يشيع في كتابات ومقالات وندوات يخصصها أصحابها لمهاجمة أفكار ورؤى حركات "الإسلام السياسي"، والتي غالبا ما ينبزونها في كتاباتهم وأحاديثهم بـ"الإسلاموية" التحذير من "التدين الجمعي" لكونه ينتج محاضن تتكاثر في مناخاتها الأفكار المتطرفة والرؤى المتشددة التي تزعزع الانتماء الوطني باسم "الأممية الإسلامية"، وتتشكل في بيئاتها عقليات يقدم أصحابها انتماءهم العقدي على انتماءاتهم الوطنية.



ووفقا لمراقبين فإن هذه الاتهامات باتت في السنوات الأخيرة تُقال وتُثار بشكل مباشر، وتسعى إلى نشرها وتكريسها مؤسسات إعلامية وفضائيات وكتاب وصحفيون..، لا سيما بعد إجهاض ما أُطلق عليه "ثورات الربيع العربي"، وعودة السلطوية العربية لتمارس أساليبها القمعية بصورة أشد شراسة مما كانت عليه في سابق عهدها.

في تلك الكتابات والمقالات غالبا ما تجري المقابلة بين "التدين الفردي" بوصفه النموذج الذي ينبغي تكريسه وتجذيره، والذي يقضي على التطرف والإرهاب، في مقابل "التدين الجمعي" الذي تجب مواجهته بعد أن وظفته حركات "الإسلام السياسي" لغايات تجميع الناس وحشدهم وتحريكهم كلما دعت الحاجة إلى ذلك وفق تلك الكتابات.

ذلك النمط من الاتهامات يثير جملة من التساؤلات بشأن التدين الجمعي الذي تحرص الحركات الإسلامية السياسية على إشاعته، وتعلي من شأنه إن كان بالفعل يُنتج ذلك كله حسب ما يذكره المنتقدون؟ وهل تلك الاتهامات الموجهة للتدين الجمعي ملازمة لأفكار ودعوات الحركات الإسلامية أم أنها اتهامات مسيَّسية لصالح أجندات سلطوية معروفة؟

في مناقشته لتلك الاتهامات رأى الباحث والداعية الأردني المقيم في أمريكا، محمد الحايك أن "من السذاجة فصل هذه الاتهامات عن سياقات الحرب على تيارات الإسلام السياسي المستمرة منذ زمن.."، مضيفا "لا بل يتعدى الأمر في نظري الحرب على تلك الحركات إلى ما هو أكبر: كنقض عرى الإسلام، وتفكيك قيمه الكبرى في العقيدة والشريعة والهوية والأمة والجماعة حتى لا يتمكن من النهوض والتحرر، ويظل في دائرة التبعية أبدا".

وتابع: "والطريق إلى ذلك لا بد أن يمر عبر جملة من الأدوات والوسائل والتكتيكات من أبرزها: إسقاط جميع المرجعيات وبخاصة مرجعية الإجماع وهو ما أجمعت واجتمعت عليه الأمة في عصورها من قواطع وثوابت في فهم الدين وممارسته وتطبيقه، لصالح تدين فردي سائل وقراءات مفتوحة، فيصبح بدل الإسلام الواحد مائة إسلام وإسلام كلها صحيحة وكلها مشروعة".


                                     محمد الحايك باحث وداعية أردني مقيم أمريكا

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "ومن تلك التكتيكات محاربة الإصلاح الاجتماعي والسياسي لصالح تكريس الاستبداد واحتكار السلطة والثروة.. وحجتهم في ذلك أن الحركات الإسلامية تتستر بالدين لتغيير أنظمة الحكم، وكذلك طمس الهوية الإسلامية لصالح "الأنسنة" أو الهوية على أساس القيم الإنسانية المشتركة التي تتجاوز الدين أو يكون الدين شأنا فردانيا خاصا وهذا هو جوهر العلمانية".

ولفت الحايك إلى أن من تلك التكتيكات ما يمكن التعبير عنه بـ"استهداف فكرة الأمة الواحدة لتكريس القطرية كحالة نهائية تكون معها الدعوة إلى الأمة خيانة للوطن، أو ولاء خارجيا يعاقب عليه القانون.." مضيفا "وهذه أبرز معالم الوصفة التي يسوقها الحداثويون العرب اليوم باسم نقدهم "للإسلامويين".

وأردف: "يمثل التدين الجمعي، للحداثويين والليبراليين، بما فيه من قيم الجماعة والأمة والحق والباطل والكفر والإيمان، والولاء والبراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصدر خطر، وهاجسا كبيرا لمشروعهم، لذا نراهم يتوسلون بمحاربة هذه المفاهيم والمبادئ الإسلامية بحجج واهية، ويتعللون بأخطاء معينة ويضخمونها، والهدف الحقيقي ليس التصويب ولا النصيحة، بل محاولة الهدم والتخريب لحصون الإسلام من داخلها"، وفق رأيه.

وفي ذات الإطار اعتبر الأكاديمي المغربي، الباحث في الفكر الإسلامي، الدكتور حفيظ هاروس "تلك الاتهامات بأنها لا تعدو أن تكون من جملة الأحكام النمطية العامة التي يروجها خصوم الحركات الإسلامية السياسية، وذلك لافتقارها إلى التأسيس العلمي، ويمكن إرجاع ذلك إلى عدة آفات اعتورت حكمها هذا".

وتابع: "من أبرز تلك الآفات كونه حكما عاما، لا يفرق فيه أصحابه بين الحركات الإسلامية السياسية المختلفة، بل يضعونها جميعها في سلة واحدة، فلا فرق مثلا بين الجماعات التكفيرية والجهادية وبين الحركات والأحزاب الإسلامية المشاركة في العملية السياسية في العديد من البلدان العربية والإسلامية، ويعتبرون موقفها من العنف واحد، فإذا أعوزهم الدليل لإثبات ذلك زعموا بأن الحركات الإسلامية السلمية تستبطن في أدبياتها عنفا كامنا سيظهر متى تهيأت له الظروف المناسبة".


                         د. حفيظ هاروس أكاديمي مغربي باحث في الفكر الإسلامي

وأردف هاروس لـ"عربي21": "كما أن ذلك الحكم يستند إلى الأفكار والمقولات النظرية ويغفل عن الوسائل العملية التي تتوسل بها هذه الحركات لتحقيق تلك الأفكار والمقولات، ومن ذلك فكرة الخلافة الإسلامية التي يحسب هؤلاء النقاد أنها ستكون على شاكلة الخلافة الإسلامية الأولى، بينما يؤكد الكثير من قادة الحركات الإسلامية أنهم يستلهمون روح هذه الخلافة المتمثلة أساسا في الشورى والعدل، بينما الأشكال لن تخرج عن هيئة الاتحادات السياسية والاقتصادية المعاصرة".

ونبّه إلى أن ذلك النمط من الأحكام "يتغاضى عن عموم المراجعات في الفكر والسلوك عند العديد من جماعات الإسلام السياسي بخصوص قضايا العنف، والمشاركة السياسية، وشمولية العمل السياسي، والانتماء الوطني وغيرها، كما هو شأن المراجعات عند التنظيمات الجهادية في مصر، أو حركة النهضة في تونس، أو حزب العدالة والتنمية في المغرب وغيرهم".

وعن السبب الذي يجعل من هذا النقد حكما نمطيا عاما وغير مؤسس أرجع الأكاديمي هاروس ذلك إلى "كونه محكوما في الغالب بالخصومات السياسية والتحيزات الأيديولوجية، وبعيد عن شروط النقد العلمي الذي يتقصد الحق لذاته".

من جانبه رأى الأكاديمي الأردني والقيادي الإسلامي، الدكتور إبراهيم المنسي أن "مصطلح التدين الجمعي مصطلح غير صائب، إذ لا يمكن جعل الخلق على مسطرة واحدة من التدين، لكن بلا شك هناك مسطرة لأصول الدين وثوابته ولا أقول التدين، ومن أطلق مصطلح التدين الجمعي أراد أن يظهر الدعاة والحركات الإسلامية وكأنها وصية على الخلق، بينما أصل الدعوة إلى الله قائم على قوله تعالى (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)".

