التوصيات الكاملة لـ مؤتمر المثلث الذهبي الصناعي
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
رصدت جمعية رجال الأعمال المصريين مجموعة من التوصيات التي تؤدي للنهوض وتنمية القطاع الصناعي ومنحه القدرة على مواجهة التحديات من خلال مؤتمر المثلث الذهبي.
وأكدت الجمعية أن الصناعة قادرة النمو، وأن دعم القطاع الخاص لضخ استثمارات جديدة ومشاركة القطاع الحكومي في المشروعات القومية أصبح ضرورة ملحة.
وتمثلت التوصيات في البنود التالية
1.
2.النظر في اللائحة التنفيذية لقانون تفضيل المنتج المحلي والتأكيد على أن تتحمل وزارة المالية أعباء تنفيذ القانون من قبل الجهات المعنية.
3.تطبيق مبادئ الحياد التنافسي بالشفافية والحوكمة المطلوبة وذلك وفقاً للاسترايجية المعدة من قبل جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية والتي تم إقرارها في مجلس الوزراء في مايو 2022، والتي تضمن تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية في إطار من العدالة والحيادية بين كافة الشركات الصناعية العاملة في السوق المصري.
4.إعداد خريطة صناعية متكاملة وقابلة للتطبيق والتحديث المستمر وفقاً للقطاعات الصناعية ذات الأولوية بالسوق المصري، على أن تكون مرتبطة بالمراجعة المستمرة للإتفاقيات التجارية الموقعة وذلك من أجل تعزيز الإستفادة الممكنة منها من أجل فتح أسواق تصديرية جديدة.
5.إعادة تقييم البرامج والمنح الممنوحة من المؤسسات الدولية والتمويلية ومراجعة نتائجها وكيفية تعظيم الإستفادة منها من خلال نقل التكنولوجيات الحديثة والمتطورة المستخدمة لدى الدول الصناعية الكبرى.
6.وضع برنامج زمني محدد لرقمنة كافة عناصر المنظومة الصناعية في مصر وإستخدام أحدث التكنولوجيات المستحدثة لتطوير الصناعة المصرية وخلق سلاسل إمداد تتوافق مع إستراتيجية الصناعة المصرية تهدف إلى توطين الصناعة وإحلال الواردات وزيادة القيمة المضافة.
7.توفير آليات تمويلية فعالة وميسرة للشركات الصناعية لتسهيل الحصول على القروض بأسعار فائدة مخفضة مع توفير حوافز و منح تمويلية أكثر جاذبية للشركات والمصانع التي تتبنى تكنولوجيا الجيل الرابع وتتوافق مع إشتراطات الإقتصاد الأخضر.
8.لا بد من سرعة تفعيل الشركة الجديدة لضمان الصادرات و الإستثمار حيث سيكون لها دور أساسي في زيادة الصادرات خاصة في إفريقيا.
9.لا بد من ان تقوم البنوك المصرية الرئيسية مثل البنك الأهلي و بنك مصر بفتح فروع لها في عدد من الدول الإفريقية لأن ذلك سيكون أحد العوامل الأساسية لزيادة الصادرات المصرية إلى إفريقيا.
10.التوسع في إنشاء المجمعات الصناعية الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة ومنح حوافز إستثمارية وإعفاءات ضريبية متدرجة مع التوسع في توفير التمويل بأسعار فائدة مخفضة ومدعومة، مع زيادة التوسع في تلك الحوافز والإعفاءات للقطاعات الصناعية خارج المنظومة الرسمية لضمهم للاقتصاد الرسمي.
11. تكليف مكاتب التمثيل التجاري المصري بالسفارات والمجالس التصديرية بكافة قطاعاتها بدراسة الأسواق الخارجية واحتياجاتها بغرض فتح أسواق جديدة وإستحداث منتجات تصديرية لديها مزايا تنافسية في تلك الأسواق.
12.إن الهدف من رد الأعباء التصديرية هو تعزيز تنافسية المنتج المصري، لذا يجب سرعة رد تلك الأعباء بحد أقصى 3 شهور من تاريخ الشحن، حتى يتحقق الهدف الذي تصرف من أجله، مع ضرورة التوسع في برامج المساندة الخاصة بالشحن خاصة في ظل الظروف الحالية التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة لأسعار الشحن أثرت في تعزيز تنافسية الصادرات المصرية.
13. تفعيل دور المجلس الأعلى للتصدير والصادر بقرار من السيد رئيس الجمهورية رقـم 142 لسنة 2023 بشأن إعادة تشكيل وتنظيم المجلس الأعلى للتصدير.
اقرأ أيضاًجمعية رجال الأعمال: 9 محاور تنهى مشاكل المصدرين وتحقق الـ100 مليار دولار
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القطاع الخاص جمعية رجال الأعمال القطاع الحكومي استثمار التوسع فی
إقرأ أيضاً:
المثلث السوداني المصري الليبي.. هل يصبح مسرحا جديدا للصراع الإقليمي؟
على نحو مفاجئ، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة المثلث الحدودية بين السودان ومصر وليبيا بالتزامن مع بيان من القوات المسلحة السودانية تؤكد فيه انسحابها من الموقع تمهيدا لإعادة السيطرة عليه، متهمة قوات تابعة لحكومة شرق ليبيا بالهجوم على المنطقة والتوغل داخل الحدود السودانيةـ في تجاوز صريح للقانون الدولي، فما هي أهمية المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر؟
تبلغ مساحة جبل عوينات حوالي 490 كلم مربع، وهو جبل صغير منفصل داخل السودان في الناحية الجنوبية، ولكن المنطقة فيها سلسلة من الجبال تسمي العوينات؟ والاسم الجغرافي المسجل رسميا هو هضبة حسنين، على اسم الضابط المصري محمد بك حسنين الذي قام في 1923م برحلة استكشافية من الكفرة إلى دارفور.
وتتوزع المساحة بنسبة 10 في المئة في مصر، 50 في المئة في ليبيا، وبقية المساحة داخل السودان. وتتصل هذه الجبال بعدد من المراكز الحدودية. ففي مصر مركز الثعلب الحدودي شرق خط العرض 22 درجة، وفي ليبيا مركز شرطة عين زوية في الجانب الجنوبي الغربي من الجبل. أما في السودان فتسمى قرية المثلث في الجانب الجنوبي الشرقي، ولكنها بعيدة نسبيا من خط 22 الحدودي مع مصر.
النزاع الحديث في منطقة المثلث جزء من الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، وهو صراع مباشر بين حلفاء الدعم السريع وأصدقاء السودان، وصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما وروسيا والصين؛ وسط مخاوف غربية من سيطرة روسيا على شواطئ بورتسودان والمناطق الغنية بالنفط والذهب في شمال وشرق السودان
وتعتبر قرية المثلث مركزا تجاريا للتعدين الأهلي المزدهر في المنطقة، تتوافر فيها استراحات ومطاعم وخدمات الإنترنت الفضائي ومحطات الخدمة العامة وصيانة السيارات والمتاجر البسيطة، ويمارس التجار فيها التجارة الحدودية والتواصل مع مناطق الشريط النيلي في شمال السودان؛ من وادي حلفا ودنقلا والدبة. ومع تطور التعدين الأهلي أصبحت منطقة اقتصادية جاذبة غنية بالذهب، وهدفا لقوات الدعم السريع التي كانت تتمركز في قاعدة "الشفرليت" قبل أن يسيطر عليها الجيش السوداني في الأسابيع الأولى لحرب الخامس عشر من نيسان/ أبريل، كما أنها ليست بعيدة عن الفاشر؛ حيث تفرض قوات الدعم السريع حصارا على المدينة وفشلت في إسقاطها بفضل الصمود الأسطوري للقوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية.
وظل قائد الدعم السريع حميدتي يتهم الجيش المصري بمساندة الجيش السوداني منذ هجومه في الثالث عشر من نيسان/ أبريل 2023 على مطار مروى شمال السودان بحجة وجود طيران مصري يستعد لمهاجمة قواته في الخرطوم، وبالفعل أسرت قوات الدعم السريع ضباطا مصريين كانوا ينفذون بروتكولا تدريبيا مع الجيش السوداني، ونقلتهم إلى الخرطوم قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقا بواسطة الصليب الأحمر الدولي، وما زال قوات الدعم السريع تجدد اتهاماتها لمصر، حيث أشار حميدتي إلى ذلك في خطابه الأخير عدة مرات.
والواقع أن مصر لم تخف وقوفها مع مؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها القوات المسلحة، الضامن الوحيد لسلامة أمن السودان وحدود مصر الجنوبية التي أصبحت مهددة بهجمات تحالف "حميدتي- حفتر"؛ التي وصفها مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسام عيسى بأنها محاولة لجر مصر لحرب السودان، وفتح جبهة جديدة على حدودها الجنوبية بالتزامن مع الحرب المدمرة في حدودها مع غزة.
من ناحيتها، أدانت حكومة الدبيبة المعترف بها دوليا في طرابلس تورط جماعات ليبية مسلحة في حرب السودان إلى جانب الدعم السريع، فيما نفت حكومة شرق ليبيا علاقتها بالهجمات رغم الاعترافات الموثقة لجنود ليبيين يتبعون للكتيبة السلفية تم أسرهم بواسطة الجيش السوداني في المعارك الأخيرة، كما أن الجيش السوداني أكد مشاركة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر في الاعتداء على قواته في المثلث، متوعدا بالرد عليها في أقرب وقت.
وتبحث قوات الدعم السريع المتمردة عن جبهات جديدة للقتال وتهيئة مسارح جديدة للحرب لمنع متحركات الجيش السوداني المتأهبة من داخل إقليم كردفان للتقدم نحو الفاشر وفك الحصار عن المدينة التي تشهد أوضاعا مأساوية بالغة التعقيد بسبب الحصار والقصف المستمر من جانب الدعم السريع للمرافق الخدمية ومعسكرات النازحين والمستشفيات والاعتداءات المتكررة على القوافل الإنسانية التي تسيرها المنظمات الدولية لإغاثة سكان المدينة.
النزاع الحديث في منطقة المثلث جزء من الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، وهو صراع مباشر بين حلفاء الدعم السريع وأصدقاء السودان، وصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما وروسيا والصين؛ وسط مخاوف غربية من سيطرة روسيا على شواطئ بورتسودان والمناطق الغنية بالنفط والذهب في شمال وشرق السودان.
وبنظرة سريعة على مواقف جوار السودان من الحرب المستمرة في عامها الثالث نجدها متباينة بين الحياد والانحياز لصالح الدعم السريع، بل إن بعضها أنشأ مواقع عسكرية له على الحدود السودانية تحت غطاء إنساني، بينما جاهرت مصر وإرتريا فقط بمواقفهما الداعمة للجيش والحكومة السودانية منذ انطلاق الحرب الحالية، في حين تتهم الحكومة السودانية تشاد صراحة بفتح أراضيها لقوات الدعم السريع لاستخدامها كقاعدة عسكرية ومستشفى لعلاج منسوبيها، وتشهد علاقة البلدين تدهَورا غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
وليس بعيدا من تشاد فإن جمهورية النيجر كانت في صف الداعمين للدعم السريع نظرا للعلاقة الشخصية بين حميدتي والرئيس السابق محمد بازوم الذي حصل على دعم كبير من حميدتي لحملته الانتخابية، قبل أن تطيح به قيادة الجيش وتضعه قيد الإقامة الجبرية، ولم تفلح الضغوط الدولية والإقليمية بقيادة فرنسا والاتحاد الأفريقي ودول الجوار في إعادته للسلطة. وتتأرجح مواقف إثيوبيا التي كانت أول المستقبلين للمبعوث الشخصي لقائد الدعم السريع ثم استضافتها لحميدتي شخصيا وحلفائه في تحالف "صمود"، فضلا عن اجتماعات ومؤتمرات تغيبت عنها الحكومة السودانية لمساواتها بين الحكومة الشرعية والمتمردين.
وبنظرة سريعة على ردود الفعل في الدول الثلاث، ليبيا ومصر والسودان، فقد التأم مجلس الدفاع السوداني للوقوف على الأوضاع الأمنية في البلاد، وهو اجتماعه الأول بعد قطع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وغالبا ما تكون اجتماعاته مرتبطة بتطورات خارجية في مسار الحرب. ولم يصدر من الجانب الرسمي في مصر أي تعليق على الأحداث، وعلقت وزارة خارجية شرق ليبيا بالنفي على اتهامات الجيش السوداني بالانتشار داخل أراضيه، بينما يعتبر بعض مناصري حفتر أن ما يجري في الحدود السودانية الليبية محاولة لتشتيت جهود قوات حفتر التي تحاول دون جدوى الوصول إلى طرابلس منذ سنوات.
توغل قوات حفتر داخل الأراضي السودانية، يعرض المنطقة لحرب إقليمية بين دول المثلث وربما أكثر في القريب العاجل
وبالعودة إلى المواقف الإقليمية قبل اندلاع الحرب في السودان، تعد مصر حليفا استراتيجيا لخليفة حفتر في مشروعه الرامي للسيطرة على طرابلس وكامل التراب الليبي ضمن الصراع الإقليمي المستمر في المنطقة، لذا فإن التدخل العسكري المصري في منطقة المثلث مستبعد حاليا؛ كون الجيش السوداني قادر على استعادة السيطرة عليه، نظرا لأهميته الاقتصادية إلى جانب أنه المنفذ الرئيس لعمليات الهجرة غير الشرعية من مناطق القرن الأفريقي تجاه القارة الأوروبية، مما دفع الدول المستقبلية للمهاجرين لتوقيع اتفاق عُرف بعملية الخرطوم (Khartoum poroses) للحد من تدفق المهاجرين عبر السودان.
ويعبر كثير من السودانيين عن قلقهم من مشاركة قوات خليفة حفتر إلى جانب الدعم السريع في حرب السودان، ويعتبرونها محاولة لإعادة الروح لقوات الدعم السريع بعد الهزائم المتكررة التي منيت بها، حتى أصبحت تقاتل على الحدود السودانية الليبية بعد أن كانت قواتها تتمركز في القصر الجمهوري وسط الخرطوم قبل نحو شهرين، كما تواجه الحملة التي يقودها نائب حميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو لإعادة بناء قواته؛ صعوبات تتمثل في رفض الإدارات الأهلية وزعماء العشائر في دارفور الزج بأبنائهم في العام الثالث من الحرب بعد المصير المجهول للمئات من قوات الدعم السريع الذين قتلوا في معارك العامين الماضيين؛ إلى جانب الآلاف من المصابين الذين يعانون الإهمال والوعود الكاذبة بالعلاج خارج السودان.
عموما، فإن توغل قوات حفتر داخل الأراضي السودانية، يعرض المنطقة لحرب إقليمية بين دول المثلث وربما أكثر في القريب العاجل.