الكشف عن أصل شبيه القمر.. هل هو قمر الأرض الثاني؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
تمكن باحثون من جامعة "تسينغهوا" الصينية من الكشف عن أصل أحد الأجرام السماوية المثيرة القابعة في مدار الأرض حول الشمس، وهو كويكب "469219 كامو أوليوا" الذي يُطلق عليه مجازا قمر الأرض الثاني، أو شبيه القمر.
وفي الدراسة التي نُشِرت في مجلة "نيتشر أسترونومي"، تطرّق الباحثون إلى تقنية التحليل الطيفي للضوء المعكوس من سطح كويكب "كامو أوليوا"، وكشفت النتائج أنّه يحتوي على كميّات وفيرة من السيليكات، وهي أكبر أصناف المعادن وأكثرها تعقيدا وشيوعا في القمر.
واستخدم فريق البحث نماذج محاكاة حاسوبية لاختبار مدى صحة نظريتهم، فوجدوا أنّ الشكل الفيزيائي للكويكب ومداره يشيران إلى أنّه قطعة صخرية مصدوعة نتيجة اصطدام هائل تسبب بحفرة على الجانب البعيد من القمر.
وقال عالم الفلك الدكتور "دارين باسكيل" (لم يشارك في الدراسة) في حديثٍ مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فوكس: "بمجرّد النظر بالعين المجرّدة أو من خلال المنظار يمكن التحقق من الماضي العنيف الذي مرّ به القمر، فكلّ فوهة من التي نراها على سطحه قذفت قطعًا من الصخور إلى الفضاء بعد الاصطدام".
وأردف أن معظم هذه الشظايا "الأحجار" تتساقط عائدة إلى القمر بسبب جاذبيته، لكن بعضها يفلت من قبضة القمر وينجرف في الفضاء، وبعض هذه الشظايا تسقط على الأرض. ففي المرّة القادمة إذا رأيت شهابا تذكّر أنه ربما يكون منشأه القمر.
وأما بالنسبة لكويكب "كامو أوليوا"، فكونه ما زال موجودا يوحي بأنّه نتج عن اصطدام حديث للغاية. ويعتقد العلماء بأنّه لو كان الاصطدام أقدم لكان من المحتمل أن يُسحب ببطء بعيدا عن مدار الأرض بفعل جاذبية الكواكب الأخرى، أو يتحطم إثر ارتطامه بكويكب آخر.
ووفقا للمحاكاة الحاسوبية، فإن حجم الفوهة التي تسببت بنشأة كويكب "كامو أوليوا" يجب أن يصل قطرها إلى ما بين 10 و20 كيلومترا، وعمرها لا يتجاوز بضعة ملايين السنوات. وبالنظر إلى سطح القمر ومقارنة الفوهات بنتائج الدراسة، تتطابق فوهة تُدعى "غيوردانو برونو" مع سمات موقع الارتطام الذي حدث.
إنّ ما يدركه العلماء حتى اللحظة عن كويكب كامو أوليوا هو نتائج عمليات رصد من الأرض فحسب، في حين سيكون الكويكب هدفا لمهمة "تيانوين 2" الصينية في عام 2025، والتي يطمح العلماء فيها إلى الحصول على تأكيدات عما توصلوا إليه.
ويشير باسكيل إلى أنّ الادعاءات القائلة بأنّ "كامو أوليوا" يمثل قمرا ثانيا للأرض، ينقضها حقيقة غياب التأثير المباشر من الكويكب على الأرض، وهو على نقيض الأقمار المتعددة التي ترتبط بالكواكب الأخرى مثل المشتري وزحل، إذ يكون التأثير واضحا وجليا من ناحية قوة الجاذبية.
وإدراج كامو أوليوا بصفته قمرا ثانيا للأرض سيضع العلماء في تحدٍ لإضافة آلاف الكويكبات الأخرى التي تدور كذلك في مدارات محاذية للأرض ويُطلق عليها "الأجرام القريبة من الأرض" ويتراوح عددها بين 30 ألفا و200 ألف كويكب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فضاء
إقرأ أيضاً:
أول قمر اصطناعي عربي.. «813» يقترب من الإطلاق
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةيستعد فريق القمر الاصطناعي العربي 813 لإجراء الاختبارات النهائية قبل عملية الإطلاق، حيث من المتوقع إطلاقه في الربع الأخير من العام الجاري، وتمت عملية تجميع القمر العربي في مرافق المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، والمجهّزة بغرف نظيفة، وأجهزة اختبار التوافق المغناطيسي، والراديوي، وأجهزة محاكاة البيئة الفراغية والحرارية، وأجهزة محاكاة اهتزاز مركبة الإطلاق.
يضم الفريق 32 مهندساً وباحثاً، من بينهم 22 مهندساً إماراتياً، بالإضافة إلى ذلك يضم الفريق أيضاً 10 مهندسين وباحثين من 8 دول عربية، تتضمن السعودية والبحرين ومصر والأردن ولبنان، حيث سيعمل القمر متعدد الأطياف على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، من بينها الغطاء النباتي وأنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء، فيما سيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في الإمارات، ومحطات استقبال فرعية في بعض الدول العربية، لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.
ويلعب القمر الاصطناعي العربي دوراً حيوياً في دعم الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث إنه عندما يدخل مرحلة التشغيل، سيكون قادراً على توفير بيانات دقيقة حول المسطحات المائية والسواحل، معزّزاً إدارة الموارد المائية وحماية البيئة البحرية، وكذلك مراقبة النفايات البحرية، وتحديد مصادرها، وتحليل تأثيرها، خصوصاً أن هذه المعلومات تساعد متخذي القرار لتطوير استراتيجيات، وقوانين تدعم الحد من التلوث البحري.
كما سيوفر القمر صوراً فضائية عالية الدقة لمراقبة التغيرات في استخدام الأراضي، مما يدعم التخطيط الحضري المستدام، ويسهم في الحفاظ على الحياة البرية والتنوع البيئي، بالإضافة إلى تحليل التربة والنهوض بممارسات الزراعة المستدامة، كما يسهم القمر الصناعي في رصد الغطاء النباتي والكتلة الحيوية، مما يسهل فهم تأثيرات التغير المناخي وتوقع المخاطر البيئية، وصولاً إلى مساعدة جهود الإغاثة في حالات الكوارث، مثل الحرائق والفيضانات والكوارث، وغيرها الكثير من التطبيقات التي سوف يستفيد منها المجتمعان المحلي في الإمارات والعربي.
تأهيل وتدريب
عمل على تصميم وتصنيع القمر «813» عدد من المهندسين والشباب العرب من مختلف الدول العربية، فيما جاء ذلك بهدف تأهيل وتدريب الكوادر القادرة على إعداد أجيال من الشباب العربي في قطاع الفضاء، خاصة أن تطويره جاء بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ليكون بمثابة هدية من الإمارات إلى الدول العربية.