شارك وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالقمة والمعرض العالمي للهيدروجين المنعقد في روتردام بهولندا، في الفترة من 13 إلى 15 مايو، والذي يعد الحدث الأبرز في مجال الطاقة الخضراء في القارة الأوروبية، وتناقش القمة في دورتها الحالية سبل دعم التحول في مجال الطاقة، وتعظيم الدور الذي تلعبه الحكومات جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل في تحقيق أهداف التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء.

وفي إطار فعاليات القمة العالمية للهيدروجين، شارك وليد جمال الدين، في المائدة المستديرة رفيعة المستوى للمنتدى الدولي لتجارة الهيدروجين (IHTF)، بمشاركة روب چين، وزير المناخ وسياسات الطاقة، ونائب رئيس الوزراء الهولندي، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من عدد من السادة الوزراء المعنيين بملفات الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر ومشتقاته وعدد من كبرى شركات القطاع الخاص العاملة في ذلك المجال بكل من أوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وفي كلمته استعرض رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، استراتيجية الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة وما تبذله من جهود في سبيل تيسير مناخ الاستثمار لإقامة مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وممارسة نشاط تموين السفن به، حيث خصصت الهيئة مساحات للهيدروجين الأخضر والصناعات المكملة والمغذية له بمنطقتي شرق بورسعيد والسخنة المتكاملتين، وذلك للاستفادة مما تمتلكه المنطقة الاقتصادية من مقومات لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته لتكامل موانئها مع مناطقها الصناعية، اعتمادًا على ما تمتلكه الدولة المصرية من إمكانات كبرى لإنتاج الطاقة المتجدد سواء طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، بأسعار تنافسية، وقد خلصت الدائرة المستديرة إلى ضرورة توحيد معايير إصدار الشهادات الخضراء لتيسير مهمة مطوري مشروعات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، فضلاً عن ضرورة إتاحة التمويل منخفض التكلفة مع مراعاة الموقع الجغرافي للمشروعات الإنتاجية المنتظرة، التي يقع معظمها في دول ذات اقتصادات ناشئة، لا تتمتع بتصنيف ائتماني مرتفع، وذلك بهدف تحفيز مطوري المشروعات على البدء في تنفيذ المشروعات والقدرة على الوصول إلى سعر تنافسي يؤهلهم لتوقيع عقود شراء نهائية لكامل الإنتاج.

وعلى هامش فعاليات القمة، عقد وليد جمال الدين اجتماعًا مع فيليبي أربيلايز، النائب الأول لرئيس مجموعة BP للهيدروجين، حيث ناقش الجانبان خلال اللقاء سبل التعاون في مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث استعرض رئيس الهيئة الجهود المبذولة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية والمرافق ذات المواصفات العالمية لاستيعاب مشروعات الهيدروجين المرتقبة، وكذلك خطط وأماكن النقل والتخزين ومحطات تموين السفن بالوقود الأخضر الذي سيتم إنتاجه بالمنطقة، ومن جانبه أعرب ممثل شركة BP عن تطلعه للتعاون مع المنطقة الاقتصادية في هذا الشأن.

كما قام وليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتوقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة روتردام، وتهدف المذكرة للتعاون المؤسسي في مجالات التحول للاقتصاد الأخضر ورفع كفاءة الموانئ البحرية من خلال تبادل الخبرات الفنية وتنفيذ عدد من برامج التدريب المشتركة.

فيما شارك رئيس اقتصادية قناة السويس في مائدة مستديرة بعنوان "فرص التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر بين هولندا ومصر"، بحضور كلٍّ من: ( حسام هيبة، المدير التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وأيمن سليمان، رئيس الصندوق السيادي المصري، و جيجس بوستما، مدير أسواق الطاقة بوزارة الشؤون الاقتصادية والسياسات المناخية الهولندية، وإريك فان دير هايدن، مدير شؤون انتقال الطاقة بميناء روتردام، وبارت دي سميت، مسؤول تطوير الهيدروجين الأخضر بمؤسسة الاستثمار الدولي)، وناقش خلالها وليد جمال الدين، الفرص الاستثمارية المتاحة بقطاع الوقود الأخضر سواءً مشروعات إنتاج الوقود الأخضر بأنواعه والتي قامت اقتصادية قناة السويس بتوقيع عدد من الاتفاقيات الإطارية ومذكرات التفاهم مع كبرى التحالفات العالمية بشأنها، أو الصناعات المغذية والمكملة له مثل المحللات الكهربائية، وألواح الطاقة الشمسية، وأغشية تحلية المياه، بالإضافة لمراكز التدريب المهني على صناعات الوقود الأخضر، ونشاط تموين السفن بالوقود الأخضر، لافتًا إلى قيام الهيئة مع شركائها بافتتاح مصنع لإنتاج الوقود الأخضر قام بافتتاحه الرئيس المصري ورئيس وزراء النرويج خلال فعاليات قمة المناخ COP27، واحتفت الهيئة مؤخرًا بتصدير أول شحنة أمونيا خضراء تم إنتاجها بهذا المصنع لدولة الهند.

وخلال جلسة بعنوان "أساطيل الشحن المزيلة للكربون" صرح وليد جمال الدين، أنه لا بديل عن تكاتف الجهود الدولية سواءً من جانب الحكومات أو التحالفات الاقتصادية العالمية وكذلك مؤسسات التمويل والأطراف المعنية كافة بصناعات الطاقة الخضراء، وذلك في سبيل تسريع وتيرة تنفيذ مشروعات إنتاج الوقود الأخضر وتموين السفن به، مما يساهم في خفض تكاليف الإنتاج وبالتالي الوصول لتسعير عادل يسمح بتحقيق التنافسية مع أنواع الوقود التقليدي.

وفي سياقٍ متصل قام رئيس اقتصادية قناة السويس بجولة تفقدية بميناء روتردام الهولندي، حيث ناقش مع مسئولي الميناء سبل التعاون بين موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وميناء روتردام في مجالات تداول الوقود الأخضر ليكون مسار الوقود الأخضر من المنطقة الاقتصادية بعد تصنيعه متجهًا إلى ميناء روتردام بهولندا تمهيدًا لوصوله إلى الأسواق الأوروبية كافة، وذلك في إطار تفعيل الممر الأخضر “Green Corridor” من سنغافورة إلى ميناء روتردام مرورًا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الذي يجري إعداده لأن يكون ممرًا لتموين السفن بالوقود الأخضر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادية اقتصادية قناة السويس المنطقة الاقتصادیة لقناة السویس الهیدروجین الأخضر ولید جمال الدین الطاقة الخضراء الوقود الأخضر قناة السویس

إقرأ أيضاً:

مشاركة 3 آلاف مستثمر وصانع قرار في "قمة الهيدروجين" لبحث مستقبل الطاقة والتعرف على الفرص الاستثمارية بعُمان

الرؤية- ريم الحامدية

تنطلق، غدا الإثنين، أعمال النسخة الرابعة من قمة عُمان للهيدروجين الأخضر تحت شعار "إدارة الهيدروجين: سد الفجوات، ودفع عجلة العمل"، والتي من المتوقع أن تستقطب أكثر من 3 آلاف مشارك من مختلف دول العالم، من صناع القرار والمطورين والمستثمرين والمؤسسات البحثية، ما يعكس مدى الاهتمام العالمي المتزايد بقطاع الهيدروجين، ويعزز من مكانة السلطنة كمركز إقليمي لتصدير الطاقة النظيفة. وتأتي القمة برعاية من وزارة الطاقة والمعادن، وبشراكة من شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، الجهة الوطنية المعنية بتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.

وتركز أعمال القمة على عدد من المحاور الحيوية، تشمل التصنيع المحلي، وتوطين المكونات الاستراتيجية، وتنمية المحتوى المحلي، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، في إطار جهود بناء اقتصاد هيدروجيني شامل ومرن قادر على تحقيق القيمة الاجتماعية والاقتصادية لسلطنة عُمان على المديين القريب والبعيد.

وتمتلك سلطنة عُمان موارد طبيعية تمكنها من النجاح، ومساحات واسعة مخصصة للهيدروجين تصل إلى 50,000 كيلومتر مربع، إلى جانب بنية أساسية متكاملة تشمل الموانئ، وموقعًا جغرافيًّا استراتيجيًّا يربط بين الأسواق العالمية، كما أنها تمضي قدمًا في تنفيذ خارطة طريق طموحة لبناء اقتصاد متكامل للهيدروجين الأخضر، تقوم على خمسة أهداف رئيسة تشمل: الإسهام في أمن إمدادات الطاقة محليًّا وعالميًّا، وتنويع الاقتصاد وتوسيع سلاسل التوريد والصناعات المصاحبة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وإيجاد قطاع تنافسي بتكلفة فعالة، ودعم الابتكار وبناء القدرات الوطنية، منوهًا إلى أن سلطنة عُمان أرست حتى الآن ثمانية مشاريع للهيدروجين الأخضر في الدقم وظفار.

وتمثل قمة عُمان للهيدروجين الأخضر منصة مهمة لدعم تطور القطاع وتعزيز الحوار الدولي حول مستقبل الطاقة، كما أنها جزء من منظومة أوسع تُسهم في تعزيز جاهزية سلطنة عُمان، وتوسيع نطاق شراكاتها العالمية، وتوفير بيئة داعمة للاستثمار والابتكار.

وتنعقد القمة هذا العام تحت شعار "إدارة الهيدروجين: سد الفجوات، ودفع عجلة العمل"، في دلالة على توجه السلطنة إلى الانتقال من مرحلة المبادرات إلى التنفيذ، حيث يأتي هذا الشعار ليُجسد أولويات المرحلة القادمة، والتي تشمل التغلب على التحديات التنظيمية، وتحفيز التمويل، ومعالجة تحديات الشراء، وتعزيز جاهزية البنية الأساسية.

وتحظى قمة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025 بدعم واسع من الجهات الحكومية والمؤسسات القطاعية، في خطوة تعكس التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهدافها التنموية، وتعزيز موقعها الريادي على خارطة الطاقة النظيفة العالمية، حيث تواصل سلطنة عُمان خطواتها المتسارعة لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لإنتاج  الهيدروجين الأخضر، في ظل ما يشهده القطاع من تطورات تنظيمية واستثمارية وبنية تحتية متنامية، كما تمضي "هايدروم عمان" في تنفيذ إطار وطني متكامل لإدارة هذا القطاع الواعد، بدءًا من تخصيص الأراضي ووضع الأطر التنظيمية، وصولًا إلى متابعة تنفيذ المشاريع وضمان توافقها مع الخطط الوطنية للطاقة المتجددة.

وتعمل هايدروم عمان على تطوير نموذج حوكمة يهدف إلى توحيد الجهود بين الجهات الحكومية والمطورين، وتسهيل عمليات التخطيط، وتوفير بيئة استثمارية مستقرة للمستثمرين المحليين والدوليين.

وفي خطوة تعد محورية في مسيرة القطاع، أعلنت السلطنة عن إنشاء أول ممر تجاري للهيدروجين السائل في العالم يربط بين ميناء الدقم ومجموعة من الموانئ الأوروبية، من بينها موانئ في مملكة هولندا وجمهورية ألمانيا الاتحادية، ويعد هذا الممر نقلة نوعية في مجال تصدير الطاقة النظيفة، إذ يعتمد على منظومة متكاملة تبدأ من إنتاج الهيدروجين وتسييله، ثم تخزينه في مرافق مخصصة داخل الدقم، قبل نقله عبر سفن مبردة مصممة خصيصًا لهذا الغرض، ثم إعادة تحويله إلى حالته الأصلية في محطات استقبال بأوروبا.

ويمثل هذا المشروع أحد أهم الإنجازات الحديثة، إذ يعزز قدرة السلطنة على الوصول إلى أسواق دولية كبرى ويزيد من قدرتها التنافسية، كما يدعم فرص الاستثمار ويضمن تدفقات اقتصادية مستدامة على المدى البعيد.

وتعمل مجموعة أوكيو بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين على تطوير منظومة لوجستية وصناعية مكملة لمشاريع الهيدروجين، تشمل منشآت التسييل والتخزين والتعبئة، إضافة إلى البنية الأساسية المطلوبة لعمليات التصدير من منطقة الدقم. ويسهم هذا التوجه في جعل المنطقة منصة رئيسية لتقديم حلول الطاقة المتجددة، وتوفير فرص صناعية جديدة في مجالات متصلة، أبرزها تصنيع المعدات والخدمات الهندسية واللوجستية.

ومن المنتظر أن يسهم قطاع الهيدروجين الأخضر في تحقيق أهداف السلطنة الاقتصادية والتنموية، عبر تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وإيجاد فرص عمل نوعية في مجالات متخصصة، ودعم الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجددة، وتعزيز جاذبية السلطنة للاستثمارات العالمية، والارتقاء ببنية الموانئ والخدمات اللوجستية، والإسهام في تنفيذ التزامات عُمان المناخية وخفض الانبعاثات.

مقالات مشابهة

  • وزير البترول متحدثاً رئيسياً في قمة عُمان للهيدروجين الأخضر
  • العوفي: "قمة الهيدروجين الأخضر" تترجم الجهود الاستراتيجية لسلطنة عُمان لتعزيز أمن الطاقة
  • قمة الهيدروجين الأخضر 2025 تبحث الفرص الاستثمارية والتقنيات المتقدمة في الطاقة النظيفة
  • وزير البترول: مصر تسعى لتوفير حوافز جاذبة للاستثمار في مشروعات الهيدروجين الأخضر
  • تأكيد جاهزية عُمان لقيادة التحول في قطاع الطاقة عشية انطلاق "قمة عُمان للهيدروجين الأخضر"
  • تسليط الضوء على جاهزية السلطنة لقيادة التحول في قطاع الطاقة خلال البرنامج التمهيدي لـ"قمة عمان للهيدروجين الأخضر"
  • سلطنة عمان تعزز الشراكات الدولية لدفع اقتصاد الهيدروجين الأخضر نحو آفاق جديدة
  • 3 آلاف مستثمر وصانع قرار يبحثون في "قمة الهيدروجين" مستقبل الطاقة والفرص الاستثمارية بعُمان
  • مشاركة 3 آلاف مستثمر وصانع قرار في "قمة الهيدروجين" لبحث مستقبل الطاقة والتعرف على الفرص الاستثمارية بعُمان
  • رئيس جامعة الأقصر تشارك باجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة قناة السويس