من الأبواب المفتوحة إلى القلوب المفتوحة.. قوة الاحتضان الشعبي للمؤسسة الأمنية تكرس استدامة خارطة طريق الحموشي
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
بقلم: مصطفى وغزيف
أبواب الأمن الوطني بمدينة أكادير بلمعة مختلفة، فهي ليست مجرد مداخل مؤسساتية نحو الأروقة، بل هي قلوب مفتوحة يوميا للآلاف من الزوار تنبض بالحياة وتنعكس فيها قوة الاحتضان الشعبي للمؤسسة الأمنية، وهي أيضا محطات ضيافة تبرز متانة التفاعل الإيجابي والقرب الوجداني والاجتماعي والانسجام الرفيع بين المؤسسة والمحيط.
وينساب عبق الاحتضان الشعبي لمؤسسة الأمن الوطني في كل جزء من هذا الحدث المميز، حيث تتقاطع اللقاءات والزيارات المتواصلة بالآلاف يوميا، والمقابلات الإنسانية الرائعة. تخطف الأبواب المفتوحة الأنظار وتجذب القلوب معبرة عن روح الانتماء والتلاحم الذي يتغلغل في عروق المدينة. فهي تجسد تمامًا الرؤية الاستراتيجية التي حددها المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، منذ توليه مهامه القيادية، والتي ترسخ تفاعل الأمن مع المجتمع كمحور أساسي لتكوين مرتكزات خارطة طريق مستقبلية مشرقة وواعدة للمؤسسة.
بأناقة وجاذبية، تنبثق هذه المرتكزات في أروقة هذا الحدث الكبير، حيث يتعايش الأمان والشجاعة مع الارتباط الوثيق بين رجال الأمن والمجتمع المحلي. وبينما تتألق ألوان الأمازيغية والثقافة المحلية، تتجلى رموز الأمن الوطني كجزء من نسيج هذه المدينة الساحرة. تبرز هذه الأبواب المفتوحة على أنها أكثر من مجرد مداخل، إنها قلوب تتنفس بالمودة والتعاون. فالمجتمع المحلي يفتح ذراعيه بعرفانية ويمدّ يده بالترحيب، مؤكدًا على حب لامشروط إزاء رجال الأمن ودورهم الريادي في الحفاظ على الأمن والسلامة.
قبل مجيء الحموشي إلى هذه المؤسسة التي تستغل بروح ابتكارية وجهد يومي لإكساب عملها قيمة مضافة حقيقية اتجاه المواطن، كان الباب المفتوح مجرد عبارة، ولكن اليوم أصبحت رمزًا للثورة الثقافية في المؤسسة الأمنية. فبعد سنوات من الانعزال والحواجز، تألقت المؤسسة الأمنية في تجسيد واقعي للمعنى الحقيقي للتواصل بشكل مباشر مع المجتمع. فتحت أبوابها وقلوبها لاستقبال الأفراد، واستمعت إلى أصواتهم وآرائهم. هذه الخطوة الجريئة أعادت تعريف العلاقة بين الشرطة والمواطنين، حيث تحولت الحواجز إلى حوار، والشكوك إلى ثقة.
فمن خلال الشعار "الأمن الوطني: مواطنة ومسؤولية وتضامن"، أفسح حدث الأبواب المفتوحة المجال، أيضا ، لرؤية جديدة تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة في نفوس المواطنين، حيث لمعت هذه السنة العلاقة المتجددة بين المؤسسة الأمنية والمجتمع، والتي تتميز بتعاون مثمر وروح تعاونية تشع بالثقة المتبادلة. فعلاوة على الاتصال الأمني الكلاسيكي الذي يهدف إلى تعزيز الشعور بالأمان، ركزت هذه النسخة على غرس مجموعة من القيم الإنسانية الرفيعة في مختلف فئات المجتمع.
والظاهر أن هذا الاحتضان الشعبي المتزايد للمؤسسة الأمنية من خلال الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بمدينة أكادير ماهو إلا نتيجة استراتيجية ناجحة تركز على التفاعل المباشر والتواصل الفعال مع المجتمع، إذ تمكن المواطنون في هذا الحدث من التفاعل المباشر مع رجال الأمن والمسؤولين الأمنيين وطرح استفساراتهم وتبادل وجهات النظر معهم. ويعكس هذا التفاعل المباشر التكامل القائم بين الأبعاد الأمنية والاجتماعية والإنسانية في ممارسات المديرية العامة للأمن الوطني.
