تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
أظهر تقرير أممي بشأن الأطفال أن عام 2024 شهد العدد الأكبر من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة منذ نحو 30 عاما.
وأوضح التقرير أن الدول التي شهدت أعلى مستويات الانتهاكات في عام 2024 هي "إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما قطاع غزة"، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والصومال، ونيجيريا، وهاييتي إلى جانب أرقام عدة تتعلق بالسودان واليمن وسوريا ولبنان.
ووفقا للتقرير، فقد تحققت الأمم المتحدة من 41 ألفا و370 انتهاكا جسيما ضد الأطفال في النزاعات المسلحة العام الماضي، وهو الرقم الأعلى منذ إنشاء ولاية الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في عام 1996.
ويمثل هذا زيادة بنسبة 25% مقارنة بعام 2023، ويُشير إلى استمرار التدهور المقلق في حماية الأطفال للعام الثالث على التوالي.
وأكد التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الهجمات العشوائية، وتجاهل اتفاقات وقف إطلاق النار واتفاقيات السلام، وتفاقم الأزمات الإنسانية، مع تجاهل القانون الدولي وحقوق الأطفال، أضعفت بشدة حماية الأطفال في الأعمال العدائية.
والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال التي يرصدها التقرير هي القتل والتشويه، وتجنيد واستخدام الأطفال، والعنف الجنسي، والاختطاف، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع إيصال المساعدات الإنسانية.
فلسطينوفقا للتقرير، تحققت الأمم المتحدة من 8554 انتهاكا جسيما بحق 2959 طفلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بما فيها 8544 في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية بواقع 3688، وفي قطاع غزة بـ4856، وفق التقرير الذي أدرج للسنة الثانية على التوالي قوات الجيش الإسرائيلي ضمن "القائمة السوداء أو قائمة العار" في تقريره.
إعلانوأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن الفزع إزاء شدة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
وحث إسرائيل على التوقيع على خطة عمل مع الأمم المتحدة لإنهاء ومنع قتل الأطفال وتشويههم والهجمات على المدارس والمستشفيات. كما دعا فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة إلى "إطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط، أحياء كانوا أم أمواتا".
تحققت الأمم المتحدة هناك من وقوع 2041 انتهاكا جسيما ضد 1882 طفلا (1081 صبيا، و564 فتاة، و237 طفلا)، فضلا عن 127 انتهاكا وقعت في السنوات السابقة. وسجل التقرير قتل 752 طفلا وتشويه 987 آخرين في العام الماضي.
وعبّر الأمين العام عن القلق البالغ إزاء تزايد عدد الانتهاكات الجسيمة في السودان، لا سيما القتل والتشويه، والعنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمستشفيات.
وحث جميع الأطراف على اتخاذ تدابير لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك الامتناع عن استخدام الذخائر المتفجرة، داعيا جميع الأطراف إلى تسريح جميع الأطفال من صفوفها.
وفي اليمن، أفاد التقرير بتحقق الأمم المتحدة من 583 انتهاكا جسيما ضد 504 أطفال و204 انتهاكات جسيمة وقعت في السنوات السابقة.
كما حث الأمين العام، في التقرير، الأطراف على الانخراط في الاستعدادات لاستئناف عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة، بما في ذلك أحكام حماية الطفل.
ويفيد التقرير بأن الأمم المتحدة تحققت من نحو 1300 انتهاك جسيم ضد 1205 أطفال و64 انتهاكا وقعت خلال السنوات السابقة في سوريا.
وأكد الأمين العام الأمم المتحدة ضرورة وجود عملية سياسية شاملة تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015، وأن تُدرج فيها الأحكام المتعلقة بحقوق الطفل.
أما في لبنان، فتحقق التقرير من وقوع 669 انتهاكا جسيما ضد 628 طفلا في لبنان، إذ أعرب الأمين العام عن القلق إزاء ازدياد عدد الأطفال القتلى والجرحى، والأثر المدمر على الرعاية الصحية.
وحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ووقف الهجمات التي تؤثر على المدنيين، بمن فيهم الأطفال، والهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى.
ودعا حزب الله وجميع أطراف النزاع الأخرى إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وفق التقرير الذي استعرضه موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وسجل التقرير -الذي جاء في 40 صفحة ويغطي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول من عام 2024– انتهاكات في دول أخرى منها جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال ونيجيريا وهاييتي وموزمبيق وإثيوبيا، وأوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السنوات السابقة الأمم المتحدة الأمین العام والهجمات على الأطفال فی بما فی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لغزة يوميا
دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لدخول مئات الشاحنات الإنسانية والتجارية لقطاع غزة يوميا، "بسرعة ودون عوائق".
وعلى الأرض، لا تسمح إسرائيل منذ أيام إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 600 شاحنة يوميا كحد أدنى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفراد طاقمهاlist 2 of 2"الأغذية العالمي" يحذر من مجاعة وشيكة في الفاشرend of listوقال المكتب الأممي إنه "على الرغم من الوقف التكتيكي للقتال الذي أعلنته إسرائيل مؤخرا لتيسير مرور القوافل الإنسانية، فإن كمية المساعدات التي دخلت غزة لا تزال غير كافية لإغاثة السكان الجائعين، ولا تزال شاحنات الأمم المتحدة تواجه عراقيل تعيق توصيل المساعدة".
وأضاف أن نقص الإمدادات لا يقتصر على الغذاء، إذ تشتد الحاجة أيضا إلى الوقود كي تتمكن العمليات الإنسانية من مواصلة عملها، بما في ذلك لتشغيل شاحنات الإغاثة والمستشفيات، بالإضافة إلى عمليات تحلية المياه والصرف الصحي والنظافة.
وقد تمكنت الأمم المتحدة يوم الاثنين من جمع حوالي 200 ألف لتر من الوقود من معبر كرم أبو سالم، لكن الكميات المحدودة التي دخلت غزة خلال الأسبوع الماضي 29 ألف لتر فقط، وهي كميات لا تكفي لسد حاجة القطاع، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، سُئل يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأوتشا عن الوقود الذي دخل غزة خلال الأسبوع الماضي، فقال "يتوقع الجميع مني التصفيق والشكر.. الفرق بين كمية المساعدات الضئيلة جدا التي وصلت الآن والاحتياجات الهائلة -التي يموت الناس بسببها فعليا كل يوم- هو فرق غير متناسب حقا".
وقال لاركيه إن الاحتياجات داخل غزة هائلة إلى درجة تستدعي دخول "مئات ومئات ومئات الشاحنات، ليس فقط يوميا، وليس فقط أسبوعيا، بل لأشهر، وربما لسنوات قادمة". وذكر بأن غزة على شفا المجاعة.
إعلانوفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، هناك حاجة إلى 600 شاحنة يوميا على الأقل لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لأكثر من مليوني شخص في قطاع غزة.
وقال لاركيه إن "إعلان إسرائيل السماح بدخول بضائع تجارية إلى غزة لن يحل المشكلة"، مشددا على أهمية دخول الإمدادات التجارية، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الإمدادات تكلف المال وأن الغالبية العظمى من سكان غزة عاطلون عن العمل.
وأردف قائلا "المساعدات مجانية، ولدينا آلاف الأطنان منها، بما في ذلك المساعدات الغذائية، على مشارف غزة. وقد سددت الجهات المانحة ثمنها بالفعل. ويتوقع المانحون أن تقدم هذه المساعدات مجانا للمحتاجين. ومن واجبنا القيام بذلك، لكننا لا نحصل على التسهيلات اللازمة".
معاناة الأطفالومع دخول بعض الإمدادات الغذائية إلى غزة خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك البسكويت عالي الطاقة للنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى حليب الأطفال ومستلزمات النظافة، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن ذلك يمثل جزءا ضئيلا مما هو مطلوب.
وقالت اليونيسيف إن "سوء التغذية بين الأطفال في غزة يصل إلى مستويات كارثية، وإن سوء التغذية الحاد بينهم ينتشر بسرعة تفوق قدرة المساعدات على الوصول إليهم". وأفادت بزيادة عدد الأطفال الذين ماتوا جوعا.
وتحذر اليونيسيف من أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد سيموتون في نهاية المطاف لأسباب أخرى، فهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي أو الحصبة أو غيرها من الأمراض الفتاكة بـ10 مرات. ولن يتم الإبلاغ عن معظم هذه الوفيات لأن غالبية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لا يستطيعون حتى الوصول إلى المستشفيات.
وشدد جيمس إلدر المتحدث باسم اليونيسيف على ضرورة زيادة الضغط الآن من العديد من الحكومات في ظل الحرمان والوضع الغذائي لدى الأطفال والأمهات والنساء وكبار السن.
وأضاف "يجب ألا ننسى أيضا أنه في المتوسط، تُقتل فتاة أو فتى في هذا القصف كل ساعة منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، في حين شددت إجراءاتها في الثاني من مارس/آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.