د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

 

تتنافس الدول فيما بينها لجذب وإقامة أكبر عدد من المهرجانات الفنية والثقافية والتراثية، من خلال منح المنظمين لتلك المهرجانات تسهيلات سياحية متنوعة وأسعار فنادق وتذاكر سفر، والعمل على تسخير كل ما لديها من سبل وإمكانيات لأجل إقناع منظمي تلك المهرجانات باقامتها في دولهم؛ بل يصل الأمر إلى أن تقوم الدولة المضيفة بدفع مبالغ مالية مليونية من أجل جذب تلك المهرجانات، وهي تعلم أن العائد على الاستثمار في هذا القطاع سيعود عليهم أضعافًا مضاعفة.

المعروف أن المهرجانات عبارة عن احتفالات عامة تقيمها الدول أو حتى تستضيفها خلال فترات زمنية محددة إما سنوية أو نصف سنوية في بعض البلدان.

ومعلوم أن العائد دائمًا ما يكون ذي فوائد كبيرة على مجتمعاتها وثقافتها واقتصادها؛ حيث نلاحظ أن بعض الدول يقام بها سنويا ما لا يقل عن 20 مهرجانًا فنيًا موزعًا جغرافيًا على مقاصدها السياحية؛ حيث تعمل تلك المهرجانات على تسويق الدول كمقصد سياحي من خلال إطلاق مسميات المدن أو المقاصد والمعالم السياحية عليها مما يتيح لهذه المقاصد أن ينتشر اسمها في كافة أنحاء العالم. وقد لوحظ أن معظم منظمي المهرجانات الدولية يعطون الأولوية والأفضلية للمدن الساحلية؛ لإقامة تلك المهرجانات عليها، نظرًا للطبيعة والبيئة السياحية النشطة التي تمتاز بها السواحل البحرية، كما إن هذا الأمر يساهم فيه زيادة الاشغال الفندقي للفنادق الواقعة في تلك المدن؛ حيث تمثل دعمًا سريعًا ومربحًا ومعززًا للعجلة الاقتصادية والسياحية، كما إن تلك المهرجانات تعمل على زيادة التبادل الثقافي والفني مع دول العالم، ولها دور كبير في تقوية التواصل فيما بينها ونشر السلام من خلال القوة الناعمة. ثم إن هناك عنصرًا مُهمًا وهو المساهمة في زيادة عدد السياح وزيادة التدفق السياحي للدولة المضيفة، وسلطنة عمان من الدول التي وهبها الله موقعًا جغرافيًا ساحليًا مميزًا، ناهيك عن موقعها الجغرافي الوسطي بين الشرق والغرب؛ مما جعل من الوصول إليها أمرًا سهلًا ويسيرًا.

وخلال تلك المهرجانات والتي غالبا ما تستضيف العديد من المشاهير والفنانين الذين يلعبون دورًا كبيرًا في الترويج للمقصد السياحي المُضِيف وتحسين الصورة الذهنية السياحية لسلطنة عمان كدولة مُضيفة؛ تعدد طرق التعريف بالمهرجان وتؤدي دورًا كبيرًا في تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي، وسلطنة عمان إحدى المقاصد السياحية الآمنة وتجذب العديد من السياح بسبب تلك الميزة.

إن سلطنة عمان غنية بقلاعها وحصونها الشامخة والتي استطاعت على مر العقود أن تكون نموذجا رائعا لتاريخ سلطنة عمان العريق، ولا شك أن تنويع مفردات الجذب السياحي يمثل عنصرًا أساسيًا يتوجب على كافة الجهات ذات الصلة المشاركة فيه.

نقول ذلك وحضور سلطنة عمان على خارطة المهرجانات الدولية ما زال خجول جدًا، مقارنة بالعديد من دول الجوار والعالم؛ حيث تتهافت الدول على جذب المهرجانات الدولية إليها والعمل على إبراز مقوماتها السياحية من خلالها.

إنَّنا بحاجة إلى أن يكون لسلطنة عمان حضور دولي في استضافة العديد من المهرجانات العالمية ذات البعد الثقافي والفن والتراثي والتاريخي؛ حيث لدينا ما لا يقل عن 200 قلعة وحصن تاريخي شامخ موزعة على كافة أنحاء سلطنة عمان ،ولم يتم استغلالها الاستغلال الأمثل، ولدينا مواقع تاريخية تراثية ونادرًا ما يُقام بها أي فعاليات؛ سواء محلية أو إقليمية أو دولية ذات بعد سياحي أو ثقافي أو فني.

