بوتين: يجب أن تكون روسيا دائما متقدمة على العدو بخطوة لضمان النصر
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال افتتاح اجتماعه مع قيادة شركات صناعة الدفاع اليوم السبت، أن روسيا يجب أن تكون دائما متقدمة بخطوة على العدو من أجل ضمان النصر.
وقال بوتين: "أود أن أؤكد أنه يجب علينا أن نكون متقدمين بخطوة طوال الوقت، ويجب أن نكون متقدمين على العدو طوال الوقت، وعندها سيكون النصر مضمونا".
وأضاف موجها كلامه إلى المشاركين في الاجتماع: "المتخصصون لديكم، وأنتم أنفسكم، دائما على اتصال مع رجالنا الذين يعملون على خط الجبهة ويقاتلون ولا يدخرون أنفسهم ويحمون مصالح روسيا".
وشدد الرئيس الروسي على أنه "بمجرد أن نتقدم بنصف خطوة على الأقل، فهذا كل شيء: ستزداد الكفاءة عدة مرات، ببساطة عدة مرات!".
واقترح بوتين استخدام موارد "صناعة الدفاع الشعبية" بشكل أكثر فعالية، فقال: "من الضروري أيضا استخدام موارد "صناعة الدفاع الشعبية" بشكل أكثر فعالية لتوفير فرصة لمزيد من التطوير وتوسيع الإنتاج، واعتماد بعض النماذج الأكثر فعالية في الخدمة بسرعة".
ولفت بوتين انتباه المشاركين في الاجتماع إلى أن "قضايا تنويع إنتاج المؤسسات الدفاعية لم تتم إزالتها من جدول الأعمال".
وأكد أن "تطوير المنتجات المدنية ذات التقنية العالية وحل هذه المشكلة النظامية يعد أمرا في غاية الأهمية من أجل الاستخدام الأمثل لإمكانات الإنتاج في الصناعة، وتأمين موظفين واعدين، وبشكل عام زيادة استقرار منظومة الصناعة الدفاعية، وتنميتها التنمية المستدامة، وتكوين قاعدة اقتصادية ومالية متينة، وعلى وجه التحديد، على المدى الطويل".
وأشار بوتين إلى أنه "تم خلال السنوات السابقة بناء هيكل صناعة الدفاع بشكل منهجي وفقا لذلك، وأكد أن هذا لم يكن ليتم قبل سنة ونصف إلى سنتين مع بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بل قبل ذلك بكثير".
وشدد الرئيس الروسي على أن المناقشات ستركز أيضا خلال الاجتماع على مواصلة تحسين الهياكل والشركات اللازمة لضمان وتحسين القدرة الدفاعية للدولة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا دونباس فلاديمير بوتين كييف موسكو وزارة الدفاع الروسية صناعة الدفاع
إقرأ أيضاً:
صناعة القرار الاستراتيجي واختبار العقل القيادي
في اللحظات التي لا تحتمل التأجيل، يقف القائد أمام خريطة معقدة للوضع الميداني.. تبدو الخيارات أمامه محدودة، والمعلومات متضاربة، والوقت يضغط بثقل اللحظة ولا يمنح ترف التريث. في هذا المشهد تبدأ صناعة القرار الحقيقي، حيث لا مجال للخطأ ولا للحدس غير المدعوم بالمعرفة.
ولهذا ترتبط فكرة القيادة الفعالة بالقدرة على صنع القرار في اللحظات الملتبسة، حين تتقاطع المعطيات وتتزاحم الأحداث ويبدو المنطق أبعد ما يكون عن منطقه. من هذا المنطلق يكتسب التمرين الوطني السنوي «صنع القرار» الذي تنظمه كلية الدفاع الوطني في أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية في ختام دورة «الدفاع الوطني» السنوية، أهميته بوصفه تجربة معرفية وتدريبية تستبطن سؤالًا محوريًا في الفكر السياسي والعسكري المعاصر وهو: كيف يتعلم القادة اتخاذ القرار في زمن الارتباك العالمي؟ ناقشت نظريات العلاقات الدولية والعلوم السياسية السياقات التي تؤثر في متخذ القرار: من البنية المؤسسية إلى القيم الفردية، ومن الضغوط الداخلية إلى التفاعلات الخارجية. لكن تلك الدراسات، رغم عمقها، ظلت في أغلبها تنظر إلى القرار من الخارج، فيما تُدرك المؤسسات الاستراتيجية الجادة اليوم أن القرار لا يُفهم إلا من الداخل، من خلال التمرين الممنهج الذي يضع القادة في مواجهة حقيقية مع الأزمة، بظروفها وتشابكاتها ومفاجآتها. وهذا بالضبط ما تقوم به كلية الدفاع الوطني عندما تحوّل المعرفة إلى ممارسة. فالقرار ليس مجرد نتاج للذكاء أو للمعطيات المتاحة، بل هو فعل مركب يتطلب بناء قدرة على التوازن بين ما هو ممكن وما هو مأمول، بين الانفعالات والوقائع، وبين التكتيك والغاية.
بهذا المعنى تأتي أهمية تمرين «صنع القرار» سواء في اختبار الكفاءات، أم -وهذا هو الأهم- في تشكيلها، عبر بيئة افتراضية واقعية تُمكّن المشاركين من تجريب الأدوار، وتوسيع المدارك، وفهم التفاعلات المحلية والإقليمية والدولية التي تُطوّق القرار وتُوجهه.
وتمرين «صنع القرار» هو تتويج لعام من الدراسة المكثفة التي تتجاوز المحاضرات النظرية، وتمتد إلى التحليل العملي والاشتباك المباشر مع القضايا الحقيقية، بما يعكس الفهم العميق لأهمية «القرار» كأداة سيادية لا يجوز أن تُتخذ بارتجال. وبلغة أخرى، يدرب القادة في كلية الدفاع الوطني خلال عامٍ أكاديمي على مبدأ أن كل قرار - مهما صغر أو كبر - هو جزء من بناء استراتيجي متكامل، وأن قراءة المشهد لا تتم من خلال الحدس فقط، بل عبر أدوات منهجية تراعي الزمن والبيئة والمعنى العام للأحداث.
وأثبتت تجارب الدول الكبرى أن صناعة القرار لا يمكن أن تُترك للمصادفة أو الحظ أو الموهبة الفطرية وحدها، بل يجب أن تكون ثمرة إعداد وتدريب وتجريب طويل المدى. وفي هذا السياق الذي تبدو فيه الأحداث العالمية شديدة التسارع والتشابك الأمر الذي لا يملك فيه القادة مساحة الوقت المفتوحة فإن مؤسسات الدراسات الاستراتيجية تعتبر شديدة الأهمية بما تملكه من معارف وتجارب وخبرات تستطيع بها جميعًا إعداد من سيصوغ قرارات الغد.
إن المعارف والتجارب التي يوضع المتدربون على محكها تمنحهم قيم المسؤولية والقدرة على التفكير المنظومي، والشجاعة في مواجهة المجهول.. وكلها صفات لا غنى عنها لمن سيقودون المؤسسات في اللحظات التي يكون فيها القرار هو كل شيء.