جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-25@07:23:25 GMT

فلسطين.. قضية الأحرار

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

فلسطين.. قضية الأحرار

 

حاتم الطائي

 

◄ تباشير النصر تلوح في الأفق بعد انكسار شوكة الاحتلال

◄ الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني سيُخلَّد في تاريخ الملاحم الإنسانية

◄ نهاية المشروع الصهيوني بدأت في 7 أكتوبر.. وزوال إسرائيل حتميٌ

 

لم تكن القضية الفلسطينية يومًا شأنًا عربيًا أو إسلاميًا خاصًا فقط؛ بل هي منذ يومها الأول قضية تحرر إنساني من أصفاد الاستعمار في أبشع صوره، وقضية عادلة إنسانية في زمن طغت فيه شريعة الغاب؛ حيث القوي ينهش الضعيف، وتحولنا إلى عالم أحادي القطب تمارس فيه الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة.

. غير أن عالمًا بدأ يتشكل منذ انفجار "طوفان الأقصى"؛ ليكتب للأمم المُناضلة وللعالم بأسره مُستقبلًا جديدًا، ترتسم تفاصيله يومًا تلو الآخر، في مشهد يؤكد لنا أن النهاية المحتومة لقوى الغطرسة والاستعمار وشيكةٌ وآتيةٌ لا محالة.

فلسطين قضية الشرفاء والأحرار، قضية المُناضلين والمقاومين للاستعمار بشتى أنواعه: عسكريًا كان أو فكريًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا أو حتى تقنيًا، فبَعد ما يزيد عن 75 عامًا من الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني، بدأت تباشير النصر تلوح في الأفق، وكانت البداية بكسر شوكة الكيان المارق المُهترئ في داخله، إثر عملية السابع من أكتوبر 2023، الناجحة بجميع المقاييس، وسحق الكبرياء المزعوم لهذا الكيان الصهيوني الذي لطالما تغنّى بأنه يملك "الجيش الذي لا يُقهر"، أو الاستخبارات التي "تعلم كل شيء"، وهو ما تبيَّن أنه لا يعدو نقطة في بحر الأكاذيب التي تسوّقها دولة الاحتلال الإجرامي، ويساعدها في ذلك إعلام غربي فَقَدَ كل معايير المصداقية والمهنية، وأصبح يمارس أدوارًا مُبتذلة من خلال ترويج الأكاذيب ونشر الصور ومقاطع الفيديو المُزيّفة وتبنِّي الروايات الإسرائيلية المُدلِّسة، وغيرها الكثير من الممارسات، بينما كان الغرب يتشدّق بأن دُوَله واحات للديمقراطية ووسائل إعلامه قلاع للحريات!

نجح "طوفان الأقصى" وما تلاه من مقاومة باسلة لا مثيل لها في العقود الأخيرة، في إلحاق الهزائم المتتالية بجيش الاحتلال، وإظهاره على حقيقته التي كُنّا نؤكد عليها دومًا، لكن البعض ولا سيما السّاسة والخانعين، كانوا يخضعون للرواية الأخرى. لقد استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية أن تكتب الأمجاد؛ بل وسطّر الشعب الفلسطيني نفسه ملحمة إنسانية سترويها كُتب التاريخ، وستسردها الروايات.. إنها ملاحم أسطورية بالمعنى الواقعي للكلمة، لا الخيالي، فأيُ شعبٍ باسل واجه الإبادة والمجاعة بصدور عارية وأمعاء خاوية، وما زال مُتمسكًا بأرضه رغم كل المُخططات الصهيونية لطرده؟ أيُ شعب مقاوِم نجح في كسب التعاطف الإنساني من كل شعوب العالم، حتى الشعوب التي لم نكن نعرف عنها اهتمامها بقضايا الشرق الأوسط؟ إنه الشعب الفلسطيني الصابر المُرابط المُحتسِب المؤمِن بعدالة قضيته وبأن الإرادة الحُرّة ستنصر في نهاية المطاف، شاء من شاء وأبى من أبى!

ولتأكيد ما حققته المقاومة الفلسطينية الباسلة وفي ظهره الشعب الفلسطيني الصامد، من نصر سيقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق حلم هذا الشعب في نيل استقلاله والسيادة على أرضه ووطنه، نُوضِّح النقاط التالية:

أولًا: أن الكيان الإسرائيلي فَقَدَ قوة الردع التي كان يُعوِّل عليها دائمًا وعلى مدى عقود، وأنه لا أحد قادرًا على مواجهة إسرائيل في أي حرب أو معركة عسكرية. بينما الواقع يؤكد أن هذا الجيش انهار فعليًا في أقل من 6 ساعات، في يوم 7 أكتوبر 2023، وأنه لولا التسليح الأمريكي اللامحدود وآلاف المستشارين العسكريين وآلاف المُرتزقة من حول العالم، لكانت فصائل المقاومة قد كتبت شهادة وفاة إسرائيل إلى الأبد؛ حيث أثبتت كتائب القسام وجميع فصائل المقاومة الأخرى، قدرتها على إذلال جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأرض ومن "المسافة صفر"؛ الأمر الذي انعكس في حالة الرُعب والذعر لدى جنود الاحتلال، وما يُعانونه من أمراض نفسية وعقلية جرّاء الويلات التي شاهدوها على جبهة القتال في أنحاء غزة العزة.

الآن إسرائيل في حالة إنعاش سريري، يُؤمل منه أن تعود مرة أخرى إلى الحياة، فهي الآن دولة مارقة، مُنهارة اقتصاديًا، ومُنقسمة مُجتمعيًا، تعيش رُعبًا أمنيًا، وعُزلة إقليمية وعالمية، وباتت سمعتها مُلطّخة في الوحل، وأصبح العار يُلاحقها في كل مكان.

وما فاقم من هذا الانهيار، الضربة الإيرانية المُحكَمة التي أثبتت أن بيت العنكبوت الإسرائيلي لا يتحمل أبدًا أي حرب أو أي معركة، وأنه مرة أخرى لولا الجيش الأمريكي لما استطاعت أي منظومة دفاع جوي إسرائيلية وحدها (لا القبة الحديدية ولا مقلاع داوود)، أن تصد أعنف أضخم هجوم في تاريخ إسرائيل بسلاح المُسيّرات والصواريخ البلاستية، وغيرها من الصواريخ. نجحت الضربة الإيرانية في زلزلة الكيان الإسرائيلي، وخلخلة مفاصله، وزعزعة أركانه، وتحوّل إلى كيانٍ هشٍ ضعيفٍ لا يقوى على أي مواجهةٍ عسكريةٍ بمفرده، فقد أصبحت إسرائيل اليوم "نمرًا من ورق" بالمعنى الحرفي للكلمة.

ثانيًا: فشل الدعم الأمريكي والغربي في حماية إسرائيل أو مساعدة المُجرم نتنياهو على تحقيق أهدافه المُعلنة من العدوان العسكري. فعلى الرغم من الدعم العسكري بمليارات الدولارات وإرسال مستشارين عسكريين بمن فيهم وزير الدفاع الأمريكي نفسه إلى إسرائيل، إلّا أن هذه الدولة المارقة فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أي هدفٍ سعت إليه في عدوانها الغاشم على قطاع غزة؛ بل تسببت في قتل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وتكبدت أكبر خسائر عسكرية في تاريخ المواجهات المباشرة مع المقاومة الفلسطينية. كما فشل الدعم السياسي الذي قدمته الولايات المتحدة والغرب إلى إسرائيل، رغم الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن ضد وقف إطلاق النار، والزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس الأمريكي نفسه جو بايدن.

ثالثًا: المقاومة تُملي شروطها على المُحتل، فقد نجحت فصائل المقاومة في وضع شروطها للموافقة على صفقة تبادل الأسرى، استطاعت من خلالها أن تكون لها اليد العُليا، وأن تُحقق أكبر قدر من المكاسب لصالح الشعب الفلسطيني، وهو ما برهن صلابة قيادات المقاومة وقدرتهم على إجراء مفاوضات تحقق المصالح الوطنية الفلسطينية.

رابعًا: كسب تعاطف الرأي العام العالمي مع قضية فلسطين.. فرغم الانحياز السافر للحكومات والأنظمة الغربية للاحتلال الإسرائيلي، إلّا أن الشعوب كانت لها كلمة أخرى، فقد صدحت بقول الحق وأعلت راية الحرية وأشهرت سيف العدالة في وجه الجبروت والظلم، من خلال تنظيم مظاهرات شارك فيها الملايين حول العالم، لتؤكد أن الشعوب لا تموت، والضمائر الإنسانية ما زلت يقظة، مهما تعرضت للوأد والتنكيل، كما حدث في جامعات أمريكا وأوروبا، من اعتصامات للطلبة الشرفاء المؤمنين بعدالة قضية فلسطين، وهُم ليسوا عربًا ولا مسلمين؛ بل نُخب طلابية مؤمنة بالحرية والحق في التعبير عن رأيها، والأهم من ذلك وعيها التام بخطورة ما تقوم به الحكومات من دعم لأعنف جريمة إبادة جماعية في التاريخ، ولذلك كان المطلب الأساسي في هذه المظاهرات والاعتصامات وقف إطلاق النار، ووقف الاستثمارات في إسرائيل، ووقف الدعم الأمريكي لجيش الاحتلال.

خامسًا: محاكمة إسرائيل لأول مرة في التاريخ أمام محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة أُممية في العالم، وفضح كل المُمارسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني أمام أعين الجميع بالصوت والصورة. إلى جانب صدور القرار الأممي رقم 2728 الذي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة يؤدي إلى وقف ثابت ومُستدام للحرب، وإلزام دولة الاحتلال بضمان وصول كل المساعدات الإنسانية، والامتثال للقانون الدولي الإنساني. علاوة على ما يجري حاليًا من إجراءات في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة الاحتلال في الحكومة المتطرفة أو الجيش، وهو ما يمثل  حدثًا غير مسبوق في التاريخ بأسره.

ويبقى القول.. إنَّ كُل هذه المُعطيات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، نهاية المشروع الصهيوني، وهي نهاية حتمية قادمة لا محالة، نؤمن بها ونعتقد فيها أشد اعتقاد؛ لأن ما بُني على باطل فهو باطل، ولم يكتب التاريخ أن استعمارًا مصحوبًا بجرائم إبادة جماعية، قد نجح في تحقيق أهدافه؛ بل إنَّ كُل صور الاستعمار تنتهي بإذلال المُستعمِر والقضاء عليه. ولا يُنازعنا شك أن المستقبل القريب جدًا يحمل لنا بُشريات النصر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وزوال الكيان الإسرائيلي المُحتل إلى الأبد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة

تملك إسرائيل ترسانة أسلحة يحل فيها الذكاء الاصطناعي محل البشر، وقد استخدمتها في عدوانها على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي الحرب التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية".

وتشير تقارير في الصحافة الإسرائيلية إلى أن أسلحة الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الاحتلال تتوسع وتتطور باطراد، بعضها صنعته شركات إسرائيلية، وبعضها زودتها به الولايات المتحدة الأميركية.

وفي عام 2023 تفاخر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك أفيف كوخافي بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي منحت جيشه "جهازا استخباراتيا متطورا آنيا".

إنتاجات مركز موشي ديان

بدأ الجيش الإسرائيلي استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي عام 2019، فقد أنشأت الوحدة 8200 المتخصصة في التنصت وفك الشفرات والحرب السيبرانية مركز "موشي ديان" لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي الذي يضم مئات الضباط والجنود، في محاولة لتسريع عملية توليد الأهداف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

وكان برنامج "فاير فاكتوري" لتوليد الأهداف وتحديد كميات الذخيرة المناسبة هو الأول الذي أنتجه مركز "موشي ديان". وبحسب تقرير لمجلة "ذا نايشن" الأميركية، نشر في 12 أبريل/نيسان 2024 فإن الوحدة المذكورة تتعاون بشكل وثيق مع شركات أميركية تزودها بأعداد كبيرة من الأجهزة وبرامج الذكاء الاصطناعي المتطورة.

وحسب الصحيفة نفسها، فإن تلك البرامج والأجهزة تعتمد على كمية بيانات هائلة مصدرها التقارير الاستخباراتية السرية، ومنها الواردة من وكالة الأمن القومي الأميركي، لتحديد الأهداف وضربها.

إعلان

وفي مؤتمر عقد يومي 15 و16 فبراير/شباط 2023 في مدينة لاهاي بهولندا وشاركت فيه أكثر من 60 دولة، رفضت إسرائيل التوقيع على معاهدة "الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة".

مجالات الاستعمال وأنواع الأنظمة

يستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في أنشطة عسكرية متنوعة، منها:

التنبؤ الاستباقي. التنبيه على التهديدات العسكرية والأنظمة الدفاعية للخصوم. تحليل المعلومات الاستخبارية وتحديد الأهداف العسكرية والذخائر المستخدمة.

أما أبرز أنظمة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة فهي:

نظام "لافندر"

تستعمل إسرائيل نظام "لافندر" في عملها العسكري بغزة، وهو آلة قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة لتوليد آلاف الأهداف المحتملة للضربات العسكرية في خضم الحرب.

