تقارير عن تزايد الاستياء بين كبار ضباط الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
مع اتساع نطاق القتال بين إسرائيل ومسلحي حماس في شمال وجنوب قطاع غزة، "تواجه الحكومة الإسرائيلية استياء متزايدا" من المسؤولين العسكريين، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
ويقول بعض كبار ضباط الجيش الحاليين والسابقين إنه "بسبب فشل الحكومة في طرح خطة "اليوم التالي"، فإن القوات الإسرائيلية مضطرة، في الشهر الثامن من الحرب، إلى القتال مرة أخرى في الأراضي التي عاد إليها مسلحو حماس".
ومع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق لهذه الأعمال القتالية المستمرة، وتوقف محادثات وقف إطلاق النار على ما يبدو، فإن المخاطر التي يواجهها الجنود تتزايد.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة "وصلت لطريق مسدود".
وقال مسؤولان إسرائيليان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لصحيفة نيويورك تايمز، إن "بعض الجنرالات وأعضاء مجلس الوزراء الحربي "يشعرون بالإحباط من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لفشله في تطوير، والإعلان عن عملية، لتحديد بديل لحماس لحكم غزة".
واعتبر المسؤولان أن عدم رغبة نتانياهو في إجراء محادثة جادة بشأن "اليوم التالي" سهّل على حماس إعادة تشكيل نفسها في أماكن مثل جباليا في شمال غزة، التي هاجمتها إسرائيل لأول مرة في أكتوبر الماضي، ثم عادت للقتال فيها مرة أخرى هذا الأسبوع
وقال عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2015، إن الانتقادات اللاذعة لإسرائيل في معظم أنحاء العالم بشأن الحرب، وارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين في غزة، يأتي جزئيا من "الافتقار إلى رؤية متماسكة" لما بعد الحرب.
ويرفض نتانياهو الدعوات لإنهاء القتال، تحت ذريعة أنه لا يمكن أن تكون هناك حكومة مدنية في غزة، حتى يتم تدمير حماس.
ولكن مع تزايد عدد المحللين والمسؤولين الذين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق مثل هذا الهدف، فإن الانتقادات التي تأتي من داخل الجيش تعكس اتساع الفجوة تدريجيا مع حكومة نتانياهو.
ومن جانبهما، قال المسؤولان الإسرائيليان اللذان تحدثا للصحيفة إن البدء في تشكيل سلطة حكم جديدة في غزة من شأنه أن يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لحماس، وقد يخفف الحمل على الجيش الإسرائيلي
وفي السابع من مايو الجاري، توغل الجيش الإسرائيلي بدباباته في رفح وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبرها. وكذلك، أصدرت أوامر إخلاء للمدنيين الذين نزح نحو 360 ألفا منهم وفقا للأمم المتحدة.
وفي الأيام الأخيرة، احتدم القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس في شمال القطاع.
وبعد أشهر قليلة من الإعلان عن تفكيك قيادة حماس في تلك المناطق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ الحركة "تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية" هناك.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، بأن حصيلة الحرب بين إسرائيل وحماس ارتفعت إلى 35173 قتيلا، منذ السابع من أكتوبر
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في أخلاقيات الحرب على غزة
من مجموعات تطبيق "واتساب" إلى تقارير المنظمات الحقوقية، مروراً بمقالات الرأي واستطلاعات الرأي العام، تتكثف الإشارات إلى تحوّل تدريجي في المزاج الإسرائيلي تجاه الحرب على غزة. اعلان
بعد نحو عامين من اندلاع الحرب على غزة، بدأت أصوات من الداخل الإسرائيلي ترتفع لتطرح تساؤلات جدّية حول مشروعية العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتذهب حدّ وصفها بـ"الإبادة الجماعية". ويأتي هذا التحوّل في الخطاب على وقع المجاعة التي تضرب القطاع، ومشاهد الأطفال الجائعين، والضغوط الدولية.
وقد أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى بوادر تحوّل في المزاج العام داخل إسرائيل تجاه الحرب، يتجلّى في النقاشات الدائرة ضمن مجموعات "واتساب" الخاصة، كما في تصريحات كتّاب وصحافيين ومحللين بدأوا بمراجعة مواقفهم.
على سبيل المثال، اعتبر الكاتب في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أن "أضرار الحرب من حيث الخسائر العسكرية ومكانة إسرائيل الدولية والخسائر المدنية، تتفاقم"، مشيراً إلى أن "حماس مسؤولة، وإسرائيل مسؤولة أيضاً".
من جانبه، كتب شيروين بوميرانتز، وهو يدير مجموعة استشارية اقتصادية، في صحيفة "جيروزاليم بوست": "ما كان حرباً عادلة قبل عامين، أصبح الآن حرباً ظالمة ويجب إنهاؤها".
وبذلك، فإنّ الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 60 ألف شخص وفقاً لوزارة الصحة في غزة وتركت أجزاء واسعة من القطاع مدمّرة، يبدو أنها أصبحت محل شكّ واعتراض داخل المجتمع الإسرائيلي، وسط مجاعة تضرب القطاع وسقوط قتلى أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، بمن فيهم أطفال ومدنيون.
تحولات في الرأي العام والمؤسسات الحقوقيةفي استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" هذا الأسبوع، اعتبر 47% من الإسرائيليين أن الحديث عن المجاعة في غزة هو "دعاية من حماس"، مقابل 41% أقرّوا بوجود أزمة إنسانية حقيقية، في حين صرّح 18% بأنهم "لا يهتمون"، و12% قالوا إنهم غير متأكدين من وجود أزمة أصلًا.
وفي تحوّل لافت في الخطاب الحقوقي داخل إسرائيل، استخدمت منظمتان حقوقيتان للمرة الأولى مصطلح "إبادة جماعية" لوصف ما يحدث في غزة، وهما "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل".
وقد أصدرت المنظمتان، يوم الإثنين، تقريرين أطلقا خلاله نداءً مشتركاً يدعو الإسرائيليين والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف ما وصفوه بـ "الإبادة"، مطالبين باستخدام كل الأدوات القانونية المتاحة بموجب القانون الدولي.
وفي اليوم ذاته، وجّه رؤساء خمس جامعات إسرائيلية رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحثونه فيها على تكثيف الجهود لمعالجة "أزمة الجوع الشديدة" في غزة.
وأعربوا في رسالتهم عن شعورهم بالفزع إزاء ما تشهده غزة، بما في ذلك موت الرضّع يوميًا نتيجة الجوع والمرض، مؤكدين أن شعبًا عايش أهوال المحرقة يتحمّل مسؤولية استخدام كل ما بوسعه لمنع الأذى العشوائي والقاسي الذي يلحق بالمدنيين الأبرياء.
إدانة خارجية بارزةحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقد هذا الأسبوع تصريحات نتنياهو التي نفى فيها وجود مجاعة في غزة، قائلاً من اسكتلندا: "بعض هؤلاء الأطفال يتضوّرون جوعًا، وهذه حقيقة أراها، ولا يمكن تزييفها".
وفي موقف دولي آخر، قال البروفيسور الإسرائيلي الأمريكي عمر بارتوف، عميد دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة براون الأمريكية، في مقابلة مع "يورونيوز"، إن ما يحدث في غزة "يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية"، مؤكداً وجود "نية مبيّتة لتدمير الفلسطينيين"، وداعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.
Related هيومن رايتس ووتش: إسرائيل حوّلت توزيع المساعدات في غزة إلى "مصيدة موت"بين الخوف والحاجة: صراع على معبر زيكيم من أجل المساعدات في غزةالغارديان: إسرائيل تدير الجوع في غزة عبر "حسابات بسيطة" تقارير ميدانية وضغوط متصاعدةأطلق برنامج الأغذية العالمي في 30 تموز/يوليو تحذيراً عاجلاً من خطر مجاعة وشيكة في غزة، قائلاً إن "الوقت يوشك على النفاد" لإطلاق استجابة إنسانية شاملة. وحذر البرنامج من أن أكثر من مليوني شخص في القطاع يواجهون مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل اضطراب الإمدادات وارتفاع الأسعار نتيجة القيود المشددة على دخول المواد الأساسية.
وقد دفعت التقارير المتزايدة عن وفيات مرتبطة بالجوع إسرائيل إلى تعليق القتال مؤقتاً في بعض المناطق والسماح بمرور المزيد من المساعدات. ولكن رغم إدخال عدد أكبر من شاحنات المساعدات مؤخرًا وتنفيذ عمليات إسقاط جوي للغذاء، لا تزال المجاعة تتفاقم، والحاجة الإنسانية لم تُلبّ بعد.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة