الإغاثة الطبية الفلسطينية: الانتهاكات الإسرائيلية فى غزة وصلت إلى حد كارثى
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أكد الدكتور عائد ياجى مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى غزة ومنسق القطاع الصحى فى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الانتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة وصلت إلى حد كارثى، حيث وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 80 ألف وهو ما يزيد العبء على الطواقم الطبية وخاصة المستشفيات التى تستقبل يوميا المئات من المصابين.
وقال الدكتور ياجى - فى مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية - "إن القوات الإسرائيلية مستمرة فى اقتحام المستشفيات وتعمل على خروجها من الخدمة بسبب منع دخول المساعدات وقصفها المتتالى على رفح، ولا سيما معبر رفح من الجانب الفلسطينى"، مشيرا إلى أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بات منهارا تماما.
وأضاف أن قوات الاحتلال تسببت فى خروج عدد من مستشفيات أخرى عن العمل والتى كانت تعمل بشكل جزئي، بالإضافة إلى حصار مستشفى العودة شمال غزة لليوم الرابع على التوالى وإجبار المرضى والعاملين داخل المستشفى على الخروج منها ويعمل بها الآن عدد محدود من الطواقم الطبية، وأيضا حصار مستشفى كمال عدوان الذى تعرض لاقتحام مسبق فى شهر نوفمبر الماضى وعاد إلى العمل بشكل جزئي.
وأوضح أن باقى المستشفيات التى ما زالت تعمل بشكل جزئى تعانى حاليا من نقص الوقود وهى مهددة بالتوقف والخروج عن الخدمة بعد 18 يوما من غلق معبر رفح من الجانب الفلسطينى ومنع دخول المساعدات الإنسانية بما فيها الوقود.
وأشار إلى أننا نشهد يوما بعد يوم كارثة صحية تزداد وتتفاقم وما زال المجتمع الدولى عاجز عن تقديم يد العون للخروج من هذه الأزمة الإنسانية فى غزة.
وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد قال سابقا "إن القتال الدائر بالقرب من الجانب الفلسطينى من معبر رفح يصعب مهمة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، مؤكدا على الدور الحيوى الذى يلعبه معبر رفح فى إدخال المساعدات.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: معبر رفح
إقرأ أيضاً:
التجويع.. جهد العاجز ووحشية المستبد (2)
مصطفى بن محسن اللواتي
أين موقع غزة من كل هذا؟
لا شك أن القارئ لاحظ في الجزء الأول أنني لم أذكرْ غزة إطلاقًا فيما ذكرته أعلاه، وذلك لسبب واحد بسيط جدا، هو أنني لم أعرفْ أين أصنف غزة!!
فما تمارسه الصهيونية الفاشية من تجويع هو إبادة جماعية بكل المقاييس، ومن ناحية هو تشف وانتقام واضح المعالم، يحمل كل أنواع الحقد والكراهية، كما إنه قمع عسكري، وتوسع احتلالي، وضغوط سياسية واضحة، وقمع لحركات تحرر، وسقطت ورقة التوت مؤخرًا لتكشف -عما كان واضحًا- أن كل هذا الضغط كان أيضًا لأجل فرض نظام موال للدولة اللقيطة في غزة، وهو ما كشف مؤخرًا في مؤتمر عقد في الأمم المتحدة، والذي دعا حماس لتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، من خلال “إعلان نيويورك”، والذي أعدتْه فرنسا والسعودية، ووافقت عليه 17 دولةً، من بينها: السعودية، وقطر، وتركيا، والأردن، ومصر؛ حيث شددت هذه الدول على أن: “الحكم وحفظ النظام والأمن في كل الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون من اختصاص السلطة الفلسطينية حصرًا، مع الدعم المناسب"، و"يجب على حماس إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية".
التجويع قبل الطوفان
ما يجب الالتفات إليه أن سياسة “تجويع” قطاع غزة لم تبدأْ من طوفان الأقصى؛ بل هي سياسة بدأتْها دولة الكيان الغاصب منذ عام 2007، ومارستْها بالتدريج من خلال سياسات ممنهجة خطط لها بعناية ودقة.
