مواجهة الابتزاز الإلكتروني: نصائح وتوجيهات
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
دعت الدكتورة هبة الله علي سعودي، خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية، إلى عدم الخضوع للابتزاز الإلكتروني، خاصة بين الفتيات الصغيرات (15-19 عامًا)، وأصحاب المناصب أو المتزوجات.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الابتزاز الإلكتروني في عصر الرقمنة" بمركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاجتماعية.
تأثير الخوف في تعزيز التهديداتأوضحت الدكتورة هبة أن الخوف هو العامل الرئيسي الذي يدفع المبتز للتمادي في تهديداته، مشيرة إلى أن المبتز غالبًا ما يمتلك صورًا أو مقاطع فيديو أو محادثات عاطفية يستخدمها كأدوات للتهديد، خاصة مع المتزوجات.
قدمت الدكتورة هبة عدة نصائح لمواجهة الابتزاز الإلكتروني:
1. تجنب التفاعل مع المبتز: عدم التحدث معه أو الخضوع لمطالبه.
2. التحلي بالثبات الانفعالي: عدم الانفعال أو الخوف من التهديدات.
3. حجب المبتز: استخدام خاصية البلوك على وسائل التواصل.
4. الاحتفاظ بالأدلة: عدم حذف المحادثات أو الصور.
5. استشارة شخص موثوق: التحدث مع أحد أفراد الأسرة.
6. الإبلاغ عن الابتزاز: التوجه إلى شرطة مباحث الإنترنت وتحرير محضر.
7. حماية الخصوصية: تجنب نشر صور أو مقاطع شخصية.
أكدت الدكتورة هبة على أهمية الدعم النفسي من الأسرة والأساتذة، وضرورة توعية الشباب بمخاطر الابتزاز الإلكتروني.
عقوبات قانونية مشددةأوضح الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات القانونية والسياسية والاقتصادية، أن القانون المصري يعاقب جريمة الابتزاز الإلكتروني بالسجن لمدة تصل إلى 15 سنة، مع الأشغال الشاقة في حالة وقوع ضرر كبير على الضحية. وأكد على ضرورة تقديم الأدلة مثل نص المحادثات أو تسجيلات المكالمات لإثبات الجريمة.
الابتزاز الإلكتروني: جريمة وانتهاك للحقوق
تصنف جريمة الابتزاز الإلكتروني كنوع من العنف الإلكتروني وانتهاك للحقوق المدنية، وتشتمل على الاعتداء على النفس والمال والعرض. وأكدت الشريعة الإسلامية على تحريم الاعتداء على الآخرين في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، مشددة على عقاب مرتكبي هذه الجرائم.
في الختام، فإن الابتزاز الإلكتروني جريمة تتطلب الوعي والإجراءات القانونية الحازمة لمواجهتها، بالإضافة إلى الدعم النفسي والتوعية بمخاطرها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الابتزاز الابتزاز الالكتروني مواجهة الابتزاز الابتزاز الإلکترونی الدکتورة هبة
إقرأ أيضاً:
خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
استكمالًا لموضوع الثانوية العامة، وحديثي هنا موجَّه إلى الأسرة: أعزائي الآباء والأمهات، أَلَم يَأنِ الأوان لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشوب ثقافة التعليم والشهادة الجامعية؟
ألم يَأنِ الأوان أن نرحم أبناءنا من الوقوع فريسةً للأمراض النفسية والاجتماعية، فقط لأنهم لم يحققوا “أحلامكم” في الالتحاق بكلية “مرموقة”؟
من الذي قرر ما هي “الكلية المرموقة”؟
مصطلح “كلية مرموقة” مصطلح واسع وفضفاض…
لكن من الذي حدد هذه “المرموقية”؟
من وجهة نظر الدين؟
أم من نظرة المجتمع المحلي؟
أو من منظور الاقتصاد وسوق العمل؟
أم مجرد قناعات موروثة عن أن “الناس لا تحترم إلا الدكاترة والمهندسين”؟
لماذا لم نتوقف لحظةً لمراجعة هذا المفهوم؟
لماذا لم نُجْرِ تصحيحًا لهذه الثقافة التي حوّلت حياة الكثير من الأسر إلى قلق وضغط دائمين؟
أين ذهب دفء الأسرة؟
لقد افتقدنا، وبدون مبالغة، قيمًا ومعاني عميقة:
جلسات العائلة الهادئة
الأحاديث العفوية عن الذكريات
النقاش حول تطلعات الحياة بعيدًا عن الدرجات والامتحانات
تحوّل البيت إلى مركز دروس مكثفة:
درس داخل المنزل وآخر خارجه لنفس المادة!
