الوطن:
2025-07-31@05:41:49 GMT

محمود سامي يكتب: مصر وغزة.. صراع الإرادة

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

محمود سامي يكتب: مصر وغزة.. صراع الإرادة

لا تزال فلسطين البلد الوحيد فى العالم حالياً التى تواجه احتلالاً غاشماً دون انقطاع منذ منتصف القرن الماضى، ولا تزال مصر تلعب دورها كداعم أول وأحياناً وحيدا للشعب الفلسطينى، وقد يعزو البعض حتمية هذا الموقف المصرى لتماس حدود فلسطين مع الحدود الشرقية لمصر، فى حين توجد دول أخرى على خط التماس مع الدولة الفلسطينية أو قريبة من حدودها ولا تلعب مثل هذا الدور التاريخى الممتد لعقود طويلة.

لقد تعهدت مصر بهذا الدعم، وتحملت كل تبعاته من أرواح شهداء أبنائها، وأزمات اقتصادية طاحنة على مدار أكثر من 76 سنة، ومن الواضح أن هذا الأمر سيستمر لفترة لا يعلم مداها إلا الله.

منذ 7 أكتوبر 2023 ومصر فى حالة استنفار وصراع إرادة مع العدو الصهيونى، يسعى فيه الكيان المحتل من ناحية لانتهاز الفرصة للإجهاز على القضية الفلسطينية، وإفراغ قطاع غزة من سكانه، ودفعهم دفعاً من خلال آلة عسكرية غاشمة - مدعومة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى - للنزوح الجماعى لسيناء؛ تنفيذاً لخطته المتداولة منذ أكثر من 10 سنوات تحت مسمى «صفقة القرن»، ومن الناحية الأخرى هناك إرادة حديدية من الدولة المصرية لمقاومة هذه الخطة الشريرة؛ ليقين مصر أن إنهاء غزة ومقاومتها يعنى القضاء على القضية الفلسطينية مرة واحدة وللأبد، وانتهاء أى أمل لحل عادل للقضية الفلسطينية أو إنفاذ حل الدولتين.

ولا يتبقى لمواجهة هذه الخطة الخبيثة إلا صمود الشعب الفلسطينى ورفضه لفكرة التهجير، وصمود الإدارة المصرية، ومقاومتها السياسية والدبلوماسية، والتصريح بأن الباب مفتوح لحلول أخرى غير ذلك إذا تطلب الأمر. الآن ينزف الشعب الفلسطينى كل يوم من دمائه الطاهرة التى قد تكون السبيل الوحيد والبشارة للوصول إلى استقلال قريب، فكلما زادت التضحيات، زاد الأمل فى الوصول للأهداف والغايات.

والآن ينزف الاقتصاد المصرى كل يوم أيضاً خسائر ضخمة على مستوى كل القطاعات، من فقد أحد أهم مصادر الدخل القومى بالعملات الأجنبية بشبه إغلاق لقناة السويس، وتأثر السياحة وحركة البضائع والاستثمارات المباشرة، وتأثر غيرها من القطاعات الاقتصادية المختلفة انتظاراً لحل هذا الصراع، وإنفاذ وقف إطلاق النار اليومى على أهالينا فى غزة وحدودنا الشرقية، ولولا تدخل بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية، وتدخل المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولى، بمساعدات وقروض جديدة تخفيفاً لوطأة الأزمة على مصر لانهار الاقتصاد المصرى فى ظل مروره بالفعل بأزمات اقتصادية خانقة من قبل بدء أزمة غزة فى أكتوبر من العام الماضى.

والحقيقة أنه بالرغم من مرور هذه الأزمة الاقتصادية على دولة كبيرة مثل مصر يقطنها أكثر من 110 ملايين مواطن، فإنها لا تزال صامدة دون إبداء شكوى أو إظهار ضعف، فحفاظ مصر على مظهرها القوى المتماسك غير المتردد هو الداعم الوحيد حالياً للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.

تحية لصمود الشعب الفلسطينى وأبناء غزة، وتحية لقوة عزيمة الدولة المصرية.

*رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بمجلس الشيوخ

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين

إقرأ أيضاً:

عربية النواب: مصر الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم تترك القضية الفلسطينية

قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية فى مجلس النواب، إن مصر لديها تاريخ طويل من النضال والكفاح بجانب الشعب الفلسطيني، معقبا: “نحن الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم نترك هذه القضية بشكل واضح”.

أونروا: ربع سكان غزة يعانون من الجوع الشديدخارجية النواب: اللقاء المصري البريطاني يرسّخ الاستقرار الإقليمي ويدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “اليوم” المذاع عبر فضائية “dmc”، أن مصر الدولة الوحيدة منذ 76 عاما حتي الأن تتطالب ومطلبها الأول والأوحد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة يحكمها الفلسطينيين.

وتابع: “حقوق الشعب الفلسطيني لا هوادة لنا بها على الإطلاق، ويتم إرسال قوافل العزة والتي تحمل 2700 طن من المواد الغذائية تدخل من قلب مصر إلى غزة”.

طباعة شارك الشعب الفلسطيني قوافل غزة

مقالات مشابهة

  • المومني : غير مرحب بأي مخاطبة أو نداء من قبل زعماء الفصائل الفلسطينية
  • إبراهيم شعبان يكتب: مجاعة غزة وتسونامي الدولة الفلسطينية
  • العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : بعد كلام الملك يسكت كل كلام
  • إعلان الدولة الفلسطينية
  • القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد!!
  • الرئاسة الفلسطينية: بريطانيا ستعترف بـ فلسطين سبتمبر المقبل إذا لم تنهي إسرائيل كارثة غزة
  • عربية النواب: مصر الدولة الوحيدة على مدار 76 عاما لم تترك القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني
  • هوس المناصب في العراق.. صراع دموي على الامتيازات بدلاً من خدمة الشعب
  • أبو مازن: مبادرة الرئيس السيسي تأتي استكمالا لدور مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية