لجريدة عمان:
2025-05-22@08:58:59 GMT

كل شيء مقاطع

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

كل شيء مقاطع. هذا ما نشعر به اليوم. مشوار التسوق الذي يأخذ ساعتين في العادة يمتد ليصل لأربع ساعات. خصوصا لمن يتسوقون لعائلة كبيرة. وقائمة المقاطعة تطول وتطول. نخشى أن نصل إلى مرحلة نشعر فيها أننا محتاجون لتجنب كل شيء، وبما أنه يستحيل علينا ذلك، نعود لنقطة الصفر أي القبول بكل شيء. في هذه المرحلة ينبغي من بين أشياء كثيرة لا تحصر دورنا في المقاطعة فحسب بطبيعة الحال التفكير في استراتيجيات تُعيننا على المواصلة في الموقف الوحيد الذي تمكنا من الالتفاف عليه منذ أكتوبر الماضي.

التفريق بين الداعمين المُباشرين وغير المباشرين. وعدم التسامح مع أي داعم مباشر، بينما يُمكن التسامح مع الداعمين غير المباشرين إذا دعت الضرورة.

هل يمكن التفكير في هذا خصوصًا في ظل الحديث عن تعقيد مسألة تفكيك بعض الشركات لعلاقتها مع كيان الاحتلال، فالجامعات الأمريكية، على سبيل المثال، تتحدث عن حاضنة أسهم مختلطة يصعب فيها تحديد حضور ودور الشركات التي تدعم الاحتلال الأمر الذي يجعل التعامل مع الموقف مركبًا، ويتطلب تفاعلًا من لاعبين عديدين في الوقت نفسه -لا أحاول التبرير هنا- فأنا أرى بواجب مقاطعة كل الشركات مهما سوغت هذه المؤسسات تعقيد المسألة واستحالتها.

ولنأخذ بعدًا آخر يمكن التفكير فيه، أيضًا، وهو تحويل المحنة إلى فرصة. وكمثال على ذلك ما حدث في فترة الحصار المفروض على قطر، حيث وجدت الدولة نفسها في مأزق عندما تعتمد وبشكل كلي على المصادر القادمة من دول الخليج الأخرى بشكل أساسي. الذي فعلته الحكومة القطرية وقتها كان دعم هذه الشركات إلى أن تُحقق الاكتفاء الذاتي. في قطاعات مهمة مثل التغذية ينبغي التفكير في هذا بصورة أكبر مما هي في القطاعات الأخرى بطبيعة الحال. ولعل أزمة الأرز المستورد من أوكرانيا مثال صارخ على ما يمكن أن يحدث في أقصى العالم نتيجة ظرف ألم بمن تم الاعتماد عليه في سلعة بالغة الأهمية للحياة اليومية كالقمح والأرز. لمثل مبادرات الدعم هذه أثر قصير وطويل المدى. فهي لا تُعزز المنتج المحلي فحسب، لكنها أيضًا توفر فرص عمل، وتُنعش الاقتصاد المحلي. ثمة فرصة ذهبية بإمكان الدول العربية والإسلامية الركوب على موجتها. وعوضا عن أن تُشغل الحكومات بالنظر في آثار المقاطعة السلبية على الاقتصاد المحلي، عليها استغلال الفرصة، والتفكير كيف يُمكن تحويل التحديات إلى فرص.

التعلم من تجارب المقاطعة الأخرى. صحيح أن أغلب المقاطعات التي حصلت عبر التاريخ، كانت تستهدف دولًا بعينها، مع هذا فهي تقدم لنا دروسًا مهمةً. لم تتوقف احتجاجات الهند في عملية تحررها الطويلة عند المقاطعة الاقتصادية، بل شملت أيضا حرق البضائع البريطانية. شجع المهاتما غاندي الهنود على العدول عن لبس الملابس المستوردة، وشجعهم على صنع ملابسهم بأنفسهم. ثمة مبادرات اليوم لخيّاطات يُعدن خياطة تصاميم زارا ومانغو محليًا. تُشجعنا مثل هذه المبادرات على التحرر من سطوة «حقوق الملكية». وتدفعنا للتفكير في «قيمة» النسخ، وتشجعنا على التحرر من سلطة ووهم «الأصل».

ما هذه إلا أفكار قابلة للنقاش، وما هذه إلا دعوة للحوار، ودعوة لأن ننظم أنفسنا خصوصًا في البلدان التي لا توجد فيها فروع لحركة المقاطعة BDS. يُمكن أن نُجادل مثلا حول ما إذا كان يُمكن التسامح مع الداعمين غير المباشرين. فالانخراط في هذا النوع من الحديث يمكن أن يفضي لتنظيمات تستطيع أن تتخذ موقفًا تجاه ما يحدث، ليس هذا فحسب بل إنها تطلق العنان للمخيلة التي كبلتها حدود الرأسمالية الاستهلاكية والتي جعلت حياتنا مرتبطة وبشكل وثيق بما يحدث في السوق وبما تفرضه علينا الشركات والنخب الحاكمة. فهل هنالك ثقوب يمكننا النفاذ منها على حد تعبير الكاتبة الأمريكية السوداء توني ميرسون وإنْ في سياق آخر، لكنه سياق تحرري، يساعد على خلخلة المياه الراكدة واعادة اختراع الواقع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التفکیر فی کل شیء

إقرأ أيضاً:

الإغاثة الطبية بغزة: لا يمكن للاحتلال أن يكون موزعًا للمساعدات وهو يقـ تل المدنيين

قال محمد أبو عفش مدير الإغاثة الطبية في غزة،  إنه يرفض مقترحات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بإشراف الجيش الإسرائيلي وبتنسيق أمريكي، مشددًا على أن العدو لا يمكن أن يكون مغيثًا، في وقت يواصل فيه الاحتلال عملياته العسكرية التي تشمل قتل المدنيين واستهداف المراكز الصحية.

الخارجية الأردنية تدين قصف إسرائيل مستشفى حمد للأطراف الصناعية في غزةملك الأردن: يجب إنهاء الحرب على غزة وضمان إدخال المساعدات الإنسانيةالخارجية الأردنية: نرفض استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة واستهداف المدنيينأوضاع كارثية.. غارات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة


وأضاف أبو عفش، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ جميع المؤسسات الوطنية والدولية العاملة في القطاع ترفض المشاركة في أي آلية توزيع يشرف عليها الاحتلال، مشيرًا، إلى أن الصورة اليومية في غزة تؤكد على حجم المعاناة، حيث يعاني السكان من النزوح القسري دون طعام أو مأوى.


وتابع: "وتُظهر المشاهد من خان يونس ومناطق أخرى ظروفًا إنسانية بالغة السوء، إذ ينتقل الناس مشيًا على الأقدام أو بعربات بدائية وسط ركام منازلهم المدمرة"، لافتًا، إلى أن الوضع الإنساني في القطاع لا يتيح حاليًا أي بيئة لتوزيع المساعدات بشكل سليم".


وذكر، أن الاحتلال يستهدف المستشفيات بشكل ممنهج، حيث تم تدمير مستشفيات رئيسية مثل الإندونيسي، الأوروبي، كمال عدوان، والشفاء، ثم يتحدث صباحًا عن نية إدخال مساعدات طبية إليها، متسائلًا: "إلى أين ستذهب هذه المساعدات؟ لا توجد منشآت صحية قائمة أصلاً".


وأكد أن هذا النهج يفتقر إلى المنطق ويهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي، محذرًا، من أن آلاف الجرحى ما زالوا تحت الأنقاض في مناطق مثل القرارة، الزيتون، والتفاح، دون أن يُسمح بانتشالهم أو علاجهم.


وشدد، على أن ما يحدث مجزرة كبرى على مرأى ومسمع العالم، لافتًا، إلى أن غزة تعيش نكبة مركبة تتجاوز النقص في الغذاء والدواء لتشمل غيابًا تامًا لأبسط مقومات الحياة.

طباعة شارك غزة قطاع غزة اخبار التوك شو الاحتلال فلسطين

مقالات مشابهة

  • تحليل لغة جسد رئيس جنوب افريقيا لحظة عرض ترامب فيديو أمامه عن مزاعم الإبادة الجماعية يشعل تفاعلا
  • نصّاب عبر أنستغرام .. شرطة العاصمة توجه نداءً للجمهور
  • جوجل تكشف عن أداة “Flow” لإنشاء الفيديو بالذكاء الاصطناعي
  • جوارديولا عن رحيل نجم السيتي: لا يمكن تعويضه
  • التفكير العلمي. . المُنجَز الحقيقي للتجربة البشرية
  • الهند تخوض حربًا ضد تركيا عبر المقاطعة
  • شاب متعدّد اللغات يحصد الملايين من المعجبين عبر الإنترنت.. ماذا قال عن اللغة العربية؟
  • الإغاثة الطبية بغزة: لا يمكن للاحتلال أن يكون موزعًا للمساعدات وهو يقـ تل المدنيين
  • الهند تقاطع المنتجات التركية
  • مع إني طلالي.. تركي آل الشيخ يصف صوت محمد عبده بـ الإعجازي