بل أحيانًا مع أكثر من مدرس…
هل أصبح هذا هو “الطبيعي” الجديد؟
يا الله، لطفك بنا.
توازن مهم: الصحة النفسية أم شهادة “كبيرة”؟
سؤال صريح لكل أب وأم:
أيهما أهم؟
أن يكون ابنك سويًّا نفسيًّا واجتماعيًّا؟
أم أن ينهار بسبب أعباء لم يخترها، لتحقيق حلم لم يكن حلمه من الأساس؟
حين تسأل بعض الطلاب: “ما هدفك من الثانوية العامة؟”
يُجيبون:
“لا أعرف… أبي وأمي يريدانني في كلية مرموقة.”
هكذا يعيشون لا لأجل أحلامهم، بل من أجل طموحات غيرهم.
خيبة الأمل بعد “النجاح”
بعض الأبناء، بالفعل، يدخلون كليةً “مرموقة”… لكنهم يكتشفون لاحقًا أن هذا التخصص لا يناسبهم، فيتوقفون عن الدراسة أو يفقدون شغفهم تمامًا.
يعيشون في عزلة، بخيبة أمل مريرة.
لابد من صحوة أسرية قبل فوات الأوان، صحوة نعيد بها حساباتنا وتصوراتنا حول التعليم والنجاح.
كيف نُعِد أبناءنا للحياة لا للامتحانات فقط؟
علينا أن نغرس فيهم القيم التالية:
أن الله كرم الإنسان بالعقل لا بالشهادة
أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإخلاص والنية
أن مراقبة الله والتقوى هما الأساس
أن الإنسان قد يكون “مرموقًا” بأخلاقه وتأثيره وليس فقط بلقبه
أبناؤنا قادرون - بإذن الله - على بناء مستقبل مشرق،
لكن بشروطهم هم، وبما يوافق شخصياتهم وقدراتهم الفعلية، وليس بمقاسات اجتماعية مفروضة.
القدوة ليست دائمًا “أصحاب الشهادات”
كم من أشخاص نلتقيهم يوميًا، حاصلين على قدر بسيط من التعليم، لكنهم يمتلكون حكمة ونُضجًا، ويُقنعونك بفلسفة الحياة بكل بساطة وهدوء.
صاغوا لأنفسهم حياة كريمة، خالية من الضغط والتوتر، وأصبحوا قدوة حقيقية في مجتمعاتهم الصغيرة.
لنُعد التفكير… بثقافة جديدة، نحن شددنا على أنفسنا، فشدد الله علينا.. لسنا ملومين بالكامل، فثقافتنا تشكلت على عبارات مثل:
• “اللي بيأكل على ضرسه ينفع نفسه”
• “شهادتك هي سلاحك”
• “ما حدش بيحترمك إلا لو بقيت دكتور أو مهندس”
لكن…
الآن حان الوقت لنعيد التفكير.
حان الوقت لتغيير هذه الموروثات، ولخلق بيئة هادئة، متزنة، تسودها الثقة والحب بين الأبناء وآبائهم، وتقوم على الحوار لا الإملاء،
وعلى الدعم لا الضغط.
فلنترك لأبنائنا الفرصة لصناعة ذواتهم، لماذا لا نترك أبناءنا وبناتنا يسعون لتحقيق ذواتهم، وفق مفهومهم هم عن الحياة؟
وفق اهتماماتهم، شغفهم، وطاقاتهم؟
دعونا نؤمن بهم… وندعمهم، لا نوجههم فقط.
أ.د / سعاد العزازي
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف