جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-13@17:52:38 GMT

رحلة البناء

تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT

رحلة البناء

 

فاطمة الحارثية

نقف اليوم كآباء ومُربين وأولياء أمور ومسؤولين أمام تحديات جسام، فالعولمة صنعت الشك والحيرة في سكينة المعتقد، وزعزعت الطاعة والقبول والثقة، حتى بات للخبرة والحكمة اختلاف مصطنع تتنازع عليه الأجيال حتى في التعريفات، والنجاة كان وسيبقى في عمق القيم والمبادئ والأخلاق الأصيلة، والتي لابد من التمسك بها والحفاظ عليها وتمكين العادات والتقاليد الأصيلة بعيدا عن الغريب الوحشي، وهنا اقصد النابعة من تكاتف الأسر والمجتمعات، وننئ بأنفسنا الثقافات المقلدة والدخيلة، وهذا يوجب القول أن وبالرغم من تقادم السلوكيات الدخيلة علينا منذ الانفتاح في أواخر القرن الماضي، لا يعني أن ما تعود عليه البعض ونشأ فيه هو الأصالة والمطلوب.

ولبس الأقنعة عادةٌ تعلّمَها البعض من أجل الحفاظ على مصالح معينه، ونجد باطنهم وفعلهم عكس كلماتهم الرنانة وتمثيلهم الزائف، ومن وقاحة البعض يأتون بشهود زائفين مثلهم، ويخلقون من لا شيء نمط لا دليل فيه غير كلمة تم انتهاك قوتها وأثرها. نحن من نصنع من الآخر قوة ونضع له مقاليد وطقوس التبجيل، حتى تخال نفسه والغريب القادم، أنه ذو شأن وأن الحياة بنعيمها وشقائها بين كفيه؛ والحقيقة أن لا يوجد للناس هوية غير أخلاقهم، وأصالة القصد والعمل الخالص لوجه الله، إن أكبر تحدي نجده في هذا الزمن الزائف الحصول أو إيجاد الكوادر الأمينة المؤهلة للثقة، وهنا الثقة سلاح ذو حدين، فإمّا أن تكون في شر أو خير، فالبعض وَثِقَ بالسامريّ وأفقدهم الجنة، والآخر وثق بهارون وموسى وأتم على نفسه النعمة، والبعض الآخر لم يثق حتى في نفسه، فغاب في الزحام وغياهب التيه.

إذن.. ما نحتاجه اليوم لُحمة الثقة ومساحة الفرص، وقبلها أن نثق بأنفسنا ونعمل على بناء أعمدة الثقة والإيمان أن جميع الطرق وكل ما يحصل وكل ما نعمله حصاده مُسلم به، فإما الحصاد نعمة رضا الله أو غضبه؛ وبكل تأكيد لا شأن ولا دخل في أي وقت أو مجال كان أو حدث رضا الآخر أو غضبه، فالآخر مهما بلغ وأصبح لا ولن يملك لي ولك نفعا وأو ضرا إلا بإذن الله.

فأين الخلل؟ اليوم يُصبح الطفل إلى المدرسة يجتهد ويبذل ما يستطيع لينال رضا معلمه حتى يُعطيه مكافأة الدرجات، ثم يعود إلى المنزل ليجتهد حتى ينال رضا أبويه أو ولي أمره لينال تذكرة الخروج للعب أو بعض المنافع. ونفس الحال في شبابه، حين يدخل الجامعة وبعدها آلام الرضوخ والمنافسات في فترة البحث عن عمل، حتى يدخل في معترك العمل، ويبدأ في جهد إرضاء البيئة التي يعمل فيها لينال الزيادات والامتيازات والترقيات، وينشغل ويُغامر ويتعلم ويتشبث وأمور وأحداث لا تنتهي. وخلال الرحلة التي يكررها معظمنا، في لهو ومتعة لإرضاء النفس، والسعي نحو إشباع شهواتها ورغباتها، لتغلبنا الحياة عند سلم التقاعد، هذا إذا بلغ بنا العمر عتيًا، ثم تهزأ بنا النفس وتقول لنا: أين الثمين في هذا الثرى، أين من كان ويجب أن تسعى نحو رضاه، منذ اللحظة الأولى؟ أكان عليك بذلك كل هذا الجهد لإرضاء كل هذا الكم من الناس؟ أن تذل وأنت مُكرم عند من منحك الحياة والوجود؟ أين هم عنك الآن؟ العزة لمن علم عظمة لله ومنة الله عزوجل وحده لا شريك له.

إدراك عمق الأثر الذي نشكله عند صياغ واستخراج كنوز القوى البشرية، لتتناسب مع الحاجة والمطلوب في رحلة الإنسان للبناء وتعمير الأرض، نحن لسنا هنا عبثا، ولا جهد يُبذل دون عائد فيه ومنه، وأكثر ما يُظهر حدود وعينا البسيط جًدا، غفلتنا عن أمر هو عظيم عند الله عزوجل وهي الكلمة، والتي هي ميزان أعظم من أن نستطيع جميعا أن نقيسها مهما بلغنا من علم وعلوم؛ فسبحان الله في قوله رغم الإقرار بأنه عدو له (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)، فسبحان الله، وعجبي ممن يستهين بالجوهر الحقيقي في هذه الحياة. إن تعزيز عمق الوعي الفكري وتقارب الأفكار والأهداف والإيمان بالمصير الواحد، وأهمية التعاضد للنجاح المشترك والوصول معا كأخلاء، أمر فيه نجاة لنا، وعكس ذلك من جهود مبذوله في التوافه لن ننال بعدها إلا الخسارة والندم.  

ثقافة المعتقد الذي يسهل ترجمتها من خلال القيم والمبادئ الأصيلة الإنسانية المشتركة، والوحدة في تعظيم التآلف والتناغم في الأداء الواجب علينا كقدر مُسلم به يعيش الكثير من التحديات في الزمن الراهن، وكما قال لي احدهم في الأمس القريب: "الاندهاش يقع على قدر علم المتلقي"- وأنا أضيف- وأيضا على قدر فهم ووعي المرسل وقدرته على سرد الإدهاش.

سمو...

تستمر الحياة، ونستمر في الاستمتاع والقبول بالمعجزات والمتغيرات التي يصنعها الله لنا بنا ومنا، وصدق قائدٌ قال: وكل أمر الله خير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا


تقدم بوابة الفجر الإلكترونية، مواقيت الصلاة اليوم محافظة قنا، في إطار الخدمات التي تقدمها لقرائها ومتابعيها، مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء، في مدن ومراكز محافظة قنا، وتشمل مواقيت الصلاة اليوم، صلاة «الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء».

