يمانيون../
بعدَ أسبوعٍ من الإعلان عن المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني، أعلن قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميسَ الماضي، أن اليمنَ يدرُسُ أَيْـضاً المضيَّ نحو مرحلة خامسة وسادسة من التصعيد، في رسالة واضحة تؤكّـد عدم وجود سقف معين يحكم مسار معركة إسناد الشعب الفلسطيني، وحرص القيادة اليمنية على أن يبقى المجال مفتوحاً ومرهوناً فقط بالقدرات العسكرية والاعتبارات الأخلاقية.

الأمر الذي يضع العدوّ مجدّدًا أمام حقيقة صعوبة التخلص من التأثير المتصاعد للجبهة اليمنية، وبالتالي صعوبة إزاحة هذه الجبهة عن حسابات المعركة، بما في ذلك تداعيات الاستمرار في الإبادة الجماعية، وتداعيات الذهاب نحو تصعيد عدواني جديد في غزة.

حديث قائد الثورة في خطابه الأخير عن الاستعداد لمراحل تصعيد جديدة مثّل توضيحًا مهمًّا لطبيعة المرحلة الرابعة التي تم الإعلان عنها قبل أسبوع، فبالرغم من أن هذه الأخيرةَ لا تزالُ في بدايتها، فَــإنَّ التطلع إلى مراحلَ أبعدَ يؤكّـد بشكل واضح أن التدرج في التصعيد ليس مناورة سياسية، بل هو مسارٌ مرتبطٌ بعاملين وحيدين حرص السيد القائد على توضيحهما وهما: الضوابط الشرعية الأخلاقية، ومستوى الإمْكَانات والقدرات، معززاً ذلك بالتأكيد على أنه “لا توجد خطوطٌ حمراء” ولا “حساباتٌ سياسيةٌ” تحكم هذا المسار.

هذا التوضيح يجددُ مرةً أُخرى التأكيدَ على أن القيادة اليمنية تواصل الدفع بالموقف العسكري والشعبي إلى المستوى الذي يليق بمنطلقات ودوافع هذا الموقف وبما يفرضه من مسؤولية، وهو مستوى أن يكون اليمنُ جبهةً رئيسيةً في الصراع مع العدوّ الصهيوني، وألا تكون هذه الجبهة مقيدة بأية اعتبارات؛ لأَنَّ حجم المعركة يفرض الذهاب إلى أقصى حَــدٍّ من الانخراط الجاد فيها مهما كانت التحديات، وقد كانت هذه النظرة للمعركة واضحة في خطابات القائد منذ البداية وتجلت أَيْـضاً في طبيعة الخطوات التصعيدية الكبيرة وغير المسبوقة التي اتخذتها القوات المسلحة حتى الآن.

وفي هذا السياق جاء تأكيد قائد الثورة على وجود “خيارات استراتيجية حساسة ومهمة” ليوضح أَيْـضاً أن مسار الجبهة اليمنية يتضمَّنُ إعدادَ أكبر المفاجآت الممكنة للعدو لتثبيتِ معادلة الفعل العسكري التصاعدي والذي يمكّن من مواكبة المعركة المُستمرّة.

هذا الحرص المعلَن على وضع العدوّ أمام حقيقة الإسناد اليمني التصاعدي و”اللامحدود” يهدف لوضع العدوّ ورعاته أمام عدة حقائقَ مهمة أبرزها أن التصعيد في غزةَ، وبالذات في رفح التي تتصدر المشهد حَـاليًّا لن يكون مُجَـرّد حدث يمكن احتواء تداعياته، بل سيؤدي إلى حرائقَ لا يمكن السيطرة عليها، وهذا ما كانت معادلات المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني قد ترجمته؛ فالإعلان عن فرض عقوبات على كُـلّ الشركات التي تتعامل مع العدوّ وحظر عبور سفنها، هو زلزال هائل يوازي في قوته ضغطًا عالميًّا كَبيراً على الأعداء.

والحقيقة أن الأمر لا يتعلق برفح فقط، بل باستمرار العدوان الصهيوني على غزة بشكل عام؛ فتأكيد قائد الثورة على عدم وجود اعتبارات وخطوط حمراء تحكم مسار الجبهة اليمنية يعني أن خيارات التصعيد ستستمر بالتزايد بصفة عامة، وتخصيص معادلات معينة للرد على اجتياح رفح لا يناقض ذلك، بل يؤكّـد حرصَ القيادة اليمنية على إيجاد الكثير من الوسائل لإدارة المعركة والتعامل مع متغيِّراتها المتنوعة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تصعيد غربي ضد إيران أمام الوكالة الذرية وعراقجي يرد

تعتزم الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين تقديم مشروع قرار إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع المقبل، يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها النووية، وسارعت طهران بالتهديد برد قوي على أي انتهاك لحقوقها.

ووفقا لمصادر دبلوماسية، فإن القرار الذي ستقدمه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، يستند إلى تقرير حديث للوكالة أشار إلى "نقص عام في التعاون" من جانب إيران. وأضافت المصادر أن الدول الغربية قد تلجأ إلى إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تُبدِ طهران "حسن نية" خلال الفترة المقبلة.

ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامج إيران النووي، الذي تؤكد طهران أنه مخصص لأغراض سلمية، بينما تتهمها الدول الغربية بالسعي لتطوير سلاح نووي.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر دبلوماسية بأن التصويت على مشروع القرار سيُجرى في اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا يوم 11 يونيو/حزيران الجاري، بهدف "زيادة الضغط" على إيران.

عراقجي: أوروبا على وشك ارتكاب خطأ إستراتيجي آخر وطهران سترد بقوة (رويترز) الرد الإيراني

وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أوروبا على وشك ارتكاب خطأ إستراتيجي آخر، وإن طهران سترد بقوة على أي انتهاك لحقوقها، مشددا على أنه بدلا من التعامل بحسن نية تختار الترويكا الأوروبية اتخاذ إجراءات مغرضة ضد إيران بمجلس محافظي الوكالة.

إعلان

واعتبر عراقجي أنه بعد سنوات من التعاون الجيد مع الوكالة الذرية تُتهم بلاده زورا بعدم الامتثال وانتهاك اتفاقية الضمانات عبر تقارير مسيسة يهدف إلى افتعال أزمة.

وكان المدير العام للوكالة الذرية رافائيل غروسي كشف في تقرير سري -أعدته الوكالة بطلب من مجلس محافظيها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- أن إيران قامت سابقا بأنشطة نووية غير معلنة استخدمت فيها مواد نووية في 3 مواقع لا تزال قيد التحقيق، إلى جانب مواقع أخرى محتملة، في إطار ما وصفه التقرير بأنه "برنامج نووي منظم غير معلن" استمر حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ21.

وأوضح التقرير أن إيران زادت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مشيرا إلى أن مخزونها من هذا النوع بلغ نحو 409 كيلوغرامات -بزيادة بنسبة تقارب 49% منذ تقرير فبراير/شباط الماضي- وهي كمية كافية لتصنيع سلاح نووي في حال تم تخصيبها إلى مستوى 90%.

لكن إيران رفضت تقرير الوكالة الأخير، واعتبرته "مناورة سياسية"، متهمة إسرائيل بتزويد الوكالة بمعلومات "غير موثوقة ومضللة"، مؤكدة عدم وجود أي مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة، وشددت على أنها ستتخذ "التدابير المناسبة"، ردا على أي محاولة لاتخاذ إجراءات ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة.

ترقب إسرائيلي

وفي سياق متصل، ذكرت موقع أكسيوس الأميركي -نقلا عن مسؤولَين إسرائيليَّين على اطلاع بهذا الشأن- أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها لن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية ما لم تفشل الجهود الدبلوماسية الجارية، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة عُمانية، التي تهدف إلى التوصل لاتفاق يحد من تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متصاعدا على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية المستمر على قطاع غزة، وسط مخاوف من اتساع رقعة التصعيد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • وقفات حاشدة في مأرب دعمًا لغزة واستجابة لدعوة قائد الثورة
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات حاشدة دعماً لغزة واستجابة لدعوة قائد الثورة
  • تصعيد غربي ضد إيران أمام الوكالة الذرية وعراقجي يرد
  • اعتراف صهيوني بتداعيات خطيرة للعمليات اليمنية على الكيان
  • الاتحاد الرياضي اليمني – الأمريكي ينظم بطولة الجاليات اليمنية الخامسة
  • خبراء ومحللون عرب: اليمن يعيد رسم خرائط الردع ويقلب موازين المعركة ضد العدو الصهيوني
  • “الجبهة الشعبية”: الفيتو الأمريكي إصرار على الشراكة المباشرة في جريمة إبادة غزة
  • المشاط يرفع سقف المواجهة - الاقتصاد الصهيوني في مرمى المعادلة اليمنية الجديدة
  • الرئيس المشاط: نتعاطى بمسؤولية مع الشركات المستثمرة في كيان العدو الصهيوني التي أبدت استعدادها للمغادرة
  • لوفتهانزا تقر ايقاف رحلاتها من والى إسرائيل بسبب التهديد اليمني