انطلاق فعاليات مهرجان سلطان باشا الأطرش الثقافي التاسع في السويداء
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
السويداء-سانا
انطلقت اليوم فعاليات مهرجان سلطان باشا الأطرش الثقافي التاسع الذي تنظمه وزارة الثقافة مديرية ثقافة السويداء تقديراً لبطولات المجاهد الكبير ورفاقه الذين صنعوا بتضحياتهم وبطولاتهم مجد الجلاء.
واستهلت فعاليات المهرجان بوضع إكليل من الزهور على ضريح القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش في صرح شهداء الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
لتبدأ الفعاليات في قصر الثقافة، حيث أكدت مديرة الثقافة بالسويداء ليلى أبو فخر في كلمة الافتتاح أن هذا المهرجان هو انسجام مع الرسالة الفكرية والحضارية لتاريخنا العربي، ويؤكد الحرص في كل دورة من دوراته على ترسيخ هويتنا العربية والقومية التي ناضل الأجداد من أجل تحقيقها، مبينة أن المهرجان يأتي للإضاءة على القيم الفكرية والنضالية النبيلة والمفاهيم الوطنية الجامعة التي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه ووحدت جبهات المواجهة السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية، نحو رحاب وطن حر موحد وهو ما تابعه الأحفاد اليوم في مجابهة الهجمة الظلامية التي حاولت استهداف ثقافتنا وتراثنا ورسالتنا الحضارية الإنسانية بالجوهر والعمق.
وأوضحت أن تكريم شخصية من شخصيات الثورة السورية الكبرى وبطل من أبطال تلك المرحلة المشرفة من تاريخ البلاد عبر تقديم درع المهرجان التذكاري لأسرة المجاهد محمد عز الدين الحلبي أحد أركان الثورة السورية الكبرى هو تكريم وتقدير لنضاله وكفاحه وتاريخه الوطني وبطولاته في معارك الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي.
وفي كلمة أسرة المجاهد سلطان باشا الأطرش أشار حفيده المهندس ثائر الأطرش إلى أن المهرجان محطة مهمة لاستلهام العبر والمعاني والقيم النضالية والتحررية والوطنية لوضعها أمام الأجيال في الحاضر والمستقبل، وعلى الجميع أن يعودوا إلى تاريخهم الحافل بالبطولات وأن يلتحق الجميع بالمعاني والقيم التي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه عبر كفاحهم الطويل في التمسك بمبادئهم ومواقفهم النضالية من أجل استقلال بلدنا والحفاظ على وحدتها وكرامة شعبها ورفض كل المغريات والمساومة عليها مهما اشتدت الظروف.
وفي كلمة للدكتور فايز عز الدين عن المجاهد محمد عز الدين الحلبي الذي كان الشخصية المكرمة في هذه الدورة من المهرجان لفت إلى أن المجاهد الحلبي أحد أركان الثورة السورية الكبرى وكان قائد منطقة الشمال والغوطة في زمن الثورة، وشارك في معظم معاركها، حيث وضع مع رفاقه الميامين أرواحهم فداء للوطن وظلوا راسخين على وطنيتهم وعروبتهم حتى آخر نفس فيهم، معرباً عن شكره وتقديره لوزارة الثقافة والقائمين على المهرجان على هذه اللفتة الكريمة.
وتضمنت الفعاليات تقديم فقرة فنية لفرقة شهرزاد بقيادة الفنان مازن الحكيم من التراث، حيث جسدت بلوحات فلكلورية أصالة العادات والتقاليد والمواقف الوطنية، والاستعداد لبذل التضحيات دفاعاً عن الوطن والأرض.
وافتتح معرض للوثيقة التاريخية في قصر الثقافة من إعداد وتنظيم الباحث كمال الشوفاني وإشراف بيت الوثيقة التاريخية في مديرية الثقافة بالسويداء وضم وثائق تؤرخ لمرحلة الثورة السورية الكبرى ومنفى الثوار الى وادي السرحان وللفترة ما بين 1937 و1946 والعهد الوطني، إضافة إلى وثائق تتعلق بالمجاهد محمد عز الدين الحلبي ورفاقه.
كما تم افتتاح معرض المقتنيات والصناعات التراثية اليدوية الذي أشرفت عليه جمعية محبة ووفا بالمحافظة.
طلعت الحسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: عز الدین
إقرأ أيضاً:
مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
تقرير/ جميل القشم
في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.
يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.
تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.
يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.
يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.
لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.
تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.
ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.
يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.
ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.
ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.
يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.
يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.
ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.
يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.
سبأ