"أذكار الصباح".. بداية يوم متجددة بالذكر والتفاؤل.. تحمل أذكار الصباح في الإسلام قيمة عظيمة، حيث تمثل بداية يوم المسلم وفتح له بابًا للربط الروحي والتواصل مع الله، تعتبر هذه الأذكار لحظة هامة للتأمل والشكر، وتعزيز للروح والقلب. تركيزها على الذكر والتفكير في الله يمنح الفرد طاقة إيجابية لبداية يومه.
وفي سياق الإيمان الإسلامي، تحمل أذكار الصباح قيمة دينية تعكس الاعتماد على الله والتوكل عليه، تذكير المسلم بأسماء الله الحسنى وصفاته الكريمة يعزز الوعي بالقدرة الإلهية والحنان الذي يحيط به.
ومن الأهمية البالغة أيضًا أن يُدرك المسلم أن هذه الأذكار لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تمتد إلى التأثير الإيجابي على الحالة النفسية والسلوكية، إن تركيز الفرد على الخير والشكر في بداية اليوم يؤثر بشكل كبير في توجيه تفكيره وتصرفاته لبقية اليوم.
ومن خلال ترديد هذه الأذكار، يخلق المسلم روتينًا يوميًا يرتبط بالتفكير الإيجابي والتأمل، يعزز هذا الروتين الروح الهادئة والتواصل الدائم مع الله، مما يجعل الفرد أكثر قوة وثباتًا في وجه التحديات.
وبشكل عام، تكمن أهمية أذكار الصباح في تحقيق التوازن بين البعد الروحي والحياة اليومية، مما يسهم في بناء شخصية مسلمة قائمة على الإيمان والتفاؤل.
فضل أذكار الصباح
نقدم لكم في السطور التالية فضل أذكار الصباح:-
- توجيه الشكر:
أذكار الصباح تعزز الشكر والامتنان لله على منح الحياة والفرصة لبداية يوم جديد، مما يعزز الوعي بنعم الله.
2- تحقيق الاستقبال الإيجابي:
تساعد أذكار الصباح في بناء نفسية إيجابية، فتجعل المسلم يستعد ليومه بروح هادئة وتفاؤل.
3- تعزيز التواصل مع الله:
ترديد الأذكار يعزز التواصل الدائم مع الله، مما يعطي الإنسان القوة والثبات في مواجهة التحديات.
4- تنظيم الروتين اليومي:
تقوم أذكار الصباح بتنظيم روتين اليوم، حيث يصبح التركيز على الذكر والعبادة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.
5- الحماية من الشرور:
تحتوي بعض الأذكار على دعاء للحماية من الشرور والمصائب، مما يعزز الشعور بالأمان والاعتماد على الله.
6- ربط الروح بالعبادة:
تعمل أذكار الصباح على ربط الروح بالعبادة وتذكير المسلم بأهمية القرب من الله في كل جوانب حياته.
فضل أذكار الصباح يظهر في تأثيرها الإيجابي على النفس والعلاقة بالله، مما يسهم في بناء حياة مسلمة متوازنة ومستقرة.
أذكار الصباح
تمثل أذكار الصباح تمثل مجموعة من الأذكار التي يقولها المسلم في بداية كل يوم، وتتنوع هذه الأذكار بين الدعاء والتسبيح والتحميد. من بين أذكار الصباح الشهيرة:-
"أذكار الصباح".. بداية يوم متجددة بالذكر والتفاؤل
1- أذكار الاستيقاظ:
يقول المسلم عندما يستيقظ: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
2- أذكار الوضوء:
تشمل التسبيحات والدعاء أثناء أداء الوضوء، مما يعزز الطهارة والاستعداد للصلاة.
3- أذكار بعد الصلاة الفجر:
تتضمن تسبيحات وأدعية تعبيرًا عن الشكر والاستعانة بالله في بداية اليوم.
4- أذكار الصباح اليومية:
تتنوع بين تلاوة آيات من القرآن والتسبيح والاستغفار، مما يساعد في تركيز الفرد وتحفيزه لبداية يوم إيجابية.
5- أذكار الحماية:
يُفضل قول بعض الأذكار التي تطلب الحماية من الشرور المحتملة، مثل قول: "أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق".
ويمكن ترتيب هذه الأذكار حسب الرغبة الشخصية، ويعكس ترديدها التأمل والتواصل الدائم مع الله في حياة المسلم.

 

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا
  • موعد وقفة عرفة 2025.. فضل الصيام والدعاء وأفضل الأعمال في هذا اليوم المبارك
  • كلمة لأمين عام حزب الله مساء اليوم
  • أذكار الصباح اليوم الإثنين 12 مايو 2025
  • غزة..صرخة الحياة
  • حظر التصالح في بعض المخالفات.. تعرف عليا
  • محافظ الأقصر يتفقد أعمال فتح أكبر شارع بمنطقة حوض 18
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 11 مايو 2025
  • رئيس الجمهورية للحجاج الجزائريين  .. “أدعو الله أن تكونوا خير سفراء للجزائر في بيت الله الحرام”