القراي: بقاء الكوكب مرهون ببقاء صوته الحر
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
إن بقاء الكوكب مرهون ببقاء صوته الحر، ذاك الذي ينبض في قلب المقاومة، ويحيا في وجدان المشاريع القومية ووحدة الطبقات المسحوقة تحت مظلة الاشتراكية، و الإسلام السياسي.
كثيرًا ما يُصوَّر الإسلام السياسي كمرادف للإرهاب، كأن كل من ينادي بعودة الإسلام إلى الشأن العام هو مشروع قاتل أو فوضوي. هذا التصنيف المسبق ليس بريئًا، بل يُستخدم كسلاح أيديولوجي في صراع النفوذ والهيمنة، حيث تُفرغ المفاهيم من معانيها وتُملأ بالتحريض والخوف.
لم يكن الهدف من تصنيف الإسلام السياسي جماعة إرهابية هو حماية الشعوب، بل إسكات الصوت الذي ينازع المنظومة العالمية الحديثة على تعريف العدل، والكرامة، والسيادة. هكذا يتحول الفكر إلى تهديد، والهوية إلى تهمة، ويُلاحق التيار السياسي الإسلامي لا بسبب سلاح يحمله، بل لأنه يطرح سؤالًا مغايرًا عن معنى الدولة، والشرعية، والحرية.
في المقابل، لم تُصنَّف الليبرالية المعاصرة، التي خاضت بها القوى الغربية حروبًا مدمرة في العراق، وأفغانستان، وليبيا، وسوريا، كإرهاب فكري أو سياسي. مع أن ضحايا هذا “الإرهاب المنظَّم” بلغوا الملايين، وهُدمت دول، وشُرِّدت شعوب، تحت شعارات مثل حقوق الإنسان، والديمقراطية، والتحرير. هذا هو النفاق الفلسفي في أبهى صوره أن يُجرَّم الإسلام السياسي حين يخطئ أو يُختطف من متطرفين، وتُغضّ الطرف عن أنظمة تسوق الحرية بالدبابات والطائرات.
سهيل القراي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الإسلام السیاسی
إقرأ أيضاً:
بالتعاون مع الأزهر.. «الأوقاف» تنظم ندوات للحفاظ على البيئة بـ 1544 مسجدًا
نظّمت وزارة الأوقاف، بالتعاون مع الأزهر الشريف، ندوات علمية ضمن فعاليات برنامج "المنبر الثابت"، تحت عنوان: "الحفاظ على البيئة وأثره على الفرد والمجتمع"، وذلك عقب صلاة العشاء، بـ(1544) مسجدًا بمختلف محافظات الجمهورية.
وشارك في الندوات عدد من علماء الأوقاف والأزهر الشريف، حيث تناولوا أهمية الحفاظ على البيئة بوصفه واجبًا دينيًّا وإنسانيًّا، مؤكدين أن الشريعة الإسلامية تحث على النظافة العامة، وحماية موارد الطبيعة، والابتعاد عن كل ما يُفسد أو يُلوث عناصر البيئة، مشيرين إلى أن عمارة الأرض من مقاصد الإسلام الكبرى.
وأوضح العلماء أن الاعتداء على البيئة، كإلقاء المخلفات في الطرقات أو المسطحات المائية، أو تلويث الهواء، يُعد من صور الإفساد في الأرض التي نهى الله عنها، في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾، كما أن الإضرار بالناس نتيجة إهمال البيئة داخل في قوله ﷺ: "لا ضرر ولا ضرار".
وأكد المشاركون أن الحفاظ على البيئة ليس مجرد سلوك حضاري، بل فريضة شرعية تسهم في حماية النفس وصحة المجتمع، لافتين إلى أن الإسلام ينظر إلى البيئة باعتبارها أمانة في أعناق الناس جميعًا، ينبغي الحفاظ عليها للأجيال القادمة، عبر وعي جماعي وسلوك رشيد.
وتأتي هذه الندوات في إطار جهود وزارة الأوقاف لترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية، والتصدي للقضايا المجتمعية المعاصرة، برؤية دعوية وسطية تعزز الوعي السلوكي، وتسهم في بناء الشخصية الوطنية الواعية والمنضبطة.