وتابع: "فالتدين متباين بين الناس، والدين واضح في أصوله وثوابته وعباداته، فهناك من المسلمين من أصاب أكثرها وهناك من كان متوسطا فيها، وهناك من كان مُقلا، وهناك من باعد بينه وبينها كثيرا، فتباين الناس بالتدين، وهذا أمر طبيعي، حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان التباين في صحابته، إذ من بين أكثر من 120 ألف صحابي لم يُذكر سوى 2455 صحابيا، حتى من بين هؤلاء القلة الذين ذُكروا لم يبرز منهم في ذاكرة الناس سوى المئات، وكل الصحابة عدول وقدوات".


                                د. إبراهيم المنسي أكاديمي أردني وقيادي إسلامي

وقال المنسي في حديثه لـ"عربي21": "إن اتهام الحركات الدعوية أنها تسعى لتحقيق التدين الجمعي الذي "صنع التطرف" ليس منطقيا، ولا يستطيع تحقيقه أي منهم لتباين طبيعة الخلق، ومن سعى لذلك قلة شقوا على أنفسهم وتنطعوا بأحكام الدين، وقسوا على الخلق حتى استطاع خصوم الدعاة الولوج لاتهامهم من تلك النافذة إما لأغراض تنافسية أو اغراض سياسية".

وعن الاتهامات الموجهة للحركات الإسلامية بأنها تنتج أفرادا متطرفين ومتشددين، أوضح المنسي أن "نتاج الحركات الإسلامية المعتدلة من الدعاة هو نتاج مميز في أكثر الأحوال"، متسائلا "كيف لا وقد تجدهم يحثون أفرادهم على الاشتباك الإيجابي مع مجتمعاتهم، فتجدهم في الجامعات ينخرطون في الاتحادات الطلابية والأندية الطلابية، ويتنافسون على خدمة زملائهم الطلبة.. وكذلك في ميدان العمل العام ينخرطون في العمل النقابي والتطوعي والإغاثي، ويشاركون في الأحزاب والبرلمان لخدمة مجتمعهم بما يقدرون عليه.."

بدوره أكدّ الأكاديمي والداعية السعودي، الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي أن "التدين الجمعي جزء مهم من الدين، فالأمة الإسلامية واحدة وإن تباعدت البلدان وتفرقت الأجساد، والمؤمنون إخوة، والمسلم للمسلم كالبنيان، وعموم رسالة النبي للبشرية جميعا، وللإنس والجان وهذا أصل من أصول الدين، لا ينكره أو يعارضه إلا من كان جاهلا أو مغرضا، أو من ذوي التوجهات السياسية والفكرية التي لها مواقف مخاصمة أو معارضة للدين أو متخوفة منه"ز


                              د. سعيد الغامدي، أكاديمي وداعية سعودي

وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21": "لقد تم استخدام الكتاب والمدونين من العلمانيين والليبراليين، ومؤسسات إعلامية لإشاعة مثل تلك الاتهامات، محاولة منهم لحصر المسلمين في إطار حدود معينة، وجعلهم يؤمنون بالحدود التي اصطنعتها اتفاقية سايكس بيكو، بعد أن تم انتزاع فلسطين منها، وهذا ما صنعته الدول الاستعمارية في عالمنا الإسلامي، وأغلب الدول في عالمنا العربي وكلاء عن الاستعمار يقومون بأشنع مما قام به الاستعمار".

وختم حديثه بالقول "لذلك نجدهم يحرصون حرصا شديدا على إبعاد فكرة عالمية الإسلام، وإخوة الدين، والترابط بين المسلمين، ولا يريدون من الشعوب الإسلامية أن تتفاعل مع قضايا المسلمين ومآسيهم خارج أقطارهم، بما يمليه عليهم دينهم من القيام بواجب الدعم والتكاتف والتعاون، ونصرة إخوانهم في الدينن لكن الأمة ستعود إلى مجدها وقوتها، وستحيي تلك المعاني والقيم وتتمسك بها كما كانت عليه من قبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير التدين الوطنية العربي علاقات عرب وطنية آراء تدين تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکات الإسلامیة الإسلام السیاسی تلک الاتهامات

إقرأ أيضاً:

الشورى من عندنا.. والديمقراطية من عندهم!

