أستاذ العلوم السياسية: الفلسطينيون متمسكون بإقامة دولتهم المستقلة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك حالة من وضوح الرؤية لدى المجتمع الدولى تجاه ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلى من جرائم فى قطاع غزة، والانتهاكات التى تمارسها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطينى منذ سنوات عديدة بعد «نكبة 1948».. وإلى نص الحوار.
كيف ترى التغير الكبير فى المجتمع الدولى تجاه إقامة الدولة الفلسطينية؟
- سقطت الرواية الإسرائيلية فى العالم بأسره، وبدأت الرواية الحقيقية الفلسطينية التى كشفت جرائم الاحتلال، ومن هنا بدأ الموقف الدولى يتغير، وهو ما تجلى فى التصويت بالأمم المتحدة على عضوية فلسطين الكاملة، حيث صوّتت 143 دولة لصالح القرار، الأمر الذى يؤكد أن هناك إرادة دولية وإقراراً واعترافاً من المجتمع الدولى بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، ولكن تظل المعارضة من إسرائيل وأمريكا.
هل من المتوقع أن تعلن دول أوروبية بشكل منفرد اعترافها بالدولة الفلسطينية؟
- نعم بالفعل، هناك دول أوروبية متوقع أن تعلن خلال الشهر المقبل عن اعترافها بالدولة الفلسطينية بشكل منفرد، أى أن كفة الميزان ترجح فلسطين والشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته، خاصة بعد أن رأى العالم حجم الجرائم التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بشكل متواصل.
هل يمكن أن يسقط الفيتو الأمريكى فى التصويت على عضوية فلسطين فى مجلس الأمن؟
- بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على عضوية فلسطين سيرفع التقرير إلى الأمين العام أنطونيو جوتيريش والذى بدوره عليه أن ينقل التوصية إلى مجلس الأمن حتى يصدر قراره بقبول عضوية فلسطين الكاملة فى الأمم المتحدة، ولكن أعتقد أن الفيتو الأمريكى سيبقى دائماً بمثابة عائق ضد إرادة المجتمع الدولى، وأمريكا أعلنت مراراً وتكراراً بأنها لن تسمح بوجود دولة فلسطينية إلا عن طريق المفاوضات والتى توقفت منذ 2014 نتيجة التعنت والرفض الإسرائيلى.
هل هناك تفاؤل فى الأوساط الفلسطينية بشأن الاعتراف بالدولة؟
- الفلسطينيون لديهم أمل فى مستقبل جديد وأن تكون هناك حالة من الحرية والاستقلال ولن يفقدوا الأمل فى إقامة دولة فلسطينية وسيستمر النضال لتتوارثه الأجيال جيلاً وراء جيل فى مواجهة الاحتلال وصولاً للدولة الفلسطينية المستقلة، وهناك حالة أخرى من التفاؤل الفلسطينى لأن العالم بدأ يدرك أن من حق الشعب الفلسطينى أن تكون له دولته وأن يعيش كبقية شعوب الأرض.
ما الذى يمثله انضمام مصر إلى دعوى جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية؟
- انضمام مصر يشكل دافعاً كبيراً فى سياق النظر للقضية التى قدمتها جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية، كما أن مصر على دراية كاملة وتماس واضح بشأن ما يحدث فى فلسطين، وتلعب دوراً كبيراً فى إنقاذ الشعب الفلسطينى، كما أن انضمام مصر بمكانتها الكبيرة فى العالم وفى منطقة الشرق الأوسط سيعطى مصداقية أكبر للقضية لأن مصر لديها ما يكفى من وثائق وصور ودلائل وشهادات توثق ما يحدث فى قطاع غزة.
وستنظر المحكمة طلب جنوب أفريقيا وبعض الدول باتخاذ إجراءات جديدة وتدابير احترازية بحق دولة الاحتلال لعدم التزامها بتنفيذ ما أقرته المحكمة من تدابير يوم 26 يناير، وهناك مطلب آخر بضرورة إصدار المحكمة قراراً بوقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطينى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال إسرائيل النكبة مصر القمة العربية الـ33 الشعب الفلسطینى المجتمع الدولى عضویة فلسطین
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: مجاعة غزة وتسونامي الدولة الفلسطينية
الوضع في قطاع غزة كارثي موحش. وللأسف، سبق أن حذرت قبل 20 شهرا من أن الشعب الفلسطيني سيكون وقود هذه الحرب المستعرة، التي رفضت قلبًا وقالبًا أن تنشب وسط المدنيين الفلسطينيين وبلداتهم، المحصورة في "جيب ضيق" والمحاصرة من جانب قوات الاحتلال من الجهات الأربع، وفي الوقت ذاته، لا أنكر حق المقاومة الفلسطينية في أن توجه ضربات للاحتلال الإسرائيلي، ليظل صوت الشعب الفلسطيني نابضًا بقضيته وألا تزاحمها أو تطغى عليها قضايا أخرى.
ويمكن تلخيص ما يجري في قطاع غزة اليوم في مشهد دموي تتجاوز فيه المعاناة حدود التصور، بينما يزداد الحصار والتجويع في ظل صمت دولي وعربي محبط:-
-المأساة الفلسطينية دفعت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للقول إن "غزة تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث"، مؤكدًا أن الأردن يواصل اتصالاته مع القادة العرب والشركاء الدوليين للضغط باتجاه إنهاء الحرب. مشيرًا إلى أن الجهود الإغاثية غير كافية رغم أهميتها، إذ تُباد عائلات كاملة ويتم تجويع الأطفال، ما يستدعي وقفة ضمير دولية حقيقية.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 154 شهيدًا، وأضافت أن "كل المحاولات البائسة لنفي حقيقة المجاعة، تعريها أعداد الوافدين إلى أقسام الطوارئ وأعداد الوفيات". فيما أكدت تقارير دولية، أن معظم مناطق غزة تعاني من شح حاد في الغذاء يصل إلى حد المجاعة.
من جانبها، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 60,138 شهيدًا، وأكثر من 146 ألف مصاب، فيما تتواصل عمليات الإبادة واستهداف المدنيين، بمن فيهم من ينتظرون المساعدات. ومنذ 27 مايو فقط، سقط أكثر من 1,239 شهيدًا من هؤلاء المنتظرين، ما يجعل المجاعة سلاحًا آخر في الحرب.
ورغم استئناف عمليات إلقاء المساعدات الجوية، إلا أن مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، وصفها بأنها "غير فعالة"، مشيرًا إلى أن الكارثة أكبر من أن تُحل بعمليات متناثرة من الجو. أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقال في الأمم المتحدة: "إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد، فإنها تستحق العناء".
والحاصل.. أن هذه المجاعة كشفت ليس فقط وجه الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضًا ملامح ما وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بـ"تسونامي دبلوماسي" يضرب صورة إسرائيل عالميًا. إذ تواجه إسرائيل عزلة سياسية غير مسبوقة، وإدانات متزايدة، ومقاطعات أكاديمية وثقافية وتجارية.
وبحسب تقرير لها، بات ارتداء رموز يهودية في أوروبا سببًا للتعرض للطرد أو الاعتداء، فيما يُلاحق جنود إسرائيليون في بلجيكا بتهم جرائم حرب. وتعرض إسرائيليون للطرد من مطاعم أو للاعتداء الجسدي في إيطاليا واليونان، فيما تصاعدت المظاهرات المناهضة لإسرائيل في دول عدة.
ولم تقتصر العزلة على الشارع، بل طالت المؤسسات. فقد أوصت المفوضية الأوروبية بتجميد جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون 2020"، أكبر مشروع بحثي في الاتحاد الأوروبي. وهناك تقارير عن استعداد دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا للاعتراف بدولة فلسطين، ما يعكس تآكل الرواية الإسرائيلية على الساحة الدولية، وبيان الأكاذيب الاسرائيلية وسفالتها أمام واقع مخزٍ مؤلم، كما يكشف عن تحرك دولي لنصرة الشعب الفلسطيني رغما عن أنف الاحتلال وإدارة ترامب.
المحزن حقًا، أن بعض الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري المشؤوم في دعم قيام إسرائيل، مثل فرنسا وبريطانيا، بدأت تتخذ مواقف أخلاقية وإنسانية في المأساة الجارية، بينما غاب الصوت العربي. أين جامعة الدول العربية؟ أين الدعم العربي الجماعي؟ أين الضغوط على إدارة ترامب - الواقعة في غرام فيلق التطرف الإسرائيلي - لإنهاء هذه المأساة؟ اين قرارات الدول العربية تجاه دولة الاحتلال سياسيا واقتصاديا؟!
إن ما يحدث في غزة ليس فقط مأساة إنسانية، بل فضيحة سياسية للعالم العربي، الذي تفتت إلى درجة الصمت واللامبالاة.
لقد فضحت حرب غزة أنظمة ذليلة وأظهرت تفتتًا عربيًا مهينًا، بينما القطاع يحترق أمام أعيننا جميعا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والضفة الغربية يتم تصفيتها والإجهاز على البلدات الفلسطينية وملاحقة شبابها.
باختصار.. الكارثة مروعة والشهود كثر.. والتاريخ لن ينسى أبدا أن يسجل كل هذا، والأيام بيننا.