مسرحية حوثية.. دلالات إفراج الميليشيا الانقلابية عن 100 أسير من الحكومة اليمنية؟
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحاول الميليشيا الحوثية استغلال التوترات الجارية على الساحة الإقليمية خاصة فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من أجل تحسين صورتها على الصعيدين الإقليمي والدولي ودفع الشعب اليمني للالتفاف حول القيادة الحوثية، وبجانب الهجمات البحرية لقوات الميليشيا على السفن الأمريكية والبريطانية والداعمة للاحتلال الإسرائيلي؛ فقد أعلنت الميليشيا عن تنفيذ مبادرة إنسانية من جانب واحد تقضي بالعفو والإفراج عن 112 أسيرا من الطرف الآخر المحسوب على الحكومة اليمنية الشرعية.
مبادرة الأسرى
وقد كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى الحوثي «عبدالقادر المرتضى»، في 26 مايو 2024، أن المبادرة التي قامت بها صنعاء تأتي بناءً على توجيهات زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي»، مشيرًا أن المفرج عنهم تم أسرهم في جبهات متعددة وأغلبهم من ذوي الحالات الإنسانية، ومضيفًا بأن هذه الخطوة تؤكد حرص الميليشيا على التعامل الإنساني مع هذا الملف والاستعداد الكامل لتنفيذ كل الاتفاقيات الموقع عليها من الطرفين وبدون أي شروط مسبقة بحسب الترتيبات المتفق عليها مع الأمم المتحدة.
ومن أجل لفت الأنظار إلى هذه المبادرة، فقد أعلن «المرتضى» في البداية في 24 مايو الجاري، أن زعيم الميليشيا وجه بتنفيذ مبادرة إنسانية من طرف واحد، للإفراج عن أكثر من 100 أسير من أسرى الحكومة الشرعية، وبعدها بيوم واحد، عاود المسؤول الحوثي ليعلن تأجيل عملية الإفراج عن الأسرى لمدة يوم إضافي دون أن يوضح سبب التأجيل.
مسرحية حوثية
وقد علق رئيس وفد الحكومة الشرعية المفاوض بشأن الأسرى والمختطفين "يحيي كزمان" في 25 مايو الجاري، على قرار التأجيل، قائلًا، "مليشيات الحوثي تتهرب من تنفيذ التزاماتها بشأن الأسرى وتتجه نحو خلق مسرحيات مكشوفة من خلال خطف المواطنين من منازلهم ومقرات أعمالهم ومن الجامعات واستخدامهم كوسيلة ضغط وابتزاز سياسي".
وهذا ما كان يريده الحوثيين الإعلان عن المبادرة ثم القول أنه سيتم تأجيلها ثم تنفيذها، في محاولة للقول أنهم جادين في أقوالهم وأن أطراف الصراع الأخرى هي من تشكك في ذلك، كما تسعى الميليشيا من جراء هذه العملية حشد دعم المنظمات الأممية للقول بأن صنعاء حريصة على إطلاق سراح الأسرى ومن ثم ينبغي مساندتها ودعمها بإعادة المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرتها، والادعاء في الوقت ذاته أن التحالف والحكومة الشرعية لا يريدان الإفراج عن أسر ى الحوثي، والهدف من ذلك هو توجيه دعوة إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بضرورة التدخل من أجل الضغط على أطراف الصراع الأخرى للكف عن هذه الممارسات التي يصفها مسؤولي الحوثي بـ"اللا إنسانية".
ومن الججدير بالذكر أن مبادرة الإفراج عن الأسرى تأتي بعد شهر من إعلان الميليشيا أواخر أبريل 2024 عن جولة مفاوضات جديدة للإفراج عن المعتقلين والأسرى، وقد وقعت آخر عملية تبادل أسرى بين طرفي الصراع في 16 أبريل 2023، حيث تم بموجبها عملية تبادل أسرى شملت نحو 900 أسير من الجانبين.
ورقة ضغط
وأرجع بعض المراقبين قرار الحوثي بتأجيل مبادرة سراح الإسرى، إلى مراجعة قوائم المفرج عنهم وإعادة التنقيح في بعض الأسماء، خاصة أن هناك إصرار حكومي على ضرورة الإفراج عن القيادي في حزب الإصلاح اليمني "محمد قحطان" المعتقل منذ 2015 في سجون الميليشيا، وبناءًا عليه فإن قرار التأجيل ليس بجديد على الميليشيا التي لطالما دأبت في استخدام الملف الإنساني كـ"ورقة ضغط" على الحكومة الشرعية لحشد أية مكاسب سياسية لصالحها.
