أكد الدكتور أكرم السيسي، أستاذ متفرغ بكلية اللغات والترجمة قسم اللغة الفرنسية بجامعة الأزهر، إن تديين القضية الفلسطينية حول الأمر إلى أزمة عقائدية، وليس الحق في الأرض المحتلة.

أكرم السيسي: إسرائيل تتلاعب باللغويات لتقنع الغرب بأنهم ضحايا (فيديو) مفكر سياسي: مصر ردت على شائعات التنسيق مع إسرائيل وكذبت مسؤوليها (فيديو)

وقال السيسي، خلال لقائه مع برنامج "الشاهد"، الذي يعرض على قناة "إكسترا نيوز"، السبت: "المواطن الفلسطيني يقول إن هذه الأرض هي حقه، والمستعمر الذي أتى إليها يغتصبها، وعلى الجانب الآخر، يحولها الكيان الصهيوني إلى أمر عقائدي، من خلال الإشارة إلى أن هذا هو مكان تواجد موسى عليه السلام، وأن هذه أرض الميعاد".

وأضاف: "استطاع الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذا النهج أن يخلط الأمور ببعضها، فالقضية الفلسطينية ليست بهذا الشكل على الإطلاق، وسرعان ما ظهر رد الفعل الفلسطيني والعربي، من خلال تديننا للقضية الفلسطينية من خلال الإسلام، وذلك هو الفخ الذي وقعنا فيه".

وأشار إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها إيران على إسرائيل، قائلا: "إيران ألقت طوق النجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وساعدته على إنهاء حرب غزة بحماية العالم، وذلك بعد أن أوقعتهم الحكومة الإسرائيلية في ذلك الفخ بنجاح، حين ضربت القنصلية الإيرانية في سوريا". 

أمنية إسرائيل تحويل الصراع إلى ديني

وأوضح أن أمنية إسرائيل في الوقت الحالي هي أن يتحول صراعها إلى صراع ديني، وتسعى لذلك طوال الوقت؛ لأنها دولة دينية يهودية تبحث عن الصراع مع الدول والعقائد الأخرى.

وذكر أن التاريخ يقول إن أي التفاف سياسي ديني أو دخول السياسة في الدين لا بد أن يسقط، ويؤكد أن نهايته ستكون سيئة للغاية؛ لأن الدين ثوابت والسياسة متغيرات، فالثوابت تعني الالتزام بالصلوات على سبيل المثال، ولا يمكن التلاعب فيهم، أما المتغيرات في السياسة لا تبقى على حال واحد.

وتابع: "حين يتم خلط الدين بالسياسة، تلقائيا ما يخسر الدين في هذه المعركة؛ لأن الدين مقدس، وبدأت هذه الإشكالية تحديدا منذ الفتنة الكبرى، حين تم رفع المصاحف على السيوف؛ ولذلك تم خسارة تلك المعركة التي كانت تسمى بـ"صفين"، بين جيش خليفة المسلمين على بن أبى طالب وجيش معاوية بن أبى سفيان الذى كان واليا على الشام". 

قال إن رئيس الوزراء الإسباني أعلن مؤخرا توقف كافة أعماله؛ بسبب الأقاويل المنتشرة حول ممارسة زوجته لأعمال حرة وتردد الشبوهات حولها، وبالتأكيد ذلك ليس من فراغ، بل جاء نتاجا لممارسات صهيونية، بعد زيارته لمعبر رفح برفقة رئيس وزراء بلجيكا.

وأضاف أنه بعد أيام قليلة من أحداث السابع من أكتوبر الماضي، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإسباني و رئيس وزراء بلجيكا، وأعلنوا اعترافهم الكامل بفلسطين كدولة مستقلة، وما تعرض له رئيس الوزراء الإسباني كان عقابا لما صرح به.

وتابع: "جميع المسؤولين الغربيين يخافون الآن الحديث الصريح عن الأزمة الفلسطينية، ويحاولون إصدار تصريحاتهم بمصطلحات لا تسبب لهم أزمات سياسية في الوقت الراهن".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلسطين اللغة الفرنسية الأزهر أكرم السيسي إسرائيل الوفد بوابة الوفد رئیس الوزراء من خلال

إقرأ أيضاً:

كيف نجحت تركيا في دخول المعادلة الفلسطينية رغما عن إسرائيل؟

في وقت مبكر من العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر من اعلام 2023، طرحت تركيا مبادرة عُرفت باسم "نظام الضمانة" لأنهاء الحرب على غزّة. تقوم فكرة المبادرة على تحقيق وقف إطلاق النار أولا، ثمّ تحويله إلى وقف دائم ومستدام، ثم الانتقال إلى مساعي الحل النهائي الذي يضمن تحقيق السلام والأمن والاستقرار من خلال مجموعة من الضامنين لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

اقترحت تركيا آنذاك أن تكون ضمن المجموعة الضامنة للطرف الفلسطيني، في حين تقوم أطراف أخرى خارجية بضمان الجانب الإسرائيلي. ومفهوم الضمان هنا يعني أنّ الأطراف المعنية ستضغط على الطرفين لمنع خرق الاتفاقات التي يتم التوصل إليها ومنع التصعيد في حال حصول ذلك، ومحاسبة الطرف الذي يقوم بخرق الاتفاقات.

ساعد نجاح أردوغان في إقناع ترامب بإعادة النظر في السياسة الأمريكية تجاه سوريا بشكل جذري في تسهيل سلسلة من التوافقات السياسية بين الرجلين على بعض الملفات الثنائية والإقليمية. وقد تبلور ذلك بشكل واضح خلال زيارة أردوغان الأخيرة الى الولايات المتّحدة الأمريكية حيث تمّ استقباله بحفاوة كبيرة وحظي باهتمام شخصي منقطع النظير من الرئيس ترامب.كانت فكرة المبادرة تتيح للجانب التركي التواجد السياسي والاقتصادي والأمني على الأرض في غزّة حيث يمكن للقوات التركيّة التمركز هناك بشكل يجعل من انقرة لاعباً رئيسياً في المعادلة المحلّية والإقليمية والدولية وبشكل يصعّب على إسرائيل القيام بأمر مماثل. في تصريح له بتاريخ 25 تشرين أول/ أكتوبر 2023، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المقترح المذكور هو الطريقة الأكثر واقعية وفعالية حالياً للتوصل إلى حل واقعي للصراع، على الأقل على المدى القصير والمتوسط.

وعلى الرغم من تسويق المبادرة لدى الولايات المتّحدة وفي العالم العربي والإسلامي، إلاّ أنّها لاقت معارضة شديدة من إسرائيل وإدارة بايدن حيث كان الطرفان يسعيان الى عزل الجانب التركي وإبعاده عن الملف الفلسطيني تماماً، والتركيز عوضاً عن ذلك على لاعبين مثل الامارات ومصر. كما اعترضت بعض الدول العربية على فكرة ارسال قوات إقليمية.  ومع مضي الوقت، بدا أنّ مقترح الجانب التركي أصبح بعيداً عن الواقع، وتركزّ الجهد التفاوضي حينها فيما يتعلق بانهاء الحرب على قطر ومصر، وفي مرحلة ما بعد الحرب على الامارات ومصر.

لكن مع مجيء ترامب إلى البيت الأبيض بداية العام، رأى الجانب التركي فرصة ثمينة في إعادة التموضع بقوّة في الملف الفلسطيني من خلال العلاقات الشخصية القوية التي تربط الرئيس الأمريكي ترامب بنظيره التركي أردوغان. وقد ساعد نجاح أردوغان في إقناع ترامب بإعادة النظر في السياسة الأمريكية تجاه سوريا بشكل جذري في تسهيل سلسلة من التوافقات السياسية بين الرجلين على بعض الملفات الثنائية والإقليمية. وقد تبلور ذلك بشكل واضح خلال زيارة أردوغان الأخيرة الى الولايات المتّحدة الأمريكية حيث تمّ استقباله بحفاوة كبيرة وحظي باهتمام شخصي منقطع النظير من الرئيس ترامب.

وفي ملف غزّة بالتحديد، كان واضحاً من خلال الجلسة التي تمت في واشنطن بين الرئيس الأمريكي والزعماء العرب والمسلمين بأنّ تركيا تريد لعب دور محوري في ملف إنهاء الحرب على غزّة. وقد تمّ إجلاس الرئيس أردوغان على قدم المساواة مع ترامب على رأس الطاولة، وباقي الزعماء يلتفون حولها، في مشهد إلتقطته كاميرات الإعلام وحمل دلالة عميقة عن الدور التركي المرتقب.

وبالفعل، ما هي إلاّ أيام حتى تمّ إدخال الجانب التركي بشكل رسمي في المفاوضات الى جانب قطر ومصر، وتم الإعلان عن التوصل الى الاتفاق خلال الاجتماع الذي جمع المسؤولين في الوفود التي مثلت كل من تركيا وقطر ومصر وحماس من جهة، وامريكا وإسرائيل من جهة أخرى. وعلى الرغم من انّ المقترح التركي الأصلي ليس مطابقا لخطة ترامب، إلاّ انّ خطّة الأخير تحمل بعض البصمات التي تشير الى انّ الجانب التركي ضمّنها بعض مقترحاته لعل من أبرزها لعب دور أساسي في وقف اطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ومشاركة القوات التركية في "قوة مهام" دولية، ومساعدة قيادات حماس في توفير مكان لإقامتهم طويلة الأمد، ودعم جهود إعادة إعمار غزة.

على الرغم من أنّنا نتحدث الآن عن المرحلة الأولى من الاتفاق وعن بقاء الكثير من التفاصيل غامضة في هذه اللحظة، إلإّ أنّ نجاح أنقرة في إدخال نفسها في المعادلة الفلسطينية على الرغم من العوائق الجغرافية والسياسية والاقتصادية ومعارضة إسرائيل القويّة هو أمر يحسب للجانب التركي خاصّة في ظل الانتقادات التي طالتها من بعض الشعبويين خلال العامين الماضيين.وعلى الرغم من أنّنا نتحدث الآن عن المرحلة الأولى من الاتفاق وعن بقاء الكثير من التفاصيل غامضة في هذه اللحظة، إلإّ أنّ نجاح أنقرة في إدخال نفسها في المعادلة الفلسطينية على الرغم من العوائق الجغرافية والسياسية والاقتصادية ومعارضة إسرائيل القويّة هو أمر يحسب للجانب التركي خاصّة في ظل الانتقادات التي طالتها من بعض الشعبويين خلال العامين الماضيين.

وفي تصريح له بعيد الاتفاق، قال الرئيس التركي إنّ بلاده ستتخذ التدابير للحرص على عدم نقض إسرائيل للالتزامات التي تترتب عليها انطلاقاً من الخبرة التاريخية التي تشير إلى أنّ الإسرائيليين لا يلتزمون بأي اتفاقات وينقضونها عند أوّل فرصة بحجج واهية كما قال.

كما نُقل عن بعض المصادر المرتبطة بوزارة الدفاع التركية استعداد القوات المسلحة التركية لتنفيذ أي مهمة توكل إليها رسمياً، وهو ما يشير إلى أنّ الجانب الإسرائيلي قد لا يزال معترضاً على مثل هذا الدور، لكنّ حصوله على أرض الواقع أمر مهم جداً على المدى البعيد اذا ما نجح الاتفاق الحالي في تخطي العقبات التي تلي المرحلة الأولى، علماً أن الجانب الإسرائيلي لم يتخلى يوما عن تقليده المتمثّل في خرق الاتفاق وهو ما يعني أنّ هناك مهمّة شاقة تنتظر الأطراف الراعية للاتفاق وتلك التي ستعمل مع الجانب التركي في غزة بحكم الجغرافيا والسياسة والواقع، الأمر الذي يتطلب تنسيقا عاليا وتفاهما كبيراً بينها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء اللبناني يطلب من وزارة الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل
  • نبيلة عبيد: الرئيس السيسي كان لديه الحق فى رفض التهجير.. خاص
  • عضو مجلس الزمالك السابق: "نثق في استعادة الحق".. صورة
  • مدبولي: أكدنا ثوابت الموقف المصري برفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير (فيديو)
  • مدبولي: نجحنا في التوصل لاتفاق وقف الحرب في غزة.. وموقف مصر ثابت برفض تصفية القضية الفلسطينية
  • مدبولي: أكدنا ثوابت الموقف المصري برفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير
  • رئيس الوزراء: مصر تعرضت لحملات تشويه كبيرة بسبب القضية الفلسطينية
  • كيف نجحت تركيا في دخول المعادلة الفلسطينية رغما عن إسرائيل؟
  • وكيل المخابرات السابق: مصر تعمل في القضية الفلسطينية باعتبارها شريكًا وليس وسيطا
  • السفير العكلوك: مصر تصدت لضغوط التهجير وحمت القضية الفلسطينية