الجبهة اليمنية.. القصف من حيث لم تحتسب إسرائيل وأمريكا
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
◄ "أنصار الله" تتحدى غطرسة واشنطن وتنجح في استهداف البوارج العسكرية الأمريكية
◄ القوات اليمنية أعلنت دعمها للمقاومة الفلسطينية منذ انطلاق "طوفان الأقصى"
◄ عبدالملك الحوثي: العدو يعاني من قلق شديد بعدما فوجئ بتنفيذنا لعمليات بعيدة المدى
◄ رغم الغارات الجوية.. "أنصار الله" تتعهد باستمرار بمواصلة "إسناد غزة"
◄ الصواريخ والمسيّرات اليمنية تصل إلى عمق إسرائيل.
. وميناء إيلات "مدينة أشباح"
◄ أنصار الله تتمكن من إطلاق صواريخ بعيدة المدى في البحر المتوسط
الرؤية- غرفة الأخبار
لم تتوان جماعة أنصار الله اليمنية عن دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأعلنت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤازرتها لعمليات المقاومة، من خلال استهداف السفن الإسرائيلية ثم لاحقًا الأمريكية، سواء التجارية منها أو العسكرية، في تطور نوعي يترجم لمصطلح "وحدة ساحات المقاومة" الذي أطلقه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، تزامنًا مع شن الحزب لعمليات قصف صاروخي ومدفعي باتجاه المستوطنات الإسرائيلية شمال الأراضي المحتلة، وكذلك تنفيذ فصائل مقاومة في العراق لهجمات مماثلة باتجاه إسرائيل.
التطورات الميدانية من جانب جماعة أنصار الله، برهنت على أن الجماعة التي تسيطر على القوات المسلحة اليمنية، قادرة على كسر شوكة الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال شن عمليات عسكرية مباشرة ضد السفن التابعة لهم في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وبات ظهور العميد يحي سريع المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، مشهدًا مألوفًا بين الحين والآخر، حتى إنه ربما يُلقي ببيانات عسكرية يومًا تلو الآخر، ليُعلن من خلالها عن عملية استهداف للسفن المارة التابعة للاحتلال أو الولايات المتحدة، وكذلك للإعلان عن إسقاط طائرات أمريكية مسيرة.
وبالأمس، قالت جماعة أنصار الله اليمنية إنها استهدفت 3 سفن في ثلاثة بحار مختلفة، منها الناقلة لاكس التي ترفع علم جزر مارشال والتي لحقت بها أضرار جراء هجوم صاروخي شنته الجماعة قبالة ساحل اليمن أمس الأول الثلاثاء. وقال العميد يحيى سريع المتحدث العسكري في خطاب بثه التلفزيون إن الجماعة شنت أيضا هجمات على السفن موريا وسيليدي في البحر الأحمر، وألبا وميرسك هارتفورد في بحر العرب، ومينفيرا أنتونيا في البحر المتوسط.
ونقلت وكالة رويترز الإخبارية عن شركة الأمن الخاصة بالسفينة لاكس، قولها إن سفينة البضائع السائبة الجافة التي ترفع علم جزر مارشال أُصيبت بـ5 صواريخ أُطلقت من اليمن لكنها تمكنت من الإبحار إلى وجهتها وطاقمها بخير. وقال المتحدث باسم شركة الأمن إل.إس.إس-سابو "أصيبت السفينة بأضرار، لم يتسرب لها ماء ولم تمل على أحد جانبيها ولا يوجد جرحى على متنها". وأضاف أن السفينة التي تنقل شحنة حبوب "تبحر نحو وجهتها بسرعة طبيعية"، على حد زعمه.
وتمكنت جماعة أنصار الله من إغراق سفينة واستولت على سفينة أخرى وقتلوا اثنين من أفراد الأطقم، ودفعوا السفن الإسرائيلية وغيرها إلى تجنب قناة السويس وتغيير مسارها لتدور حول رأس الرجاء الصالح، ما ألقى بظلاله على اقتصاد دولة الاحتلال، وتسبب في ارتفاع كبير في الأسعار وأضرار اقتصادية كبيرة.
ويتزامن ذلك، مع إعلان وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن طهران أتاحت لأنصار الله صاروخًا باليستيًا يُطلق من البحر وهو الصاروخ "قدر". وأضافت الوكالة: "تم الآن توفير الصاروخ الباليستي الذي يطلق من البحر، المسمى قدر، للمقاتلين اليمنيين". وتابعت تسنيم "والآن الصاروخ... أصبح سلاحا قادرا على تشكيل تهديد خطير لمصالح الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة (وهو) الكيان الصهيوني". وتمتلك إيران أكبر عدد من الصواريخ الباليستية في المنطقة، كما إنها منتج كبير للطائرات المسيرة.
وبالنظر في الإحصائيات، فقد تمكنت جماعة أنصار الله من استهداف 107 سفن أمريكية وبريطانية أو مرتبطة بإسرائيل منذ بدء عملياتها المساندة لغزة في نوفمبر الماضي، حسبما ورد في كلمة متلفزة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، قبل أيام. وقال الحوثي إن قواته "نفذت خلال الأسبوع الجاري 8 عمليات استهداف" لسفن في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولا إلى المحيط الهندي وجنوب إسرائيل بـ"33 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة". وأوضح أن إجمالي السفن التي تم استهدافها منذ نوفمبر الماضي بلغ 107 سفن. وأضاف: "العمليات ضد هذه السفن نُفذت بـ606 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة". وتابع: "هناك انزعاج وقلق شديد لدى الأعداء من العمليات التي امتدت إلى المحيط الهندي (..) وربما لم يتوقعوا تنفيذنا عمليات بهذا المدى البعيد".
وعلى الرغم من قيام أمريكا وبريطانيا قبل 5 أشهر بشن غارات جوية وهجمات صاروخية على الجماعة في اليمن، إلّا أن "أنصار الله" أكدت عزمها مواصلة استهداف "كافة السفن الأمريكية والبريطانية" ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة ببحر العرب والمحيط الهندي.
وشهد شهر فبراير الماضي إعلان الاتحاد الأوروبي انطلاق مهمة بحرية أوروبية باسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات أنصار الله، لكن ذلك لم يفلح في وقف العمليات العسكرية اليمنية.
وتأكيدًا على هذا التحدي من جانب "أنصار الله"، أعلنت الجماعة منتصف الأسبوع الجاري، أنها هاجمت 3 سفن في المحيط الهندي والبحر الأحمر، كما استهدفت مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر. وأضافت أنها استهدفت السفينتين الأمريكية لاريجو ديزرت والإسرائيلية ميتشلا في المحيط الهندي والسفينة مينرفا ليزا في البحر الأحمر.
والأسبوع الماضي، أعلنت الجماعة أنها شنت هجمات على 3 سفن في البحر الأحمر والبحر المتوسط وبحر العرب. وقال يحيى سريع المتحدث العسكري في كلمة بثها التلفزيون إن قوات الجماعة استهدفت السفينة (يانيس) في البحر الأحمر والسفينة (إسيكس) في البحر المتوسط والسفينة (إم.إس.سي ألكساندرا) في بحر العرب. وأضاف "قامت القوة الصاروخية باستهداف سفينة (إسيكس) الإسرائيلية بعدد من الصواريخ في البحر الأبيض المتوسط أثناء قيامها بانتهاك قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة".
واعترفت القيادة المركزية الأمريكية أن الجماعة أطلقت صاروخين باليستيين مضادين للسفن على البحر الأحمر في 23 مايو.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يعرضون مشاهد لاحتجاز 11 فردًا من طاقم سفينة أغرقوها في البحر الأحمر
كشفت جماعة "أنصار الله" الحوثيين عن تسجيل مصور يُظهر عملية إنقاذ واحتجاز 11 فردًا من طاقم السفينة "إيتيرنتي سي" التي أغرقتها في البحر الأحمر هذا الشهر. اعلان
عرضت جماعة "أنصار الله" الحوثيين مشاهد مصوّرة تظهر احتجاز 11 فردًا من طاقم السفينة التجارية "إيتيرنتي سي"، التي تم إغراقها في الثامن من تموز/يوليو الجاري في عرض البحر الأحمر. وأظهرت اللقطات، التي نشرها الإعلام الحربي التابع للجماعة، عملية الانتشال التي استمرت يومين وانتهت بإنقاذ الجرحى وانتشال جثة واحدة.
وأكد الحوثيون أنهم سيواصلون استهداف كل سفينة ترتبط بأي شكل بموانئ إسرائيل، في إطار ما وصفوه بتوسيع الحصار البحري على "الكيان الصهيوني".
بدء "المرحلة الرابعة" من الحصار البحريجاء هذا التطور بالتزامن مع إعلان الجماعة بدء "المرحلة الرابعة من الحصار البحري"، في بيان حذر من أي تعامل مع إسرائيل على مستوى الشحن أو التشغيل أو التزود. وأكد البيان أن "الملاحة آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بموانئها".
وزعمت الجماعة أن السفينة "إيتيرنتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا، كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، واعتبرت ذلك انتهاكًا للحظر الذي تفرضه على الملاحة باتجاه إسرائيل. وقالت إنها استهدفت السفينة بعد تجاهلها تحذيرات أرسلت "عبر القناة الدولية 16".
تباين في الروايات حول عدد الطاقمكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) قد أفادت بأن طاقم السفينة مكوّن من 25 شخصًا، وأكدت إنقاذ 10 منهم، مقابل مقتل 4 واعتبار 12 في عداد المفقودين. وأوضحت أن من بين القتلى كبير المهندسين، وأحد أفراد طاقم غرفة المحركات، ومتدرب، فيما أُصيب كهربائي روسي بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقه.
Related الثاني في 3 أيام.. هجوم حوثي ضد سفينة يونانية في البحر الأحمر وبدء عملية إجلاء الطاقمشحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوثيين وترمم ترسانة حزب الله؟إسرائيل تهاجم ميناء الحُديدة.. وكاتس يتوعّد الحوثيين: اليمن سيلقى مصير إيران سلسلة من الهجمات البحريةنفذت جماعة أنصار الله الحوثيين أكثر من 150 هجومًا على السفن منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أسفرت عن غرق أربع سفن، من بينها "إيتيرنتي سي"، وتضرر العديد من السفن الأخرى، بالإضافة إلى مقتل 10 بحارة على الأقل. وشملت الهجمات سفن حاويات وناقلات شحن وسفن شحن سائبة، في مناطق امتدت من البحر الأحمر إلى بحر العرب والمحيط الهندي، ما تسبب في تغيير مسارات الملاحة وارتفاع كلفة الشحن عبر قناة السويس.
وجدد المتحدث العسكري باسم الجماعة العميد يحيى سريع تهديده بأن كل السفن المرتبطة بإسرائيل ستكون "أهدافًا مباشرة"، بغض النظر عن جنسيتها أو الشركة المالكة أو المشغلة، ما لم توقف تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية.
تحالفات دولية وردود غير رادعةرداً على التصعيد، أطلقت الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن تحالف "حارس الازدهار" لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وشنّت مئات الضربات ضد الحوثيين. لاحقًا، توصلت سلطنة عمان إلى اتفاق مع الجماعة بدأ تطبيقه في 6 أيار/مايو، تعهدت فيه بوقف مهاجمة السفن الأميركية مقابل وقف الضربات، من دون أن يشمل الاتفاق السفن المرتبطة بإسرائيل.
ومع استمرار التهديدات، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة "أسبيدس" مطلع عام 2024 لحماية السفن في البحر الأحمر، لكن من دون الدخول في مواجهات مباشرة، كما فعلت واشنطن ولندن، وهو ما لم يمنع الحوثيين من مواصلة هجماتهم البحرية حتى الآن.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة