الوطن:
2025-12-13@04:04:00 GMT

محمود سامي يكتب: مصر وغزة.. صراع الإرادة

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

محمود سامي يكتب: مصر وغزة.. صراع الإرادة

لا تزال فلسطين البلد الوحيد فى العالم حالياً التى تواجه احتلالاً غاشماً دون انقطاع منذ منتصف القرن الماضى، ولا تزال مصر تلعب دورها كداعم أول وأحياناً وحيدا للشعب الفلسطينى، وقد يعزو البعض حتمية هذا الموقف المصرى لتماس حدود فلسطين مع الحدود الشرقية لمصر، فى حين توجد دول أخرى على خط التماس مع الدولة الفلسطينية أو قريبة من حدودها ولا تلعب مثل هذا الدور التاريخى الممتد لعقود طويلة.

لقد تعهدت مصر بهذا الدعم، وتحملت كل تبعاته من أرواح شهداء أبنائها، وأزمات اقتصادية طاحنة على مدار أكثر من 76 سنة، ومن الواضح أن هذا الأمر سيستمر لفترة لا يعلم مداها إلا الله.

منذ 7 أكتوبر 2023 ومصر فى حالة استنفار وصراع إرادة مع العدو الصهيونى، يسعى فيه الكيان المحتل من ناحية لانتهاز الفرصة للإجهاز على القضية الفلسطينية، وإفراغ قطاع غزة من سكانه، ودفعهم دفعاً من خلال آلة عسكرية غاشمة - مدعومة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى - للنزوح الجماعى لسيناء؛ تنفيذاً لخطته المتداولة منذ أكثر من 10 سنوات تحت مسمى «صفقة القرن»، ومن الناحية الأخرى هناك إرادة حديدية من الدولة المصرية لمقاومة هذه الخطة الشريرة؛ ليقين مصر أن إنهاء غزة ومقاومتها يعنى القضاء على القضية الفلسطينية مرة واحدة وللأبد، وانتهاء أى أمل لحل عادل للقضية الفلسطينية أو إنفاذ حل الدولتين.

ولا يتبقى لمواجهة هذه الخطة الخبيثة إلا صمود الشعب الفلسطينى ورفضه لفكرة التهجير، وصمود الإدارة المصرية، ومقاومتها السياسية والدبلوماسية، والتصريح بأن الباب مفتوح لحلول أخرى غير ذلك إذا تطلب الأمر. الآن ينزف الشعب الفلسطينى كل يوم من دمائه الطاهرة التى قد تكون السبيل الوحيد والبشارة للوصول إلى استقلال قريب، فكلما زادت التضحيات، زاد الأمل فى الوصول للأهداف والغايات.

والآن ينزف الاقتصاد المصرى كل يوم أيضاً خسائر ضخمة على مستوى كل القطاعات، من فقد أحد أهم مصادر الدخل القومى بالعملات الأجنبية بشبه إغلاق لقناة السويس، وتأثر السياحة وحركة البضائع والاستثمارات المباشرة، وتأثر غيرها من القطاعات الاقتصادية المختلفة انتظاراً لحل هذا الصراع، وإنفاذ وقف إطلاق النار اليومى على أهالينا فى غزة وحدودنا الشرقية، ولولا تدخل بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية، وتدخل المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولى، بمساعدات وقروض جديدة تخفيفاً لوطأة الأزمة على مصر لانهار الاقتصاد المصرى فى ظل مروره بالفعل بأزمات اقتصادية خانقة من قبل بدء أزمة غزة فى أكتوبر من العام الماضى.

والحقيقة أنه بالرغم من مرور هذه الأزمة الاقتصادية على دولة كبيرة مثل مصر يقطنها أكثر من 110 ملايين مواطن، فإنها لا تزال صامدة دون إبداء شكوى أو إظهار ضعف، فحفاظ مصر على مظهرها القوى المتماسك غير المتردد هو الداعم الوحيد حالياً للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.

تحية لصمود الشعب الفلسطينى وأبناء غزة، وتحية لقوة عزيمة الدولة المصرية.

*رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بمجلس الشيوخ

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين

إقرأ أيضاً:

د. سعيد الكعبي يكتب: في تأمل النعم

ما أجمل أن نتدبر القرآن ونربطه بحياتنا، وهناك سور نقرأها كثيراً ولكن للأسف دون التوقف عندها. بالأمس وأنا أقود سيارتي في طريقي من قريتي قلي إلى مدينة الشارقة، كنت أتفكر بالنعم التي من حولي، وبالأمان الذي نعيشه، والرفاه الذي منّ به الله علينا، وتذكرت قوله تعالى: «لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ» (التكاثر: الآية 8).
آية قصيرة تهزّ الوجدان، وتوقظ الغافل مما اعتاد عليه، ونداءٌ لطيف من الله ليعيد الإنسان النظر في معنى النعمة، قبل أن يُسأل عنها، فالنعيم ليس ثروةً تُكنَز، ولا جاهاً يُفاخر به، بل هو تلك التفاصيل التي نمر بها كل يوم دون أن نلحظ قيمتها.

هل تأملنا يوماً في الماء عندما نفتح الحنفية فيصب علينا حاراً أو بارداً كما نريد، النَفَس الذي نتنفسه، يدخل الهواء برحمةٍ إلى صدورنا، يوزع الحياة على خلايانا، ثم يخرج وقد حمل ما لا نحتاج إليه، رحلة تتكرر كل يوم بعدد لا يمكن حصره. وهل تأملنا يوماً في رحلة الغذاء الذي نأكله؟ من بذرةٍ نبتت في أرضٍ، إلى مزارعٍ سقاها، إلى من قطفها، إلى طباخ طبخها، ثم إلى يدك التي وضعتها في فمك، الذي قام بدوره ثم المعدةٍ التي تكمل الرحلة إلى نهايتها.

هل تأملنا في رمشة العين التي تحمي البصر دون أن نستدعيها؟ هل تأملنا في تمييزنا لصوتٍ واحدٍ بين العشرات. هل تأملنا في النوم الذي يزورنا دون موعدٍ، ثم في استيقاظنا الدقيق، كأن داخلنا حارس يوقظنا بعد اكتفاء الجسد؟ هل تأملنا في اللغة، حركة لسان صغيرة تنقل فكرة أو تثير عاطفة أو تُصلح بين قلبين؟
هذه النعم لا تُحصى، لكنها تنتظر منّا نظرة امتنان، وسجدة شكر، وتأملاً يعيدنا إلى جوهر الحياة، وأن نكمل القول بالفعل فنشكر نعمة المال بالإنفاق، ونعمة العلم بالتعليم، ونعمة الوقت بالعمل، ونعمة الصحة بالعطاء، وأن نرى في كل ما تملك فرصة للخير، لا وسيلة للترف. ونتذكر قوله تعالي: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم: 7)

أخبار ذات صلة اتفاق أوروبي لمراجعة لوائح الأدوية الخاصة بالاتحاد كوزمين: التركيز سلاح «الأبيض» لمواجهة الجزائر في كأس العرب


* تأمل.:. ما النعم التي تمرّ بك كل يوم؟
. هل تُعامل النعم كأمانةٍ ستُسأل عنها؟

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعيّن الرئيس العراقي السابق برهم صالح مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين
  • برهم صالح يُعين مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة
  • ملتقى نجوم الإرادة يحتفي بإبداعات الطلبة في برامج الدمج الفكري ببهلا
  • محمد سامي ومي عمر يخطفان الأنظار في ختام مهرجان البحر الأحمر
  • أوضاع اقتصادية صعبة في الضفة الغربية وغزة.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني يكشف المأساة
  • حبس شاب بتهمة التحرش بياسمينا المصرى
  • د. سعيد الكعبي يكتب: في تأمل النعم
  • أمام مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان.. سامي الجميّل: دعوة لتعزيز سيادة الدولة وتمكين الجيش
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • العداء الإثيوبي.. والصبر المصرى