عربي21:
2025-12-09@20:50:22 GMT

الهوية الوطنية الفلسطينية ليست بخطر

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

أكد المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي في بعض صفحات كتابه (الهوية الفلسطينية) على واحدة من الحقائق الهامة، وهي أن بناء الهوية الوطنية والحفاظ عليها وتطويرها يحتاج إلى الآخر النقيض، بما يخلق حاجة للدفاع عنها مرة بعد أخرى؛ وفيما يتعلق بالهوية الفلسطينية أشار الخالدي “كان الآخر النقيض هو الصهيونية الاجلائية الإحلالية”.



الحفاظ على الهوية
دورٌ كبير ومحوري قام الفلسطينيون أصحاب الكلمة، وأهل الباع الطويل في الحفاظ على الهوية الفلسطينية أمام محاولات تصفية قضيتهم، ولأنهم كذلك فقد تساووا جميعاً في عيونِ خصومهم مع رواد الخنادق والبنادق ..

درب الآلام طويل ساره الشعب الفلسطيني على مذبح الحرية ودحر الاحتلال والانتصار في نهاية المطاف. فتجد أنّ الإرهاب الإسرائيلي والإبادة الجماعية لاحقت الفلسطينيين في وطنهم والمهاجر القريبة والبعيدة منذ إنشاء الدولة المارقة إسرائيل، والمشهد ماثل للعيان في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والداخل الفلسطيني منذ تشرين الأول /أكتوبر الماضي الإسرائيلية ، وطالت في أحيان كثيرة، صحافيون وفنانون وشعراء وأدباء وعلماء ومفكّرون ورجال أعمال، لكن أعمالهم موثقة حفاظاً على ما قدّموه في خدمة القضية الفلسطينية وصيرورة الهوية الوطنية الفلسطينية.
ويمكن الجزم أن استمرار نتاجات الشعب الفلسطيني وتطورها في كافة مسارات الحياة تؤكد دون لبس بأن الهوية الوطنية ليست بخطر رغم شراسة العدوان وتغوله وفاشيته.

ولوعدنا إلى اللّبِنة الأولى لتوثيق نتاجات الهوية الوطنية الفلسطينية ، نجد أنّ منظمة التحرير الفلسطينية كانت أصدرت القسم الأول من الموسوعة الفلسطينية عام 1984، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ وتتألف الموسوعة من أربعة مجلدات مرتبة حسب الحروف العربية، وقد تضمنت أسماء القرى والمدن والخرب والأنهار في فلسطين ، إضافة إلى شخصيات ورموز في ميادين الحياة المتعددة ؛ في مقابل ذلك صدر القسم الثاني من الموسوعة عام 1990، الذي احتوى ستة مجلدات وفهرست ؛ وتضمنت دراسات متخصصة حول تاريخ وجغرافية فلسطين التاريخية؛ وتاريخ الحضارة ؛ ودراسات القضية الفلسطينية .

مضى على إصدار الموسوعة الفلسطينية بقسميها أكثر من ثلاثة عقود من الزمن؛ وبالرغم من أهمية ما احتوته من معلومات ودراسات وقضايا مفصلية حول فلسطين القضية الوطن والشعب والهوية الوطنية؛ إلا أن الضرورة تحتم القيام بعمل موسوعي جديد أكبر بكثير؛ بحيث يأخذ بعين الاعتبار التحولات التي شهدتها القضية الفلسطينية؛ وكذلك حراك الشعب الفلسطيني ونشاطه في كافة ميادين الحياة وتشبثه بأرضه رغم درب الآلام الطويل .

فلسطين الأرض والوطن
الثابت أن الوطن والشعب الفلسطيني، هما الرمزان الأساسيان للهوية الوطنية المتشكلة والتي تحاول إسرائيل طمسها وتغييبها عبر سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية والإحلال لفرض ديموغرافيا تهويدية في نهاية المطاف .
وبالنسبة للوطن الفلسطيني ، فإنه على الرغم من صغر مساحة فلسطين وبساطة تكوينها فإنه يمكن تقسيمها إلى أربع مناطق، تتميز كل منها عن الأخرى في نظام سطحها ومناخها ونباتها، وهي: منطقة السهول: وأبرزها السهل الساحلي وسهل مرج ابن عامر، وتشكل 17في المئة من مساحة فلسطين؛ ومنطقة النقب وتشكل 50 في المئة من المساحة العامة تقريباً، إضافة الى المنطقة الجبلية وتشكل 28 في المئة من المساحة العامة، فضلاً عن وادي الغور ويشكل 5 في المئة من المساحة العامة لفلسطين.

وقد قسمت إدارة الانتداب البريطاني فلسطين منذ يوليو/تموز 1939 إلى ستة ألوية(1)، وهي؛ لواء الجليل: ويقع في أقصى شمال فلسطين قرب الحدود اللبنانية ومركزه مدينة الناصرة، ويتألف من خمسة أقضية هي؛ عكا، بيسان، الناصرة، صفد، طبريـة، وكان عدد سكان اللواء في عام 1945 (231) ألف نسمة ومساحته (2.801.383) دونم، أي (10.4 في المئة) من مساحة فلسطين ولواء حيفا ومركزه حيفا، ويتألف من قضاء حيفا فقط ومساحته (1.031.755) دونم تمثل (3.8 في المئة) من مساحة فلسطين، وسكانه في عام 1945 (242630) نسمة، لواء نابلس ومركزه مدينة نابلس، ويتألف من ثلاثة أقضية، هي: نابلـس وجنين وطولكرم، ومساحته (3.262.292) دونم، تمثل (12.1 في المئة) من مساحة فلسطين، وسكان اللواء المذكور في عام 1945 (232220) نسمة؛ لواء القدس ويتوسط فلسطين ومركزه مدينة القدس، ويتألف اللواء من ثلاثة أقضية، هي: القدس، وتتبعه بيت لحم، وأريحا، والخليل ورام الله ومساحته (4.333.534) دونماً؛ أي حوالي (16 في المئة) من مساحة فلسطين، وعدد سكانه (384880) نسمة، إضافة الى لواء اللد ومركزه مدينة يافا، ويتألف من قضاءيْ: يافا والرملة، ومعظم أراضيه سهلية، ومساحته (1.205.558) دونم أي حوالي (4.5 في المئة) من مساحة فلسطين، وسكانه في عام 1948 (501070) نسمة.

منطقة النقب
وقداحتفظت منطقة الجليل رغم كافة السياسات الصهيونية بأغلبيتها العربية، مع أنها المكان الذي أمعن فيه الصهاينة في تطبيق سياسة التهويد لمحاولة فرض يهودية الكيان”، واخيراً لواء غزة ويقع في جنوب فلسطين، ويشمل جزءاً من السهل الساحلي الفلسطيني ومنطقة النقب التي تعادل وحدها نصف مساحة فلسطين التاريخية، ومركز اللواء مدينة غزة، ويتألف من قضاءي غزة وبئر السبع، ومساحة اللواء (13.688.501) دونم أي حوالي (50.7%) من مساحة فلسطين، وعدد سكانه (190880) نسمة، أي أن الكثافة السكانية فيه كانت عام 1945 نحو (14) نسمة في الكيلومتر المربع الواحد؛ وتمّ إنشاء إسرائيل على القسم الأكبر من الوطن الفلسطيني في أيار/ مايو من عام 1948، واستكمل الجيش الإسرائيلي احتلاله لفلسطين في الخامس من حزيران /يونيو 1967 .

الشعب الفلسطيني
يعتبر الشعب الفلسطيني الرمز الثاني للهوية الوطنية الفلسطينية التي تشكلت وترسخت وتجذرت عبر تاريخ طويل من الجد والعمل والتطور في كافة مجالات الحياة.

ثمة مشتركات بين الهوية الوطنية الفلسطينية والهوية العربية من لغة وعادات وتقاليد ومصير مشترك، لكن الشعب الفلسطيني واجه احتلالات عديدة عبر التاريخ؛ كان أخطرها الاحتلال البريطاني (1920-1948) ، الذي أسس بشكل عملي لإنشاء إسرائيل في الخامس عشر من أيار /مايو من عام 1948؛على نسبة 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية وطرد 61 في المائة من مجموع الشعب الفلسطيني .

وقد اعتمدت إسرائيل مجموعة سياسات وإجراءات لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية؛ ولهذا فإن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون للحفاظ على هويته الوطنية لأنها مستهدفة من عدو استعماري إجلائي، ويرتكز وجوده على مرتكزات أساسية أهمها؛ أن “فلسطين وطن بلا شعب لشعب بلا وطن”.
الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده داخل فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة
وبتعداده الذي بلغ خلال العام الجاري 2024 نحو (14) مليون وسبعمائة ألف فلسطيني مستمر في ترسيخ وتجذير هويته الوطنية وهذا هو الأهم في صراع طويل مع عدو يحاول طمسها وتغييبها دون جدوى، وبهذا المعنى الهوية الوطنية الفلسطينية ليست بخطر.
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة فلسطين غزة العلم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهویة الوطنیة الفلسطینیة فلسطین التاریخیة الشعب الفلسطینی فی المئة من فی کافة عام 1945 فی عام

إقرأ أيضاً:

قطر تدافع عن الشعب الفلسطيني وتؤكد دورها في السلام دون تمويل الدمار

أكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن دولة قطر ستواصل دعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية له، مشددًا على أن الدوحة لن تتحمل تكلفة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدًا أن الفلسطينيين لهم الحق في البقاء على أرضهم ولا يحق لأي جهة إجبارهم على مغادرة بلادهم.

جاء ذلك في حوار مع تاكر كارلسون، مؤسس شبكة "تاكر كارلسون"، على هامش فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الدوحة 2025، الذي يُعقد تحت شعار: "ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى الواقع الملموس".

وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن العلاقة بين قطر وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" جاءت بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية منذ 13 عامًا، موضحًا أن جذور العلاقة تمتد إلى نحو 19 عامًا، بدءًا من مشاركة الحركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، ونقل مكتبها إلى الدوحة عام 2012، والذي اقتصر على التواصل لوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.

وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني أن جميع المساعدات التي وصلت إلى الشعب الفلسطيني نفذت بشفافية تامة وتحت متابعة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتنسيق مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، نافياً تقديم قطر أي تمويل لحركة "حماس"، واصفًا الادعاءات بهذا الخصوص بأنها لا أساس لها من الصحة.

وأوضح أن الدوحة تعرضت لانتقادات وهجمات بسبب استضافة الحركة، لكنها ترى أن وجود كافة الأطراف في النزاعات ضروري لتحقيق الحلول، وأن التواصل مع "حماس" أسهم في توقيع اتفاقات متعددة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتخفيف معاناة المدنيين، مشيرًا إلى أن بعض السياسيين يستغلون هذه الجهود لتحقيق مكاسب قصيرة المدى.

كما أعرب عن رفضه القصف الإسرائيلي للدوحة، واصفًا هذا العمل بأنه غير مسبوق ويخالف سيادة الدول والقانون الدولي، مؤكدًا أن الوساطة تقوم على توفير مساحة آمنة للأطراف المتنازعة للتوصل إلى اتفاقات سلمية.

وعن العلاقات القطرية ـ الأمريكية، شدد معاليه على أنها قائمة على التعاون من أجل خفض التصعيد وتحقيق السلام في المنطقة، مؤكدًا أن أي محاولات لتشويه هذه العلاقة أو ربط الضربة الإسرائيلية بموافقة الولايات المتحدة غير صحيحة، وتهدف إلى تضليل الرأي العام.

وفي ما يتعلق بقطاع غزة، أكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن الدعم القطري سيظل للشعب الفلسطيني، وليس لإعادة الإعمار الذي تسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى صمود أهالي غزة ورغبتهم في البقاء على أرضهم رغم الدمار الكبير، وأن أي تهجير قسري لهم غير مقبول.

وحذر من أن استمرار الخروقات في غزة قد يؤدي إلى تصعيد جديد، مؤكدًا أن الحل الأمثل يكمن في تنفيذ خطة إعادة الإعمار التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب التوصل إلى حل سياسي شامل عبر إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين.

كما أعرب عن أمله في عدم وقوع حرب بين إسرائيل وإيران، داعيًا إلى استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرًا من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيكون له تأثير على المنطقة بأكملها.

وعن الأزمة الروسية الأوكرانية، شدد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني على أهمية الجهود الأمريكية الحالية للتوصل إلى حل، مؤكدًا أن استمرار الحرب يضر بالعالم بأسره وله عواقب وخيمة على الاقتصاد والسياسات الدولية.


مقالات مشابهة

  • في تعطيل المهام الفلسطينية العاجلة
  • نهيان بن مبارك: الهوية الوطنية ستظل المحور الرئيس لمبادرات وأنشطة صندوق الوطن
  • مفتي الجمهورية: الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية المصرية يقوم على التعايش والتسامح
  • مصر وفلسطين يبحثان عقد مؤتمر لوزراء الثقافة العرب لمناقشة التحديات أمام الهوية الفلسطينية
  • قطر تدافع عن الشعب الفلسطيني وتؤكد دورها في السلام دون تمويل الدمار
  • محمد بن راشد: شكراً للجميع.. وستبقى الإمارات مسانداً وداعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق
  • قطر: لن نموِّل إعادة إعمار ما دمّره الآخرون في غزة.. وسنواصل دعم الشعب الفلسطيني
  • قطر: سنواصل دعم الشعب الفلسطيني.. ولن نمول إعادة إعمار ما دمّره الآخرون
  • قطر: لا جهة تملك حق ترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه
  • مجدي مرشد: مصر لن تسمح بالمساس بسيادتها أو بحقوق الشعب الفلسطيني