 

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

كثيرًا ما يخلط الناس بين الشورى والديمقراطية، وهناك من يعتبرهما وجهين لعملة واحدة، وحتى يوجد من يدمج بينهما ليتعامل معهما كخلطة لمنتج واحد يمكن تركيبه على أي مجتمع وتنفيذه في واقع حياة الناس ومصيرهم وشؤون أمورهم، ولكننا إذا بحثنا بشيء من التأمل والتركيز والإدراك فسوف نجد اختلافًا واسعًا إن لم تكن فجوة كبيرة.

وللتوضيح، يتوجب أن نعرف الآتي: أن الشورى والديمقراطية مفهومان سياسيان يتعلقان بمشاركة الناس في اتخاذ القرار، لكنهما يختلفان تمامًا في الجذور الفكرية والتطبيق، إذ إن الشورى منهج إسلامي يقوم على التشاور بين الحاكم والمحكوم أو حتى بين أفراد المجتمع لاتخاذ القرارات في الأمور العامة، حيث قال ربنا سبحانه وتعالى: "وشاورهم في الأمر" (آل عمران: 159)، وقال كذلك: "وأمرهم شورى بينهم" (الشورى: 38)، صدق الله العظيم.

فالشورى هنا لا تلزم الحاكم برأي الأغلبية دائمًا، وإنما هي استشارة يستفيد منها ولي الأمر، وقد توضح له بعض التوجهات غير الواضحة أو غير المدركة، وهي تقوم على القيم الإسلامية السمحة مثل العدل والمسؤولية أمام رب العالمين، وهي لا تشترط نظامًا انتخابيًا معينًا بحد ذاته، بل تختلف تطبيقاتها حسب الأوضاع، وتاريخيًا كما حدث في تشاور الخلفاء الراشدين مع الصحابة.

بينما نجد أن الديمقراطية نظام مستورد ودخيل على الأمة العربية والإسلامية، فهو نظام سياسي غربي يقوم على حكم الشعب عبر انتخابات حرة ومباشرة، وفيه فصل السلطات وحماية الحريات الفردية، حيث إن القرارات تتخذ عبر التصويت، وفي الغالب تكون على حساب الأقليات في المجتمع، كما أن السيادة هنا للشعب وليس للدين، ولا حتى للتقليد المعروف والمتفق عليه بين الناس عرفيًا، وغالبًا ما تقترن بالليبرالية، وهي حرية التعبير والمساواة والعلمانية.

ولمزيد من التوضيح، يجب أن نعرف التالي: المصدر في الشورى هو الوحي الإسلامي، بينما في الديمقراطية هو الفكر الغربي، ومن حيث الهدف، فالشورى تحاول تحقيق العدل الشرعي، وعند الديمقراطية هو حكم الأغلبية، أما عن الالتزام، فالشورى تلتزم بالشريعة الإسلامية أولًا، وعند الديمقراطية نجدها تعتمد على القوانين الوضعية في غالب الأحيان، وفي مجال الحرية، نرى أن الشورى تؤمن بها وتطبقها ضمن حدود الشرع، بينما عند الديمقراطية فهي مطلقة ولا مجال محدد لها غالبًا.

وعليه، فإنه يتضح لنا جليًا أن الشورى نطاق إسلامي مرن للتشاور مع الالتزام بالشرع، بينما الديمقراطية نظام غربي بحت يقوم على الأغلبية والعقد الاجتماعي، ولقد رأينا في الأحقاب الزمنية الأخيرة من حياة الناس أن بعض الدول تدمج بينهما، مثل ما يحصل في دول إسلامية عدة مع احتكامها للشريعة.

وعندما نقول إن الشورى إسلامية، فإننا نقصد الشورى المعتدلة، فلا غلو في الدين، والدين الإسلامي هو دين السلام والتسامح والتعايش والقبول بالغير، فلا يمكن أن يكون شخص جماعة من عشرة أفراد مثلًا وينصب نفسه أميرًا عليهم ويأمرهم بطاعته، فهذا ليس من الدين في شيء، وهؤلاء هم من كرهوا العالم في الإسلام وخلقوا مسمى لم تعرفه الإنسانية من قبل عبر التاريخ "الإسلاموفوبيا".

إنما الإسلام هو الدين السمح المعتدل الراقي الذي يبان عليه الوقار والاعتدال، ونحن في سلطنة عُمان، كما يقول النشيد الوطني العُماني: "يا عُمان نحن من عهد النبي". ومنذ أن دخل الإسلام مازن بن غضوبة، وهو أول من أسلم من أهل عُمان، فقد أسلم العُمانيون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يروه، وعندما وفدوا لمقابلته، فقد رأى فيهم الوقار ونظافة الملبس وحسن الخلق والأخلاق، فسألهم: من أين أنتم؟ فقالوا له: من عُمان. والقصة المعروفة لدى الجميع، فقد أخذوا منه خمسًا واتفقوا على خمس، وباركهم على خمس من سجاياهم وتقاليدهم وأعرافهم.

ومنذ ذلك الحين، وعُمان تطبق نهج الشورى، سواء كان ذلك في البرزة التاريخية التي عرفت بها عُمان، وهي المجلس السياسي والاستشاري، أو السبلة، وهي المجلس الاجتماعي العُماني المعروف، والآن في مجلس الشورى المنتخب بكامله إلى يومنا هذا.

وإيمانًا بأن عُمان تعلم أن كلمة الدستور ليست عربية الأصل، فقد ارتأت أن يكون نظامها والمرجع الرئيسي لها هو النظام الأساسي للدولة وليس بأي مسمى مستحدث آخر، وهكذا هي عُمان في منهجها ودقة اختيار مراجعها وصائبها وصوابها، وحتى كلمة البرلمان الناشئة من الخلفية الفرنسية، فلم تستخدمها سلطنة عُمان في أي من مجلسيها، والتي أطلقت عليهما مجلس عُمان بضفتيه الدولة والشورى.

لقد رأينا ما فعله ما يسمى بـ"الربيع العربي" بالدول التي ترفع شعارات الديمقراطية الجوفاء المستوردة، بينما لم تتأثر به الدول التي تميل إلى الشورى في توجهاتها، وحتى من يدعون النظام الدستوري، نهمس في آذانهم بأن هذا النظام ليس عربيًا ولا حتى إسلاميًا، ويتوجب علينا جميعًا الحفاظ على المبدأ الإسلامي الأصيل؛ حيث قال الله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه".

ونبقى فيما اتفقنا عليه، الإسلام المعتدل المتسامح المتعايش المتصالح، وربنا يهدي الجميع.

وأخيرًا، فإنني على يقين تام بأنه لو أقيم استفتاء في سلطنة عُمان، فإن الأغلبية الساحقة سوف تتوجه للمنهج الشورَوِي، لأن هذه سجية العُمانيين وعادتهم وعاداتهم منذ الأزل.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حين يهتف القلب: نحن النشامى.. اذا كان الانتماء جريمة فأنا اول المذنبين
  • بنين: مصر لديها خبرة كبيرة في مكافحة التطرف ونسعى للتعاون معها
  • الإعلام الأصفر وتظليل العقل الجمعي
  • فرصتك في إسطنبول: نظام جديد يمكّنك من تملك منزل بالتقسيط ودون فوائد
  • طور الانقلاب الثقافي..عمان بين الميلاد والإسلام
  • الشورى من عندنا.. والديمقراطية من عندهم!
  • العرب والأدلجة السياسية
  • فضل يوم عرفة في الإسلام.. 4 فضائل أنعم بها الله على عباده
  • السفيرة الأمريكية: مصر قلب الإسلام المعتدل.. ولا غنى عنها في مكافحة التطرف والإرهاب
  • الخارجية السعودية: استمرار التطرف الإسرائيلي يزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية