الخماسية للبنانيين: انتخاب رئيس ضروري والكرة في ملعبكم!
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
قد يكون البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في عوكر، عن مضمون الاجتماع الذي عقده سفراء المجموعة الخماسية، أي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية مصر، في مقرّ السفارة في عوكر، أكثر من "حيوي" على خطّ الجهود التي بذلها السفراء في الآونة الأخيرة، ولا سيما أنّه يشكّل في مكانٍ ما، "خلاصة" اللقاءات التي عقدوها مع الكتل السياسية اللبنانية الكبرى.
صحيح أنّ ما ورد في البيان في غالبه الأعمّ، "يؤكّد المؤكّد"، إن جاز التعبير، لجهة التشديد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، للكثير من الأسباب والاعتبارات، وعلى رأسها أنّ لبنان "يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه"، وفق ما جاء في البيان، لكنّ الصحيح أيضًا أنّه يكرّر رمي الكرة في ملعب القوى السياسية اللبنانية، المتّفقة بحسب البيان على "الحاجة الملحّة" إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
لا يكتفي بيان السفارة الأميركية بذلك، بل يتحدّث عن "استعداد" هذه الكتل، بنتيجة الاتصالات التي جرت معها، للمشاركة في أيّ جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، ويتحدّث صراحةً في هذا السياق عن "مشاورات محدودة النطاق والمدّة"، ويسمّي مبادرة "كتلة الاعتدال" في الاسم، في معرض الحديث عن الجهود المستمرّة، فكيف يُقرَأ هذا البيان في السياسة، وهل يفتح الطريق أمام الانفراج أم التعقيد، وقبل هذا وذاك، كيف يمكن أن يتلقّفه مختلف الأطراف؟
شقّان أساسيّان
في إطار قراءة البيان الصادر عن سفراء "الخماسية"، يتحدّث العارفون عن "شقّين أساسيَّين" يمكن الوقوف عندهما، أولهما حرص السفراء على إعطاء انطباع "إيجابي" عن الاجتماعات التي عقدوها على مدى الشهر الماضي مع الكتل السياسية الكبرى، بدليل تلميحهم إلى وجود "اتفاق ضمني" بين مختلف الأفرقاء على وجوب إنجاز الاستحقاق في أقرب وقت ممكن، وهو ما أقرنوه بإبداء "الاستعداد" للانتقال إلى خطوات ملموسة، تترجم النوايا الحسنة.
أما الشقّ الثاني الذي برز واضحًا في بيان السفارة الأميركية عن اجتماع السفراء، فيكمن في تفصيله الدوافع التي يفترض أن تعجّل بانتخاب الرئيس، من دون أيّ غموض أو التباس، ومن بينها ما يتكرّر منذ فترة على ألسنة الكثير من المسؤولين الغربيين، عن أنّ انتخاب الرئيس أساسيّ "لضمان وجود لبنان بفعاليّة في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية".
وبين "الإيجابية" في التعاطي مع الأفرقاء باختلاف توجّهاتهم، و"الحزم" الذي يؤكد أنّ انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد أضحى ضرورة داخلية وخارجية، يتضمّن البيان أيضًا ما يمكن اعتباره "خريطة طريق" إنجاز الاستحقاق، وإن كانت بمجملها "تجميعًا لأفكار سابقة"، من بينها الذهاب إلى مشاورات "محدودة" للاتفاق على مرشح متّفق عليه أو قائمة قصيرة من المرشحين، يذهب النواب بموجبها إلى جلسة انتخابية "مفتوحة" مع جولات متعدّدة، حتى انتخاب رئيس.
هل تتحقّق المشاورات؟
في المبدأ، قد لا يكون ما يطرحه سفراء "الخماسية" في بيان السفارة الأميركية جديدًا، فهو ما قامت عليه العديد من المبادرات التي طُرِحت سابقًا، بدءًا من المبادرة الحوارية الشهيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري التي اصطدمت بتحفّظات واعتراضات، وصولاً إلى النسخة "المحدّثة" عنها، التي حملت اسم كتلة "الاعتدال الوطني"، والتي جُمّدت بدورها، على وقع تفسيراتها المتناقضة، بعدما حاول كلّ طرف "تفصيلها على قياسه"، إن جاز التعبير.
مع ذلك، ثمّة "جديد" يمكن اعتباره "نوعيًا" في مقاربة مجموعة "الخماسية"، بحسب ما يَشي بيانها، يتمثّل في الإشارة المبطنة في ختام البيان إلى استعداد "لتشهد أو تيسّر" المشاورات السياسية المقترحة، وفي ذلك رسالة "ضمنية" للمتحفّظين على الحوار أو التشاور، بذريعة أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، المفترض أن يدير الحوار، هو "طرف" وليس "محايدًا"، ما قد يشكّل محاولة من جانب "الخماسية" لتذليل هذه "العقبة"، إن كانت النوايا الصادقة.
