شبكة اخبار العراق:
2025-06-14@01:40:50 GMT

إحذروا حرباً طائفيةً أهليةً…!!!

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

إحذروا حرباً طائفيةً أهليةً…!!!

آخر تحديث: 26 ماي 2024 - 9:29 ص

بقلم:عبد الجبار الجبوري

يشهد الشارع العراقي،( السنّي والشيعي)، إحتقاناً طائفياً لم نشهده منذ إحتلال العراق،حيث كانت دعوة السيد مقتدى الصدر،الى جعل يوم الغدير عيداً وطنياً شرارته الاولى،وإنفجر الإحتقان الطائفي ،بعد في تصويت مجلس النواب،على جعله عيداً وطنياً ودينياً،ضمن أعياد الدولة العراقية،على شكل دعوة الصدر، لأنصاره للتوجه الى (المساجد متشحين بالرداء الاخضر للصلاة ،ركعتين شكرا لله تعالى )،وأردفه بتحشيد عسكري آخرللهجوم ،على جميع مساجد وجوامع (السنّة) ،في بغداد للاستيلاء عليها، من قبل أنصاره (حسبما تداول في الأخبار والفيس بوك)،حتى أن الجيش العراقي، طوّق جوامع ومساجد (أهل ألسنّة) في بغداد، وبعض المحافظات،وسط شحن طائفي وسجال طائفي متبادل ،بين أحزاب وشخصيات سياسية وزعامات ،ورجال دين وعمائم كبيرة وأوقاف سنية وشيعية، وكان السيد مقتدى الصدر ،قد أمر وهدّد مجلس النواب،بالتصويت على عطلة يوم الغدير،ونشرعلى صفحته في (إكس تويتر)،قائلاً(يجب على مجلس النواب تشريع قانون يجعل الثامن عشر من ذي الحجة عيد الغدير، عطلة رسمية عامة لكل العراقيين)،وفجر تصويت مجلس النواب ،نزولاً عند أمر وطلب وتهديد الصدرللمجلس وأعضائه، ويعدّ هذا الإجراء تحديّاً غير مبرر ،للعراقيين الرافضين جعل يوم الغديرعيداً وطنياً لكل العراقيين، وفرّضه بالقوة عليهم،وهو أيضا رسالة قوية وتهديد للإطار التنسيقي قبل غيرهم،الذي رفض بعض أعضاؤه طلب الصدرفيما (رفض السنة والكرد حضور جلسة التصويت)،إن عودة الصدر السياسية قادمة لامحالة في المرحلة القادمة ،وعدّ مراقبون إصرار الصدر،على جعل الغدير عيداً وطنياً ،هو بمثابة تحدِ للأطراف والقوميات والمذاهب الأخرى، التي تريد أن تجعل لها مناسبات وأعياداً وطنية ،أسوة بطلب الصدر، مثل المسيحيين والايزيديين والسنة والكرد والصابئة والتركمان والشبك وغيرهم، وخلق الصدر بهذا سجال طائفي، ينذر ويهدد بحرب أهلية طائفية ، كالتي جرت على يد جيش الإمام المهدي ،عام 2006 وعام 2007، ربما يتكرر هذا بقوة بعد أن دعا الصدرأنصاره للاستيلاء على مساجد السنة في بغداد والاحتفال بها، إذن حرب أهلية طائفية تدق الأبواب بقوة،وأن فتيلها سيشعل العراق وجميع محافظاته، لاسامح الله،لسبب بسيط ،هو أن الوضع السياسي في أوج فوضاه وفوضويته ،وما جرى في مجلس النواب قبل أيام ،من مهزلة ولغة شوارع دليل على الفوضى الخلاقة في العراق،وأبرز مثال على هشاشة الدولة وفشلها، ناهيك عن المحافظات الاخرى التي لم ينصب فيها حكومات ،بعد انتخابات مجالس المحافظات ،منها ديالى وغيرها بسبب الفساد المريع وصراع الأ حزاب المتنفذة على المناصب، وغياب تام للقانون ،وسيطرة السلاح المنفلت الخارج عن القانون، على عموم المحافظات العراقية،إذن مايحدث الآن في بغداد من توتر طائفي سبقه سجالات طائفية، حقيقة يضع العراق كله على كفّ عفريت،نعم مايشهده العراق اليوم من تصعيد طائفي تؤججه جهات خارجية ،لأهداف وأجندات معلومة ،يرافقه تصعيد إعلامي طائفي غير مسبوق، بقنوات الاحزاب الطائفية، من شأنه أن يأخذ العراق الى هاوية حرب اهلية طائفية (سنية – شيعية)،كما قلنا ، ولكن ماهو دور الأدارة الامريكية ، ودول الخليج وتركيا ، من ما يجري في العراق من تخطيط لهذه الحرب، التي إذا ما إشتعلت ستحرق الجميع، وينتقل شرارها ونارها ،الى دول اقليمية أخرى، ومنها الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، فهل تقف دول أمريكا وإيران تركيا والخليج ،متفرجة على مايجري،قطعاً سيكون لها موقف واضح ومباشر، وربما لقسم من هذه الدول ،يدّ في تأجيج هذه الحرب ،وتغذيتها لمصالحها في العراق،لذلك نقول إن دعوة وتهديد واصرار الصدر ،على جعل يوم الغدير عيدا ًوعطلة وطنية،هو فتنة بإمتياز،ستكون نتيجتها إشعال حرب أهلية طائفية،( وان لم يقصد)، لأنها فتحت الباب على مصراعيه، للطوائف والقوميات الاخرى ، لجعل لها عيداً وطنياً يمثلها ،يمارسون فيها طقوسهم، وهو حق كفله الدستور العراقي،وهكذا (السنة من عرب وكرد)، ايضا يطالبون بعيد ديني لهم ،اسوة بعيد الغدير ك(عيد يوم السقيفة) ، كردِّ فعلٍ على عيد يوم الغدير وهكذا، إذن دعوة الصدر مستفزة ومهينة لهذه الأطراف(حسب وجهة نظرهم)، لهذا كان ردّ فعلهم سريع ومباشر،وربما لها تداعيات خطيرة جداًعلى مستقبل العراق الإجتماعي والسياسي، بخلق فوضى لاحدود لها، العراقيون في غنى عنها، في وقت نحتاج الى رأب الصدع ،الذي أحدثه الغزو وتداعياته، وما أحدثه تنظيم داعش الإرهابي وتداعياته الكارثية، فلسنا بحاجة الى (عطلة دينية) ،تسبب لنا كارثة إجتماعية وحرب طائفية، لايعلم نهايتها إلاّ الله،لاسيما وإن هناك مئات الالآف من النازحين في المخيمات، وهناك تربّص وخطر حقيقي داعشي ،ينتظر هذ الحرب الطائفية، ليستثمرها لصالحها ، وهو يطلُّ الآن برأسه، في محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى والأنبار ،وقام بعمليات عسكرية راح ضحيتها شهداء من الجيش العراقي،نعم لسنا بحاجة (كلّنا) ، الى (عطلة وطنية دينية) ،تفرقنا وتستفز شعبنا ،وتفرّق نسيجه الإجتماعي،وتدخل عراقنا في نفقٍ مجهول آخر،نعم عيد الغدير يوم محترم لدى أهلنا الشيعة، علينا إحترامه والإحتفال به ،في محافظات غالبيتها شيعية، ولا نفرضه على بقية الطوائف والقوميات والمذاهب، قد تمزق اللحّمة الوطنية ،وهي أكثر مما هي ممزقة أصلاَ ،بفعل إجرام داعش الإرهابي ،وانعكاساته الكارثية على المدن الغربية والمسيحيين والايزيديين والسنّة هناك،لهذا كله لن نسمح أن تعود الحرب الطائفية الأهلية في مدننا ،ونحن أكثر من إكتوى بنارها، حيث هجّر اهلها وسبيت نساؤها،بسبب السياسة الطائفية التي مارستها الحكومات الطائفية المتعاقبة، بعد الإحتلال،التي أدخلت داعش الإرهابي ،الى المدن الغربية ،لسبيي نسائها وقتل أبنائها ، وتدمير بيوتها وتفجير جوامع أنبيائها ،وهدم بيوت أهلها على رؤوسهم،لن نسمح بإدخال تنظيم ارهابي لمدننا بحجة (تأديب أهلها)،ولن نسمح بتكرار جريمة سبايكر وتسليم جنودنا لداعش الارهابي لقتلهم وإلصاق التهمة والجريمة بأهل المنطقة،كل هذه السيناريوهات واردة، طالما لاتوجد نوايا صادقة وحقيقية ،لطي صفحة الماضي السوداء، وجعل الولاء للعراق أولا وأخيرا،ً وإحترام الاقليات والقوميات والمذاهب، وضمان حقوقهم التي كفلها الدستور رغم تحفظنا عليه، ورفضنا له، كونه دستور إنبنى على الطائفية، وتهميش واقصاء الآخر، بمحاصصة طائفية، أوصلت العراق الى مانراه الآن،فأية دعوة دينية ،لاتنبع من وحدة وتماسك العراقيين ،هي دعوة مشبوهة هدفها تمزيق وحدة العراق،ودفعه الى حرب أهليه طائفية ، ودعوة عيد الغدير ،مختلف عليها ،فلماذا يفرضها الآخرون المتنفذون ،على جميع العراقيين،في لحظة تاريخية حرجة ، يعيشها العراقيون، وتحوّل تاريخي في بنية العراق الإجتماعية والسياسية، تتطلّب التوافق أكثرمما يطلبه البعض ،لأغراض دعائية وانتخابية وسياسية ،ومصالح ضيقة ، تثير حساسية شعب بأكمله ، نعم بكل ثقة، بتصويت البرلمان، على جعل يوم الغدير عيداً وطنيا وعطلة رسمية ،بغياب ورفض (السنة والكرد، ودعوة الصدر الى انصار بالتوشح بالرداء الاخضر ،والاحتفال في المساجد،وتحشيد أنصاره للهجوم على مساجد السنّة ،قد يفتح باب حرب أهليه، لايمكن غلقه بدون بحر من الدم العراقي، وهذا ما يرفضه كل عراقي وطني وشريف، نحذر من تصعيد الموقف ،من جميع الاطراف،وندعو عقلاء القوم،ورجال الدين، والمراجع كلها ،من نزع فتيل حرب أهلية طائفية قذرة، قد تنّدلع بأية لحظة في العراق.

.   

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: جعل یوم الغدیر مجلس النواب عید الغدیر فی العراق فی بغداد على جعل

إقرأ أيضاً:

عيد الغدير

 

الجهل بالشيء ربما يكون مقبولاً أحياناً لأنه ناتج عن عدم فهم أو أُمية مطلقة، لكن هذه الصفة إذا كانت مسبوقة بعمليات تجهيل مسبقة تؤثر على الذاكرة فإنها معضلة، هذا ما حدث مع بعض من يدَّعون أنهم مثقفون في مقيل طويل عريض، تحدثوا طويلاً عن الغدير وقالوا: إنه بدعة ابتدعها الحوثي “بحسب وصفهم” لم أشارك في الحوار لأنني وجدت الحاضرين كلهم على درجة عالية من الغباء، يتحدثون عن حالتين ولم يفرقوا بين مسمى واحد حولوه إلى مسميين بحسب قولهم عيد الولاية وعيد الغدير، لم يدركوا أن المسمى هو لشيء واحد إلا أن التسميات اختلفت تبعاً للحديث الذي يدور.
فالغدير يعود إلى المكان التي تمت فيه الواقعة، والولاية ناتج عن ما صدر من الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال: “اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…إلخ” هذا الحديث المتواتر الذي قال معظم من ذكره أنه استغرب من كثرة المصادر التي أوردته وأكدته، مع ذلك نجد من يقول إنه دكتور في الجامعة يتحدث عن الموضوع وكأنه مختلق أو مدسوس على الرسول وهذه هي الكارثة الكبرى.
كما قُلنا التجهيل المتعمد هو أكبر معضلة حدثت للأمة، لأنه أثرَّ على الهوية والقيم والمبادئ والأخلاق، وأصبحنا نستمد هذه المقومات الأساسية من الغرب أو من مدارس فقهية مغلوطة كما هو حال الوهابية.
وهنا لابد من إيضاح حقيقة هامة تتعلق بهذه الواقعة ، فالغدير كما نعرف واقعة تمت بعد حجة الوداع، وبعد أن حدد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين المعالم الأساسية للحياة ، بقي الجانب الأهم المتعلق بسياسة الحكم وعند عودته وقف في المكان المعروف بغدير خُم، وطلب من المسلمين التجمع امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) في المقطع الأخير من الآية دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يتهيب الموقف ويخشى من احتجاجات بعض أصحابه ، مع أن الله سبحانه وتعالى قد مهَّد للأمر بحادثة سابقة عندما كلف الإمام علي عليه السلام بالذهاب إلى مكة للتبليغ بآيات البراءة التي كان قد حملها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، إلا أن جبريل هبط إلى الرسول وأخبره أن هذه الآيات لا يبلغها إلا أنت أو أحد من أهلك، ومع أن أبا بكر سلَّم بالأمر وأعاد الرسالة إلى الإمام علي إلا أنه يأتي بعد مئات السنين شخص مثل ابن تيمية ليقول في كتابه “منهاج السنة” (إذا كان الرسول قد عمل هذا الشيء فإنه عنصري) تصوروا أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم خير البرية من أنقذ البشرية من الضلالة عنصري في نظر ابن تيمية، لا لشيء إلا أنه حاقد على الإمام علي -كرم الله وجه-، مع أن الواقعة تقدم دليلاً واضحاً على سياسة الحكم كمهمة خاصة منوطة بالرسول أو أحد من أهله.
ثم جاء يوم الغدير ليؤكد نفس المعنى حتى أن عمر بن الخطاب خاطب الإمام علي قائلاً: “بخٍ بخٍ يا بن أبي طالب لقد صرت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة” مع ذلك جاء من يعارض هذه الواقعة بل وينكرها في أزمنة لاحقة ، وهذا سبب ضياع الأمة وتخلفها وتحولها إلى مجرد صدى للأمم الأخرى كما هو الحال الآن ، وصندوق جباية للدول المتقدمة وعلى وجه الخصوص أمريكا، ولو أن المسلمين سلَّموا الأمر الله واتبعوا هدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لظلوا في نفس المكانة التي حققوها بعد الدعوة الإسلامية وأسسوا أكبر دولة في العالم، لكن هوى النفوس وتغلب المصالح والأنا ظلت محفوفة بالموروثات الجاهلية المتخلفة، وجعلت الأمور تسير باتجاه أخر وجعلت الأمة ترزح في هذه المكانة المتدنية مع ما تمتلك من ثروات زاخرة، إلا أنها للأسف تحولت إلى مصدر هدم لذاتها من خلال الانقياد لنزوات المترفين على شاكلة منظمات الإرهاب التي صنعتها أمريكا باسم الإسلام، أو القوى المتغطرسة الكبرى التي ترى في الإسلام مصدر شر.
المهم.. إني آليت على نفسي أن أوضح هذه الحقائق، لكي لا يظل الغباء هو السائد بعد ذلك المقيل المشؤوم، الذي شعرت فيه بالحزن على الدين والأمة والخوف على مستقبل الأجيال “لا سمح الله”.
أكتفي بهذه النبذة لعلَّ الحليم يفهم، والله من وراء القصد..

مقالات مشابهة

  • مقتدى الصدر يعلق على الهجمات الإسرائيلية ضد إيران واستخدام الأجواء العراقية
  • مصدر يكشف طبيعة الأصوات التي سمعت في العراق: ليست قصفا
  • إبراهيم شعبان يكتب: هل يُشعل ترامب حربًا أهلية في أمريكا
  • الصدر لا يريد حربا جديدة في بلاده عقب استهداف إيران.. وحزب الله يعلق
  • الصدر محذراً من اتساع الحرب بين إيران وإسرائيل: العراق ليس بحاجة لصراعات جديدة
  • عيد الغدير
  • نقاط ساخنة مرعبة قد تشعل حربا عالمية
  • تصعيد طائفي في سوريا.. إعدام شابين أحدهما علوي واختطاف 4 كورد
  • خبيرة علاقات دولية: الولايات المتحدة على أعتاب اضطرابات داخلية وقد تواجه سيناريو حرب أهلية
  • بوركينا فاسو ومالي والنيجر تعزف لأول مرة نشيدا وطنيا مشتركا