قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن المقاومة تبنت تكتيكات مختلفة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تضع في الحسبان احتمال طول أمد الحرب، مشيرا إلى اعتمادها على الاستدراج والكمن والتفخيخ بشكل أكبر.

وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة– أن طبيعة العمليات لم تختلف تقريبا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وهو أمر تعززه الصور التي تنشرها الفصائل، حسب قوله.

وكانت المقاومة تعتمد في عمليات الشمال آلية تقوم على منع دخول القوات الإسرائيلية إلى المناطق، وبالتالي كان جيش الاحتلال يشن قصفا عنيفا قبل التوغل على الأرض الأمر الذي كان يعرض المقاومة لخسائر كبيرة، وفق الدويري.

لكن المقاومة -برأي المتحدث- غيّرت طريقة عملها خلال الأيام الماضية من أجل الاقتصاد في الذخيرة والأفراد تحسبا لطول أمد الحرب، وهو ما دفعها لرفع وتيرة علميات الاستدراج والكمن وتفجير البنايات بعد دخول قوات الاحتلال إليها.

ويعتقد الدويري أن المقاومة عمدت مؤخرا إلى تضييق النطاق الجغرافي للعمليات بينما تحاول إسرائيل توسيع نطاقها عبر عمليات القصف.

انتقام من المدنيين

وتعليقا على الصور التي نشرتها الجزيرة والتي أظهرت قصف الإسرائيليين لمنازل سكنية في حي الزيتون خلال مايو/أيار الجاري، قال الدويري إن تدمير جيش الاحتلال لمربعات سكنية يعكس رغبته في الانتقام، مرجحا أن يكون تصوير العملية بغرض التوثيق.

ونشرت الجزيرة صورا حصلت عليها من طائرة مسيّرة تم إسقاطها في غزة منتصف مايو/أيار الجاري.

وأضاف الدويري أن الصور تشير إلى أن التحكم في الطائرة كان يتم من داخل إحدى الدبابات وقد تزامن وجودها في المكان مع عملية التفجير.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال لم يتوقع إسقاط الطائرة، وأن سقوطها "فضح ما يقوم به خلال هذه الحرب"، وقال إن تصوير 6 عمليات تفجير منازل ليس صدفة ولكنه غالبا بغرض التوثيق.

وأكد أن الصور التي توثقها المقاومة مقارنة بتلك التي يوثقها جيش الاحتلال تعكس الطبيعة الأخلاقية لكل طرف منهما حيث تنشر الفصائل صور قتل جنود وضباط بينما الجيش الإسرائيلي يوثق صور قتل المدنيين وهدم المنازل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: ارتفاع مستوى التنسيق والتكتيك لدى قوى المقاومة بغزة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن حسن جوني إن مشاهد الفيديو التي بثتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، توثق عملية مركّبة ومتكاملة من حيث التكتيك والقدرة النارية، وتكشف عن تطور ملحوظ في مستوى التنسيق بين وحدات المقاومة وأسلحتها المتنوعة.

وأوضح جوني أن المشاهد تظهر استخداما مكثفا ومتنوعا للنيران، بما في ذلك العبوات البرميلية شديدة الانفجار، وقذائف الهاون، وصواريخ "رجوم"، وهذا يدل على أن المقاومة تمتلك غزارة نيران وقدرة على التشويش على قدرات الاحتلال في الرصد والمتابعة، عبر تنويع مصادر الإطلاق وإرباك منظومته الاستخبارية.

وكانت كتائب القسام قد بثت مشاهد لعملية نوعية نفذها مقاتلوها بتاريخ 28 يوليو/تموز 2025، ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود"، ووثقت هذه المشاهد تفجير 3 عبوات ناسفة في مكان تجمعت فيه آليات إسرائيلية بمنطقة "البطن السمين" جنوبي خان يونس، جنوبي قطاع غزة تلاها قصف تحشدات عسكرية بصواريخ قصيرة المدى.

وأشار الخبير العسكري إلى أن أهمية العملية لا تقتصر على نتائجها التكتيكية فحسب، بل تشمل أيضا دلالات جغرافية لافتة، إذ وقعت في منطقة جديدة نسبيا على خارطة الاشتباك، وهي الجهة الغربية من مدينة خان يونس، ما يرجّح أن المقاومة اختارتها لإحداث عنصر المفاجأة وتجاوز التوقعات الاستخباراتية الإسرائيلية.

فشل مخطط الفصل

ولفت إلى أن الموقع المستهدف يرتبط بما يُعرف بمحور "مجين عوز" الذي أنشأه جيش الاحتلال في الآونة الأخيرة لفصل شرق خان يونس عن غربها، ضمن خطة تهدف إلى تقطيع أوصال المقاومة، وهو ما يوصل رسالة بفشل هذا المخطط، ويعد ردا مباشرا على محاولة الاحتلال ترسيخ وقائع ميدانية جديدة على الأرض.

وأكد جوني أن ما يميز هذه العملية عن سابقاتها هو تكامل الوسائط القتالية، إذ تشارك فيها عدة أنواع من السلاح من مناطق متباعدة، ما يعزز عنصر الإرباك ويضع الاحتلال في مواجهة تهديدات متعددة الاتجاهات، ويصعّب عليه رصد مصادر النيران وإسكاتها.

إعلان

ويرى الخبير العسكري أن قدرة المقاومة على تنفيذ مثل هذه العمليات النوعية، والحفاظ على وتيرة استنزافية عالية، تعكس مرونة في الأداء العسكري، وترسّخ معادلة مكلفة لجيش الاحتلال، الذي بات يدفع أثمانا باهظة مقابل بقائه في قطاع غزة، من دون تحقيق مكاسب ميدانية تُذكر.

ورأى الخبير العسكري أن استمرار العمليات اليومية، وتصاعد مستواها من حيث التأثير والتنسيق، يسرّعان في إنهاك القوات الإسرائيلية ويفقدانها تدريجيا زمام المبادرة، خصوصا في ظل تقليص جاهزية وحداتها، كما حدث مؤخرا مع سحب فرقة 98 -وهي من أهم تشكيلات النخبة- من قطاع غزة.

وتواصل فصائل المقاومة منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نصب كمائن محكمة ضد قوات الاحتلال، وتوثيق عملياتها التي كبّدت جيش الاحتلال خسائر بشرية كبيرة، ودمّرت مئات الآليات العسكرية أو عطلتها.

مقالات مشابهة

  • سفير الاحتلال في الإمارات يتحـ.رش بالنساء.. أبوظبي: سلوك غير مقبول
  • خبير عسكري: ارتفاع مستوى التنسيق والتكتيك لدى قوى المقاومة بغزة
  • ما السر في طول أمد معركة “طوفان الأقصى”؟
  • 72 عملًا مقاومًا في الضفة والقدس خلال أسبوع
  • «آي صاغة»: أسعار الذهب ترتفع وسط ضغوط دولية وتحوّلات في سلوك المستهلك المصري
  • الحرب احتمال قائم.. مفاوضات سلاح المقاومة في لبنان مستمرة
  • حماس ردًا على "إعلان نيويورك": المقاومة وسلاحها استحقاق وطني
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • حماس تُعقّب على سلوك إسرائيل القائم على “هندسة التجويع” في غزة
  • هُزم جدعون وانتصر داود بإرادته: فشل عربات الاحتلال وبزوغ نصر غزة