الأراضي الفلسطينية.عواصم"وكالات":

استشهد عشرات الفلسطينيين منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 جريحا في غارة إسرائيلية وحشية وهمجية استهدفت الليلة الماضية مأوى للنازحين في مخيم مركزي بمدينة رفح وفجرت ادانات غاضبة و تنديدات دولية فيما حث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند على إجراء تحقيق "شامل وشفاف" في الغارة الإسرائيلية.

وتسببت الغارة الجوية الإسرائيلية الغادرة في اندلاع حريق هائل في المخيم الذي يأوي مئات النازحين ، مما أثار غضب زعماء العالم الذين حثوا على تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي على المدينة.

ووقع الهجوم في حي تل السلطان حيث كان الآلاف يحتمون بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية هجوما بريا في شرق رفح قبل أكثر من أسبوعين.وقال مسؤولو الصحة إن كثيرا من القتلى نساء وأطفال، مضيفين أن عدد القتلى من المرجح أن يرتفع لأن بعضهم في حالة حرجة ومصابون بحروق شديدة.

وفي مشاهد قاتمة باتت مألوفة في الحرب التي دخلت شهرها الثامن، هرعت أسر فلسطينية إلى المستشفيات لتكفين جثامين ذويها من الشهداء لدفنهم بعد أن أدى الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة من ليل الأحد إلى اشتعال النيران في الخيام المتهالكة.

وزعم جيش العدو الإسرائيلي الذي قصف عمدا خيام النازحين إنه استهدف مجمّعا لحماس في الوقت الذي اعترف بجريمته الشنعاء في قتل المدنيين مقرا ان المجزرة كانت حدثا خطيرا.وسارع آفي هايمان، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية لامتصاص الغضب العالمي جراء المجزرة الوحشية معلنا، التحقيق في الحادثة.

وذكر جيش الإحتلال أن الهجوم الجوي على خيام النازحين في رفح تم استنادا إلى "معلومات مخابراتية دقيقة"، أدى إلى استشهاد رئيس مكتب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة كان يقف وراء هجمات على إسرائيليين.

لكن المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال يفعات تومر-يروشالمي اعترفت بفداحة المجزرة ووصفت الغارة الجوية الوحشية بأنها واقعة "جسيمة جدا"، وقالت إن التحقيقات جارية.

وبعد الضربة، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بوجود العديد من الجثث "المتفحمة" وأطفال ونساء وكبار في السن مصابون جراء حريق طال مخيماً للنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب رفح.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح استقبل "سيلاً من الجرحى الذين يبحثون عن علاج من إصابات وحروق.

وقالت فلسطينية "كنا قد انتهينا للتو من اداء صلاة العشاء. وكان أطفالنا نائمين... وفجأة سمعنا دوي صوت قوي وشب حريق حولنا. صرخ الأطفال. كان الضجيجمرعبا. وبدا وكأن الشظايا تعبر الغرف".

وقال عابد محمد العطار، وهو يجلس بجوار جثث أقاربه، إن إسرائيل كذبت عندما أبلغت السكان أنهم سيكونون في أمان في المناطق الغربية من رفح. وقُتل في الحريق شقيقه وزوجة شقيقه والعديد من أقاربه.

وأضاف "هذا كله كذب. الجيش كاذب .. جيش محتل كاذب. لا يوجد آمن في غزة لا يوجد رجل آمن ولا طفل آمن ولا شيخ ولا امرأة. .. استشهدوا وترك الأطفال الأبرياء أيتام ما ذنبهم؟ حسبي الله ونعم الوكيل ".

وذكر مسعفون أن المستشفيات في رفح، ومنها المستشفى الميداني للجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتمكن من التعامل مع جميع الجرحى، لذلك جرى نقل بعضهم إلى مستشفيات في خان يونس شمال غزة لتلقي العلاج.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) إن الوضع مروع. وكتبت على موقع إكس "غزة هي الجحيم على الأرض. والصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك".

وحث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم على إجراء تحقيق "شامل وشفاف" في الغارة الإسرائيلية الغادرة.وقال وينسلاند في بيان "أدعو السلطات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل".

ودانت مصر، الوسيط الرئيسي إلى جانب قطر والولايات المتحدة، "قصف القوات الاسرائيلية المتعمد لخيام النازحين"، مطالبة اسرائيل "بتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية".

وحذرت قطر من أن القصف الإسرائيلي على رفح قد "يعقد جهود الوساطة الجارية"، داعية "المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين".

من جهتها، دانت السعودية "بأشدّ العبارات استمرار مجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي". وبدورها، دانت الكويت "جرائم الحرب الصارخة".

كما استهجن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الضربات الاسرائيلية وقال على إكس انه غاضب و"هذه العمليات يجب أن تتوقف. لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين".ووعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن بلاده ستبذل "كل ما في وسعها" لمحاسبة هؤلاء الهمجيين والقتلة الذين لا علاقة لهم بالإنسانية".

وأضاف "إن هذه المجزرة التي وقعت بعدما طالبت محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات، كشفت مجددا عن الوجه القاسي والغادر للكيان الإرهابي".

وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية معتبرا الضربة الاسرائيلية في رفح "مروعة".

وقال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن "ناهيك عن الجوع والمجاعة ورفض السماح بدخول المساعدات بكميات كافية، ما شهدناه الليلة الماضية هو عمل همجي".

وقالت إيطاليا إن الهجمات الإسرائيلية على مدنيين فلسطينيين في غزة لم تعد مبررة وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو لقناة سكاي.تي.في24 "الوضع يزداد صعوبة إذ يجري الضغط على الشعب الفلسطيني دون مراعاة لحقوق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين لا علاقة لهم بحماس، وهذا لم يعد من الممكن تبريره...نحن نراقب الوضع بيأس".

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه نفذ غارات جوية أصابت 75 هدفاً خلال 24 ساعة .

وقال مسؤولو صحة محليون إنه على الرغم من الاستنكار العالمي لسقوط قتلى في صفوف المدنيين في رفح، واصلت دبابات إسرائيلية قصف المناطق الشرقية والوسطى من المدينة اليوم، مما أدى لاستشهاد ثمانية أشخاص.

وتواصل إسرائيل هجماتها على رفح رغم قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة بوقف الهجمات بزعم أن حكم المحكمة يمنحها مجالا للقيام بعمليات عسكرية هناك.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 36 ألف فلسطيني استشهدوا في العدوان الاسرائيلي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة فی رفح

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال

أظهر تقرير أممي بشأن الأطفال أن عام 2024 شهد العدد الأكبر من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة منذ نحو 30 عاما.

وأوضح التقرير أن الدول التي شهدت أعلى مستويات الانتهاكات في عام 2024 هي "إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما قطاع غزة"، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والصومال، ونيجيريا، وهاييتي إلى جانب أرقام عدة تتعلق بالسودان واليمن وسوريا ولبنان.

ووفقا للتقرير، فقد تحققت الأمم المتحدة من 41 ألفا و370 انتهاكا جسيما ضد الأطفال في النزاعات المسلحة العام الماضي، وهو الرقم الأعلى منذ إنشاء ولاية الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في عام 1996.

ويمثل هذا زيادة بنسبة 25% مقارنة بعام 2023، ويُشير إلى استمرار التدهور المقلق في حماية الأطفال للعام الثالث على التوالي.

أطفال غزة يكابدون ظروف الحرب وسط حياة النزوح (الأناضول)

وأكد التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجمات العشوائية، وتجاهل اتفاقات وقف إطلاق النار واتفاقيات السلام، وتفاقم الأزمات الإنسانية، مع تجاهل القانون الدولي وحقوق الأطفال، أضعفت بشدة حماية الأطفال في الأعمال العدائية.

والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال التي يرصدها التقرير هي القتل والتشويه، وتجنيد واستخدام الأطفال، والعنف الجنسي، والاختطاف، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع إيصال المساعدات الإنسانية.

فلسطين

وفقا للتقرير، تحققت الأمم المتحدة من 8554 انتهاكا جسيما بحق 2959 طفلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بما فيها 8544 في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية بواقع 3688، وفي قطاع غزة بـ4856، وفق التقرير الذي أدرج للسنة الثانية على التوالي قوات الجيش الإسرائيلي ضمن "القائمة السوداء أو قائمة العار" في تقريره.

إعلان

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن الفزع إزاء شدة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.

وحث إسرائيل على التوقيع على خطة عمل مع الأمم المتحدة لإنهاء ومنع قتل الأطفال وتشويههم والهجمات على المدارس والمستشفيات. كما دعا فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة إلى "إطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط، أحياء كانوا أم أمواتا".

مخيم بروام للنازحين جنوب كردفان بالسودان (رويترز) السودان واليمن

تحققت الأمم المتحدة هناك من وقوع 2041 انتهاكا جسيما ضد 1882 طفلا (1081 صبيا، و564 فتاة، و237 طفلا)، فضلا عن 127 انتهاكا وقعت في السنوات السابقة. وسجل التقرير قتل 752 طفلا وتشويه 987 آخرين في العام الماضي.

وعبّر الأمين العام عن القلق البالغ إزاء تزايد عدد الانتهاكات الجسيمة في السودان، لا سيما القتل والتشويه، والعنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمستشفيات.

وحث جميع الأطراف على اتخاذ تدابير لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك الامتناع عن استخدام الذخائر المتفجرة، داعيا جميع الأطراف إلى تسريح جميع الأطفال من صفوفها.

وفي اليمن، أفاد التقرير بتحقق الأمم المتحدة من 583 انتهاكا جسيما ضد 504 أطفال و204 انتهاكات جسيمة وقعت في السنوات السابقة.

كما حث الأمين العام، في التقرير، الأطراف على الانخراط في الاستعدادات لاستئناف عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك أحكام حماية الطفل.

جانب من حياة الأطفال بمخيمات النازحين في سوريا خلال السنوات السابقة (الجزيرة) سوريا ولبنان

ويفيد التقرير بأن الأمم المتحدة تحققت من نحو 1300 انتهاك جسيم ضد 1205 أطفال و64 انتهاكا وقعت خلال السنوات السابقة في سوريا.

وأكد الأمين العام الأمم المتحدة ضرورة وجود عملية سياسية شاملة تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015، وأن تُدرج فيها الأحكام المتعلقة بحقوق الطفل.

أما في لبنان، فتحقق التقرير من وقوع 669 انتهاكا جسيما ضد 628 طفلا في لبنان، إذ أعرب الأمين العام عن القلق إزاء ازدياد عدد الأطفال القتلى والجرحى، والأثر المدمر على الرعاية الصحية.

وحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ووقف الهجمات التي تؤثر على المدنيين، بمن فيهم الأطفال، والهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى.

ودعا حزب الله وجميع أطراف النزاع الأخرى إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وفق التقرير الذي استعرضه موقع "أخبار الأمم المتحدة".

وسجل التقرير -الذي جاء في 40 صفحة ويغطي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول من عام 2024– انتهاكات في دول أخرى منها جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال ونيجيريا وهاييتي وموزمبيق وإثيوبيا، وأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة في مصير عبد الله السعيد بعد قرار الزمالك بشأن الصفقات الجديدة
  • عشرات الشهداء والإصابات في مجزرة مساعدات جديدة بقطاع غزة / مشاهد مؤلمة
  • عشرات الشهداء في غزة والقسام تعلن استهداف 3 جنود إسرائيليين
  • 35 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم بينهم 15 من منتظري المساعدات
  • 4 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان يونس
  • مجزرة جديدة.. الاحتلال يشن غارات ليلية على خيام النازحين وهم نيام.. وشهداء ومصابين
  • الاحتلال يقصف خيام النازحين بخان يونس ويقتل مزيدا من منتظري المساعدات
  • مجزرة إسرائيلية جديدة تستهدف خيام النازحين في غزة
  • تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
  • سقوط شهداء وجرحى.. قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في خان يونس