وحول سبب إفراج الحوثيين عن أسرى في هذا التوقيت، يقول الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن ما تقوله المليشيا الحوثية إنهم أسرى، هي مسرحية تعدها الجماعة، ولكن بعد البحث عن من أفرجت عنهم، هم شخصيات اجتماعية وقبلية أنتهت مدة محكوميتهم من قبل أن يدخل الحوثي أصلا صنعاء، وهي الان تتاجر بهذه القضية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأسرى ميليشيا الحوثي مبادرة انسانية صنعاء الحكومة الشرعية الحکومة الشرعیة الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
قناة عبرية: واشنطن وعدت عائلات أسرى بطلب معلومات من حماس عن ذويهم
قالت القناة 13 العبرية الخاصة، السبت، إن الولايات المتحدة وعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين بطلب معلومات من « حماس » عن ذويهم المحتجزين في غزة مقابل مساعدات إنسانية، وذلك في حال عدم التوصل إلى صفقة تبادل مع الحركة.
وجاء ذلك في ظل انتظار رد « حماس » على مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقالت القناة: « في ضوء الإخفاقات السابقة في المفاوضات، تشعر عائلات المختطفين بالقلق من عدم التوصل إلى اتفاق في النهاية هذه المرة أيضا ».
وذكرت أن الولايات المتحدة وعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين بأنه في حال عدم التوصل إلى صفقة تبادل، فإنها ستطلب معلومات من « حماس » عن ذويهم المحتجزين في غزة مقابل مساعدات إنسانية، دون مزيد من التفاصيل.
ولم تعلق الإدارة الأمريكية رسميا على ما أوردته القناة العبرية حتى الساعة 11:40 (ت.غ).
وبحسب القناة، يشمل المقترح وفق ما هو معروف حتى الآن وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، على أن يكون رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ضامنا لعدم قيام إسرائيل بشن هجمات في القطاع خلال هذه الفترة.
ويفصّل المقترح آلية تبادل الأسرى الفلسطينيين، فمقابل الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، إضافة إلى 1111 أسيرا من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.
أما مقابل الإفراج عن جثامين 18 من الأسرى الإسرائيليين القتلى، فستُفرج إسرائيل عن 180 جثمانا لفلسطينيين من غزة، وفق المصدر ذاته.
وقالت القناة إنه سيتم تنفيذ عمليات الإفراج بشكل متزامن وفق آلية متفق عليها، ودون إقامة أي مراسم علنية. وسيتم تنفيذ نصف عمليات الإفراج في اليوم الأول، والنصف الآخر في اليوم السابع من سريان الاتفاق.
وأضافت: « تشمل وثيقة ويتكوف أن يكون الوسطاء قطر ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة، ضامنين لاستمرار وقف إطلاق النار طوال فترة الـ60 يومًا، وكذلك لأي تمديد متفق عليه ».
وستضمن هذه الدول إجراء مفاوضات جدية بشأن اتفاقيات لوقف دائم لإطلاق النار، وستبذل كل جهد ممكن لإكمال المفاوضات، كما سيتولى المبعوث الأمريكي ويتكوف إدارة المفاوضات، وسيصل إلى المنطقة لضمان إنجازها.
وإذا تم التوصل إلى الاتفاق، سيكون الرئيس الأمريكي ترامب هو من يعلن شخصيا عن وقف إطلاق النار، بحسب القناة 12 العبرية.
كما تقترح وثيقة ويتكوف أن يدخل الدعم الإنساني إلى قطاع غزة « فورا » بمجرد أن توافق حماس على وقف إطلاق النار.
وسيتم تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه بخصوص المساعدة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وينظم الاتفاق الجاري بلورته إعادة انتشار جديدة لقوات الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.
فبعد تنفيذ الدفعة الأولى من الإفراج في اليوم الأول من الاتفاق، ستتم إعادة انتشاره في شمال القطاع وفي ممر نتساريم (وسط) « وذلك بموجب اتفاق يتعلق ببند المساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى تفاهمات جغرافية يتم التوصل إليها ».
وبعد تنفيذ الدفعة الثانية والأخيرة، ستُجرى إعادة انتشار إضافية للجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع.
والجمعة، قالت حماس في بيان: « نجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمناه مؤخرا من ويتكوف عبر الوسطاء ».
والخميس، أعلنت الحركة أنها تلقت المقترح وتدرسه بـ »مسؤولية » بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويسهم في إغاثته، ويضمن وقفا دائما لإطلاق النار.
وفي السياق ذاته، أكدت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن واشنطن عرضت على الحركة مقترحا يحظى بدعم من الحكومة الإسرائيلية.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حماس، مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين « دفعة واحدة »، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.