أبوظبي – الوطن:

اختتم مركز تريندز للبحوث والاستشارات جولته البحثية والعلمية في كندا، بإطلاق النسخة الدولية من مؤشر «نفوذ الإخوان المسلمين على المستوى الدولي 2022 – 2023»، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، ويقيس نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على مختلف المستويات من خلال 5 مؤشرات رئيسية، هي: نفوذ التنظيم الدولي، والنفوذ السياسي، والنفوذ الاقتصادي، والنفوذ الإعلامي، والنفوذ المجتمعي.

وجاء إطلاق النسخة الدولية من المؤشر ضمن ندوة عالمية نظمها «تريندز»، على هامش مشاركته في أعمال الكونجرس الحادي والتسعين للجمعية الفرنكوفونية للمعرفة، بجامعة أوتاوا الكندية، وساهم في إعداد المؤشر، إلى جانب «تريندز»، كل من جامعة مونتريال الكندية، والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام «Pluriel».

 

البرلمان الكندي

إلى ذلك، استعرض باحثو «تريندز»، ضمن جولتهم البحثية في كندا، ولدى زيارتهم مقر البرلمان الكندي، تجربة المركز البحثية والعلمية والمعرفية، وتطرقوا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، فضلاً عن مناقشتهم آليات التعاون المعرفي في البحوث والدراسات والنشر المشترك، مع المجلس الوطني الكندي للبحوث«NRC»، ومركز مكافحة التطرف المؤدي إلى العنف«CPRMV»، ومركز البحوث والدراسات الدولية، ومعهد الدراسات الدينية في جامعة مونتريال، وبحثوا أيضاً سبل التنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات والجلسات النقاشية.

بودكاست «Trending Echoes»

وإلى جانب ذلك، وتعزيزاً للحوار العلمي والفكري عالمياً، جرى تسجيل عدد من سلسلة حلقات بودكاست «Trending Echoes»، مع مجموعة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين، والذين استشرفوا خلالها مستقبل عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

 

الأول من نوعه

وفي سياق متصل، استهل الدكتور وائل صالح، خبير قسم الإسلام السياسي في «تريندز»، ندوة إطلاق النسخة الدولية من المؤشر، قائلاً إن الهدف من المؤشر هو وضع مؤشرات محددة قابلة للقياس بشكل علمي لمدى نفوذ تنظيم الإخوان المسلمين على الساحة الدولية، على المستويات السياسية، والاقتصادية، والإعلامية، والمجتمعية، والتنظيمية؛ للوقوف على وضع الجماعة إقليمياً ودولياً.

وأشار صالح إلى أن أهمية المؤشر تكمن في أنه الأول والوحيد من نوعه في العالم الذي يقيس بأساليب علمية، كمية ونوعية، نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، كما يلبي الحاجة المتزايدة للحصول على إشارات مبكرة وواضحة عن التطورات الحالية والمستقبلية لمدى نفوذ الجماعة دولياً، بشكل يؤدي لسرعة الاستجابة المناسبة تجاه الجماعة على صعيد السياسات، فضلاً عن أنه يوفر إجابات صادقة وموضوعية عن قدرة الجماعة على الوصول لأهدافها واستشراف مستقبلها.

 

فقد النفوذ

بدوره، أكد حمد الحوسني، الباحث في قسم الإسلام السياسي بـ «تريندز»، خلال الندوة، أن نفوذ وتأثير جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي وصل إلى أقصاه أثناء ما يسمى بـ «الربيع العربي»، ومنذ مطلع عام 2012 بدأت الجماعة تفقد عناصر نفوذها وقوّتها على نحو ما يعكسه هذا المؤشر، وذلك على المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والإعلامية كافة، وفي كل المناطق الجغرافية محل الرصد والدراسة، وبالتحديد في الفترة بين عامي 2021 و2023.

