن، أو من العراق . .
وهكذا كان زعل هذا المعتوه مثل زعل الرگة (السلحفاة) على الشاطئ، أو مثل زعل الواوي (ابن آوى) على الديك. أو مثل زعل الزرزور على بيدر الدخن. وما إلى ذلك من الأمثال العراقية الدارجة. فأكوام الدخن وأكوام القمح لن يضرها زعل عصفور واحد يعلن مقاطعته لها، ولن يستطيع العصفور نفسه الاستغناء عن بيادر الخير، ويبقى في امس الحاجة اليها لأنها توفر له الطعام. .
قبل قليل كان النائب الإسباني (مانو بينيدا) يتحدث، فيقول: (الإنسانية تموت وهي ترى الفتك في سكان غزة، وسوف يستغرق الأمر منا أجيالا للتغلب على هذا العار، وهذا الاشمئزاز، وهذه الكراهية تجاه الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الإبادة، وتجاه شركائهم). لقد تحركت المشاعر الأندلسية في قلب (مانو)، بينما تسمع التناقضات المخزية من بعض العرب والمسلمين، الذين تعطلت عقولهم. وتحجرت قلوبهم، وآمنوا بالتدين الشكلي، ولا يعلمون أن الدين قبل كل شيء: قلب حي، وضمير يقظ، وسريرة نظيفة، وعبادة خالصة لله الواحد الأحد الفرد الصمد. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس النواب اللبناني: التطبيع مع إسرائيل خيانة ولن يحدث على الإطلاق

لبنان – أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن إسرائيل تسعى من خلال تصعيدها العسكري الأخير إلى فرض واقع سياسي وميداني جديد في لبنان لإظهار تفوقها الإقليمي. وأوضح بري، أمس، أن إسرائيل تهدف من خلال هذا التصعيد إلى دفع لبنان نحو مسار التطبيع، مؤكدا رفضه القاطع لهذا الأمر، واصفا التطبيع مع إسرائيل بـ”الخيانة التي لن تحدث أبدا”. وأضاف: أن “الاعتداءات المتكررة هي محاولة لفرض أمر واقع، لكنها لن تنجح في كسر إرادة اللبنانيين”، وفقا لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية. وعن عدم الرد العسكري، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، على “التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، في إشارة إلى تفاهم نيسان 1996 وقرار مجلس الأمن 1701”. وختم قائلا إن المرحلة الراهنة تتطلب الصبر وضبط النفس، مضيفا: “سلاحنا الآن هو الصبر، وبهذا السلاح نقاتل”. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بعد أكثر من عام على فتح “حزب الله” لما أسماها “جبهة إسناد لقطاع غزة”. وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان، بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفق مهلة محددة في الاتفاق بـ60 يومًا، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالموعد، وأعلنت واشنطن لاحقا تمديد المهلة باتفاق إسرائيلي لبناني، حتى 18 فبراير/ شباط الماضي، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أعلن أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في “منطقة عازلة” بلبنان، في 5 نقاط مراقبة على طول الخط الحدودي “لضمان حماية مستوطنات الشمال”. وكالات

مقالات مشابهة

  • عون للأمير مشعل: أشكركم على الحفاوة التي عكست مدى محبتكم للبنان
  • الشيباني: إسرائيل تستمر باعتداءاتها على أراضينا وتصعد الوضع ما أسفر عن سقوط ضحايا، ونطالبها الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية والانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب
  • مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: التطبيع مع إسرائيل خيانة ولن يحدث على الإطلاق
  • كاريكاتير كمال شرف
  • موجة من التفاؤل تجتاح لبنان...فهل تتركه إسرائيل يرتاح؟
  • الجزائر تصدر مذكرة توقيف دولية ثانية بحق الكاتب كمال داود
  • الذكاء الاصطناعي يزداد عبقرية.. لكنه يُتقن الكذب
  • غارات وهمية وإلقاء قنابل... هذا ما تنفّذه إسرائيل في أجواء الجنوب (فيديو)
  • حزام ناري غير مسبوق.. إسرائيل تريد العودة إلى أجواء الحرب!