الحكومة بلا استراتيجية.. جنرال إسرائيلي سابق يحذّر: نحن على حافة كارثة
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
قال اللواء احتياط يفتاح رون-تال: "حماس لا يجب أن تبقى في غزة بعد الحرب، فهي ليست شريكًا ولا جارًا، ولا مكان لها قربنا". اعلان
حذّر اللواء احتياط يفتاح رون-تال، القائد السابق لقوات البرّ في الجيش الإسرائيلي، من أن إسرائيل "تقترب من حافة كارثة" مع استمرار تمركزها في قطاع غزة بعد نحو عامين من الحرب، منتقدًا الحكومة لغياب استراتيجية واضحة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال رون-تال في مقابلة مع إذاعة "103FM"، الخميس: "نحن على شفا كارثة.. فقدنا السيطرة على الملف الإنساني. هناك وفرة من الغذاء في غزة، لكن معظمها يصل إلى حماس".
وأكد أن العجز عن إدارة الوضع المدني يقوّض المكاسب العسكرية التي حققتها القوات الإسرائيلية، مضيفًا: "لا يمكن خوض حرب في منطقة تحتلها من دون إنشاء جهة تدير الشؤون الإنسانية والمدنية. هذا الإخفاق يضرّ بنا الآن. عسكريًا، حماس بالكاد تعمل، لكن على المستوى المدني ما زالت تسيطر على كل شيء. كان على الجيش أن يسيطر ويستغل ذلك لتنصيب قيادة بديلة".
أهداف الحرب "ما زالت غامضة"
دعا رون-تال الحكومة إلى تحديد أهدافها بوضوح وتجنّب التردد، قائلاً: "الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. لدي انتقادات حادة للحكومة. عليها أن تقرر إلى أين نتجه، خاصة وأن التوصل إلى صفقة جزئية قد لم يعد ممكنًا".
وبشأن انسحاب القوات من بعض مناطق غزة، أقرّ بوجود حالة إنهاك عملياتي متزايدة: "قوات الاحتياط منهكة بشدة، والجيش في حالة جمود. أنهى أهدافه في عملية "مركبات جدعون" وهو الآن بانتظار القرارات السياسية. حماس لا يجب أن تبقى في غزة بعد الحرب، فهي ليست شريكًا ولا جارًا، ولا مكان لها قربنا".
دعوة لـ "السيطرة الإقليمية"
شدد رون-تال على ضرورة أن تحافظ إسرائيل على سيطرتها العسكرية داخل القطاع، قائلاً: "نحن على الخطوط الأمامية ونسيطر على معظم غزة. يجب أن نقيم خطًا دفاعيًا ونضم المنطقة عمليًا وإداريًا. يمكننا الاحتفاظ بها بقوات محدودة نسبيًا، ما لم نتبنَّ نموذج جنوب لبنان، حيث نضرب البنية التحتية كلما شكلت تهديدًا. ما البديل؟ الانسحاب؟".
Related ترامب يريد إطعام غزة وقادة ديمقراطيون للرئيس: "هذه فرصتك للوفاء بوعدك لإنهاء الحرب"من تل أبيب.. ويتكوف يؤكّد لعائلات المحتجزين في غزة استعداد حماس لنزع سلاحها والحركة تنفيالجوع يحصد أرواح 162 فلسطينيا بينهم 92 طفلًا واليونيسف تحذرّ: غزة تجاوزت عتبة المجاعة"المشكلة داخلية"
ورأى أن التهديدات بالضغط الدبلوماسي الدولي مبالغ فيها: "هل وضعنا السياسي سيئ؟ الدول التي ستدعم دولة فلسطينية في الأمم المتحدة فعلت ذلك بالفعل. المشكلة الحقيقية داخلية، ومن يؤجج التوتر موجود هنا".
وانتقد رون-تال معارضة فرض الحكم العسكري المباشر في غزة، معتبرًا أن هذا الموقف نابع من "رفض الظهور كقوة احتلال": "نحن ننسى أن الجيش ليس هو من يملك الدولة، بل الدولة هي التي تملك الجيش. فكرة توزيع الأدوار جاءت من الأميركيين.. انظروا إلى أين أوصلتنا".
وكانت حركة حماس قالت، السبت، إنها لن تتخلى عن سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك في رد على تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تحدث فيها عن "استعداد" الحركة لنزع سلاحها.
وأضافت الحركة، في بيان: "نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائما، وقد أقرته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ويتكوف تصريحات أفادت بأن حماس أعربت عن استعدادها للتخلي عن سلاحها. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رئيس الوزراء الإسرئايلي بنيامين نتنياهو، ملتزم بإنهاء الحرب.
والجمعة زار ويتكوف مركز توزيع المساعدات الغذائية في رفح جنوبي قطاع غزة وسط إجراءاتٍ أمنية مشددة. واطلع على الواقع الإنساني وسير توزيع المساعدات في قطاع غزة.
كما التقى المبعوث الأميركي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة دونالد ترامب إسرائيل ضحايا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة حركة حماس غزة دونالد ترامب إسرائيل ضحايا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة حركة حماس حركة حماس إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة دونالد ترامب إسرائيل ضحايا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة حركة حماس أطفال أزمة إنسانية فيضانات سيول قبر قبور محكمة طعن رون تال فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن تدهور صورة إسرائيل في الخارج خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، محذرة من أن الحملة العسكرية أفقدت تل أبيب دعمها الدولي ودفعت عواصم غربية لاعتبارها طرفا متوحشا، مقابل الإشادة بذكاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في توظيف الرواية الإعلامية لصالحها.
وكشفت قناة "12" الإسرائيلية أن مسؤولا سياسيا بارزا في الحكومة حذر في الأيام الأولى بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مغبة تجاهل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا إن المجاعة المحتملة ستؤدي لانهيار الدعم الدولي بالكامل وتحوّل الغضب الشعبي نحو إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟list 2 of 2بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجياend of listوفي نص تم الكشف عنه للإعلاميين السياسيين، شدّد المسؤول الإسرائيلي على أن استمرار الحرب مشروط بأمرين: هدف واضح، وإدخال المساعدات الإنسانية، محذّرا من أن مليوني فلسطيني سيحمّلون إسرائيل المسؤولية إن حلّ الجوع، ولن يحاربوا حماس بل سيوجهون غضبهم نحوها.
ووفق مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبرهام، فإن هذه الإحاطة الصحفية جرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أن التصريحات عكست قلقا مبكرا من الانعكاسات السياسية والدبلوماسية لاستمرار الحصار والتجويع دون إستراتيجية واضحة.
وانتقدت مراسلة الشؤون السياسية في موقع "تايمز أوف إسرائيل" تال شنايدر ما وصفته بغياب القيادة الإعلامية الإسرائيلية، معتبرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف كما لو كان "سيد الرواية"، بينما الحقيقة أنه فشل في إدارة الرواية الرسمية للدولة أمام المجتمع الدولي.
تآكل الدعموفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الأميركية على قناة "i24" عميت ليفنتال إن الوقت لا يعمل لصالح إسرائيل، مشيرا إلى تآكل الدعم لها حتى داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك أوساط كانت مؤيدة للرئيس دونالد ترامب، الذي يدرك تراجع التأييد الشعبي لحرب غزة.
إعلانأما المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية أيليت فريش، فكشفت عن حظر غير معلن على صادرات الصناعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مصانع محلية تعجز عن تصدير مركبات أو تصنيع مكوّناتها، وسط تقارير عن توقف تصدير السلاح أيضا، معتبرة أن ذلك نتيجة حرب استنزاف بلا هدف.
وأكدت فريش أن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن غزة تُظهر مجاعة وأطفالا يعانون وسط دمار شامل، معتبرة أن ذلك دفع الرأي العام في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة إلى التساؤل عن جدوى الحرب ومآلاتها، وهو ما يُلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل.
وانضم مقدم البرامج السياسية في قناة 12 حاييم إتغر إلى قائمة المنتقدين، قائلا إن إسرائيل أصبحت "أضحوكة العالم" بسبب تدهور الدبلوماسية الخارجية وسوء الأداء السياسي، مشبّها ما يجري في إسرائيل بالسيرك، في حين تبدو حماس "كأنها تدرّسنا في العلاقات العامة".
وقال إتغر إن حركة حماس أثبتت براعة فائقة في التأثير الإعلامي وتوجيه السردية، بينما تتخبط إسرائيل في عجز تواصلي جعلها تبدو كما لو كانت في بداية الطريق، وحماس في موقع المتفوّق بدرجة الدكتوراه، على حد وصفه.
أخطاء إسرائيلواعتبر المتحدث السابق باسم الشرطة الإسرائيلية إيلي ليفي أن المشكلة لا تكمن فيما تفعله حماس، بل فيما ترتكبه إسرائيل من أخطاء، مؤكدا أن كل الأخطاء الممكنة وقعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولا تزال تتكرر حتى اليوم، دون مراجعة أو تصحيح.
وفي تعليق من داخل الأستوديو على التصعيد، أشارت إحدى المتحدثات إلى أن الصورة المتشكّلة عالميا أصبحت تصور إسرائيل كقوة متوحشة، وأن الخطاب الدولي بات يقول على العالم أن "ينقذ الفلسطينيين من الإسرائيليين المتوحشين".
ورأى رئيس شعبة الاستخبارات والساحة الدولية السابق في جهاز الموساد حاييم تومر أن أوروبا الغربية على وجه الخصوص لن تقبل استمرار مشاهد قصف المدنيين وتجويع الأطفال في غزة، محذرا من عزلة إسرائيل في أهم أسواقها إن واصلت الحرب على هذا النحو.
وأضاف تومر أن التساؤل الجوهري المطروح اليوم هو: هل يستحق "الانتصار المطلق" -الذي لا نعرف ما هو تحديدا- هذا الثمن الباهظ من العزلة الدولية، لا سيما في ظل شكوك متزايدة حول جدوى استمرار العملية العسكرية وأهدافها الحقيقية