جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-03@20:55:19 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (5)

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (5)

 

د. صالح الفهدي 

هَيِّئ من يَخلُفك

تُجمعُ الدراسات الإدارية على أنَّ المسؤول الناجح هو الذي يُهيِّء خليفةً له، أو ما يُطلقُ عليه بالصفِّ الثاني، ذلك لأن النظرة العُليا تُلزمُ المسؤول تهيئة من يحلُّ محلَّه دون أن تتضرَّر الوحدة بعد رحيلهِ عنها.

من المؤسف أن بعض رؤساء الوحدات يُقْصُون نوابهم عن المشهد الإداري العام لكي لا يحيطوا علمًا بما يحدث داخل الوحدة، حتى ييأسوا من التهميش والإقصاء وينسحبوا من تلقاءِ ذاتهم!.

كتب أحد المسؤولين تقريرًا إداريا كيديًّا عن نائبه بأنَّه لا يتابعَ أعمال الوحدة، ولا يكترثُ بما يدور فيها من مواضيع، فردَّ عليه نائبه: كيف لي أن أُتابعَ وأنت تتجاوزني إلى مرؤوسيَّ الذين يفترضُ إداريًا أن يكونوا تحت مسؤولياتي، ثم إنَّك كلَّما خرجت في إجازة اعتيادية تركت لي قائمة طويلة من المواضيع لمتابعتها وهي مواضيع لم تطلعني عليها قبل ذلك!

إن رئيس الوحدة لا يمكنُ أن يهيِّئ من يخلفهُ في المنصبِ إن كانَ يحتكرُ الصلاحيات جميعها، أو يُقصي نائبه، أو لا يثقُ فيه، أو يشعرُ بأن نائبه سيختطف منه المنصب إن ملَّكه مفاتيح السُّلطة، وهذا أمرٌ يعودُ في أساسهِ إلى الطباع والأخلاقيات الخاصة برئيس الوحدة، نعم قد يكون النائب ضعيف الكفاءة، لا يصلح لأن يتبوأ المنصب، بيدَ أن هذا السبب لا يعيق من تنمية مهاراته وقدراته، فإن لم يصلح، يمكن تكليفه بوظيفةٍ أُخرى قد يجدُ فيها نفسه.  

إنَّ تهيئتك لخليفتك باعتبارك رئيسًا للوحدة؛ بل وللصفوف الثانية في مختلف المستويات الإدارية بحدتك له نتائجه الإيجابية، على سبيل المثال:

أولًا: استمرارية أداء الوحدة بكفاءة دون أن تتضرر بإحالة رئيسها إلى التقاعد، أو لشغور منصبه لأي سببٍ من الأسباب. إنَّ وجود نائب مؤهل وكفء سيكون بديلًا مناسبًا في حال فراغ منصب الرئيس الإداري.

ثانيًا: وجود النائب الكفؤ يخفِّفُ العبء على رئيس الوحدة الذي قد يشعر بضغوطات نظرًا لتراكم الأعمال عليه، فيفوِّضُ النائب بعض الصلاحيات، ويتفرَّغ الرئيس لوضع الخطط الاستراتيجية للوحدة. 

ثالثًا: تحقيق المصالحة الوطنية العُليا من خلال التحرر من المصلحة الشخصية التي تدفع باتجاه إقصاء الآخر، وهنا يرتقي الرئيس فوق كل اعتبار ليجعل مصلحة الوحدة خاصةً والوطن عامةً مقتضىً لازمًا له، ووجبًا يتحتِّم عليه تهيئة الصفوف الثانية لتولِّي المناصب القيادية. 

هذه المحصَّلة الإيجابية تتحقَّقُ في الأحوال الآتية:

أولًا: أن يكون الرئيس على درجةٍ عاليةٍ من الرُّشدِ والوعي والتَّحلي بالمسؤولية الوطنية.

ثانيًا: أن يكون مؤمنًا بأنَّ المناصبَ لا تُخلَّد، وإنَّما آثار تلك المنصب هي الخالدة، ووفق ذلك الإيمان يكون الرئيس متبنيًا لسياسة تهيئة الصفوف الثانية، ووضع الشخصية المناسبة التي تحلُّ محلَّه في الاتجاه الصحيح ليُحمَدَ بعد ذلك على ما فعل.

ثالثًا: أن يتمتع الرئيس بثقة عالية في نفسه، وبأنَّ وجود نائبٍ كفوءٍ إلى جانبه هو مكسبٌ له، ومحسوبٌ له لا عليه.

رابعًا: أن يكون الرئيس متحرِّرًا من نظرته الشخصية الدونية، متطلعًا إلى المصلحة الوطنية العليَّة، ليرى تقدُّم الوحدة والوطن لا ليرى تقدُّم نفسه.

خامسًا: أن يكون الرئيس صاحب نظرٍ استراتيجي بعيد المدى، يُدرك أثر تطوير مهارات وقدرات المورد البشري على الوحدة.

هكذا يكون رئيس الوحدة قد حقَّق الهدف الأسمى لوضع خليفة له، فأراح نفسه، وأراح الوحدة من بعده، فلا يُذكرُ إلّا بخيرِ عمله، وحُسنِ أثره.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس حزب الشعب الديمقراطي: 30 يونيو أوقفت مخطط تهجير الفلسطينيين بشهادة الرئيس أبو مازن

أكد خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، أن ثورة 30 يونيو لم تحمِ مصر وحدها، بل حافظت على القضية الفلسطينية من التصفية في موقفين فارقين الأول أثناء الثورة، والثاني في الوقت الحالي، مؤكدًا أن هذا ليس كلامه فقط، ولا قول القيادة السياسية، بل هو ما صرّح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" بنفسه.

وقال “فؤاد”، خلال لقائه مع الإعلامي محمود الشريف، ببرنامج "مراسي"، عبر شاشة النهار، إن أبو مازن كشف عن حوار دار بينه وبين أحد قيادات جماعة الإخوان، عرض فيه الأخير منحه بدلًا من 1000 كيلومتر، مساحة 1600 كيلومتر مربع من أراضي مصر، وكأنه يوزع أرضًا شخصية، وهو ما وصفه فؤاد بأنه "مخطط مرفوض رفضًا قاطعًا وتم إفشاله بفضل 30 يونيو".

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا عام 2015 إلى تشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع عن الشعوب العربية، وفقًا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1951، مشيرًا إلى أن هذا الطرح موثق في وثائق رسمية.

غارات إسرائيلية عنيفة على غزة وارتفاع أعداد الشهداءالأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الحرب على غزة تحولت إلى سوق ربح للشركات الدوليةتوك شو| استقرار الذهب والعملات ..وارتفاع في درجات الحرارة..وتصعيد في غزةصحة غزة: 12 شهيدا جراء قصف الاحتلال لمراكز توزيع المساعداتالأمم المتحدة: كل ساعة تُقتل امرأة أو فتاة في غزة منذ اندلاع الحرب

وتحدث فؤاد عن عقيدة الرئيس بتنويع مصادر السلاح وتسليح سيناء لحماية مستقبل مصر، مشددًا على أن "قوة الحكمة وحكمة القوة" نظرية مصرية أصيلة يجب أن تُدرّس لكل فئات الشعب.

طباعة شارك ثورة 30 يونيو أبو مازن فلسطين التهجير غزة

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب الشعب الديمقراطي: 30 يونيو أوقفت مخطط تهجير الفلسطينيين بشهادة الرئيس أبو مازن
  • رسائل الرئيس السيسي لزيلينسكي: الدعوة لحلول دبلوماسية وقف إطلاق النار بغزة وتعزيز التعاون الثنائي
  • بحضور سمو نائبه.. أمير القصيم يكرّم المتميزين في لجان العفو بالمنطقة
  • رئيس مركز قنا: أوقفنا حالتي بناء مخالف على مساحة 290 مترًا بقرية دندرة
  • رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس النيجيري
  • الرئيس المشاط يهنئ رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بذكرى العيد الوطني
  • ابتزاز.. قراصنة إيرانيون يهدّدون بنشر رسائل البريد الإلكتروني لمساعدي الرئيس ترامب
  • خبراء في ذكرى 30 يونيو: الثورة أنقذت مصر من مصير مظلم وكلمة الرئيس حملت رسائل مهمة
  • عماد الدين حسين: الرئيس السيسي وجه رسائل إقليمية قوية في ذكرى 30 يونيو.. فيديو
  • كمال ريان: ثورة 30 يونيو أساس الجمهورية الجديدة.. وكلمة الرئيس تجسد روح التحدي والإصرار