كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت على جريدة "دايلي ميل" البريطانية، أن "دماغ الإنسان يحتوي على نظام مشابه لنظام تحديد المواقع العالمي "GPS" وذلك بشكل طبيعي ومدمج".

وأوضحت الدراسة، أن النظام المُتوفّر عليه طبيعيا في دماغ الإنسان، يحميه من الضياع ويجعله أكثر قدرة على حفظ الأماكن، مشيرة إلى أن العلماء قد نجحوا في تحديد "البوصلة العصبية" التي تمنع الإنسان من الضياع.



وتابعت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة برمنغهام البريطانية وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ بألمانيا، بأن "البشر أكثر مهارة في شق طريقنا من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) مما كنا نتصور"؛ فيما اكتشف العلماء أن للإنسان "بوصلة عصبية داخلية، تتيح التوجيه والتنقل عبر البيئة".

وأضافت: "تخبرنا هذه البوصلة، التي تأخذ شكل إشارة كهربائية تنتقل عن طريق الخلايا العصبية، أننا على وشك التوجه في اتجاه جديد، وبمجرد أن نعيد توجيه أنفسنا، فإن ذلك يتيح لنا معرفة أننا نسير على طول مسار جديد، شرقاً بدلاً من الشمال، على سبيل المثال".

وفي السياق نفسه، قال مؤلف الدراسة، وهو الدكتور بنجامين غريفيث من جامعة برمنغهام: "يمكننا وصف البوصلة العصبية بأنها إشارة دماغية يتم إرسالها إلى العديد من مناطق الدماغ المختلفة المشاركة في الملاحة".

وأكد على أنه "تقوم إشارة الدماغ بتحديث مناطق الدماغ هذه حول المكان الذي نواجهه في البيئة، وهذا يساعد على تحديث أهدافنا الملاحية أثناء تحركنا عبر البيئة"، مردفا: "يخبرنا أننا نتحول حوالي 50 إلى 100 مللي ثانية قبل أن نفعل ذلك بالفعل".

واسترسل: "عندما نتجه عند زاوية الشارع، فإن إشارة دماغ البوصلة العصبية تخبر مناطق الدماغ التي تساعدنا على التنقل حول المنعطف وتسمح لنا بتحديث اتجاهنا، من قبيل التحرك في الشارع الجديد"، مبرزا أنه "بدون البوصلة، من المحتمل أن يعاني البشر من انهيار كبير في القدرة على التنقل". 

وأضاف الخبير نفسه، أنه: "لن نكون يائسين تماماً، ولكن سنواجه صعوبة حقيقية في الانتقال من النقطة (أ) إلى النقطة (ب)".

تجدر الإشارة إلى أنه للقيام بهذه الدراسة قام الدكتور غريفيث وزملاؤه بتجنيد 52 مشاركاً يتمتعون بصحة جيدة لإجراء سلسلة من تجارب تتبع الحركة أثناء تسجيل نشاط الدماغ لديهم. 


كذلك، استخدموا تخطيط كهربية الدماغ، وهي طريقة لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ تتضمن أقطاباً كهربائية موضوعة على طول فروة الرأس. فيما تمكّنالباحثين من مراقبة إشارات الدماغ من المشاركين أثناء تحريك رؤوسهم لتوجيه أنفسهم إلى الإشارات الموجودة على شاشات الكمبيوتر المختلفة. كما قاموا بمراقبة إشارات من 10 مشاركين كانوا يخضعون بالفعل لمراقبة الدماغ لحالات مثل الصرع.

ودفعت جميع المهام المشاركين إلى تحريك رؤوسهم، أو في بعض الأحيان عيونهم فقط. حيث تمكن الباحثون من التعرف على إشارة الاتجاه المضبوطة بدقة للبوصلة، والتي يمكن اكتشافها قبل التغيرات الجسدية في اتجاه الرأس بين المشاركين.

وفيما يخطط الباحثون، مستقبلا لدراسة كيفية تنقل الدماغ عبر الزمن، لمعرفة ما إذا كان النشاط المماثل مسؤولاً عن الذاكرة أيضاً، أكدوا أن هذه النتائج لها آثار على فهم أمراض مثل مرض باركنسون والزهايمر، حيث غالبا ما تكون الملاحة والتوجيه ضعيفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة دراسة علمية تحديد المواقع تحديد المواقع دراسة علمية مرض الزهايمر المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل تعلم أن الفيلة تتبادل التحيات ولديها 1014 إشارة للتعبير؟

الجديد برس:

لا يقتصر التواصل بين الكائنات على الأصوات أو اللغة المنطوقة، فالرئيسيات مثل البشر والشمبانزي والقردة يعتمدون على إشارات حركية لتوصيل رسائل معينة في إطار عملية التخاطب مع أقرانهم.

وبالمثل أثبتت دراسة علمية أجراها فريق بحثي من جامعة فيينا في النمسا ونشرتها الدورية العلمية Communication Biology أن الفيلة الأفريقية تعتمد على إشارات حركية عند تبادل التحية مع أقرانها، وأن هذه الإشارات تختلف عندما تكون هذه الأفيال على مرأى من بعضها أو لا.

وتقول الباحثة فيستا إليوتيري المتخصصة في علم الأحياء السلوكي بجامعة فيينا: “إذا كنت تريد من شخص ما أن يناولك شيئاً بعينه، فلابد أن تشير بأصبعك حتى يعرف المتلقي الشيء الذي تريده، وكذلك إذا كنت تريد السخرية من شخص ما، فلابد أن تبدي تعبيرات معينة على الوجه أو تستخدم نبرة صوت معينة حتى يفهم المحيطون بك أنك لست جاداً فيما تقول”.

ومن أجل تحديد ما إذا كانت الفيلة تستخدم تركيبات مماثلة من الإيماءات الحركية والأصوات، قام الفريق البحثي بدراسة مجموعة من الأفيال في محمية “جافوتا” الطبيعية في زيمبابوي خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وديسمبر عام 2021.

تبادل التحية مع بعضها البعض!

وفي إطار الدراسة، رصد الباحثون 1014 إشارة حركية و268 تعبيراً صوتياً قامت بها لتحية بعضها البعض.

واعتمد الفريق البحثي على جمع البيانات من أعلى منصة مرتفعة تطل على مساحة مفتوحة توجد بها بركة مياه حيث يمكن متابعة الفيلة من جميع الزوايا من مسافة 200 متر.

ومن أجل تعزيز آليات تبادل التحية بينها، اعتمد الباحثون على آلية لفصل الفيلة عن بعضها ثم جمع شملها مرة أخرى. وخلال التجربة، كان حراس المحمية يبعدونها عن بعضها لمسافة 200 متر عن بعضها لمدة 10 دقائق ثم يسمحون لها بالاقتراب من بعضها مرة أخرى من تلقاء نفسها، مع تكرار هذه التجربة مرتين على الأقل يومياً حتى لا تشعر الأفيال بالتوتر جراء التباعد عن بعضها البعض.

ووجد الباحثون أن الفيلة تتبادل التحية عن طريق سلسلة من الإيماءات والأصوات مثل القعقعات عن طريق تحريك الأذن أو فردها، وأنها تقوم بإشارات أخرى عن طريق هز ذيولها أو رفعها لأعلى.

وتبين من المتابعة المستمرة أن تحريك الأذن هي أكثر أنواع التحية شيوعاً بين الأفيال، وأن هذه الإيماءة هي أكثر انتشاراً بين الإناث عن الذكور. وتلاحظ أيضاً أنه في 71 % من مواقف تبادل التحية، تعتمد الفيلة على وسائل أخرى مثل التبول أو التبرز أو إفراز روائح معينة  من بعض الغدد الصدغية التي لا توجد إلا في أجسام الأفيال.

فك لغة الإشارة؟

 وتقول الباحثة إليوتيري إن “السمع والشم يعتبران من الحواس بالغة الأهمية بالنسبة للفيلة، وبالتالي فقد خضعت لدراسات وأبحاث مستفيضة سابقة، ولكن هناك اعتقاداً سائداً أن الفيلة ضعيفة البصر، وبالتالي لا تعتمد كثيراً على الرؤية عند التواصل مع بعضها البعض”. وأضافت في تصريحات للموقع الأميركي “بوبيولار ساينس” المتخصص في الأبحاث العلمية: “لقد قدمنا الدليل على أن الفيلة تتبادل الإيماءات الحركية أثناء التحية، وتعتبر هذه الدراسة أول وصف منهجي لأنواع الإشارات الحركية المختلفة والتركيبات المتعددة التي تلجأ لها أثناء التحية”.

وتبين من الدراسة أن وسائل التواصل بين الفيلة تختلف حسب ما إذا كانت تنظر إلى بعضها أو لا، بمعنى أن الفيل على الأرجح يعتمد على الإشارات الحركية مثل هز الأذن أو التلويح بخرطومه عندما يرى أن الفيل المتلقي ينظر إليه، في حين أنه يعتمد على إصدار أصوات معينة مثل القعقعة عن طريق هز الأذن، أو اللمس بطرف الخرطوم للتعبير عن التحية عندما يجد أن الفيل الملتقي لا ينظر إليه.

وذكرت الباحثة إليوتيري أن بعض الإيماءات كانت تبدو عشوائية للوهلة الأولى، ثم اتضح لاحقاً أن الفيلة تقوم بعمل تركيبات من الإشارات الحركية والأصوات من أجل توصيل رسائل معينة إلى أقرانها، ما يسلّط بعض الضوء على احتمال وجود خواص نحوية في لغة الفيلة.

وتدل الدراسة أيضاً على أن الأفيال تعدل أسلوب التواصل باختلاف المواقف، أي عندما تكون في دائرة رؤية الفيل الملتقي أو لا، وهو ما يعزز خاصية الإدراك الفردي بين أفراد القطيع الواحد والترابط الاجتماعي بين الأفيال.

وتؤكد الدراسة أيضاً أن أنظمة التواصل متعددة الأوجه تطورت بين فصائل مختلفة من الثدييات، حيث تلاحظ أن بعض أنواع الشمبانزي والقرود تتواصل مع بعضها بشكل مختلف حسب ما إذا كانت تتبادل النظر أو لا أثناء عملية التواصل، وأنها تجمع بين التعبير الصوتي والحركي حسب السياق أثناء عملية التواصل.

ورغم التباعد في الخواص بين الفيلة والقرود، فإنها تشترك في قدراتها العقلية المتطورة والحياة الإجتماعية المركبة التي تعيش فيها وسط أقرانها.

ويأمل الفريق البحثي في المستقبل أن يتم تسليط مزيد من الضوء على المرونة التي تبديها الفيلة عند التواصل مع بعضها البعض، وكذلك فهم أنماط الحركة المختلفة التي تقوم بها الأفيال التي تعيش في الحياة البرية وربما الوقوف على مدلولاتها المختلفة.

مقالات مشابهة

  • هل تعلم أن الفيلة تتبادل التحيات ولديها 1014 إشارة للتعبير؟
  • دراسة: 38 بالمائة من صفحات الويب التي تم إنشاؤها في عام 2013 لم تعد متاحة
  • تغير المناخ قد يزيد مخاطر السكتات الدماغية والصرع وألزهايمر والشلل الرعاش
  • غيلاس قناوي يخضع لفحص طبي جديد لتحديد موقفه من المران الجماعي
  • إنجاز رائد.. إنشاء أول دماغ صغير في العالم مزود بحاجز دموي دماغي وظيفي
  • باحثة بالمصري للفكر: الاعتداء على مخيم جنين يؤكد أن إسرائيل فقدت البوصلة (فيديو)
  • خطوات لعلاج ارتفاع ضغط الدم.. أبرزها الابتعاد عن العصبية والتوتر
  • غوغل وجامعة هارفارد يكشفان عن الخريطة الأكثر تفصيلاً على الإطلاق للدماغ البشري
  • سفارة المغرب ببكين تضع رقم هاتفي رهن إشارة الجالية المغربية بالصين
  • خبيرة تغذية: السكريات تحولك لشخص عصبي جدا «فيديو»