عندما أجد مقالات المشفقين و أصحاب النوايا الطيبة! حول أن حرب السودان منسية أقرأها ككتابة لا قيمة لها مهما تلبست باللبوس الأخلاقية و الإنسانية و هي في ظنّي أحيانا جزء من عمليات تغبيش الوعي التي تحتاج إليها ما يسمي بالدول المانحة و أصدقاء السودان و أصدقاء حمدوك حتي تتم عملية نهب موارد السودان بهدوء و دون إزعاج.


حكاية الذهب. للعلم أن صادر الذهيب الإجمالي في لبشهور يناير، فبراير و مارس بلغ 27 طن و الطن ألف كيلو و سعر كيلو الذهب 77 ألف دولار . و لعناية الطيبين من متعلمينا و أصحاب النوايا الطيبة الذين يسعون من أجل وقف الحرب بالتنسيق مع المجتمع الدولي من أهالي تقدم و مشجعيها أن يعلموا أنه ليس الذهب وحده هو ما يتم نهبه مع الذهب النحاس و الكوبالت و الكروم و سيكون هنالك يورانيوم و غيرهم. لمعرفة أهمية هذه الفِلِزّات في الصناعة يمكنكم أذا توفر لكم بعض الوقت تبحثوا عنها في قوقل. مثلا صادرالنحاس 5 مليون دولار و الرصاص مليون دولار. مصافي الذهب المعلنة في ابو ظبي و روسيا و لندن و أخيراً الدوحة. نحن نصدر ذهب يسمي في السوق 99 فاصلة 9 وهو التِبْر و الذهب الذي يعني من يعرفونه للزينة فقط أعلاه قيمة هو 24 قيراط و هذا يعني أنه يحتوي علي 24% نحاس .
أمّا عن الثروة الحيوانية فلكم هذه الأرقام من قوقل . تشتورد السعودية خمسة مليون خروف سوداني في العام حتي في أعوام الحرب. تستورد مصر كحد أدني ربع مليون رأس إبل في العام . أما في أعوام الحرب التي ستطول الصادر الإجمالي مليونان و سبعمائة ألف رأس و هذه ببركة أن حكومة الكيزان في بورتسودان . للخليج فقط أجمالي الصادر يتجاوز 143 مليون دولار في العام وإلي مصر مقدار قريب من ذلك. موارد الثروة الحيوانية تقارب في فوائدها الموارد المعدنية و النفط
أمّا عن الصمغ العربي فإليكم الأرقام من قوقل و هنالك طرافة في اسماء الدول المستوردة له. الإجمالي 180 مليون دولار في العام و فرنسا وحدها تستورد ما قيمته 80 مليون دولار و كما تعلمون فهو أساسي في صناعة الشيكولاتة و المياه الغازية و اللبان. لذلك لن يكون صعباً علي شركات الشيكولاتة و المياه الغازية أن تدفع مبالغ مالية لإنجاح الهلولة السياسية المسماة مؤتمر باريس
طبعا كان في السابق من صادراتنا أيضا الجنود وقوداُ للحرب في اليمن و ليبيا و لقد حقق كبار ضباط الجيش و الإسلاميين من وراء ذلك أرباح طائلة. هذه طبعا ليست أكثر من نخاسة عسكرية و عمالة. و بذكر العمالة هنالك ملف كامل سري غير متكلم عنه و هو بيع الأراضي الزراعية لمستثمرين أجانب بينهم عرب من دول الخليج. و ملف آخر مسكوت عنه يتعلق بتأجير شواطيء البحر الأحمر
ما يريده من يسمون أنفسهم أصدقاء السودان هو هذه الموارد بأبخس الإثمان و ليتم ذلك يحتاجون لدولة لصوص و هذه قد توفرت خلال فترة حكم اللص الكبير عمر البشير و كيزانه الفاسدين و توفرت خلال فترة الشراكة بين قحت – حمدوك و الجيش و الدعم السريع و من ورائهم الحركة الإسلامية. لقد إحتفل البسطاء بإنجازات حمدوك مثلا في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب و كان ذلك تحصيل حاصل لأن الثورة أسقطت نظام الحركة الإسلامية الفاسد و المجرم الذي كان راعياً للإرهاب. من الناحية الإقتصادية لم يرد من يسمون أنفسهم أصدقاء السودان أن ينقطع ذلك الحبل السري الدولاري من موارد السودان لذلك كان لزاما أن يتم خنق الثورة و إفشالها في الوصول لأهدافها المتمثلة في بناء سلطة مدنية بمؤسسات الديمقراطية المعروفة برلمان و سلطة تنفيذية و رأس دولة و جهاز قضائي و صحافة و إعلام حرين و نقابات و إتحادات مهنية حرة و ديمقراطية. تتكون من قوي الثورة و ليس من وكلاء من يسمون انفسهم أصدقاء السودان . سلطة شعبنا التي تطهر جهاز الدول كاملا مدني و عسكري و أمني من دنس لصوص الحركة الإسلامية و المستنفعين منهم علي شاكلة رجال الأعمال في حزب المؤتمر السوداني . تطهر جهاز الدولة بالفصل من الخدمة و المحاسبة و مصادرة المنهوبات.
تم إفتعال الحرب لتدمير ما تبقي من ثورة ديسمبر المجيدة. و الحرب نفسها كفعل سياسي خشن من أهدافها إخضاع القوي المدنية علي شاكلة تقدم لتقنع من الغنيمة بالإياب. هذه الكتابة غيرها مما اكتب أستهدف بها أصحاب النوايا الطيبة الذي تحول الصراع السياسي بين قوي التسوية و قوي التغيير العميق و الجذري إلي مهرجان من الردحي لدرجة تأليه أفراد علي شاكلة حمدوك و بكري الجاك و الحاج ورّاق ممن يفهمون هذه الأمور يتذاكون علي أبناء شعبنا الواعي بحضور المؤتمرات التي ينظمها من يسمون أنفسهم أصدقاء السودان و هم في الحقيقة لصوص موارده المعدنية، في الثروة الحيوانية و المحصولات الغابية و الزراعية و الأراضي و الشواطيْ. نحن في الحزب الشيوعي نفهم أن الغضب لن ينتج ثورة ما ينتج الثورة هو الوعي و الوعي يتطلب القراءة و التفكير و هذا أمران لا يتوفران فيمن يمارسون السياسة من مواقع مشجعي كرة القدم و المعجبين بالنجوم. حسب ما أري سينتهي الأمر بنا في تسوية سياسية طيبانة و سودانية و مباركة إقليميا و دوليا تحافظ علي مصالح الناهبين لمواردنا و المشترين لها بتراب القروش. لنعي كشعب هذه المأساة لا بد من هذه الخطوة حتي يتكشف مستور تقدم و أمثال بكري الجاك و حمدوك و الحاج وراق و مين كدا الجوخ. أنا لا ألوم حزب المؤتمر السوداني فهذه مصالح قياداته الإقتصادية التي تتناقض مع مصالح قطاعات كبيرة من شعبنا و الحمد لله الذي وفّر لرجال أعمال حزب المؤتمر االسوداني فاتيات سياسيين علي شاكلة خالد سلك.
ما لا يجب أن ننساه أن حمدوك و فريقه العامل من متردية و نطيحة السياسة لن يخدموا قضايا شعبهم و لن يحققوا محاسبة و لن يطهروا جهاز الدولة من دنس الحركة الإسلامية و يستردوا منهوبا و ينصروا ضحية لجبروت سلطة الحركة الإسلامية. لذلك أقول لمن خسروا بيوتهم و سياراتهم و أعمالهم و ممتلكاتهم الإستثمارية في حرب المجرمين الماثلة هذه، ستكون لكم تقدم تماما كما كان حمدوك أيام الشراكة ببساطة لن يفعل شيئاً ويجلس متفرجا علي سفالة و إجرام ضباط الجيش الإسلاميين و مجرمي الدعم السريع.
فأهنأ بطول سلامة يا مربع! ليس هنالك تهديد لكم من ناحية حمدوك و من لف لفهم من مجموعات قريعتي راحت و متردية و نطيحة السياسة.

طه جعفر الخليفة
هاملتون-اونتاريو - كندا
29 مايو 2024م


taha.e.taha@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة ملیون دولار فی العام

إقرأ أيضاً:

مندوب السودان في جلسة لمجلس الأمن الدولي يكشف تفاصيل دقيقة عن طائرات هاجمت بورتسودان

متابعات ـ تاق برس قال مندوب السودان لدى الامم المتحدة السفير الحارث إدريس، أن السودان يملك معلومات دقيقة ومراقبة استخباراتية تؤكد أن الهجوم الذي نُفّذ في الرابع من مايو واستهدف مدينة بورتسودان انطلق من قاعدة عسكرية إماراتية، باستخدام طائرات يرجح أنها من طراز MQ-9B أو MQ-9 ومسيرات انتحارية ، بدعم لوجستي من سفن بحرية تابعة للإمارات في البحر الأحمر.

 

 

وعقد مجلس الامن الدولي نيويورك و بطلب من السودان الاثنين اجتماع حول الهجوم الاماراتي على بورتسودان ومدن اخرى مطلع مايو الجاري.

و أشار الحارث، إلى أن هذا التصعيد قد يكون ردًا انتقاميًا على استهداف طائرة عسكرية إماراتية في مدينة نيالا في الثالث من مايو، في عملية للقوات المسلحة السودانية، والتي أسفرت عن مقتل 13 أجنبيًا من بينهم عناصر إماراتية ومساعد طيار كيني.

واعتبر مندوب السودان فى الامم المتحدة أن هذه الحادثة قد تكون السبب المباشر للهجوم على بورتسودان، ضمن نهج تصعيدي تقوده الإمارات لتعويض خسائر مليشيا الدعم السريع بعد إخفاقاتها الأخيرة في وسط السودان.

مندوب السودان لدى الامم المتحدةهجوم بورتسودان

مقالات مشابهة

  • عادل الباز يكتب: اقتصاديًّا.. كيف نردّ على عدوان الإمارات؟ (3)
  • (حمدوك) لم يكن خبيرا اقتصاديا
  • رئيس الوزراء السوداني الجديد في مهمة صعبة.. كيف يواجه أصدقاء البرهان؟
  • السودان يحصل على 250 مليون دولار بدعم هذه الجهة
  • مندوب السودان في جلسة لمجلس الأمن الدولي يكشف تفاصيل دقيقة عن طائرات هاجمت بورتسودان
  • 15 كيلو من الذهب ما يعادل 260 مليون دولار..حجم مسروقات نوال الدجوي الذهبية من فيلا أكتوبر
  • 35.8 مليون ريال لمشروعات "الشؤون الإسلامية" في موسم الحج
  • أخبار التوك شو| الرئيس السيسي يوجه رسالة للمجتمع الدولي بشأن إعادة إعمار لبنان.. ومفاجأة عن أسعار الذهب والدولار
  • الاعلام الدولي لا يحتاج الى منصة أخبار إنجليزية أو فرنسية
  • الرئيس السيسي يوجه رسالة للمجتمع الدولي بشأن إعادة إعمار لبنان