اعتراف أمريكي بصعوبة المواجهة مع اليمن
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذا الأسبوع تقريرًا، ذكرت فيه أنه "ليس من المعتاد أن تتصدر مدمّـرة تابعة للبحرية الأمريكية عائدة من عملية نشر روتينية عناوين الأخبار الرئيسية، لكن عودة المدمّـرة يو إس إس كارني إلى الوطن كانت تستحق الاهتمام؛ لأَنَّ القوات البحرية الأمريكية تقاتل بوتيرة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية".
وأوضح التقرير أن "المدمّـرة يو إس إس كارني وصلت إلى ميناء فلوريدا مؤخّراً بعد انتشار استمر 235 يوماً، قضت جزءًا كبيرًا منه في مواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية".
ونقل التقرير عن الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة عمليات البحرية الأمريكية، قولها: إن السفينة "خاضت 51 اشتباكًا في 6 أشهر".
وأضافت: أنّ "آخر مرة اشتبكت فيها قواتنا البحرية مباشرة مع العدوّ بمثل هذه الدرجة، كانت في طريق العودة أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت حينها المدمّـرة يو إس إس هيو هادلي، مع سجل اشتباكها البالغ 23" مشيرة إلى أن ذلك كان في مايو 1945.
ونقل التقرير عن قائد المدمّـرة كارني قوله إن قواته لم تكن تملك سوى تسع ثوان أَو أكثر قليلًا للتعامل مع الهجمات اليمنية بالصواريخ المضادة للسفن.
وأوضح تقرير "وول ستريت جورنال" أنه "ليس لدى إدارة بايدن خطة واضحة للقضاء على التهديد الآن بعد أن فشل تحالفها البحري الدولي والضربات الجوية بشكل واضح".
وتساءل التقرير: "هل سيخصص بايدن أموال الدفاع لإعادة ملء مخزونات الأسلحة الأمريكية؟، حَيثُ تعتمد المدمّـرات على صواريخ دقيقة متطورة لإسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة".
وَأَضَـافَ أنه "على الرغم من كُـلّ الذعر من أن الحرب في أوكرانيا تستنزف ترسانات أمريكا، فَــإنَّ إخفاقات بايدن في الردع في البحر الأحمر يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالاستعداد العسكري الأمريكي أكثر من سنوات من الحرب البرية في أُورُوبا الشرقية".
وطيلة الأسابيع والأشهر الماضية أدلى ضباط في البحرية الأمريكية باعترافات صريحة وصفوا فيها المواجهة مع اليمن بأنها "أكبر تحدٍّ للبحرية الأمريكية في التأريخ الحديث" مؤكّـدين أن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها القطع الحربية الأمريكية في البحر هجمات شبه يومية بالصواريخ البالستية.
وأقر الضباط الأمريكيون خلال الفترة الماضية بأن الولايات المتحدة لا تستطيع لوحدها أن تواجه العمليات البحرية اليمنية، كما أقروا بعدم امتلاك الجيش الأمريكي أية معلومات استخباراتية عن طبيعة وحجم الترسانة العسكرية اليمنية.
والأسبوع الماضي أكّـد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن اليمن يمتلك أسلحة تستطيع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وأقر بأن ذلك يثير قلق الولايات المتحدة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
حزب الله أمام اختبار تجنيبه لبنانَ المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": الهم السياسي لحلفاء وخصوم «حزب الله» على السواء، يكمن في مراقبة سلوكه ورد فعله في حال تصاعدت وتيرة الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل بغياب الوساطات الدولية لوقفها، وما إذا كانت قيادته ستلتزم بالبيان الذي أصدره بإدانته للعدوان الإسرائيلي وخلوه من أي تهديد بالرد، آخذة بالنصيحة بعدم التورط في المواجهة التي أُسديت لها من قبل قيادة الجيش بتكليف من رئيسي الجمهورية العماد جوزيف عون، والحكومة نواف سلام، وبمباركة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.ومع أن بري يبدي أمام زواره ارتياحه لموقفي عون وسلام، فإن أوساطه تؤكد انضباط الحزب في الحفاظ على الاستقرار في لبنان ووقوفه وراء المواقف الرئاسية، وتستبعد استدراجه للدخول في مواجهة غير محسوبة تغلب عليها الحماسة، ولن يكون لها من تأثير في مجريات المواجهة التي تُستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المتطورة.
وتلفت مصادر نيابية إلى أن الحزب ليس مضطراً للدخول في مواجهة مفتوحة، حتى إشعار آخر، إلى جانب إيران، لن تبدّل من موازين القوى. وتسأل: ما الجدوى من أن يبدد ما تبقى لديه من مخزون صاروخي ولن يكون له من تأثير مقارنة مع استخدام إسرائيل أحدث ما لديها من طائرات حربية، في مقابل استخدام إيران صواريخ باليستية دقيقة ومسيّرات متطورة؟
وتؤكد المصادر النيابية لـ«الشرق الأوسط» أن أقصى ما يقدمه «حزب الله» لن يتعدى إدانته للعدوان الإسرائيلي وتضامنه مع إيران؛ لأنه لا قدرة له على الانخراط في الحرب التي هي كناية عن مواجهة نووية بالنار، وأن إسرائيل تخوضها بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية لخفض سقف الشروط الإيرانية. وتضيف بأن لا خيار أمام الحزب سوى التمسك باستراتيجية الصبر والصمود بوقوفه خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب تمهيداً لتطبيق القرار 1701، وكان أول من أيد اتفاق وقف النار الذي توصل إليه بري مع الوسيط الأميركي آنذاك آموس هوكستين وترك للحكومة مهمة تطبيقه.
وترى المصادر أن الحزب بامتناعه عن الرد على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية والتزامه بوقف النار الذي عطلت تل أبيب تنفيذه، يوفر الدعم للدور الذي يوليه لبري لتطبيق الاتفاق وهو يلتزم بضبط النفس، وإن كان موقفه هذا يسبب له إحراجاً بداخل حاضنته الشعبية بذريعة امتناعه عن الرد. وتسأل: هل يمكن للحزب أن يخرق امتناعه عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بانخراطه إلى جانب إيران في مواجهتها لإسرائيل؟ وماذا سيقول لحاضنته في تبريره لتمايزه في موقفه لمصلحة طهران؟ وكيف سيواجه رد فعل خصومه؟
وتؤكد أن المزاج العام لعموم الشيعة في لبنان ينشد الاستقرار، وهو في حاجة لأن يلتقط أنفاسه ريثما يطمئن إلى وجود قرار لإعادة إعمار البلدات المدمرة، ولا يؤيد انضمام الحزب إلى جانب طهران في مواجهة سترتد سلباً على الداخل اللبناني، وترفع من منسوب موجات النزوح، وتزيد من حجم الدمار. وتقول إن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان لا تسمح بتحميل الطائفة المنكوبة هذا الكم من الأكلاف البشرية والمادية، ويكفيها ما ارتد عليها من أثقال من جراء تفرد الحزب بقرار إسناده لغزة من دون العودة للدولة.
الحزب ربما أراد بعدم انخراطه في الحرب الدخول في مهادنة مع خصومه، وصولاً لتأسيس مرحلة سياسية جديدة على قاعدة تحييد لبنان عن المواجهة وتمايزه عن حليفه الاستراتيجي إيران بعدم التورط فيها لطمأنة بيئته بانفتاحه على الجهود لعودة الاستقرار إلى الجنوب، وتعبيد الطريق أمام بري لحوار شامل بخلاف الحوارات السابقة، يرعاه عون، وجدول أعماله حصرية السلاح بيد الدولة، وإطاره العام موقع الشيعة في الخريطة السياسية للبنان. مواضيع ذات صلة قبل نزع سلاح "حزب الله".. تقرير بريطاني: هذا أوّل إختبار أمام لبنان Lebanon 24 قبل نزع سلاح "حزب الله".. تقرير بريطاني: هذا أوّل إختبار أمام لبنان