فى الوقت الذى يندد فيه العالم بوحشية ، لازالت سلطة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على إخلاء مناطق جديدة برفح تمهيدا لاقتحامها، حتى بلغ عدد النازحين أكثر من 150 الف شخص خرجوا فى مشهد مأساوى مهين، كأنهم يعيدون إلى الأذهان صورة النكبة الأولى عام ١٩٤٨، يحدث ذلك بمباركة أمريكية أوربية وتأييد غربى سافر، فبينما تقصف إسرائيل مخيم (جابليا) أمس الأول يخرج انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى ليبرئ إسرائيل من انتهاك القانون الدولى، ويرجوها ان تلتزم بحقوق المدنيين، كما تهدد بعض الدول الغربية إسرائيل بالاعتراف بفلسطين!
هكذا اعتاد الغرب تلك التصريحات لدغدغة الرأى العام الضاغط على صناع القرار فى عواصمهم، بمظاهرات حاشدة فى الشوارع والجامعات، (كهارفارد وكولومبيا وكذلك جماعة جورج واشنطن) بالعاصمة الأمريكية، والتى تطالب بإصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو من الجنائية الدولية، لقاء جرائمه ضد الإنسانية.
من جانب آخر يتزامن مع تلك الأحداث تصويت ١٤٣ دولة من ١٩٢ أعضاء الجمعية العامة بالأمم المتحدة، للاعتراف بفلسطين، كخطوة ايجابية لصالح القضية الفلسطينية، لكن واشنطن تنتظرها فى مجلس الأمن (بفيتو جديد) لاغتيال هذا القرار!
أمام ذلك كان ولازال الموقف المصرى واضحًا فى إدانة إسرائيل، منذ اللحظات الأولى للعدوان على غزة، وطوال شهور الحرب تحمل مصر إسرائيل مسئولية تدهور الأوضاع الانسانية فى القطاع، ورفضها الحالى التنسيق مع الجانب المصرى لدخول المساعدات، التى باتت متوقفة أمام معبر رفح منذ ثلاثه أيام، كما أن مصر كانت ولا زالت رافضة للنزوح الجماعى من رفح، متمسكة بوقف التهجير القسرى لتصفية القضية الفلسطينية، داعية إلى حل الدولتين لانهاء الأزمة.
واليوم تتخذ مصر خطوة جديدة قبل نفاد صبرها، بعد أن طال هدوئها أمام التعنت الإسرائيلى، ولكن عندما يتعلق الأمر بأمنها القومى -وهى الأقدر على حمايته- فكان لابد من تحركها القانونى المتصاعد، والذى تجسد فى مشاركة جنوب افريقيا فى دعواها ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية، إيمانا من جانبها بأن التصعيد الإسرائيلى لابد أن يواجه بتدخل قانونى حاسم خاصة وان لمصر مصداقيتها القانونية فى المحافل والمنظمات الأممية، بعد ان دفعها لذلك القتل جوعا والابادة الشاملة للفلسطينيين، وعدم اعتراف إسرائيل بحقيقتها، كسلطة احتلال يلزمها القانون الدولى باحترام حقوق وادمية الشعب المحتل!
فهل تفيق إسرائيل قبل نفاد صبر مصر؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل العدوان الإسرائيلي على غزة وزير الخارجية الأمريكي القضية الفلسطينية مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
السفير العكلوك: مصر تصدت لضغوط التهجير وحمت القضية الفلسطينية
عبر عدد من قادة العالم عن سعادتهم بعد إعلان التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وحركة حماس في منتجع شرم الشيخ، في خطوة وُصفت بأنها "تاريخية" لتمهد لإنهاء أكثر من عامين من الحرب المدمّرة في قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 67 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين من النساء والأطفال، وتسببت في دمار واسع للبنية التحتية وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وجاء هذا الاتفاق في ختام اليوم الثالث من مفاوضات غير مباشرة استضافها منتجع شرم الشيخ ليشكل المرحلة الأولى من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويقضي الاتفاق بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن الـ48 الذين كانوا محتجزين لدى حماس في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب قواتها إلى خطوط متفق عليها، تمهيدًا لوقف إطلاق نار شامل ودائم.
وفي واشنطن.. أعلن الرئيس ترامب الاتفاق- عبر منشور على منصته "تروث سوشيال"- واصفًا إياه بأنه "خطوة كبرى نحو السلام الدائم في الشرق الأوسط"، موجهًا الشكر لمصر وقطر وتركيا على دورها الفعّال في إنجاز هذا "الاختراق الدبلوماسي".
وفي بروكسل.. رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق- في منشور على منصة "إكس"- مؤكدة أن "على جميع الأطراف الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، وضمان الإفراج الآمن عن جميع الرهائن وإقرار وقف دائم لإطلاق النار". وأضافت: "لقد آن الأوان لإنهاء المعاناة. فالاتحاد الأوروبي سيواصل دعم وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بسرعة وأمان، وسنكون مستعدين للمساعدة في إعادة الإعمار عندما يحين الوقت". كما عبرت فون دير لاين عن شكرها للرئيس ترامب ولدول الوساطة الثلاث على جهودها.
من جهته.. أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالاتفاق، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنوده، قائلاً: "يجب إطلاق سراح جميع الرهائن بكرامة، ويجب تأمين وقف دائم لإطلاق النار. القتال يجب أن يتوقف نهائيًا، ويجب ضمان دخول المساعدات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية دون عوائق إلى غزة، فالمعاناة يجب أن تنتهي".
وأكد جوتيريش أن "حجم الكارثة الإنسانية في غزة لا يمكن وصفه"، موضحًا أن الحرب خلفت أكثر من 67 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، فضلاً عن ملايين النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية بسبب انهيار الخدمات الأساسية. كما تعهد بأن تعمل الأمم المتحدة على دعم تنفيذ الاتفاق وتكثيف المساعدات الإنسانية داخل القطاع.
وفي روما.. وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الاتفاق بأنه "خبر استثنائي"، مثمنة "الجهود الدؤوبة" للرئيس ترامب لإنهاء الصراع في غزة.
أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز فرحب بالاتفاق، لكنه شدد على أن "العمل الحقيقي يبدأ الآن لضمان سلام دائم"، داعيًا إلى "حوار صادق ومساعدة السكان المدنيين والنظر إلى المستقبل لضمان عدم تكرار المآسي".
وفي باريس.. أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "أمل كبير" للفلسطينيين والرهائن وعائلاتهم، ، قائلاً: "يجب أن يمثّل هذا الاتفاق نهاية للحرب وبداية لحل سياسي دائم. فرنسا مستعدة للمساهمة في هذا المسار، وسنناقشه مع شركائنا الدوليين".
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.. فقال إن "الخبر لحظة ارتياح عميقة ستشعر بها شعوب العالم كافة"، ووجّه شكره لمصر وقطر وتركيا على "جهودها الدبلوماسية المتواصلة". ودعا جميع الأطراف إلى "تنفيذ التزاماتها بالكامل"، مؤكداً أن بريطانيا "ستظل منخرطة لدعم الخطوات الفورية لضمان تنفيذ خطة ترامب".
وفي كندا.. هنأ رئيس الوزراء مارك كارني، الرئيس الأمريكي على "قيادته الحاسمة"، مشيدًا بدور الدول الوسيطة. وقال في منشور على "إكس": "بعد سنوات من المعاناة الشديدة، أصبح السلام أخيرًا ممكنًا".
وفي أستراليا.. رحب رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي بالاتفاق، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بالخطة وتنفيذها بالكامل، ومؤكداً أن "طريق غزة نحو التعافي والسلام طويل، وأن أستراليا ستساهم في دعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار".
كما أعرب رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، عن ترحيب بلاده بالتقدم الذي أحرز في محادثات شرم الشيخ، مؤكداً "التضامن الكامل" مع الشعب الفلسطيني في "سعيه نحو العدالة والكرامة وبناء الدولة المستقلة"، وداعيًا جميع الأطراف إلى العمل من أجل "سلام شامل ودائم".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة ستتطلب سنوات طويلة ومئات المليارات من الدولارات، في ظل دمار طال أكثر من 70% من المساكن والمنشآت الاقتصادية، وتوقف شبه تام للبنى التحتية الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
ويرى المراقبون أن هذا الاتفاق يمثل تحولاً في المزاج الدولي ويعكس رغبة الشعوب في إنهاء دوامة العنف وبدء مسار سلام حقيقي في الشرق الأوسط. ويؤكد المجتمع الدولي من خلال ردود الأفعال المتواصلة أن هذا الاتفاق يمثل لحظة تاريخية قد تفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة، تعيد الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وتضع حدًا لواحدة من أكثر النزاعات دموية في القرن الحادي والعشرين.
كما رصدت في العديد من الدول مظاهر احتفال رمزية، منها إضاءة معالم بارزة بألوان العلم الفلسطيني، بينما رحبت منظمات إنسانية ودينية حول العالم بما اعتبرته "فرصة أخيرة لإنقاذ الأرواح وإعادة الأمل إلى المنطقة".
وفي المقابل، دعت منظمات الإغاثة الدولية إلى ترجمة الاتفاق إلى إجراءات فورية لوقف إطلاق النار الدائم ورفع الحصار وتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، مؤكدة أن "الارتياح العالمي لن يكتمل إلا بتحقيق العدالة للمدنيين وضمان عدم تكرار المأساة".