وبين الحوسني أن التغيرات التي شهدتها الجماعة في تلك الفترة أدت إلى تناقص مجموع القوة الشاملة للإخوان المسلمين من 64% في عام 2021، وإلى 49.3% في 2022، وإلى 48% عام 2023، ومن المتوقع أن تستمر الجماعة في فقد المزيد من قوتها وتأثيرها خلال العام الجاري.

 

اضمحلال الجماعة

أما البروفيسور باتريس برودور، الأستاذ المساعد في جامعة مونتريال بكندا، فذكر أنه بين عامي 2021 و2023، انخفض مؤشر نفوذ الجماعة السياسي والأمني من 64% إلى 48%، كما انخفض مؤشر النفوذ الاقتصادي للجماعة من 89.2% إلى 60.4%، ومؤشر النفوذ الإعلامي من 70.3% إلى 46.6%، ومؤشر النفوذ المجتمعي من 77.5% إلى 61.8%.

وذكر البروفيسور برودور، خلال الندوة، أنه حدثت إعادة توزيع لقوة نفوذ جماعة الإخوان بين المناطق الجغرافية في عام 2023 بشكل مختلف عن تقرير مؤشر عام 2021، حيث انتقلت قوة نفوذ وتأثير الإخوان من الأمريكيتين إلى آسيا، واضمحلال قوة الجماعة في العالم العربي وأوروبا، وصعودها في أفريقيا.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يُمثل البحث العلمي حجر الزاوية في تقدم الأمم وازدهارها، فهو القوة الدافعة للابتكار، وصناعة المعرفة، ورسم مسارات المستقبل والرؤى الثقافية، في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات والتحديات، ومن خلال ذلك تبرز أهمية المؤسسات الفكرية ومراكز الأبحاث كركائز أساسية لصناعة القرار المستنير، وتوفير الحلول للمشكلات المعقدة.
وفي هذا السياق، تأتي الجائزة التي أطلقها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تحت عنوان «تريندز هاب للبحث العلمي»، كنموذج علمي ومعرفي وثقافي رائد لدعم التميز في البحث، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح محركاً رئيسياً للتطور البشري.

ويؤكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن تخصيص الجائزة للذكاء الاصطناعي، يعكس إدراكاً عميقاً لدوره كعنصر محوري في التطور والتقدم، فالبحوث المتخصّصة في هذا المجال يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تطوير خوارزميات أكثر دقة وسرعة، وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، ودعم التعلم الذاتي، وتحسين قدرات التفاعل بين الإنسان والآلة. 
ولفت الدكتور العلي إلى أن القدرة على استشراف المستقبل والتأثير إيجابياً على اتجاهاته، تتطلب فهماً عميقاً وشاملاً لأبعاد القضايا المطروحة على الساحة الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية، وهنا يكمن الدور الجوهري للبحث العلمي الرصين، الذي لا يكتفي بالتحليل والنقد، بل يمتدّ إلى تقديم رؤى استباقية وتوصيات عملية، فالبحث العلمي هو منجم الأفكار الجديدة، وحاضنة الابتكارات، والركيزة التي تُبنى عليها السياسات الفعّالة لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء والاستقرار.
وتابع: «تكمن أهمية البحث العلمي في قدرته على تحديد الفرص والتحديات، ومن خلال التحليل المنهجي للبيانات والظواهر، يمكن للبحث العلمي أن يكشف عن الفرص الكامنة والتحديات المحتملة في مختلف القطاعات، وكذلك توفير إجابات علمية وموضوعية، بدلاً من الاعتماد على التخمينات، إذ يقدم البحث العلمي أدلة وبراهين تساعد في فهم أعمق للقضايا، كما أنه يدعم صناعة القرار، حيث يزوّد البحث العلمي صانعي السياسات بالمعلومات والتحليلات اللازمة، لاتخاذ قرارات مستنيرة ورشيدة، ومن جهة تشكيل الوعي المجتمعي، فإنه يسهم البحث العلمي في تثقيف الرأي العام وتوعية الشعوب بأبعاد القضايا المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، أما فيما يتعلق ببناء مستقبل قائم على المعرفة، فإن البحث العلمي يؤسّس لبناء اقتصادات ومجتمعات تعتمد على الابتكار والمعرفة كركائز أساسية للنمو». 
ويوضح الدكتور العلي بقوله: «سعت جائزة (تريندز هاب للبحث العلمي) في دورتها الأولى، إلى الاستثمار في البحث العلمي وتطويره، ودعم المعرفة، مما يعكس مدى اهتمام (تريندز) بتعزيز الثقافة البحثية ودورها الفاعل في الدفع نحو إنجازات علمية تتجاوز حدود التقليدية، وإدراكاً للدور المتزايد للذكاء الاصطناعي كقوة محورية في التطور، وخصّص المركز النسخة الثانية من الجائزة لبحوث الذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه المبادرة ليست مجرد تكريم، بل استثمار استراتيجي في مستقبل البحث العلمي والابتكار».
وأضاف: «تتمحور أهداف الجائزة حول محاور أساسية عدة، منها: دعم التميز العلمي وتعزيز الابتكار بتشجيع الباحثين على تقديم أبحاث متخصّصة ومبتكرة، تسهم في دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمكين الباحثين وخلق بيئة تنافسية بتوفير منصة للباحثين على المستويين الإقليمي والعالمي لعرض أبحاثهم، وتحفيز التنافس الإيجابي، الذي يرتقي بجودة المخرجات العلمية، وإحداث حراك علمي بنَّاء عبر بناء جسور التعاون بين الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية لتبادل المعرفة والخبرات، وتشجيع العمل المشترك في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي، وأيضاً معالجة التحديات الأخلاقية والاجتماعية بالتركيز على البحوث التي تتناول قضايا الأمان، والخصوصية، والمسؤولية الاجتماعية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقديم حلول مبتكرة لهذه التحديات، وكذلك تقديم حلول عملية لمشكلات حقيقية بتوجيه البحث نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسهم في تحسين جودة الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والصناعة، والاقتصاد، وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى استشراف المخاطر والتصدي لها، وبشكل خاص، كما تولي الجائزة اهتماماً بالبحوث التي ترصد وتتبع أنماط استغلال الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، بهدف وضع آليات وسياسات استباقية لمكافحة هذه الظاهرة والحد من تأثيراتها السلبية».

أخبار ذات صلة تقنية لرصد تسربات المياه باستخدام رادار محمول جواً قمة الإعلام العربي: الذكاء الاصطناعي واقع لا مفر من إجادته والتدريب عليه

يقول فهد المهري، رئيس قطاع «تريندز - دبي»: «الجائزة ستواصل استقبال طلبات الترشح في نسختها الثانية حتى 30 يونيو 2025، وسيتم الإعلان عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في التاسع من سبتمبر 2025، الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مشيراً إلى أن الجائزة تهدف إلى بناء جسور التعاون بين الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية لتبادل المعرفة والخبرات، إضافة إلى التعاون في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي».

مقالات مشابهة

  • مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق تعاملات الأربعاء على انخفاض
  • طارق صالح: استقرار الملاحة الدولية واليمن مرهون بإنهاء نفوذ إيران
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة “تنظيم الإخوان المسلمين .. خطاب التطرف والتضليل”
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»
  • «تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي
  • فرنسا: ماذا سيعني تجريم جماعة «الإخوان»؟
  • دبي تستشرف مستقبل الإعلام العربي بإطلاق النسخة الجديدة من تقرير نظرة على الإعلام العربي
  • لوفيغارو: هذه خطة وزير الداخلية ضد تغلغل الإخوان المسلمين في فرنسا
  • فرنسا ترفع السرية عن نشاط الإخوان.. ماهر فرغلي يكشف التفاصيل
  • بينالي الفنون الإسلامية يختتم نسخته الثانية في جدة