نظام الفصل العنصري في غزة لم يكتف بمجرد منع الغذاء والدواء، بل قام بخطوات ممنهجة ليكون إلحاق الأذى بالشعب الغزاوي بأقصى وحشية ممكنة، فالكيان الغاصب، والدولة اللقيطة تحركت ضمن خطوات طوال سنوات لتصل إلى النتيجة المؤلمة والوحشية التي نراها اليوم:
إيقاف عمل الأونروافي نوفمبر 2024، أوقفت دولة الكيان الغاصب عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة بـ”الأونروا”، والتابعة للأمم المتحدة.
وجاء هذا القرار بعد أنْ اتهمتْ هذه الدولة الغاصبة -باطلًا- موظفي الأونروا بأنهم على صلة مع حماس، مع التأكيد أن الأونروا أنشئتْ نهاية عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعمل فيها بحدود 18 ألف موظف من قطاع غزة والضفة الغربية، وتقدم دعمها لملايين اللاجئين داخل فلسطين وخارجها.
هذا القرار يعني منع وصول المساعدات الإغاثية لحياة ملايين الفلسطينيين، ويعني تحطم المنظومة التعليمية والصحية التي تتكفل بها الأونروا لصالح ملايين الفلسطينيين، ومجرد مثال بسيط: فإن الأونروا تتكفل بتعليم 300 ألف طالب بالتعليم الأساسي في مدارسها بقطاع غزة.
هذه الخطوة التي تمتْ بدعم أمريكي كامل، كانت تمهيدًا لما كان سيأتي لاحقًا من إجرام كبير مارستْه الصهيونية تجاه أهل غزة.
إغلاق المعابر الداخليةتوجد بين أراضي 1948، والضفة الغربية من جهة، وبين قطاع غزة من جهة أخرى، عدد من المعابر، تتحكم فيها جميعًا دولة الكيان المحتل.
ويأتي على رأس هذه المعابر معبر بيت حانون، والذي يعرف أيضًا باسم “إيريز”، وهو المنفذ الوحيد بين قطاع غزة والضفة الغربية مرورًا بأراض محتلة تحت السيطرة الصهيونية، وهذا المعبر مغلق منذ عام 2007، ولا يفتح إلا نادرًا. أيضًا هناك معبر كرم أبو سالم، ويقع عند تقاطع الحدود المصرية الفلسطينية، ويتحكم فيه نظام الفصل العنصري، وفي كل ما يدخل ويخرج منه، ويفتح في أوقات محددة جدًا.
كذلك هناك معبر “المنطار”، وكان معبر التجارة الرئيسي، ولكنْ توقف تمامًا عن التصدير منذ سنوات، ويستخدم للاستيراد بشكل محدود جدًا. كما أن معبري الشجاعية والعودة، والمخصصين لنقل الوقود والغاز، مغلقان منذ سنوات.
إغلاق المعابر بين مصر وقطاع غزةويعد معبر رفح هو المعبر البري الوحيد بين غزة ومصر. ورغم أن الجانب المصري من المعبر يخضع للسيادة المصرية، إلّا أنه يخضع من الجانب الفلسطيني لموافقة وتفتيش من الكيان الغاصب على كل ما يدخل من الجانب المصري، وهو معبر يُغلق من الجانب الفلسطيني بين فترة وأخرى، وأحيانًا يستمر إغلاقه من ذلك الجانب لسنوات. ومنذ بدايات عام 2024، سيطر الكيان المحتل على الجانب الفلسطيني من المعبر، وأصبح قرار إدخال أي مساعدات بيده، يتحكم في ذلك كيفما يشاء.
وكان هناك سابقًا معبر صلاح الدين، ويعرف أيضًا باسم منطقة الأنفاق، ورسميًا لم يكن معبرًا، إنما أنفاق يتم تهريب البضائع والوقود والغذاء والأدوية من خلالها، وكانت هذه الأنفاق البديل الجاهز والمناسب كلما تم إغلاق معبر رفح، لكن السلطات المصرية ومنذ عام 2014 قامت بهدمها وتدميرها بشكل شبه كامل، بعد أحداث العنف المُسلح، وتحديدًا في سيناء.
منع المساعدات وقمع "كسر الحصار"الكيان الصهيوني مَنَعَ أي نوع من المساعدات بأي طريقة؛ بل حتى محاولات كسر الحصار الرمزية تم قمعها؛ ففي مايو 2025، تعرَّضت سفينة أسطول “الحرية لغزة” إلى هجوم من طائرات بدون طيار في المياه الدولية قرب مالطا الإيطالية. السفينة انطلقتْ من قبرص، وكانت تحمل على متنها 16- 30 ناشطًا من مختلف الجنسيات، وكان الهدف كسر الحصار، ولكن الهجوم عليها كاد أن يغرق السفينة كلها.
وفي يونيو، وأيضًا ضمن تحالف “أسطول الحرية”، اقتحمت قوات الاحتلال سفينة “مادلين” في المياه الدولية، وقادت السفينة إلى ميناء أشدود، واعتقلت طاقمها المكون من 12 ناشطًا، معظمهم من الشخصيات البارزة، وتعرض عدد منهم للمحاكمة في محاكم دولة الاحتلال الصهيوني.
وفي يوليو، اقتحمت قوات الاحتلال -وأيضًا في المياه الدولية- سفينة “حنظلة”، وهي أيضًا ضمن سفن تحالف أسطول الحرية، واعتقلت طاقمها المكون من 21 مشاركًا من جنسيات مختلفة، شملت برلمانيين، وأطباء، ومثقفين، وناشطين، وقانونيين، وغيرهم.
وفي يونيو الماضي، انطلقت من تونس قافلة الصمود البرية لكسر الحصار، وبلغ عدد المشاركين فيها بحدود 1000 - 1500 شخص في حافلات كبيرة وسيارات شخصية، لكن القافلة لم تستطع مواصلة طريقها؛ لأن قوات حفتر في ليبيا أوقفتْها ومنعتها من مواصلة سيرها، وتم احتجاز حوالي 15 ناشطًا.
كذلك حاول غزاويون كسر الحصار البحري بالتوجه إلى البحر بعشرين قارب صيد، لكنهم اضطروا للرجوع بعد أن تم إطلاق النار عليهم.
إجراءات وحشيةقامت السلطات القمعية التابعة للكيان بعمل سلسلة من الإجراءات الوحشية ابتداءً من 9 أكتوبر 2023، أي بعد يومين من طوفان الأقصى؛ فقد تم: منع كامل لدخول الدواء والغذاء والوقود، تبعه قطع التيار الكهربائي عن كامل غزة، ثم إغلاق كافة المعابر، ومنع الصيادين من دخول البحر، واستهداف مخازن الغذاء والقمح، وأيضًا المخابز وغيرها، بالقصف الجوي المستمر.
قتل الجياعأما الأمر الأكثر بشاعةً ووحشيةً في سياسة التجويع هذه، حينما أخذت القوات الدموية للاحتلال بضرب الجياع ممن كانوا يأتون لاستلام المعونات؛ ففي مارس من العام الماضي، قامت هذه القوات الهمجية بمجزرة في شارع الرشيد، عرفت بـ"مجزرة الطحين"؛ حيث اصطف آلاف المدنيين الجياع قرب شاحنات قيل إنها دخلت بالمساعدات. وقامت هذه القوات باستهداف المدنيين بإطلاق النار عليهم، حيث قتل أكثر من 115 شهيدًا، وجرح حوالي 1000 شخص.
وبعد هذه الحادثة، زادت شهية هذه القوات في دماء الأبرياء، فأخذوا يستهدفون المدنيين خلال انتظارهم أو اقترابهم من نقاط توزيع المساعدات، ولا يزال استهداف الجياع والقوافل والشاحنات التي تحمل المعونات مستمرا، تارةً بالرصاص، وأخرى بالمدفعية، وتارةً بالطائرات المسيرة. إلى درجة أن هذه القوافل أصبحت أفخاخًا للإيقاع بالأبرياء.
يُتبع...