القمة العالمية لطاقة المستقبل تعزز أطر التعاون المحددة في مؤتمر الأطراف كوب 28
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
كشفت الجهات المنظمة للقمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي عن النجاح اللافت الذي حققته الدورة الأخيرة من الفعالية، الأضخم في تاريخ القمة الذي يمتد إلى 16 عاماً، والتي استمرت لثلاثة أيام خلال الشهر الماضي، على الرغم من الحالة الجوية الاستثنائية التي شهدتها مختلف أرجاء دولة الإمارات. وتسلط الأرقام القياسية للفعالية الضوء على أهمية التغيير العاجل في القطاع، وتساعد على تعزيز أطر التعاون التي تم تحديدها قبل ستة أشهر في مؤتمر الأطراف كوب 28 في دبي.
واستضافت “مصدر” الدورة 16 من الفعالية السنوية التي انطلقت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 16 و18 أبريل الماضي. وعلى الرغم من الظروف الجوية الصعبة، استقطبت الفعالية أكثر من 16 ألف زائر من 106 دول مختلفة، لاستكشاف أحدث الابتكارات من أكثر من 450 جهة عارضة، مما يمثل زيادة بنسبة 22% عن دورة العام الماضي. وازداد عدد الدول المشاركة إلى أكثر من 60 دولة، بالإضافة إلى 9 أجنحة وطنية بزيادة بنسبة 53%، كما وصلت مساحة العرض إلى 35 ألف متر مربع، بزيادة 12% عن عام 2023.
وشهد برنامج التبادل المعرفي الشامل إضافة ثلاثة منتديات جديدة حول التمويل الأخضر والتنقل الكهربائي وضبط معدّل ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، إلى جانب خمسة مؤتمرات ركزت على مواضيع النفايات البيئية والطاقة الشمسية والمياه والطاقة النظيفة والمدن الذكية والمناخ والبيئة، بالإضافة إلى قمة الهيدروجين الأخضر التي استضافتها مصدر، ليصل عدد الجلسات الإجمالي إلى 150 جلسة حيوية، شارك فيها أكثر من 350 متحدثاً بارزاً.
وافتتحت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، القمة بكلمة دعت فيها إلى التعاون الجماعي استناداً إلى الأطر التي أقرها مؤتمر الأطراف كوب 28. وحثت سموها المشاركين على التعاون لضبط معدّل ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه قبل العصر الصناعي، كما طالبت بدعم المبادرات من خلال تعزيز التمويل المختلط، وحذرت من العمل بشكل فردي.
وأشار فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إلى ضرورة التركيز على حجم المهمة التي تواجه قطاع الطاقة، كما تحدث عن أحدث بيانات القدرة الإنتاجية للوكالة، التي تظهر أن العالم لم ينجح حتى الآن بتلبية متطلبات الطاقة المتجددة التي تصل إلى 1100 جيجاواط سنوياً، على الرغم من تسجيل أكبر معدلات توليد تلك الطاقة خلال العام الماضي.
كما دعا لا كاميرا إلى تصحيح المسار العالمي لمعالجة أوجه القصور، التي لا تتوافق مع ظروف دول النصف الجنوبي من العالم. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال لا كاميرا من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: “شكلت القمة منصة مثالية للكشف عن البيانات المثيرة للقلق، حيث أظهر الحضور تقبلاً ملحوظاً للحقائق وأبدى استعداده لسماع الحلول. كما عكست القدرة على نقل الرسائل الحيوية إلى صناع السياسات وقادة القطاع مدى تأثير القمة العالمية لطاقة المستقبل”.
أجندة تعزيز التمويل الأخضر:
استضافت قمة التمويل الأخضر الجديدة جلسة حوارية حول التحديات التي تواجه الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وتطويرها. وقدم ماركو فان ويفرين هوجرفورست من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، الداعمة لتحليلات ورؤى الفعالية، صندوقاً جديداً للأسهم الخاصة يهدف إلى تحقيق النجاح المالي إلى جانب إحداث تأثير إيجابي على البيئة والمجتمع ضمن مشاريع منخفضة الكربون في باكستان.
وقال هوجرفورست: “تمثل القمة بما تضمه من حضور متميز ومؤثر المكان الأنسب لإطلاق أول صندوق منخفض الكربون للأسهم الخاصة في باكستان، والذي يهدف إلى ردم الفجوة بين مجال تمويل الشركات الناشئة في باكستان والأدوار التحفيزية لشركاء التنمية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وشراكة الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والشبكة الاستشارية للتمويل الخاص، والتي تلعب دوراً مهماً في تحقيق ذلك”.
تفاصيل التعاون والبيانات:
شهدت القمة العالمية لطاقة المستقبل هذا العام الإطلاق الرسمي لتقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2024، الصادر عن جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، والذي يسلط الضوء على المساهمات المتنامية للطاقة الشمسية في تحويل قطاع الطاقة ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشير التقرير إلى تميز المنطقة بأعلى مستويات إمكانات الطاقة الشمسية في العالم، حيث تساهم بعض الدول الأعضاء في الجمعية في توفير معدل إشعاع شمسي يتجاوز 2,000 كيلوواط ساعي لكل متر مربع سنوياً. كما سلط التقرير الضوء على زيادة قدرة الطاقة الشمسية في المنطقة بنسبة 2% في عام 2023، فضلاً عن أن مزيج توليد الطاقة الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يزال أقل بكثير من المستويات المطلوبة لاستبدال نسبة 87% التي يساهم بها الوقود الأحفوري.
وشهدت القمة إطلاق مشروع “التعاون الأوروبي-الخليجي للتحول الأخضر” الذي يهدف إلى توفير منصة مشتركة لتبادل أفضل الممارسات والخبرات بين الاتحاد الأوروبي والجهات المعنية في منطقة الخليج العربي. كما يشجع المشروع على اعتماد السياسات والتقنيات التي تدعم التحول الأخضر في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى تعزيز بيئة أعمال مواتية للتعاون بين شركات التكنولوجيا الخضراء في الاتحاد الأوروبي ونظيراتها في منطقة الخليج العربي.
الاستفادة من الابتكار:
عرضت العديد من الشركات الناشئة خلال القمة منتجاتها وحلولها المبتكرة المتعلقة بالاستدامة في جميع المساحات المخصصة، بما يشمل منطقة ابتكار الهيدروجين الأخضر ومنطقة الابتكار لشركة مصدر ومبادرة ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ (كليكس) – وهي منصة مخصصة تضم 22 شركة ناشئة وشركات صغيرة ومتوسطة أسستها أو تقودها أو تديرها سيدات. ومن أبرز الشركات الناشئة التي تسعى للحصول على التمويل شركة فود تو فيرتلايزر، ومقرها دولة الإمارات، والتي عرضت مجموعة من الآلات المخصصة التي تستخدم تكنولوجيا التجفيف الحاصلة على براءة اختراع لتحويل نفايات المواد الغذائية وغيرها من النفايات العضوية إلى أسمدة عضوية غنية بالمغذيات. وهو ما يشكل مثالاً واحداً ضمن مجموعة واسعة من الابتكارات التي تمنح الأمل بمستقبل أفضل وأكثر استدامة.
ومن جهتها، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: “تنفرد القمة هذا العام بانعقادها وسط الظروف الجوية السيئة التي شهدتها دولة الإمارات بالتزامن مع اجتماع قادة القطاع لمناقشة مشكلة التغير المناخي، كما تتميز بإرساء معايير جديدة في أجندات إحداث التغيير التي تشمل قطاع الطاقة بأكمله، مما يؤثر بدوره على جميع جوانب حياتنا اليوم تقريباً”.
وأضافت: “سنواصل وضع برامج تبحث مباشرة في التوجهات الناشئة في القطاع والموارد الأساسية وتعاون القطاع الضروري لتحقيق التغيير المطلوب بهدف زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة واتباع الممارسات المستدامة من خلال مراجعة السياسات والابتكار التكنولوجي. كما يتطلب بناء مستقبل جديد للطاقة طريقة تفكير جريئة ومختلفة، وهذا ما يعكس رسالة القمة العالمية لطاقة المستقبل التي لا تزال تشجع على تنفيذ الأطر التي أقرتها اجتماعات مؤتمر الأطراف”.
وتقام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من 14 حتى 16 يناير 2025.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: القمة العالمیة لطاقة المستقبل الطاقة الشمسیة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف الشرق الأوسط فی منطقة أکثر من
إقرأ أيضاً:
“مؤتمر المرافق” .. “طاقة للتوزيع” تمكن الكفاءات الوطنية عبر مبادرة “إطلاق”
أكدت شركة “طاقة للتوزيع”، خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق 2025، التزامها الراسخ بتنمية وتطوير الكفاءات الإماراتية، من خلال استعراض إحدى أبرز مبادراتها التنموية تحت عنوان “إطلاق”، والتي تهدف إلى تأهيل جيل جديد من الخريجين والفنيين والطلبة الإماراتيين، وتجهيزهم بالمهارات والخبرات التي تُمكّنهم من الريادة والتميز في قطاع الطاقة والمرافق.
وقال هيثم حسن الصبيحي، نائب الرئيس التنفيذي للموظفين والثقافة المؤسسية في شركة “طاقة للتوزيع” ، إن برنامج “إطلاق” يمثل محورًا إستراتيجيًا في جهود الشركة لتمكين الطاقات الوطنية الشابة من الجنسين، عبر منظومة متكاملة من التدريب والتطوير المهني والقيادي، تُعدّهم لتولي أدوار حيوية في قطاع يشهد تسارعًا وتحوّلات جوهرية على المستويين المحلي والعالمي.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” ، أن البرنامج انطلق في عام 2020 تحت اسم “إطلاق للخريجين”، وتمكّن خلال أربع دفعات متتالية من تخريج أكثر من 250 شابًا وشابة، لافتا إلى أن كل دفعة من الخريجين جسدت قصة نجاح متكاملة، نظراً لتركيز البرنامج على تعزيز القدرات الشخصية، وصقل المهارات القيادية، إلى جانب المحتوى التدريبي المتخصص.
وأشار إلى أن عام 2024 شهد إطلاق النسخة الفنية من البرنامج تحت مسمى “إطلاق للفنيين”، والتي خُصصت لحملة الدبلوم الفني، وتركز على التدريب العملي المكثف، بما يواكب طبيعة العمل الميداني في مجالات النقل والتوزيع ضمن قطاع الطاقة، ويعكس هذا التوجه حرص الشركة على تنويع مسارات التمكين وفقًا لاحتياجات السوق، وتوفير فرص نوعية للفئات المهنية والفنية.
وأكد أن البرنامج يستند إلى شراكات إستراتيجية راسخة مع مؤسسات تعليمية ومهنية مرموقة، مثل كليات التقنية العليا ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، ما ساهم في توسيع قاعدة المستفيدين من الخريجين الفنيين، وتمكينهم من دخول سوق العمل بفعالية وجاهزية.
ولفت إلى أن العام الجاري شهد توسعًا نوعيًا في برنامج “إطلاق” عبر إطلاق مبادرتين جديدتين، تمثلتا في برنامج التدريب الصيفي وبرنامج الخدمة الوطنية البديلة، موضحًا أن هاتين المبادرتين تهدفان إلى تزويد طلبة الجامعات والمجندين بفرص عملية حقيقية في مراحل مبكرة من مسيرتهم، بما يعزز من جاهزيتهم ويدعم اندماجهم المستقبلي في قطاع الطاقة.
وأشار إلى أن الشركة تضع اللمسات النهائية على خطة لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل منطقة الظفرة بصورة أشمل، وذلك ضمن توجهات “طاقة للتوزيع” الإستراتيجية الرامية إلى تحقيق التوازن في تقديم الخدمات على امتداد مناطق إمارة أبوظبي، بما يعكس التزامها الكامل بالأولويات الوطنية للتنمية المتوازنة والمستدامة.
وأكد الصبيحي أن برنامج “إطلاق” يمثل تجسيدًا حقيقيًا لالتزام الشركة وإدارتها العليا بدعم وتمكين الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة مؤسسية محفزة تضع الشباب الإماراتي في قلب التحول الإستراتيجي لمستقبل قطاع الطاقة والمرافق في الدولة.