مواد كيميائية تسبب السرطان داخل السيارات
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
البلاد ــ وكالات
أشار بحث علمي جديد إلى أن الناس يتنشقون مواد كيميائية مسببة للسرطان، عندما يكونون داخل سياراتهم. وفي الدراسة، التي نشرت في مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية، قام الباحثون بتحليل هواء المقصورة لأكثر من 100 نوع مختلف من السيارات “كهربائية وغازية وهجينة”، بين عامي 2015 و2022، ليكتشفوا أن 99 % منها تحتوي على مثبط لهب يسمى “TCIPP”، الذي يخضع للتحقيق من جانب البرنامج الوطني الأمريكي لعلم السموم؛ باعتباره مادة مسرطنة محتملة.
ويزعم معدو الدراسة أن معظم السيارات التي خضعت للفحص، تحتوي على اثنين من مثبطات اللهب، هما “TDCIPP” و”TCEP”، ويعتبران مسببان للسرطان، مشيرين إلى أن مثبطات اللهب هذه مرتبطة بأضرار عصبية وإنجابية أيضاً.
وقالت ريبيكا هوهن، الباحثة الرئيسة وعالمة علم السموم في جامعة ديوك:” بالنظر إلى أن السائق العادي، فإنه يقضي حوالي ساعة في السيارة كل يوم، وهذه مشكلة صحية عامة مهمة”.
وأضافت:” إنه أمر مقلق بشكل خاص للسائقين الذين يسافرون لمسافات أطول وكذلك الركاب الأطفال، الذين يتنفسون كمية من الهواء أكثر من البالغين”.
كما وجدت الدراسة المثيرة للقلق، أن مستويات مثبطات اللهب السامة كانت أعلى في فصل الصيف؛ إذ تزيد الحرارة من إطلاق المواد الكيميائية من مواد السيارة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: داخل السيارات
إقرأ أيضاً:
اكتشاف بكتيريا بحرية تمهد لعلاج جديد للسرطان
أعلن معهد "جي بي إلياكوف" للكيمياء الحيوية العضوية في المحيط الهادئ عن اكتشاف جديد قام به علماء روس من منطقة بريموري، حيث حددوا مادة مستخلصة من بكتيريا بحرية يمكنها التسبب في موت الخلايا السرطانية.
وفقًا للتقرير الصادر عن المعهد، تتزايد الجهود البحثية التي تستهدف المحيط العالمي بحثًا عن مصادر جديدة لعلاجات فعالة ضد السرطان، إذ يُعد المحيط مستودعًا غنيًا بمواد نادرة ومعقدة قد تُحدث نقلة نوعية في هذا المجال. وقد تمكن باحثو معهد المحيط الهادئ للكيمياء الحيوية العضوية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية في الشرق الأقصى، من تحقيق إنجاز علمي مهم يتمثل في الكشف عن إمكانات مميزة لمركب سكري (عديد السكاريد) من بكتيريا بحرية تدعى "كوبيتيا مارينا". يُظهر هذا المركب قدرة على تحفيز عملية التدمير الذاتي لخلايا سرطان الدم النقوي الحاد بشكل انتقائي، دون إلحاق الضرر بالخلايا الطبيعية.
تشير الدراسة إلى أن عديد السكاريد الكبسولي المستخلص من هذه البكتيريا يثبط نمو خلايا سرطان الدم البشري من نوع "HL-60"، وهو يُعتبر نموذجًا لدراسة المرض. وما يميّز هذا المركب هو التأثير الانتقائي الذي أظهره، حيث يقتل الخلايا السرطانية دون أن يضرّ بالخلايا اللمفاوية الطبيعية الموجودة في الدم المحيطي. ومن هذا المنطلق، قد تكون الأدوية المستقبلية التي تعتمد عليه أقل سمّيّة وأكثر أمانًا بالنسبة للمرضى.
بحث العلماء أيضًا الآلية الدقيقة لعمل هذا المركب، واتضح أن تأثيره يعتمد على مسارين مستقلين. في المسار الأول، يفعّل عديد السكاريد إنتاج بروتين "TNF-α" أو عامل نخر الورم ألفا. يعمل هذا البروتين على تنشيط ما يُعرف بـ"مستقبلات الموت" على سطح الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تنشيط سلسلة تفاعلات بيولوجية تشمل إنزيم "كاسباس-8". أما المسار الثاني، فيستهدف الميتوكوندريا داخل الخلية، وهي العضيات المسؤولة عن توفير الطاقة؛ حيث يُلغي جهد غشاء الميتوكوندريا متسببًا في إطلاق إشارات تحفّز إنزيم "كاسباس-9". يؤدي هذا بدوره إلى إجهاد تأكسدي نتيجة زيادة جزيئات الأكسجين التفاعلية داخل الخلية، كما يغير توازن البروتينات المرتبطة ببقاء الخلية من عائلة "Bcl-2".
يُجمع العلماء على أن كلا المسارين ينتهيان إلى تنشيط إنزيم "كاسباس-3"، الذي يتولى عملية تدمير الخلايا السرطانية بشكل نهائي. علاوة على ذلك، أظهرت التجارب أهمية البنية الكيميائية لعديد السكاريد في وظيفته الحيوية؛ فعند إزالة مجموعات الكبريتات من هذه المادة، فقدت قدرتها بالكامل على تحفيز موت الخلايا السرطانية وإنتاج عامل نخر الورم أو التسبب بالإجهاد التأكسدي. وبالتالي، تلعب مجموعات الكبريتات دورًا محوريًا في فعالية المادة البيولوجية.
رغم أن هذا الاكتشاف يمثل تقدمًا واعدًا في مجال الأبحاث الدوائية، يشير الفريق العلمي إلى أنه لا تزال هناك خطوات عديدة قبل الوصول إلى تطوير دواء فعال. ومع ذلك، تؤكد هذه النتائج الإمكانات الهائلة للكائنات الدقيقة البحرية كمصادر غنية بمركبات فريدة قد تكون أدوية المستقبل. وسيعمل العلماء الآن على دراسة فعالية هذه الآلية في أنواع أخرى من السرطان وتقييم سلامتها على الحيوانات كجزء من المرحلة المقبلة من البحث.