تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على الرغم من الثورة التكنولوجية التي أحدثها ظهور الحوسبة السحابية في الطريقة التي يقوم بها الأفراد والشركات والمؤسسات بتخزين بياناتهم والوصول إليها، إلا أن هذا التقدم يصاحبه تحديات جديدة، لا سيما في مجال الأمن السيبراني، حيث تحولت الجماعات الإرهابية بشكل متزايد إلى استخدام الحوسبة السحابية كوسيلة للتواصل فيما بينهم، وبين عناصرهم على مستوى العالم، لا سيما الذئاب المنفردة، التي تقوم بتنفيذ العمليات الإرهابية عن بعد، مما يهدد الأمن العالمي، باعتباره إرهابًا عابرًا للحدود، ويتطلب اهتمامًا عاجلًا من صناع السياسات ووكالات إنفاذ القانون وخبراء الأمن السيبراني.

سلاح في يد الإرهابيين

لم ينعزل الإرهابيون عن التطور التقني بل استفادوا من جميع أدواته، والتي من أهمها خدمات الحوسبة السحابية، التي أصبحت عن غير قصد أداة قوية يستغلها الإرهابيون، في تطور مثير للسخرية، لتتحول من رمز للتقدم إلى سلاح في أيدي الإرهابيين، حيث يستغلها الإرهابيون لتخزين المعلومات الحساسة ونقلها بشكل آمن دون خوف من الكشف عنها أو اعتراضها. 

 كما أنها تساعدهم على تجنب حظر المواقع الإليكترونية التي تتداول المواد الدعائية الخاصة بهم، وتمنحهم الفرصة للتخطيط للهجمات الإرهابية عن بعد، مع صعوبة الوصول لهؤلاء المخططين، وقطع الطريق بينهم وبين منفذي العملية، الذين تم تجنيدهم عن بعد.

يسمح هذا الاستخدام السري للتكنولوجيا المتقدمة من قبل المنظمات الإرهابية بالتواصل سرًا والتخطيط لهجمات وتنسيق العمليات، من خلال استخدام قنوات الاتصال المشفرة والمنصات الإلكترونية المجهولة المستضافة على السحابة، لتعمل الشبكات الإرهابية بشكل سري وآمن دون خوف من الملاحقة القضائية أو المراقبة الأمنية، مع الإفلات من العقاب، بسبب الاستفادة من إمكانات إخفاء الهوية والتشفير التي توفرها الخدمات السحابية.

وضاعفت الحوسبة السحابية من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد عناصر جديدة بسبب سهولة الوصول للمحتوى وتداوله، وتضخيم رسالتها وجذب المتابعين من خلفيات متنوعة، حيث يتضمن المحتوى مقاطع الفيديو والصور والمستندات التي تستخدم لنشر أيديولوجياتها المتطرفة وتجنيد أعضاء جدد، والوصول إلى جمهور عالمي بسرعة وكفاءة، ونشر رسالتهم على نطاق واسع.

العالم في خطر

ومن أجل المواجهة الفعالة لاستغلال الإرهابيين للحوسبة السحابية لأغراض الدعاية والتجنيد، فمن الضروري أن تعمل الحكومات وشركات التكنولوجيا معًا بشكل تعاوني، من خلال تنفيذ أنظمة مراقبة وخوارزميات متقدمة قادرة على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة على السحابة، يمكن للسلطات تحديد وتعطيل الشبكات الإرهابية قبل أن تتاح لها فرصة تنفيذ الهجمات. بالإضافة إلى ذلك، فإن رفع مستوى الوعي العام حول مخاطر المحتوى المتطرف عبر الإنترنت يمكن أن يساعد في منع الأفراد من التطرف بسبب الدعاية الإرهابية التي يتم نشرها عبر المنصات السحابية.

قد تصبح الأساليب التقليدية لمراقبة الاتصالات غير فعالة ضد هؤلاء الخصوم البارعين في مجال التكنولوجيا؛ ولمواجهة هذا التهديد المتزايد المتمثل في استغلال الإرهابيين للحوسبة السحابية، فمن الضروري أن تعمل الحكومات في جميع أنحاء العالم معًا لوضع استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب السيبراني، بما في ذلك تعزيز تبادل المعلومات بين وكالات الاستخبارات، وتحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في التقنيات المتقدمة لكشف وتعطيل الأنشطة الإرهابية على الإنترنت، واتخاذ تدابير استباقية لمعالجة هذا التهديد بشكل مباشر، تحمي المجتمع بشكل أفضل من التأثير المدمر للإرهاب في العصر الرقمي.

جهود لا بد منها

وعلى هذا النحو، فإن معالجة إساءة استخدام التكنولوجيا السحابية من قبل الإرهابيين أمر ضروري لحماية الأمن القومي ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة التي تهدد الانسجام المجتمعي.

لا بد من فهم التكتيكات التي تستخدمها هذه الجهات الخبيثة، والتي تستلزم اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة أنشطتهم في الفضاء الإلكتروني، مع تعزيز التعاون بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ووكالات إنفاذ القانون، وتبادل المعلومات الاستخبارية حول الأنشطة الإرهابية في السحابة الإلكترونية.