ونقلت مجلة "972+" الإسرائيلية عن قائد الوحدة 8200 العميد يوسي شارئيل قوله إن النظام يحل محل البشر في تحديد الأهداف الجديدة واتخاذ القرارات اللازمة للموافقة عليها"، وخلص إلى أن البرنامج حقق معدل دقة بنسبة 90%، وذلك ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الموافقة على استخدامه من أجل التوصية بالأهداف المراد قصفها.

ووفقا لما نقلته المجلة عن 6 ضباط مخابرات إسرائيليين، شاركوا بشكل مباشر في نظام الذكاء الاصطناعي أثناء الحرب على غزة، فإن "لافندر كان له دور محوري في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، وخاصة في المراحل الأولى من الحرب".

ويقول أحد ضباط المخابرات الذين استخدموا لافندر "كنت أخصص 20 ثانية لكل هدف في هذه المرحلة، وأجري العشرات منها يوميا. لم تكن لدي أي قيمة مضافة سوى أنني كنت أبصم بالموافقة. لقد وفر ذلك كثيرا من الوقت".

نظام "أين أبي؟"

نظام "أين أبي؟" من أنظمة الذكاء الاصطناعي الخطيرة التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة، وخاصة لتتبّع الأفراد المستهدفين، وتنفيذ عمليات تفجير عند دخولهم ليلا إلى منازل عائلاتهم، وذلك بحسب موقع "ديموكراسي ناو" الأميركي.

إعلان

وبحسب مجلة "+972" وموقع "لوكال كول" الإسرائيليين، فإن نظام "أين أبي؟"، أدى إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها داخل منازلها، وهو ما يفسر الأعداد الكبيرة من الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا في حرب الإبادة الإسرائيلية، خاصة من النساء والأطفال والمسنين.

نظام "غوسبل" أو "الإنجيل"

أعلن الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أن وحدة الأهداف في الاستخبارات الإسرائيلية استخدمت نظام "غوسبل" أو "الإنجيل"، وهو أحد أخطر أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ فهو يُحدد المباني والمنشآت التي يدّعي الجيش الإسرائيلي أن المسلحين الفلسطينيين ينطلقون منها لتنفيذ مهامهم، ويقصفها على رؤوس ساكنيها.

وقال الجيش الإسرائيلي وقتئذ إن "الإنجيل" ساعده في قصف 12 ألف هدف في غزة، إذ يتم تزويد القوات على الأرض وفي الجو وفي البحر بالمعلومات الاستخباراتية من مصنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي، فيتيح ذلك "تنفيذ مئات الهجمات في اللحظة نفسها".

ويعمل النظام عبر إنتاج عدد كبير من الأهداف بوتيرة متسارعة (نحو 100 هدف في اليوم الواحد) بناء على أحدث المعلومات الاستخباراتية التي تغذي النظام أولا بأول، بينما كانت الاستخبارات الإسرائيلية سابقا تنجز 50 هدفا في السنة.

وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرا قالت فيه إن هذا النظام "يعمل على اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين"، مشيرة إلى أن خوارزمية "غوسبل" تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف.

يقدم النظام الذي طورته الوحدة 8200 توصياته لموظفي الجيش، وهم يقدرون إذا كانوا سيمررونها إلى الجنود والطيارين الذين يتولون عمليات القصف في الميدان، وبعدئذ يمكن لوحدة الأهداف إرسال تلك التوصيات إلى قوات الجيش عبر تطبيق يعرف باسم "عمود النار".

نظام "فاير فاكتوري"

كشف عنه في عام 2023، واستخدمه الجيش الإسرائيلي لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيرات اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة.

إعلان

يحلل هذا النظام مجموعات بيانات واسعة، منها البيانات التاريخية عن الأهداف السابقة التي قصفت من قبل، فيُتيح للخوارزميات حساب كميات الذخيرة اللازمة للقضاء على الأهداف، واقتراح الجداول الزمنية المثلى، وتحديد أولويات الأهداف وتخصيصها.

ناقلة الجند "إيتان" التي طورتها شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية وتعمل بالذكاء الاصطناعي (مواقع التواصل) نظام "عمق الحكمة"

وهو نظام يحلل بيانات ضخمة ويرسم خريطة لشبكة الأنفاق التي تديرها المقاومة في غزة، وذلك برسم صورة كاملة للشبكة فوق الأرض وتحتها مع التفاصيل المهمة، مثل عمق الأنفاق وسمكها وطبيعة الطرق.‏

نظام "الكيميائي"

كشف عنه عام 2021، وهو من أبرز الأنظمة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة. ويوفر البرنامج لقادة الوحدات تنبيهات فورية للتهديدات المحتملة على الأرض، تُرسل مباشرة إلى أجهزتهم اللوحية المحمولة.

