دراسة جديدة تحدد البوصلة العصبية لدى الإنسان
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تمكنت دراسة بريطانية حديثة من تحديد موقع البوصلة العصبية الداخلية لدى الإنسان، والتي يستخدمها الدماغ البشري لتوجيه نفسه مما يجعل تحديد الاتجاه المناسب في استطاعته.
وقام باحثون من جامعة برمنغهام في بريطانيا وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ، بإجراء هذه الدراسة التي نشرت بداية مايو/أيار الجاري بمجلة "نيتشر هيومان بيهيفير" (Nature Human Behaviour) وكتب عنها موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).
ورغم أن قياس النشاط العصبي أثناء الحركة يعد أمرا صعبا لأن معظم التقنيات المتاحة لذلك تتطلب من المشاركين البقاء ثابتين قدر الإمكان؛ فإن الباحثين في هذه الدراسة تغلبوا على هذا التحدي باستخدام تقنيات التقاط الحركة وأجهزة محمولة لتخطيط كهربية الدماغ.
وبهذا استطاع الباحثون تسجيل إشارات دقيقة داخل الدماغ تحدد الاتجاه الذي سينتقل إليه الرأس، مما يتوافق مع نتائج دراسات سابقة للشيفرات العصبية.
وسيكون لهذه الدراسة أثر بالغ في دراسة الأمراض التي تؤثر على التنقل وإدراك الاتجاهات مثل الباركنسون وألزهايمر.
وشارك بهذا الدراسة 52 شخصا يتمتعون بصحة جيدة، وقد خضعوا لسلسلة من تجارب تتبع الحركة حيث تم تسجيل نشاط دماغهم باستخدام تقنية تخطيط كهربية الدماغ عن طريق فروة الرأس، مما مكن الباحثين من مراقبة إشارات الدماغ أثناء تحريك المشاركين رؤوسهم لتوجيه أنفسهم باتجاه الإشارات التي عرضت على شاشات حاسوب مختلفة أمامهم.
وبعد تنقية تسجيلات تخطيط الدماغ من التشتت الذي قد يحدث بسبب حركة العضلات أو وضعية المشارك، تمكن الباحثون من إظهار إشارة الاتجاه بشكل واضح ودقيق، والتي التقطت قبل الاستجابة الجسدية الفعلية في تحريك الرأس لدى المشاركين.
ويقول المؤلف الأول الدكتور بنيامين غريفيث "إن عزل هذه الإشارات يمكننا من التركيز حقا على كيفية معالجة دماغ الإنسان للمعلومات الاستشعارية للاتجاهات وكيفية عمل هذه الإشارات جنبا إلى جنب مع الإشارات العصبية الأخرى مثل الإشارات البصرية. لقد فتح نهجنا الذي استخدمناه آفاقا جديدة لاستكشاف هذه الميزات في الدماغ، مما يترتب عليه العديد من الآثار في دراسة أمراض الأعصاب التنكسية، بالإضافة إلى أن هذه النتائج قد تسهم في تطوير تقنيات استشعار الاتجاهات في مجالي الذكاء الصناعي والروبوتات".
أمراض الأعصاب التنكسيةوفق موقع كليفلاند كلينك فهي حالات تؤدي إلى إتلاف وتدمير أجزاء من الجهاز العصبي في جسم الإنسان تدريجيا، وخاصة مناطق الدماغ. وعادة ما تتطور هذه الحالات ببطء، وتظهر أعراضها وتأثيراتها غالبا في عمر متأخر من الحياة.
أنواع أمراض الأعصاب التنكسية
تتضمن أمراض الدماغ التنكسية العديد من الحالات العصبية أشهرها ما يلي:
1- الأمراض من نوع الخرف: تسبب ضررا تدريجيا لمناطق مختلفة من الدماغ، مما يؤدي لموت الخلايا العصبية في عدة مناطق. ويمكن أن ينتج عنه مجموعة واسعة من الأعراض اعتمادا على المناطق المتضررة من الدماغ، مثل الارتباك وفقدان الذاكرة والصعوبة في التفكير أو التركيز وتغيرات بالسلوك. وتشمل هذه العديد من الحالات، مثل الزهايمر، والخرف الجبهي الصدغي وغيرها.
2- أمراض من نوع الشلل الرعاش: تحدث بسبب تلف الخلايا العصبية التي تساعد في تنسيق حركات العضلات، وهذا يشمل مرض باركنسون. غالبا ما تتضمن أعراضها حدوث تباطؤ في حركة المريض والارتعاش عند التركيز ومشاكل في التوازن وخلط باتجاه الخطوات.
ما الذي يسبب أمراض الأعصاب التنكسية؟تشير الأبحاث إلى أن هناك عوامل متعددة قد تسهم في الإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية. وقد يصعب على مقدمي الخدمة الطبية في بعض الأحيان تحديد السبب، مما قد يسبب إحباطا للمصاب بإحدى هذه الحالات أو لأحبائه.
غير أنه تم تحديد عدة أسباب محتملة أو عوامل خطر للإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية، منها ما يلي:
1- العمرهو العامل الأساسي في الإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية، حيث تزيد فرص تطور هذه الأمراض مع التقدم في العمر، على الرغم من وجود بعض الحالات النادرة التي تصيب الأشخاص في عمر مبكر.
2- الوراثةتلعب دورا مهما في أمراض الأعصاب التنكسية، حيث تزيد احتمالية الإصابة بهذه الأمراض إذا أصيب بها أحد الأفراد من العائلة في السابق.
3- البيئةقد يلعب التعرض للتلوث والمواد الكيميائية والسموم دورا في الإصابة بأمراض الأعصاب التنكسية.
4- التاريخ الطبييمكن أن يسهم التاريخ الطبي في تطور أمراض الأعصاب التنكسية، فقد تتفاقم بعض الحالات الطبية لتسبب هذه الأمراض مثل أنواع معينة من الالتهابات، أو حالات الإصابة في الرأس، وغير ذلك.
5- العاداتتشمل نوعية الغذاء اليومي ومدى النشاط البدني، وما إذا كان الشخص يستخدم منتجات التبغ أم لا وغير ذلك من العوامل الروتينية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
علم النفس يكشف: 5 طرق مثبتة علمياً لتدريب الدماغ على السعادة
من المؤكد أنك سمعت مراراً أن السعادة حالة عابرة أو حظ مرتبط بالظروف، لكن الحقيقة العلمية تقول غير ذلك تماماً، إذ تشير الأبحاث النفسية إلى أن السعادة ليست مجرد شعور، بل مهارة يمكن تنميتها والتدريب عليها، تماماً كما تُبنى العضلات في صالة الألعاب الرياضية، ووفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة Times of India، فإن هناك تقنيات نفسية مثبتة علمياً يمكن أن تساعدك على بناء “لياقة عاطفية” تعزز من سعادتك ورفاهيتك النفسية، حتى في أصعب الأوقات.
الامتنان: يُعد الامتنان أحد أقوى الأدوات في علم النفس الإيجابي، وتشير الدراسات إلى أن كتابة ثلاث أشياء يومياً يشعر الشخص بالامتنان لها ترفع مستويات السعادة وتقلل أعراض الاكتئاب. التركيز على ما هو موجود بدلاً من ما هو مفقود يساعد على برمجة الدماغ باتجاه مشاعر الوفرة والامتنان.
إعادة صياغة التفكير السلبي:الدماغ مهيأ طبيعياً لاكتشاف التهديدات بسبب “التحيز السلبي”، وهي خاصية تطورية تُمكّن الإنسان من البقاء على قيد الحياة. إلا أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يساعد الأفراد في تحدي هذا الميل من خلال استبدال الأفكار السلبية بتفسيرات أكثر واقعية ومتزنة. فبدلاً من رؤية الفشل كإخفاق، يمكن اعتباره فرصة للتعلم، مما يعزز الثقة بالنفس ويقلل من القلق.
تأثير الطبيعة في خفض التوتر: حتى قضاء 20 دقيقة يومياً في بيئة طبيعية –مثل الحدائق أو الأماكن المفتوحة– يمكن أن يخفض مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) ويحسن الانتباه والمزاج، الجلوس قرب الأشجار أو التأمل في مناظر الطبيعة يساهم في تهدئة الجهاز العصبي ويعزز الحضور الذهني.
العلاقات الاجتماعية: العلاقات الاجتماعية القوية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز السعادة. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون روابط اجتماعية صحية أقل عرضة للاكتئاب وأكثر قدرة على مقاومة الضغوط النفسية، كما أن هذه العلاقات تحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ مثل الأوكسيتوسين والسيروتونين، مما يزيد من مشاعر السعادة والرفاهية.
اليقظة الذهنية: تشير الأبحاث إلى أن ممارسة اليقظة، سواء من خلال التأمل أو التنفس الواعي أو التركيز على اللحظة أثناء الأنشطة اليومية، تؤدي إلى تقليل النشاط في اللوزة الدماغية المرتبطة بالقلق، وتقوية المناطق المسؤولة عن الوعي بالذات والسعادة، ومع مرور الوقت، تساعد هذه الممارسات في خلق اتزان داخلي وتعزز القدرة على التعامل الهادئ مع ضغوط الحياة.
وفي ظل التحديات التي يواجهها الجميع في عالمنا اليوم، أصبحت السعادة هدفاً يسعى الكثيرون لتحقيقه، حيث أظهرت الأبحاث أن السعادة ليست نتيجة حظ أو حالة عابرة، بل يمكن تطويرها من خلال مجموعة من العادات اليومية التي تساهم في تعزيز الرفاهية النفسية، من الامتنان إلى اليقظة الذهنية، أصبحت هذه الأدوات العلمية هي الطريق إلى بناء حياة مليئة بالفرح الداخلي والاستقرار العاطفي.