بالإضافة إلى ضرورة تحديد أنماط السلوك وتطوير استراتيجيات مستهدفة لتعطيل العمليات الإرهابية، بالشكل الذي يساعد على اتخاذ تدابير الأمن السيبراني وآليات المراقبة القوية في اكتشاف ومنع الاستخدام غير المشروع للخدمات السحابية من قبل الإرهابيين، ومن خلال الجهود المنسقة والابتكارات التكنولوجية، يمكن العمل بشكل جماعي من أجل حماية البنية التحتية الرقمية من الاستغلال من قبل المتطرفين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحوسبة السحابية الارهاب التجنيد التخطيط للعمليات الإرهاب السيبراني الذئاب المنفردة مصطفى حمزة هرب ا الحوسبة السحابیة عن بعد من قبل

إقرأ أيضاً:

تخرج أول دفعة للواء الأول بقوات حماية حضرموت.. والانتقالي يحذر من التجنيد خارج القانون

شهد اللواء الأول بقوات حماية حضرموت، الخميس، احتفالًا بمناسبة تخرّج الدفعة الأولى من منتسبي دورة الاستجداد، تضمن عرض عسكري جسّد مستوى الانضباط والجاهزية التي يتمتع بها الخريجون، فيما حذرت تنفيذية انتقالي حضرموت من التجنيد خارج القانون.

 

وعبر القائد الأعلى لقوات حماية حضرموت، رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، في كلمة له خلال الحفل عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز الذي يأتي في لحظة تاريخية فارقة في مسيرة حضرموت الأمنية والعسكرية.

 

وقال بن حبريش إن هذه الخطوة تمثل إضافة نوعية ضمن سلسلة الإنجازات المحققة، مشدداً على عدم التهاون في كل ما من شأنه الحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها.

 

وأشار إلى أن حضرموت كانت ولا تزال شريكاً أساسياً في الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة بجميع أشكالها، في إطار شراكة وثيقة مع التحالف العربي.

 

من جانبه، أكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الساحل والهضبة، الدكتور سعيد عثمان العمودي، على أهمية تكامل الجهدين الرسمي والمجتمعي في ترسيخ الأمن باعتباره أساساً للتنمية، لتكون حضرموت نموذجاً يُحتذى به بين المحافظات.

 

بدوره، قال قائد قوات حماية حضرموت، اللواء مبارك أحمد العوبثاني، "نقف في هذا اليوم التاريخي المشرّف، بكل اعتزاز أمام لحظة صنعتها الإرادة، وصاغتها التضحيات، وباركها الوفاء لأرض حضرموت الطاهرة، نحتفل معًا بتخرج الدفعة الأولى من اللواء الأول قوات حماية حضرموت، هذه القوة الحضرمية الصافية، قيادةً وافراداً، المنبثقة من صلب معاناة هذا الشعب ونضاله الطويل".

 

وأوضح أن قوات حماية حضرموت ستكون السند الحقيقي لقوات النخبة الحضرمية، والركيزة الصلبة لأمن واستقرار حضرموت، وحامية للقرار الحضرمي المستقل بعيدا عن الوصاية والعمالة.

 

وفي السياق حذرت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت خلال اجتماع لها اليوم من تخرج دفع عسكرية خارجة عن القانون، والتي يراد بها أن تكون موازين لقوات النخبة الحضرمية، محذرة من انشاء قوات غير رسمية.

 


مقالات مشابهة

  • إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع لـ سانا: نفذت قوات “قسد” صليات صاروخية استهدفت منازل الأهالي بقرية الكيارية ومحيطها في ريف منبج بشكل غير مسؤول ولأسباب مجهولة، ما أدى لإصابة 4 من عناصر الجيش و3 مدنيين بجروح متفاوتة، وتعمل قوى الجيش على الت
  • وزارة المالية: قمنا بشكل مؤقت واحترازي بنقل أرصدة الأموال المخصصة لرواتب العاملين في القطاع العام من أبناء محافظة السويداء إلى فروع البنوك في مدينة إزرع، وذلك في سياق حرص الدولة على الوفاء بالتزامات تسديد الرواتب، وفي ضوء الاعتداءات المؤسفة التي تمت من قب
  • اتهامات لرئيس وزراء مالي السابق بسبب منشور ينتقد الحكم العسكري.. وتصاعد للهجمات المسلحة
  • فتح باب التجنيد للمواطنين بالجيش السلطاني العُماني
  • مناوي – تمبور – السيسي – ابوقردة: تحرير إقليمي كردفان ودارفور من قبضة مليشيا ال دقلو الإرهابية
  • الأجهزة الأمنية تواصل تكثيف دورياتها ونقاط التفتيش في العاصمة
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: ننفي بشكل قاطع ما يُتداول على مواقع التواصل حول تعرّض مطرب شعبي للاعتداء من قبل عناصر الأمن في مدينة الباب بريف حلب، ولا علاقة لأي جهة أمنية بالحادثة المذكورة.
  • “إسرائيل” تجلي دبلوماسييها وعائلاتهم من الإمارات بشكل عاجل بسبب “إنذار ساخن”
  • تخرج أول دفعة للواء الأول بقوات حماية حضرموت.. والانتقالي يحذر من التجنيد خارج القانون
  • زيلينسكي يصف المهاجمين بـ الإرهابيين.. قتلى بينهم طفل في قصف روسي استهدف العاصمة الأوكرانية