وللنظام قدرات دفاعية وهجومية، فهو يدمج البيانات التي يحصل عليها على منصة موحدة، كما أن لديه القدرة على تحديد الأهداف وإبلاغ قوات الجيش فورا بالتهديدات وتحركات المقاتلين على الأرض.

نظام "فاير ويفر"

نظام طورته شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية، ويوفر الاتصال بين الجنود الإسرائيليين المنتشرين في ساحة المعركة والمعلومات الاستخباراتية التي جمعت من المستشعر إلى مطلق النار.

وبحسب موقع "آي إتش إل إس" الإسرائيلي، فإن النظام يقدم خيارات للعمل بناء على عوامل مثل الموقع وخط الرؤية والكفاءة والذخيرة المتاحة، بهدف "زيادة الدقة والحد من خطر الأضرار الجانبية".

صُمم النظام لأداء اشتباكات متعددة في قتال عالي الكثافة، إذ يمكّن الجنود من الاشتباك مع الهدف المعادي في ثوان، بدلا من دقائق.

نظام "فلو"

وهو نظام يسمح للجنود على الأرض بالاستعلام عن مجموعة مختلفة من البيانات التي تساعدهم في أداء مهامهم.

إعلان نظام "هنتر"

وهو نظام يسمح للجنود في ساحة المعركة بالوصول المباشر إلى المعلومات.

نظام "زد-تيوب"

وهو نظام يمكن جنود الجيش الإسرائيلي في المعركة من مشاهدة مقاطع فيديو حية للمناطق التي يوشكون أن يدخلوها.

إحدى الطائرات من دون طيار التي استخدمها الجيش الإسرائيلي أثناء حربه على قطاع غزة (الفرنسية) طائرات تعمل بالذكاء الاصطناعي

بعد أيام من انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن طلبات تقدمت بها إسرائيل إلى شركة أميركية مختصة في إنتاج المسيرات، لتزويدها بطائرات استطلاع قصيرة المدى تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي.

ويستخدم هذا النوع من الطائرات في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أشكالها، وهو ما يساعد في تحديد الأهداف بدقة أكبر.

كذلك استخدمت إسرائيل في حربها طائرات "نوفا 2" الذاتية القيادة وهي صناعة أميركية، وهذا النوع من المسيرات يستخدم داخل المباني، إذ يعتمد على تخطيط المسارات وخوارزميات الرؤية الحاسوبية للتحرك الذاتي داخل المباني من دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" أو إلى التدخل البشري.

والمسيرات الانتحارية من طراز "سويتش بليد 600″، أبرز الطائرات المطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، استخدمتها أيضا إسرائيل في حربها على غزة، وفيها كاميرا متطورة وتحمل كمية من المواد المتفجرة.

وهذا النوع من المسيرات قادر على استقبال المعلومات من الطائرات من دون طيار القريبة منها، وتستخدم في مهاجمة الأهداف القريبة، ويصل مداها إلى 40 كيلومترا، وتمتلك قدرة على الطيران مدة 40 دقيقة.

دبابات تعمل بالذكاء الاصطناعي دبابة إيتان إيه بي سي

في يناير/كانون الثاني 2022، كشفت شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية عن مركبة عسكرية أطلقت عليها اسم "إيتان إيه بي سي"، تعمل بالذكاء الاصطناعي وتسمح للسائق أن يوجّه المركبة بالنظر فقط.

إعلان

وركبت على مركبات رفائيل صواريخ من نوع "غيل"، ومنظومات دفاعية نشطة من نوع "معطف الريح"، وهي قادرة على العثور على العديد من الأهداف وتحييدها في وقت واحد، وتعتمد على كوكبة من المستشعرات القادرة على مراقبة محيطها بشكل دائم وتنبيه الجنود داخلها.

مراقبة الحدود بالذكاء الاصطناعي

يستخدم الجيش الإسرائيلي أيضا الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة حدوده لا سيما مع قطاع غزة والضفة الغربية، بحيث ينشر على طول الحدود شبكة واسعة من كاميرات الفيديو التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتنقل البيانات إلى مراكز التحكم والمراقبين لتحليل البيانات وتحديد هوية الأشخاص والمركبات والحيوانات، ومقارنة الصور بمعلومات أخرى ذات صلة، وإرسال تنبيه طارئ عند الضرورة.

ومن أبرز أنظمة كاميرات المراقبة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ويستخدمها الجيش الإسرائيلي:

نظام "قطيع الذئاب": وهو عبارة عن قاعدة بيانات واسعة للغاية تحتوي على جميع المعلومات المتوفرة عن الفلسطينيين. نظام "الذئب الأزرق": وهو تطبيق تستطيع القوات الإسرائيلية الدخول إليه عبر أجهزة الهاتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويعرض فورا المعلومات المخزنة في قاعدة بيانات "قطيع الذئاب". نظام "الذئب الأحمر": ويستخدم هذا النظام للتعرف على الوجه، إذ يعمل على مسح وجوه الفلسطينيين ويضيفها إلى قواعد بيانات ضخمة للمراقبة من دون موافقتهم. انتقادات واسعة

وجهت انتقادات كثيرة للجيش الإسرائيلي على خلفية استخدامه الذكاء الاصطناعي في حربه على غزة.

فقد قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في الحروب السابقة كان تحديد شخص ما واعتباره هدفا مشروعا تتم مناقشته ثم التوقيع عليه من قبل مستشار قانوني، لكن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسارعت العملية بشكل كبير، وكان هناك ضغط لإيجاد مزيد من الأهداف.

ولتلبية هذا الطلب، اعتمد الجيش الإسرائيلي اعتمادا كبيرا على برنامج "لافندر" في توفير قاعدة بيانات للأفراد الذين يعتقد أن لديهم خصائص مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن "الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرا وفتكا في القرن 21".

وفي أبريل/نسيان 2024، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا أعرب فيه عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بأن إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي في حملتها العسكرية في غزة، قائلا "إن هذه الممارسة تعرض المدنيين للخطر وتطمس المساءلة".

إعلان

منظمة "هيومن رايتس ووتش" أدانت أيضا استخدام الجيش الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه على غزة، إذ قالت في تقرير لها نشرته في 10 سبتمبر/أيلول 2024 إن "استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في تعقب أهداف هجماته في غزة يلحق أضرارا بالغة بالمدنيين ويثير مخاوف أخلاقية وقانونية خطيرة".

وتابعت أن "الأدوات الرقمية هذه يفترض أنها تعتمد على بيانات خاطئة وتقديرات تقريبية غير دقيقة لتزويد الأعمال العسكرية بالمعلومات بطرق قد تتعارض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة قواعد التمييز والحيطة".

أما مديرة هندسة ضمان الذكاء الاصطناعي في معهد الذكاء الاصطناعي بأميركا هايدي خلاف فقالت إنه "نظرا لسجل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحافل بمعدلات الخطأ المرتفعة، فإن أتمتة الأهداف بشكل غير دقيق ومتحيز لا يختلف في الواقع عن الاستهداف العشوائي".

كذلك وجهت الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام مارتا بو انتقادات لاستخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها على قطاع غزة، وقالت إن "الاعتماد المفرط على أنظمة الذكاء الاصطناعي يمنحها تأثيرا كبيرا على القرارات التي يجب على البشر اتخاذها".

وانتقد المحامي السابق في الجيش الإسرائيلي لتال ميمران استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في الحرب، فقال "أشعر بالقلق بشأن دقة عملية صنع القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي في ضباب الحرب. هل سيحدث هذا الأمر تغييرا جذريا من حيث الجودة؟ لا أعتقد ذلك".

وقالت كاثرين كونولي الباحثة في مجموعة "ستوب كيلر روبوت" إن أي تغيير في البرمجيات "يمكن أن يجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تصبح شبه مستقلة، بل تصبح مستقلة تماما في اتخاذ القرار".

مقالات مشابهة

  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة
  • بعد تأجيلها مؤقتا.. قصة طائرة الحجاج التي انحرفت قبل الإقلاع من مطار الأبرق
  • “لجان المقاومة”في فلسطين : التجويع الصهيوني جريمة حرب مكتملة الأركان
  • لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • القسام تبث مشاهد لكمين نوعي ضد جيش الاحتلال قبل 6 أشهر
  • مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
  • إصابة قائد دبابة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بجروح بالغة بغزة
  • المقاومة الفلسطينية تؤكد : استمرار الضربات الصاروخية اليمنية تفتح جبهة جديدة مباشرة تربك حسابات العدو (تفاصيل)
  • الوفاء للمقاومة: عيد التحرير تأكيد لجدوى المقاومة ورفض للتطبيع... ولمحاسبة إسرائيل ووقف الإبادة في غزة