لكن ورغم ذلك.. ما زالت الفرصة متاحة، من خلال العمل على الترويج لهذه المقومات الفريدة من نوعها، وجذب أكبر عدد من المهرجانات الدولية الفنية الثقافية السياحية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مبادرة سياحة المحافظات تحقق تنمية شاملة ومتوازنة في سلطنة عمان

العُمانية: أطلقت وزارة الاقتصاد مبادرة "سياحة المحافظات" بهدف تنشيط ودعم قطاع السياحة في محافظات سلطنة عُمان وتمكين القطاع من تنمية اقتصاد المحافظات عن طريق دعم المشروعات التي تستغل الميزات النسبية لكل محافظة وتحقيق جدوى ملموسة في تنمية المجتمعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإيجاد فرص عمل جديدة لأبناء المحافظات.

ووضح سعادةُ الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل الاقتصاد أن هذه المبادرة تأتي ضمن سياق مرحلة طموحة من التحولات في اقتصاد سلطنة عُمان لتعزيز البعد المكاني للتنمية وتحقيق تنمية شاملة متوازنة في المحافظات لوضع كلّ المحافظات في العملية التنموية.

وقال سعادتُه لوكالة الأنباء العُمانية: إن المبادرة عبارة عن تنافس بين المحافظات لتقديم مشروعات ومبادرات سياحية تخدم تنمية القطاع السياحي لكل المحافظات في سلطنة عُمان من خلال استثمار آلية التنافسية لكل محافظة، كما ستعمل على تحسين الوجهات السياحية في كافة المحافظات.

وأضاف سعادتُه أنه من أهداف المبادرة أيضًا تعزيز جهود التنويع الاقتصادي والمحتوى المحلي وتوفير فرص عمل للعُمانيين تكون محفزة للإمكانات الاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية ضمن المحافظة، مشيرًا إلى أن قيمة الجائزة تبلغ 15 مليون ريال عُماني، وتتقدم المحافظات بمشروعاتها ليتم اختيار الأفضل من خلال لجنة فنية بناء على معايير محددة بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وقد تمنح الجائزة لمحافظة واحدة أو عدة محافظات بما لا يتجاوز قيمة الجائزة.

وأشار سعادتُه إلى أنه سيبدأ التقدم للجائزة ابتداءً من هذا العام على أن يتم إعلان النتائج وطرح المشروعات في عام 2025، والتركيز على مشروعات الشق السفلي في قطاع السياحة عبر تطوير المزارات السياحية والعيون والأودية والحارات القديمة بما يخدم التنمية المحلية للمحافظات.

وأكد سعادةُ الدّكتور وكيل الاقتصاد على أن هذه المشروعات ستسهم في زيادة إعداد الزوار المحليين أو من خارج سلطنة عُمان ما سيعمل على زيادة إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي وتطوير القطاع في المجتمعات المحلية وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز تنافسية الجانب السياحي في المحافظات.

مقالات مشابهة

  • عمان ضيف شرف "الملتقى الاقتصادي العربي الألماني".. غدا
  • تدشين مبادرة "سياحة المحافظات" لتطوير وترويج الوجهات السياحية
  • 20 يونيو.. انطلاق فعاليات ليالي حصن بركاء
  • مبادرة سياحة المحافظات تحقق تنمية شاملة ومتوازنة في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تستعرض مستجدات الأوضاع في غزة مع قطر والصين
  • سلطنة عمان تحصد 3 جوائز في آن واحد من «الصحة العالمية»
  • طالب عمان الأهلية أنس عكاوي يفوز بالمركز السابع في البطولة الدولية لمناظرات الجامعات
  • سلطنة عمان تحصد 3 جوائز صحية عالمية
  • لأول مرة.. المدير الجديد لـ"BMW" الشرق الأوسط يزور سلطنة عُمان
  • "مؤتمر التكنولوجيا المالية" يناقش سبل تأسيس بيئة مالية رقمية لتعزيز التطور المالي