ويعكس الاحتفاء بحافظات القرآن والأطفال المنكوبين بُعدا إنسانيا آخر رفيعا للعمل الأمني وهو ما يؤكد على التكامل بين الأبعاد الأمنية والاجتماعية والإنسانية في ممارسات المديرية العامة للأمن الوطني.
ومن خلال التفاعل المباشر والتعاون المثمر، يتم تعزيز الثقة والمصداقية وروح المسؤولية المشتركة. وتمثل هذه الفعالية أيضًا فرصة لتعزيز قيم المواطنة والتوعية بأهمية الالتزام بالقوانين والمساهمة في بناء مجتمع آمن ومزدهر.
بفضل فعاليات الأبواب المفتوحة، يتمكن الجمهور والزوار من فهم أعمق لدور المؤسسة الأمنية في حماية الناس والحفاظ على النظام العام، ويعكس الاحتضان الشعبي للمؤسسة الأمنية من خلال هذه الفعاليات قوة ومتانة التفاعل الإيجابي بين الجمهور ورجال الأمن، وتبادل المعرفة والخبرات، حيث يغادر الزوار الفعالية بأفكارٍ جديدة وثقة متجددة في مؤسستهم الأمنية المواطنة والرائدة.
حدث "أبواب أكادير" يعكس إذن القوة والاحتضان الشعبي للمؤسسة الأمنية بوجدانبة صادقة ، ويبرز استدامة رؤية الحموشي وتأثيرها الإيجابي على تعزيز العلاقة بين الشرطة والمواطن قطب الرحى في الاستفادة من الخدمة الأمنية. هذا الحدث كذلك يمثل نموذجًا ملهمًا للتواصل المستدام والتعاون الخلاق في إطار من الثقة المتبادلة بين المواطن والمرفق الأمني الذي يعض على روح المواطنة والمسؤولية الاجتماعية بالنواجد.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأبواب المفتوحة المؤسسة الأمنیة للأمن الوطنی الأمن الوطنی هذا الحدث من خلال
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب: الاحتضان في زمن العدوان!
* *”لا يُستعمَر شعبٌ يُدرك أن المُستعمِر يُقدّم له ‘الحضن’ ليخنقه، لا ليرعاه.”* ــ مالك بن نبي
* *”الاستعمار لا يكتفي باحتلال الأرض، بل يصنع ‘أدواته’ من جلد الضحايا أنفسهم، فيلبسهم قناع ‘الشرعية’ ليُشرعن نهبه.”* ـــ فرانز فانون
*يتحدث الإعلام الإماراتي عن “احتضان” الإمارات “للقوى المدنية” السودانية، وقد تحدث المستشار الإماراتي عبد الخالق عبد الله ــ قبل إشهار قسم من تقدم تحالفه مع الميليشيا ــ عن علاقتهم الممتازة مع هذه القوى التي عرَّفها بأنها هي القوى المدنية التي “يُعتَد بها”، و”ترفض التعامل مع الجيش، وتقف مع الدعم السريع”.*
* *أن يصف المعتدي قوى سياسية سودانية بأنها “يُعتد بها”، فذلك لا يمنحها وزناً بقدر ما يربط وجودها باعترافه، وبصلتها بوكيله المحلي. ويقيس قيمتها بمدى توافقها مع عدوانه. فالاعتداد هنا ليس إشادة محايدة، بل تحديد لمن يُسمَح له بالبقاء في المشهد، ليؤدي وظيفة التغطية على العدوان!*
* *هو إذن اعتداد مشروط، يُمنَح وفق درجة التعاون مع العدوان، وليس هناك “مدنية” يمكن أن يشيد بها المعتدي أكثر من تلك التي تتحول إلى “ذريعة” للصمت على العدوان: ( حمدوك: نحن لم نناقش، نحن “فصيل مدني”، ما عندنا علاقة بالسلاح يجي من وين، أو يقدموا مين)!*
* *وهكذا تتحول “القوى المُعتَد بها” إلى قوى وظيفية، تسوَّق بأنها تمثل الشعب، بينما هي تمثل من يفتك به، ويُعاد تعريف المدنية لا بمحتواها، بل بموقعها من رغبة الأجنبي. فالقيمة هنا ليست في المبادئ، بل في الجدوى السياسية في مشروع العدوان، والطبيعي في هذا السياق أن يكون من لا يُعتد بهم ــ عند المعتدي ــ هم من يقولون له لا!*
* *في أبجديات الحروب هناك دائماً ادعاء حتى لو كان كاذباً: رد عدوان، حماية للنفس، استباق لخطر، حماية لشعب شقيق يتعرض للعدوان .. إلخ لكن هنا، في عدوان الإمارات على السودان، لا ادعاء، ولا ذريعة، ولا بيان حرب، بل عدوان محض خالص، خالٍ من المرافعة، اللهم إلا تلك الخجولة التي يقوم بها ــ على استحياء ــ هؤلاء الذين يحتضنهم المعتدي ويعتد بهم!*
* *ذلك لأن المعتدي لا يسعى للإقناع بل القهر، ولا ينتظر التفهُّم بل كسر الإرادة، ولا يدعي المظلومية بل يريد الخضوع. ويجد من السودانيين من يعاونه في كل ذلك، مع محاولات خجولة منهم للإقناع والتفهم! وهذا يجعله عدوان بلا قضية، بلا حتى دعوى قضية، بل باعتراف كامل بأنه إذا ثبت ــ وهو ثابت ــ يستحق وصف العدوان!*
* *نكران العدوان، مع قيامه في الواقع وتصاعده، صنع حرباً أخرى لا تقل شراسةً: على الحقيقة، على الوعي، على الكرامة. وفي هذه الحرب أتى دور الأدوات المحلية من القوى “المُحتَضَنة” بواسطة المعتدي، هذه القوى تهمِّش وتغبِّش وتطمس العدوان. والعدوان الذي يُطمَس، ويجد مساندةً محليةً للإنكار، لا يتوقف عند حدوده، بل يتمدد ويتصاعد مستنداً على هذا “الضوء الأخضر” المحلي!*
* *هذا التواطؤ لا يُبرَّر بالجهل، بل يُفسَّر بالمصالح، لذلك لم يُذكَر العدوان، رغم أنه مكتمل الأركان. والمفارقة أن كل من تحدث عن ضرورة عدم التدخل في سيادة السودان، من هذه القوى “المُعتَد بها”، لم يجرؤ على تسمية من انتهكها. وهذا صمت نابع من كثرة المصالح، لا من قلة الأدلة!*
* *الاحتضان في جوهره هو تمثيل رمزي لعلاقة قوامها التفاوت؛ طرف يُفتَح له الذراعان، يُطوَى في داخلهما، ويُعاد تشكيله على صورة الحاضن. هو فعل ظاهره الحنان، وباطنه السيطرة، إذ لا يُحتضَن من كان مكتملاً، بل من اُعتُبِر ناقصاً، هشاً، قابلاً للتطويع!*
* *في اللغة، كما في السياسة، الاحتضان يحجب تحت “دفئه” احتمالات الطمس، ويخفي تحت “وهم” القرب إمكانية الذوبان. إنه صورة من صور الحب غير المتكافئ، حيث يُعرَّف الوجود من خلال التبعية، وتُصاغ الذات تحت ظل الأجنبي!*
* *وفي وقت العدوان ــ حين يطوي الحضن الميليشيا و”تقدم” معاً ــ يكون الاحتضان بمثابة إعلان ضاج من الحاضن: هؤلاء هم أعواننا، عليهم نعتمد، وبهم نستعين: على وطنهم، على تاريخه، وعلى أهله. والمقابل ــ الذي أمات الضمائر ــ كان مغرياً للصغار، ولا يُقاوَم، وقد دُفِع مقدماً!*
* *بينما يُهمَّش الشعب السوداني، لا يُغتَد به، ويُقتَل، يُنهَب، يُشرَّد، وتُخرَّب مدنه وقراه، يُحضَن هؤلاء سياسياً وإعلامياً، وفي الضيافات الفاخرة، ويُمنَحون حق تمثيل الضحايا مقابل الغفران نيابة عنهم!*
* *ولهذا ـ لعلمهم بفدحة ما اقترفوه في حق الشعب ـ لم يعودوا يطمعون في العودة إلى السودان إلا في ظل وجود الحاضن، وهو الوجود الذي لن يصنعه إلا تفاوض تكون فيه الحكومة خاضعة لمنطق قوة، وقد ظلوا يؤكدون أن الميليشيا تملك القدرة على فرضه!*
*حاسبوا المحضون ذات حسابكم لحاضنه، واحرموه من اعتدادكم به بذات القدر الذي حصل عليه من اعتداد المعتدي على حسابكم. فهو معه ضدكم، ولا يملك حتى رفاهية التظاهر بخلاف ذلك، دعكم من عكسه!*
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب