تراث يمتد عبر العصور.. دروب الحج القديمة.. مسارات للثقافة والمعرفة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
البلاد ــ الرياض
في مسعاهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام والوصول إلى بيت الله العتيق، سلكت قوافل حجاج بيت الله منذ أن فرض الله الحج على المسلمين، دروبًا وسبلاً عدة، ملبية وميممة وجهتها لبيت الله العتيق، تهفو قلوبهم لأداء فريضة الحج، فسارت الجماعات والأفراد بتعدد أجناسها من كل فج عميق
وعلى امتداد طرق الحج القديمة شهد الناس منافع لهم في تجارتهم ونقلت ثقافات ومعارف، وأثرت في النسيج الاجتماعي للتجمعات الواقعة على تلك الطرق، فكانت جسورًا للتواصل بين الأمصار الإٍسلامية، حيث كانت نزخر بحركة نشطة على مدار العصور السابقة، حيث تعددت طرق الحج التي من أشهرها درب زبيدة وطرق الحاج العراقي والشامي والمصري واليماني والعماني.
وحفظت المصادر التاريخية سبعة طرق رئيسية كانت تأتي إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي طريق الكوفة، مكة المكرمة، ويعد هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم ” درب زبيدة ” نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي، وزوجة الخليفة هارون الرشيد التي أسهمت في عمارته فخلد ذكرها على مر العصور، ويتمثل هذا الدرب في خدمة حجاج بيت الله الحرام من بغداد مرورًا بالكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة ووسطها وصولنا إلى مكة المكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة أكثر من 1400 كم، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، مكة المكرمة.
واستخدم الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأخذ في الازدهار منذ عصر الخلافة الراشدة، وأصبح استخدامه منتظماً وميسوراً بدرجة كبيرة، إذ تحولت مراكز المياه وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسية.
وفي العصر العباسي، أصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين بغداد والحرمين الشريفين وبقية أنحاء الجزيرة العربية، واهتم الخلفاء العباسيون بهذا الطريق وزودوه بالمنافع والمرافق المتعددة، كبناء أحواض المياه وحفر الآبار وإنشاء البرك وإقامة المنارات، كما عملوا على توسيع الطريق حتى يكون صالحاً للاستخدام من قبل الحجاج والمسافرين ودوابهم.
أما طريق البصرة مكة المكرمة، فيعد الطريق الثاني في الأهمية، حيث يبدأ من مدينة البصرة مرورًا بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن مخترقًا عدة مناطق صحراوية، أصعبها صحراء الدهناء، ثم يمر بمنطقة القصيم التي تكثر فيها المياه العذبة والوديان الخصبة والعيون، وبعدها يسير الطريق محاذيًا لطريق الكوفة – مكة المكرمة ويلتقيان عند محطة أم خرمان “أوطاس” التي تقع على مسافة عشرة أميال من موقع ذات عرق .ويلتقي طريق البصرة بالطريق الرئيسي الممتد من الكوفة عند منطقة معدن النقرة التي يتفرع منها طريق يتجه إلى المدينة.
والطريق الثالث طريق الحج المصري والشمال الأفريقي، ويسلكه حجاج مصر ومن رافقهم من حجاج المغرب والأندلس وأفريقيا في طريقهم إلى مكة المكرمة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مکة المکرمة
إقرأ أيضاً:
السعودية تضبط 17 مخالفًا لأنظمة الحج حاولوا نقل 61 حاجًا دون تصاريح بمداخل مكة المكرمة
أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تمكن قوات أمن الحج من ضبط (17) شخصًا، من بينهم (8) وافدين و(9) مواطنين، عند مداخل مدينة مكة المكرمة، وذلك لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج، حيث ثبت قيامهم بنقل (61) مخالفًا لا يحملون تصاريح نظامية لأداء مناسك الحج.
ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن الجهات الأمنية قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين والمنقولين، وذلك في إطار جهودها الرامية لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ.
مركز الأزهر ضوابط ملابس المرأة أثناء أداء مناسك الحج وزارة الأوقاف تصدر كتابًا مبسطًا يشرح مناسك الحج عقوبات مشددة بحق الناقلين والمخالفين لتعليمات الحجأوضحت وزارة الداخلية أن اللجان الإدارية الموسمية أصدرت قرارات إدارية صارمة بحق الناقلين والمساهمين والمنقولين، وشملت العقوبات:
السجن لمدد متفاوتة.غرامات مالية تصل إلى 100 ألف ريال.التشهير بالناقلين المخالفين.ترحيل الوافدين المخالفين بعد تنفيذ العقوبة.منعهم من دخول المملكة لمدة 10 سنوات.مطالبة قضائية بمصادرة المركبات المستخدمة في نقل المخالفين.فرض غرامة تصل إلى 20 ألف ريال على كل من يحاول أداء الحج دون تصريح رسمي.وأكدت الوزارة أن هذه العقوبات تأتي في إطار تطبيق الأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج بكل حزم، للحد من المخالفات وحماية النظام العام خلال موسم الحج.
وزارة الداخلية تدعو للالتزام بأنظمة الحج حفاظًا على أمن الحجيجوفي ختام بيانها، دعت وزارة الداخلية السعودية جميع المواطنين والمقيمين في المملكة إلى ضرورة الالتزام التام بأنظمة وتعليمات الحج، مؤكدة أن احترام القوانين يسهم في توفير بيئة آمنة ومنظمة لضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.
وشددت الوزارة على أن السلطات لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي جهة أو فرد يخالف الأنظمة المعتمدة للحج، وذلك حفاظًا على سلامة الحجاج وتنظيم أداء المناسك بشكل منظم وآمن.