ولعلّ الأهمّ من هذه النقطة تحديدًا، يكمن في أنّ حديث "الخماسية" عن المشاورات، وبالتالي دعم مبادرة "الاعتدال" تحديدًا، أو غيرها من الوساطات التي تندرج في الخانة نفسها، يمثّل بحدّ ذاته "تبنّيًا" لهذا المنطق من جانب الدول الخمس، بعدما قيل سابقًا إنّ جزءًا من هذه الدول يرفض فكرة الحوار من أساسها، وبالتالي فإنّ هذه الدول تظهر بموجب هذا البيان، في موقف "موحّد" يحثّ اللبنانيين على المضيّ إلى الأمام في هذا المسار، حتى النهاية.
الأساس في بيان "الخماسية" أنّه بمعزل عن كلّ التفاصيل التي أحاط بها، يؤكد على "الثابتة" التي لا غنى عنها، وهي أنّ الكرة في ملعب اللبنانيين أنفسهم، وأنّ عليهم المبادرة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل فوات الأوان. وإذا كان صحيحًا أنّ الأفكار التي يحملها البيان "مكرّرة" بشكل أو بآخر، فإنّ الصحيح أيضًا أنّ رسالة المجتمع الدولي للبنانيين واضحة ولا تحتمل اللبس، ليبقى السؤال: هل يتلقّفها الأطراف المتخاصمون، ورافضو الحوار؟!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السفارة الأمیرکیة انتخاب رئیس
إقرأ أيضاً:
البيان الختامي لندوة الحج الكبرى يؤكد ضرورة التبصير بمعنى الاستطاعة الشرعية للحج
أكدت ندوة الحج الكبرى، التي عقدت أمس /الأحد/ في جدة بالسعودية، ضرورة تبصير حجاج بيت الله الحرام وتثقيفهم بالمعاني والأحكام التي توضح لهم هذه الشعيرة العظيمة، وتعرفهم بالأنظمة التي يجب مراعاتها، ومنها معنى الاستطاعة والمراد بها، كي يؤدوا شعيرتهم وفق ما يرضي الله تعالى بلا غلو ولا إجحاف.
جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن الندوة في دورتها السنوية التاسعة والأربعين، التي عقدت تحت عنوان: «الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة»، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين وذوي الاختصاص من مختلف أقطار العالم الإسلامي.
وشدد البيان الختامي على ضرورة قيام الجامعات ومعاهد الأبحاث والدراسات بدعم الرؤى التي من شأنها أن تساعد على إيضاح الاستطاعة الشرعية للحج.. منوها بجهود وزارة الحج والعمرة السعودية والقائمين على تنظيمها لطرح القضايا التي يحتاج المسلمون إلى معرفتها.
وأشاد بجهود القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للقيام على أمر الحج وإدارة شؤونه ومتابعة كل ما يسهل على الحجيج، ويحقق لهم الاستطاعة التي يؤدون بها حجهم في أمن وأمان ورخاء وراحة واطمئنان.
وأوضح البيان أن الحج يجمع ما بين العبادة المالية والبدنية، وأن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير، مشيرا إلى أن الله فرض الحج لمرة واحدة في العمر، وجعل من شرط وجوبه الاستطاعة.
وأشار إلى إن ما تَسُنُّه حكومة المملكة العربية السعودية من تنظيم الحج وشؤونه والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، كتصاريح الحج والشؤون الصحية يدخل في باب الاستطاعة الشرعية.
وأكد حرمة مخالفة هذه الأنظمة بأي طريقة كانت، لما يسبب ذلك من الأذى للحجاج والمعتمرين، ويؤثر سلبا على الخدمات المقدمة لهم، مما يؤدي إلى الخلل في الاستطاعة أو في شيء منها.
ولفت البيان إلى حرمة إلقاء المسلم نفسه إلى التهلكة، فليس لمن يخشى على نفسه الضرر البالغ أو كان مريضا مرضا شديدا أن يحج حتى يبرأ، ويُعد حينها فاقدا لشرط الاستطاعة.
كما يعد فاقدا للاستطاعة من كان ذا مرض يمكن أن يكون سببا لإلحاق الأذى بالآخرين، كما هي الحال وقت الأوبئة.
وأضاف أن من لا يستطيع الحج وهو قادر ماليا وغير قادر بدنيا فعليه استنابة غيره، إذا كان عجزه مستمرا برأي الأطباء.
واستطرد أن من لا يستطيع القيام بنفسه بأداء بعض مناسك الحج مما تصح فيه النيابة، فله أن ينيب في هذا الأمر من يقوم به عنه ممن تصح نيابتهم، وليس مطلوبا من المسلم أن يُلحق نَفْسَه دَينا غير قادر على سداده لأجل الحج، فهذا فاقد شرط الاستطاعة.
ونوه البيان بمبادرة "طريق مكة للحجاج" التي وفرت أعلى مستوى من الخدمة والراحة في رحلة الحج من خلال تمكينهم من استكمال إجراءات دخولهم إلى السعودية، مما كان له من أثر بالغ في تيسير شرط الاستطاعة على الحجاج.
وأشاد البيان بمنصة "نسك" إحدى مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، لتكون حلاً رقميا مميزا يقدم العديد من الخدمات لتسهيل رحلة ضيوف الرحمن.