الدبلوماسية الرشيدة التى تتبعها مصر أجبرت إسرائيل مرة أخرى على الدخول فى مفاوضات وقف الحرب التى تشنها حكومة الاحتلال الصهيونى على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضى حتى الآن، والحقيقة أن الموقف المصرى اتسم بالهدوء وضبط النفس خلال الفترة الماضية بشكل أكثر من رائع، رغم كل التحركات والتحرشات البشعة الى تقوم بها تل أبيب، ورغم التطاول ونشر الأكاذيب والتضليل الإعلامى الكبير الذى تقوم به وسائل الإعلام الصهيونية وآخرها شبكة C.
لقد نجحت مصر بموقفها الرشيد والثابت فى أن تكشف المخططات الصهيونية - الأمريكية، وتمت تعرية الموقف الدولى المتخاذل الذى كشف عن وجهه القبيح أمام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إضافة إلى ضرب الشرعية الدولية والمواثيق والأعراف.. أليس كل ذلك كفيلًا بأن تجزم بانهيار كل المبادئ والمواثيق الدولية؟!.. وفى ظل هذا الجو المعكر بغياب الشرعية الإنسانية، جاء دور مصر العظيم وحكمة قيادتها السياسية ووعى شعبها العظيم، ودبلوماسية رشيدة، فتصدت القاهرة لكل هذه المواقف المخذلة، وكانت النتيجة أن يتطاول إعلام الصهيونية على القاهرة لأن الموقف المصرى ليس على هواها، ولذلك فإن الرؤية المصرية القائمة على تفعيل الشرعية الدولية، والاتفاق على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، هى الأساس ولا حل سواها وهو موقف ثابت لا يتغير أو يتبدل، وقطعت مصر فى هذا الشأن الكثير والكثير من المفاوضات سواء مع الجانب الإسرائيلى أو الفلسطينى قبل وبعد الحرب الإسرائيلية الدائرة حالياً.
المزاعم والأكاذيب التى ينشرها إعلام الصهيونية لا تلتفت إليه القاهرة ولا يؤثر فيها قيد أنملة، وستظل على موقفها الثابت رغم كل التحرشات التى تقوم بها إسرائيل أو أمريكا أو بعض دول المجتمع الدولى المتضامن مع الصهيونية، ورغم أن هذه المزاعم التى تم إطلاقها مؤخرا ضد مصر، فإنها بمثابة «بمبة» عادت إلى من يطلقونها، وباتت إسرائيل أمام موقفين لا ثالث لهما، وها رأى عام داخل الشعب الإسرائيلى ضد حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، وهو ما تمثل فى المظاهرات العارمة التى تحاصر منزل رئيس الوزراء، والثاني رأى عام لدى شعوب العالم بأن إسرائيل عصابة مجرمة ارتكبت الكثير من الجرائم فى حق شعب أعزل، فقتلت وذبحت ومنعت الغذاء والدواء عن الناجين من هذا الشعب، ولذلك لم يعد أمام إسرائيل إلا أن تستجيب لمفاوضات وقف الحرب؛ ولا أكون مبالغاً فى القول بأن الدبلوماسية المصرية قد أجبرت حكومة الاحتلال على ذلك.
ستظل مصر على موقفها الثابت ولن يتغير وهو المتمثل فى حل الدولتين والجلوس على طاولة المفاوضات لإنقاذ المنطقة من المصير المشئوم، وهذا ما يجب أن تعيه الولايات المتحدة لأن مصالحها هى الأخرى ينالها التأثير بشكل واضح وظاهر.. استجيبوا للرؤية المصرية لأن فيها الفلاح والسداد للجميع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى د وجدى زين الدين الموقف المصري الاحتلال الصهيونى مفاوضات وقف الحرب الأمن القومى المصرى والعربى
إقرأ أيضاً:
لقاء للعلماء والخطباء في عمران لمناقشة المستجدات في ظل الجرائم الصهيونية في غزة
الثورة نت/..
عقد في محافظة عمران اليوم، لقاء موسع للعلماء والخطباء والمرشدين، تحث شعار “لاعذر للجميع أمام الله في نصرة غزة ومواجهة المخططات الصهيونية الأمريكية”.
وفي اللقاء أكد محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان، إلى المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والخطباء خلال المرحلة الراهنة في تعزيز الوعى والصمود المجتمعي.
ونوه بالدور التنويري الذي يضطلع به العلماء تجاه المجتمع، في الإرشاد والتوعية بالمؤامرات التي تستهدف الأمة وعقيدتها وهويتها ووحدتها، ما يتطلب الاضطلاع بالواجب الديني والأخلاقي والإنساني تجاه قضايا الأمة المركزية.
وأشار جعمان إلى أهمية الحشد والتعبئة والتوعية بأهمية التحرك والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والاستمرار في الحراك الشعبي لحضور الفعاليات والوقفات والمسيرات الجماهيرية المناصرة للشعب الفلسطيني في غزة.
وفي اللقاء الذي ضم أمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس ووكلاء المحافظة عبدالعزيز أبوخرفشة وأمين فراص وحسن الأشقص، ومسؤول التعبئة سجاد حمزة، أكدت كلمات أعضاء رابطة علماء اليمن صالح الخولاني وعبدالواحد الاشقص وقاسم السراجي، إلى ضرورة التكاتف وتلاحم المسلمين لنصرة المجاهدين في غزة لمواجهة أعداء الأمة.
وحذروا من خطورة وتبعات التهاون أو التفريط أوالتثبيط في الدعوة للجهاد في سبيل الله ونصرة الشعب الفلسطيني، داعين كافة العلماء إلى الاضطلاع بواجبهم في الحث على الجهاد ومواجهة العدو الأمريكي، والإسرائيلي الذي يرتكب جريمة إبادة في غزة في ظل صمت عربي إسلامي معيب.
فيما تطرقت كلمتا ممثلي السلفية والدعوة بالمحافظة محمد الريمي وفهد الصعر، إلى خطورة التخاذل عن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وعاقبة ذلك في الدنيا والآخرة.
وأكدتا أنه لا عذر لأحد من أبناء الأمة في بذل الجهد لرفع الظلم عنهم ونصرتهم.
وأشار الريمي والصعر إلى أن ما يجري بأبناء غزة، سببه تخاذل أبناء الأمة وعدم قيامهم بواجبهم.
واستنكرا استمرار المجازر وجرائم الإبادة وحرب التجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.
وأكد بيان صادر عن اللقاء تلاه عضو رابطة علماء اليمن – مفتي عمران العلامة محمد الماخذي، أهمية انعقاد اللقاء بمشاركة كوكبة من العلماء والخطباء من أبناء محافظة عمران، لتبيين الموقف الشرعي الواجب على المسلمين تجاه الشعب الفلسطيني.
وشدد على أهمية اتخاذ موقف صارم للتصدي للعدو الصهيوني، الأمريكي وإيقاف جرائم الإبادة في قطاع غزة.
وأكد البيان على وجوب اتحاد المسلمين صفاً واحداً لنصرة غزة وكل فلسطين والمسجد الأقصى، مبينا أن الاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين وخصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية، كما قال تعالى: (وَاعتصموا بحبل الله جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا).
وأدان استمرار المجازر وجرائم الإبادة والتجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.
وحمل بيان لقاء العلماء والخطباء والمرشدين، دول الطوق العربية وشعوبها حول فلسطين، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع.
ولفت، إلى أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة أشدُّ حُرمة، يجب التخلص منها بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، والواجب الشرعي ينبغي أن تتحول تلك العلاقات إلى عداء شديد للعدو الصهيوني.
كما أكد البيان على حرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية، كونها تشكل تهديدا على المنطقة، حيث تعتبر تلك القواعد منطلقاً للعدوان واختراقاً للأمن القومي العربي والإسلامي، مطالبا بإخراجها وتحرير المنطقة منها كواجب شرعي.
ودعا جميع علماء الأمة الإسلامية إلى الاضطلاع بالمسؤولية، في تبيين الموقف لجميع المسلمين أنظمة وشعوباً وجيوشا، بإدانة العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة.
وعبر البيان عن الأسف والادانة للمواقف المتراجعة والمخزية لعلماء الأزهر الشريف، مجددا الدعوة لدعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل.
كما حذر من مغبة المواقف المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافاً مع العدو، وتفريقاً لكلمة المسلمين، مؤكدا أنه لا نجاة للأمة ولا سبيل لنيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال إلا بالجهاد في سبيل الله ضد “أمريكا وإسرائيل”.
وأشاد البيان بالموقف المشرف الميداني والإيماني للشعب اليمني، وقيادته الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة الباسلة المساند لغزة والمتضامنة مع كافة الشعوب المظلومة.
وبارك، بيان القوات المسلحة الذي أعلنت فيه خيارات تصعيدية وتوسيع دائرة الاستهداف لكل ماله علاقة بالكيان الصهيوني المجرم وبداية المرحلة الرابعة لإسناد غزة.
ونوه البيان بالمواقف الإيمانية المشرفة من قبل بعض العلماء كمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، وهي مواقف مهمة وشجاعة في زمن الصمت والخذلان.
وأثنى على مواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية، وعلى الدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي وإسهامهم في إظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة.
ودعا العلماء والخطباء إلى أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم، كسلاح فعال لمواجهة العدو والتصدي لمؤامراته ومخططاته.