وهل بقي في عرب “القمم” ما يُحترم؟
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
بين ما يقرأ هذه الأيام أنه يتم التحضير لقمة عربية وأقصى ما قد يقدم في هذه القمة هو المعطى لطوفان الأقصى وإنجازات محور المقاومة ممثلاً في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين عضواً كاملاً في هذه المنظمة الدولية، مع متابعة مجلس الأمن لإعادة النظر في موقفه ربطاً بـ”الفيتو الأمريكي”..
وربطاً بذلك يُعاد طرح المبادرة العربية لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967م، علماً أنه لولا طوفان الأقصى وأداء المقاومة ومحور المقاومة فإن هذه المبادرة كانت دفنت إسرائيلياً وقضية التطبيع هي التي حلت أو هي التي تصدرت.
السقف لموقف الأنظمة العربية في قمتهم أو بدون قمة هو ما فرضته المقاومة ومحور المقاومة، ولا خير في استثمار معطى للمقاومة ومحورها لكنه يفترض من هذه الأنظمة في واقعها وفي ما تسمى “قمة” أن يتوقف أمام المتراكم الأمريكي كمعطى أو أمر واقع تفرضه الأنظمة على الشعوب والوضع في المنطقة يتطلب رفع الاستقلالية عن أمريكا وإعطاء هامش حرية أوسع للشعوب لتعبّر عن رأيها سلمياً..
في مصر مثلاً عادة ما يرددون مثلاً بأن هذا من خطاب الستينيات الذي انتهى زمنه، ونحن نتساءل لماذا لا يسمح بمظاهرات في مصر كما في الأردن أم أن مظاهرات الأردن هي من خطاب الستينيات أيضاً؟..
رئيس تونس “بورقيبة” كان طرح أن يقبل العرب بقرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين على أساس حدود 1948م، ومصر وقتها تصدرت حملة “تخوينه” وكل ما نطلبه الآن هو وقف “التطبيع” وقطع العلاقات السياسية والأخرى مع الكيان الصهيوني وبالتالي لم يعد مثل هذا من خطاب الستينات ربطاً بتخوين “بو رقيبة” لأنه إذا حدود 1948م خيانة فهل حدود 1967م تصبح قومية ووطنية؟..
إذا كوننا لم نعد نمارس التخوين مع هذه الأنظمة كما مورس مع “بورقيبة” فإننا لم نعد نمارس خطاب الستينيات ولكننا نرفض العبودية للاستعمار في شكله المنمق وهو الاستعمال الأسوأ والأشنع من الاستعمار، فهل ما تسمى قمة على رفع هامش الاستقلالية عن أمريكا وربطاً بها إلغاء التطبيع وقطع أي علاقات مع الكيان الصهيوني، أم أن ذلك بات هو المحرم والمجرم كاستحقاق للأنظمة وحق للشعوب؟..
إذا أي قمة تسمى عربية تجرى في ظل واقع ومتراكم عبودية لأمريكا وربطاً بها الكيان فإنها قمة بتوصيف “رمة” وهي باتت “عبرية” وإن ظل مسماها “عربية”..
دعونا نسأل هذه القمة المرتقبة، لماذا لم تفرضوا ما سميت المبادرة العربية على “إسرائيل” قبل الطوفان، ولماذا لم تنجزوا ما حدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل طوفان الأقصى، ولماذا تقاطرتم للتطبيع مع الكيان الصهيوني من فوق ومن تحت الطاولة وقبل تنفيذ هذه المبادرة التي مزقها “نتنياهو” ورماها بين “الرمة” وتطور التمزيق إلى ميثاق الأمم المتحدة؟..
في أزمة هي أقل بكثير مما يحدث الآن في غزة ووصل إلى حدود مصر “رفح” بما يخالف نصوص اتفاق كامب ديفيد، فالرئيس المصري “مبارك” استدعى سفير مصر في تل أبيب وطرد السفير الصهيوني وهذا التفعيل لا علاقة له بخطاب الستينيات، فهل حتى مثل هذا لم يعد ممكناً ويؤصل لخطاب الستينيات؟..
أيتها القمة “الرمة” اتخذوا فقط قراراً يمنع الجسر العربي الذي يمد الكيان الصهيوني بكل ما يحتاج حتى يمارس المثل من هذا الكيان تجاه الشعب الفلسطيني، وإذا كان مثل هذا العمل البسيط لنصرة الشعب الفلسطيني لا تستطيعون القيام به في القمة فإنها “رمة الرمة” وهي قمة “عبرية” أو هي قمة “عربية” لكنها عربياً تحت توصيف “الرمة”..
لاحظوا أننا هنا لا نمارس التخوين كما حدث مع “بورقيبة” ولكننا نستجدي فقط أن ترفعوا سقف استقلاليتكم وتتركوا للشعوب هامش حرية شعوبكم لنجد لكم توصيفاً أفصل أو أعلى من “الرمة” ونحن بهذا أرحم بكم وأصدق معكم ولكم استثمار معطى طوفان الأقصى وفق ما يحلو لكم، وعليكم بالمقابل أن تتعلموا من هذا الطوفان الحد الأدنى من الشجاعة ومن الكرامة ومن تحمل المسؤولية..
لعلّي بين أكثر من يعرف بأن واقع هذه الأنظمة هو متراكم أمريكي ومعطى أمريكياً وأن هناك من يقترح ومن يزخرف عناوين على طريقة “السعودية هي مفتاح لحل القضية الفلسطينية”، ولكننا نريد رفعة حقيقية بأي قدر يستطاع، فهل نحس أن هذه القمة نصفها عربي والنصف الآخر “عبري” كأمر واقع وحالة راهنة أو مرتهنة للأنظمة العربية؟..
لو قمتم في واقع وواقعية مثل هذا فستعرفون أننا إن لم نكن بالضرورة نحبكم فإننا بالتأكيد لا نكرهكم ولا نحقد عليكم وقناعتنا هي أن بقاءكم واستمراركم هو أفضل لنا من زوال أو إزالة وذلك من محطات وتجارب فترة الهيمنة الاستثنائية الأمريكية عالمياً، وهي فترة استفردت فيها بالمنطقة وبات معطى هذا الاستفراد الأمريكي يتجسد في “الرمم” العربية ومنذ قمة شرم الشيخ الشهيرة عام 1990م..
بغض النظر عما قد يطرح من أي وجه أو اتجاه آخر، فإني قد حرصت على التصرف فيما طرحت وعلى عدم الانشداد إلى أي مستوى أو سقف من التطرف، وكل من تعنيه الواقعية والموضوعية أكثر من الانشداد لصراعات سياسية من السهل عليه أن يفهم أو يتفهم!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نيابةً عن سمو ولي العهد.. سمو وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في القمة “الخليجية والآسيان والصين”
المناطق_واس
نيابةً عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رأس صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم، وفد المملكة المشارك في قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان وجمهورية الصين الشعبية، المنعقدة في ماليزيا.
وألقى سمو وزير الخارجية كلمة أكد فيها أن القمة تمثل خطوة متقدمة في مسيرة التعاون التي بدأت مع القمة الأولى لدول مجلس التعاون ورابطة الآسيان في الرياض عام 2023، والتي أرست دعائم شراكة طموحة عززت الروابط الاقتصادية والتجارية، وفتحت آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الطاقة، والتعليم، والأمن، والابتكار.
وقال سموه :”نجتمع لتعميق هذه الشراكة، من خلال انضمام جمهورية الصين الشعبية”.
وأكد الالتزام بدعم نمو اقتصادي طويل الأجل يتسم بالشمولية والاستدامة، يشمل جميع فئات المجتمع ويحافظ على التوازن البيئي. وقال :”نسعى إلى تسريع التحول نحو الطاقة منخفضة الكربون، والنظيفة، والمتجددة، والاستفادة من مبادرات الحزام والطريق الصينية لدعم الترابط الإقليمي، وتكامل دول الآسيان مع دول مجلس التعاون، كما نسعى لتطوير الاقتصاد الرقمي عبر تمكين الشركات الناشئة، وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز برامج التبادل بين الشعوب، لبناء اقتصادات مرنة تعزز الابتكار والشمولية”.
وأوضح سموه أن المملكة العربية السعودية ملتزمة من خلال رؤية 2030 بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة، وتسهيل حركة التجارة، وتذليل العقبات أمام التبادل التجاري، ونتطلع من خلال هذه القمة إلى توسيع التعاون بين الدول المجتمعة في جميع المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك بهدف بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد تعود بالنفع على شعوبنا وتعزز مكانتنا في المجتمع الدولي.
وقال سمو وزير الخارجية:” تؤكد المملكة على ضرورة العمل الجماعي لتحقيق حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما أننا نشارككم الرغبة والاستعداد لبذل كل جهد ممكن في سبيل وقف الحرب والتوصل لحل سلمي مستدام في أوكرانيا”.
حضر القمة، وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة والمشرف العام على وكالة الوزارة لشؤون الدبلوماسية العامة الدكتور عبدالرحمن الرسي، ووكيل الوزارة لشؤون الاقتصاد والتنمية عبدالله بن زرعة، ووكيل وزارة الاستثمار للعلاقات الدولية سارة السيد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا مساعد السليم، والسفير في وزارة الخارجية هيثم المالكي، ومدير إدارة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنس الوسيدي.