أعلن ضابط كبير، في وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، استقالته من الجيش، على خلفية دعم بلاده للاحتلال الإسرائيلي، الذي "ساعده في قتل المدنيين الفلسطينيين".

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز ، في تقرير ترجمته "عربي21" أن الضابط، الذي يحمل رتبة رائد، ويدعى هاريسون مان، متخصص في الشرق الأوسط، وقضى نصف حياته المهنية 13 عاما في شؤونها، وعمل في السفارة الأمريكية في تونس سابقا.



وقال الميجر مان، في مشاركة عبر حسابه على موقع لينكد إن: "إن السياسة التي لم تغب عن ذهني قط خلال الأشهر الستة الماضية هي الدعم غير المشروط تقريباً لحكومة إسرائيل، التي ساهمت ومكّنت من قتل وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء".

وأوضح الضابط أن "هذا الدعم غير المشروط، يشجع أيضا على التصعيد المتهور الذي يهدد بحرب أوسع نطاقا".

وقالت الصحيفة إن مان أكد أنه كاتب المنشور، لكنه رفض التعليق أكثر بشأن ما قاله.

ولفت نيويورك تايمز، إلى أنه من غير المعروف، ما إذا حصلت استقالات أخرى، احتجاجا على السياسة الخارجية الأمريكية، منذ العدوان على غزة، لكن استقالة مان، وهو في الخدمة الفعلية، على سياسة بلاده، من المرجح أنها غير شائعة خاصة وأنه أعلن التفاصيل التي دفعته لذلك.

وهذه ليست الاستقالة الأولى من مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، وسبقه جوش بول مسؤول مكتب وزارة الخارجية، المشرف على عمليات نقل الأسلحة، رفض لتسليح الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مان إنه كان يعتزم ترك الجيش "في مرحلة ما" لكن حرب غزة دفعته إلى تقديم استقالته في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر وترك مهمته في وكالة الاستخبارات العسكرية.



ووفقا لملفه الشخصي على موقع لينكد إن، فقد أصبح الرائد مان ضابطا مشاة بعد حصوله على تأهيل في عام 2011، ثم درس في مركز جون إف كينيدي للحرب الخاصة التابع للجيش في ولاية كارولينا الشمالية، وتأهل كضابط شؤون مدنية في عام 2016. وبعد حوالي ثلاث سنوات، تشير سيرته الذاتية إلى أنه أصبح ضابط منطقة أجنبية متخصصا في الشرق الأوسط.

ويعد المتخصصون الإقليميون في السفارة الأمريكية، ملحقين دفاعيين، ووظيفتهم أن يكونوا حلقة وصل وفيعة المستوى بين البنتاغون وجيش الدولة المضيفة.

ويتم تدريب الملحقين أيضا على تقييم طلبات الأسلحة والتدريب من القوى الأجنبية، وتقديم توصيات إلى مسؤولي وزارة الخارجية حول ما إذا كان إثبات هذه المساعدة ضروريا وبما يتماشى مع القوانين الفيدرالية بشأن حماية حقوق الإنسان.

وقال الرائد مان في مذكرته إنه واصل القيام بواجباته في وكالة استخبارات الدفاع، دون التعبير عن مخاوفه، على أمل أن تنتهي الحرب قريبا.

وتابع: "قلت لنفسي إن مساهمتي الفردية كانت ضئيلة، وأنه إذا لم أقم بعملي، فسيقوم شخص آخر بذلك، فلماذا إثارة ضجة من أجل لا شيء؟" هو كتب.

وأوضح في منشوره، "عملي هنا مهما بدا إداريا أو هامشيا ساهم بلا شك في هذا الدعم، لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور رعبا وحزنا التي يمكن تخيلها والتي يتم عرضها أحيانا في الأخبار في مساحاتنا الخاصة ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا لقد سبب لي هذا عارا وشعورا بالذنب لا يصدقان".

وأضاف: "في مرحلة ما مهما كان المبرر إما أن تتقدم بسياسة تمكن من المجاعة الجماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك".

وشدد بالقول: "أعلم أنني، بطريقتي الصغيرة، طورت هذه السياسة عن قصد، وأريد أن أوضح أنني سليل اليهود الأوروبيين، فقد نشأت في بيئة أخلاقية لا ترحم بشكل خاص، عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي".

US Army Major Harrison Mann—who is Jewish—resigns citing,"the nearly unqualified support for the Govt of Israel, which has enabled & empowered the starvation & killing of tens of thousands of Palestinians. I am haunted that I failed to live up to the principles of 'never again.'" pic.twitter.com/H2aZZrULLT

— Qasim Rashid, Esq. (@QasimRashid) May 13, 2024

Harrison Mann, an officer in the Defense Intelligence Agency, resigns in protest of the U.S.-backed war on Gaza. https://t.co/BcOgCikzUv pic.twitter.com/JNakwFxaEh

— Matthew Spurlock (@mdslock) May 13, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال البنتاغون امريكا غزة الاحتلال البنتاغون ابادة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

معسكر اعتقال أم مركز لتوزيع المساعدات.. نظام الدعم بغزة يعمل بكفاءة وغير معيوب

تدفّق آلاف الفلسطينيين، يوم 27 مايو، باتجاه مركز توزيع الدعم في غزة، بيأس، بعد مجاعة دامت شهورًا، ليُقابَلوا بطلقات نارية أطلقها مقاولون أمنيون خاصّون مذعورون. 

وما شهده العالم في مركز توزيع الدعم بـ"تل السلطان" لم يكن مأساة، بل كان إسقاطًا للقناع الأخير، وكشفًا لوهم المساعدات الإنسانية التي وُجدت لمساعدة البشرية، لا لخدمة الإمبراطورية.

ناشطون يحوّلون نافورة باريس إلى "حمام دم" تنديدًا بمجازر غزةمؤقت.. وقف توزيع المساعدات في قطاع غزة بسبب حالات الشغب

وتحوّل مركز توزيع الدعم، الذي نظمته "مؤسسة غزة الإنسانية"، والذي سُوِّق له من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة على أنه نموذج للكرامة والحياد، إلى ما يشبه "معسكر اعتقال"، وانفرط إلى فوضى خلال ساعات من انطلاقه. ولم يكن هذا بمحض الصدفة، بل كان النتيجة المنطقية لنظام لم يُصمَّم لازدهار البشرية، بل لاحتوائها والسيطرة عليها.

سكان غزة في انتظار الدعم

واندلعت الفوضى في نهاية المطاف عندما اندفع سكان القطاع إلى الأمام يائسين، بعد أن أرهقتهم المجاعة  وانتظارهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة، محاصَرين بين ممرات حديدية، لاستلام صندوق صغير من الطعام. وفي المقابل، أطلقت عناصر أمنية، مدعومة من مقاولين أمريكيين، طلقات تحذيرية في محاولة يائسة لمنع التدافع. وفي وقت لاحق، نُشرت مروحيات إسرائيلية لإخلاء الموظفين الأمريكيين، وبدأت بإطلاق طلقات تحذيرية فوق الحشود. وبعد ساعات قليلة من بدء العملية، انهار المركز بالكامل.

وزير خارجية إيطاليا: تهجير الفلسطينيين خارج أي نقاش ..وندعم المبادرة العربية بقيادة مصر لإعادة إعمار غزةشهداء غزة .. عداد دماء لا يتوقف والمصابون فوق الـ123 ألفاالبابا ليو : صرخات أمهات وآباء غزة تصل إلى السماء.. يجب وقف قتل الأطفال

محتويات صناديق "الدعم"

ما قُدِّم للسكان لم يكن كافيًا للعيش، فضلًا عن أن يُعيد شيئًا من معنى الكرامة الإنسانية. تلك الصناديق احتوت على ما يكفي من السعرات الحرارية، والتي كانت محسوبة بدقة وحشية، لتُبقيهم بالكاد على قيد الحياة، بينما تلتهم أجسامهم نفسها ببطء. ولم يحتوِ ما يُسمّى بـ"الدعم" على أي فواكه مغذّية، أو بذور للزراعة، أو مواد لإعادة البناء، بل احتوى على طعام مُعالَج مُصنَّع خصيصًا ليُبقي المواطنين في أزمة مستمرة، تحت رحمة من دمّرهم.

طباعة شارك الفلسطينيون مركز توزيع الدعم غزة مجاعة تل السلطان المساعدات الإنسانية مؤسسة غزة الإنسانية إسرائيل الولايات المتحدة معسكر اعتقال

مقالات مشابهة

  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • فشل الآلية الأمريكية في توزيع المساعدات بغزة .. و10 شهداء برصاص الاحتلال
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • الجيش السوداني يحرر 71 طفلًا زجّت بهم قوات الدعم السريع في القتال
  • الشركة الأمريكية تتعاقد مع شركة غامضة بغزة لمساعدتها بتوزيع المعونات.. من هي؟
  • باريس.. ناشطون يحولون نافورة للون الأحمر احتجاجا على حمام الدم بغزة
  • معسكر اعتقال أم مركز لتوزيع المساعدات.. نظام الدعم بغزة يعمل بكفاءة وغير معيوب
  • يونيسف: 50 ألف طفل بغزة استشهدوا وأصيبوا منذ بدء الحرب
  • كارثة إنسانية بغزة.. يوسف أبو كويك من غزة: المجاعة تحصد أرواح الأطفال وسط صمت دولي|فيديو
  • تساؤلات بعد ظهور عربي ضمن عناصر الشركة الأمنية الأمريكية في غزة (شاهد)