جدة – ياسر خليل

حذر مختصون من تجاهل قصر القامة عند ملاحظة عدم بلوغ الأطفال الطول المناسب مقارنة بأبناء العمومة والأقارب في نفس العمر، داعين إلى ضرورة التدخل المبكر حتى يتم تشخيص نوعية قصر القامة وتحديد العلاج اللازم. وقالوا لـ”البلاد” إن بعض الحالات للأسف تصل إلى الأطباء في أوقات متأخرة يكون فيها الطفل قد أتم سن البلوغ وتجاوز العمر الذي لن يفيده فيه العلاج بهرمون النمو.

بداية يقول استاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا:
للأسف تصلنا حالات عديدة من الأطفال قصار القامة في ظروف متأخرة، وذلك بسبب تجاهل الوالدين وعدم اهتمامهم بالحالة إلى أن يتجاوز الطفل سن البلوغ وقد توقف نمو طوله، فمن الصعب اتخاذ أي إجراء لعلاج قصار القامة الذين بلغوا سن 16 عاما فما فوق، وذلك بسبب انغلاق العظم أو مشارفته على الانغلاق، إذ تقل أو تنعدم فرصة العلاج، فكلما كان التدخل العلاجي مبكراً كانت النتائج أفضل وأجدى.


وأكد البروفيسور الأغا أنه في حال إمكانية علاج الطفل لبلوغ الطول المناسب فإنه يتم إعطاءه العلاج الهرموني الذي يعمل مثل الهرمون الطبيعي الذي يُفرز من جسم الإنسان، إذ يعمل هذا الهرمون على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام، وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، وأطمئن الجميع في حال كان الهرمون ناقصا، فإنّ استخدام هرمون النمو ضروري جداً، وليس له بإذن الله مضاعفات خطيرة، ولكنه ضروري لتكملة نمو الطفل، ودون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة عن بلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفاً في نمو طفلهم أو طفلتهم فعليهم أن يبادروا سريعاً إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحاليل اللازمة، وذلك لتفادي التأخر في أخذ العلاج، مع التأكيد على أن علاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم، ولكنه متوفر عن طريق إبر تُعطى تحت الجلد وتكون بشكل أسبوعي عكس المرحلة السابقة الذي كان يعطى فيها يوميًا .


وفي السياق ذاته، يقول استشاري طب الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف: يجب على الآباء عند ملاحظة وجود أبناء قصار في القامة بضرورة عرضهم على أطباء غدد الأطفال حتى يتم علاجهم في أسرع وقت ، فقد يحتاجون إلى هرمون النمو الذي أصبح الآن يعطى مرة واحدة أسبوعيًا عكس السابق الذي كان يعطى يوميًا ويسبب بعض الانعكاسات النفسية على الأطفال وأسرهم.
وأستدرك بأن الأطفال قصار القامة قد يتعرضون لكثير من المشاكل من قبل زملائهم في المدرسة أو أبناء الحي ويأتى على رآسها التنمر بسبب صغر أحجامهم التي قد تقود البعض باستعراض قوته عليهم أو السخرية منهم لكونهم قصار بإلإضافة إلى حرمانهم من المشاركات الرياضية والترفيهية وغيرها ، كما يتعرض قصار القامة دائما لمواقف التحديق والتقييم من جانب الآخرين في أي مكان، وكذلك يسمعون مصطلحات مستهجنة مثل يا “نصف متر” وغيرها من العبارات في إشارة إلى قصر قامتهم.

واختتم الشريف حديثه بقوله: يجب على جميع قصار القامة الذين لم يتمكنوا من الحصول على العلاج في سن مبكر وأصبح الآن من الصعب علاجهم أن يتسلحوا بالثقة مهما كانت الظروف، فقد كشفت دراسة أن تعرض الأطفال للسخرية أو التنمر بسبب قصر القامة لن يؤثر على سعادتهم في المستقبل، حيث أوضحت الدراسة أن تلك الأسباب ليس لها علاقة بالسعادة في الحياة المستقبلية للأطفال، واعتبرت الدراسة التي قام بها مجموعة من الباحثين الأوربيين وباحثين من كلية لندن الجامعية مؤشرًا هام للثقة التي يجب أن يتمتع بها قصار القامة من الأطفال في حياتهم.


من جانبه، كشف الباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم الدكتور عمر قصي قنبر، أن العلاقة وثيقة بين هرمون النمو الذي يفرز ليلاً وقت النوم وقصر القامة، فالأطفال الذين يسهرون كثيرًا ولا ينامون مبكرًا يكونون أكثر عرضة في مستقبلهم لقصر القامة لكونهم يحرمون أنفسهم من الهرمون المساعد لبلوغ الطول والنمو.
وخلص د. قنبر إلى القول: إن هرمون النمو يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم، ويعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين ما قبل سن السادسة عشر، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل علي تنظيم نسبة السكر بالدم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: قصار القامة هرمون النمو قصر القامة

إقرأ أيضاً:

خطأ ينقذ طفلا في مصر من جريمة بيع أعضائه على يد والدته

نجحت قوات الأمن المصرية بمحافظة بورسعيد بضبط سيدة قبل تنفيذ جريمة وحشية بحق طفلها، وذلك بعد ارتكابها خطأ قبيل تنفيذ الجريمة.

وتبين من التحقيقات أن السيدة "هـ.ث.م.د" مطلقة ولديها طفلان "محمد" 8 أعوام، وأخته 10 أعوام، تواصلت مع شخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشراء أعضاء طفلها.

وحسب وسائل إعلام محلية وحسب التحقيقات طلب تاجر الأعضاء منها تصوير طفلها عاريا تمامًا وإرسال فيديوهات وصور له، وأقنعها بإعطائه علاجا معينا لتجهيزه لسحب العينة، إلا أنها أعطته جرعة مخدرة زائدة قبل تنفيذ الجريمة ليحدث إعياء شديد للطفل استوجب نقله إلى المستشفى ليتم إنقاذه على أيدي الأطباء الذين تبين لهم حصول الطفل على جرعة زائدة من المخدر عند إجراء "غسيل معدة" وأُبلغت الجهات الأمنية بالواقعة.


والجدير بالذكر أنه بالتزامن مع وجود الطفل في المستشفى ألقت قوات الأمن القبض على المتهم "تاجر الأعضاء البشرية" بمحافظة القليوبية، وعثرت على محادثات بينه وبين والدة الطفل يتفقان فيها على تنفيذ الجريمة.

وتُواصل الجهات المختصة تحقيقاتها في الواقعة للوصول إلى ملابساتها النهائية، في الوقت الذي جرى فيه ضبط السيدة والتحفظ على هاتفها المحمول ووحدة التخزين به.

وفي نيسان/ أبريل الماضي عثرت قوات الأمن المصرية على جثمان طفل يبلغ من العمر 15 عامًا بإحدى الشقق السكنية المستأجرة، وقد انتزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته، بالقليوبية وكشفت النيابة العامة المصرية التفاصيل المتعلقة بالقضية.

وكان مرتكب الجريمة حينها أقر بجريمته بناء على طلب من مصري مقيم بدولة الكويت تعرف عليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، مقابل مبلغ 5 ملايين جنيه.

مقالات مشابهة

  • خطأ ينقذ طفلا في مصر من جريمة بيع أعضائه على يد والدته
  • طفل ينقذ عائلته بالصدفة أثناء تصويره مقطع عفوي .. فيديو
  • انتحار صبي تعرض للسخرية في المدرسة.. كيف تحمي الطفل من الوقوع ضحية للتنمر؟
  • «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية الأطفال من الاستغلال الإلكتروني
  • غدًا.. يوم توعوي لمواجهة قصر القامة تنظمه جامعة المؤسس
  • فعاليات متنوعة في ختام العام التأهيلي بجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بجعلان
  • مشروع «مصطفى» بعد الماجستير.. منصة إلكترونية لتحفيظ القرآن بأساليب حديثة
  • مختصون: الحوار مع الأطفال ضروري عند انفصال الوالدين
  • دراسة جديدة.. هرمون الذكورة أحد أسباب الوفاة المبكرة بهذه الحالة
  • دراسة مفاجئة تربط بين هرمون الذكورة والوفاة المبكرة