علق الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة، على تراجع وزن رغيف الخبز على مدار 36 عاما من 150 جراما إلى 90 جراما حاليا، مع تحريك سعره من خمسة إلى عشرين قرشا، قائلا: «ما أوعاش على 150 جراما لكن قبل 2011 كان 110 جرامات، فضلنا كدة لحد الأزمة الروسية الأوكرانية كنا بنشتغل بإجمالي 9.5 مليون طن والآن 8.

5 مليون طن، فالنزلة دي نزلت الاستهلاك فخفضنا الوزن والحقيقة كان فيه تسيب في المخابز في قصة الأوزان».

سعر طن القمح ارتفع من 220 إلى 500 دولار

وقاطعته الإعلامية لميس الحديدي خلال استضافتها الوزير ببرنامج «كلمة أخيرة»، المذاع على قناة ON، قائلة: «نزول الوزن في حد ذاته هو تخفيض للدعم؟ يعتبر خفض غير مباشر للدعم»، ليرد الوزير قائلا: «ليس لتقليل الدعم لكن لاستيعاب الزيادات، كنا بنشتري وقتها القمح بـ220 دولارا للطن ومع الحرب الروسية الأوكرانية اشترينا الطن بأسعار مضاعفة ما بين 470-500 دولار للطن».

وأكمل: «موازنة الدعم هي موازنة المواطن وفلوسه وحقه ولازم نديرها معه بشكل أفضل وفعالية أكبر، في ضوء التطورات بما يحقق الاستقرار والاستدامة والمشاركة من المواطن أيضا».

المصيلحي: هدفنا ضبط المؤشرات الخاصة بالاقتصاد الكلي 

وردت لميس الحديدي: «أنا بتكلم بلسان الناس، ممكن مواطن يقولك أنا مالي بالأسعار، تيجي ناحية الحاجات البسيطة زي العيش والتموين والدعم وتقولي هاخد منك علشان القمح غلي»، ليرد قائلا: «إحنا الهدف كله الحفاظ على الدعم وضبط المؤشرات الخاصة بالاقتصاد الكلي مثل التضخم والدين وغيره لو قللنا بس التضخم بنسبة 3-4 % ممكن البنك المركزي يقلل سعر الفائدة 1 % وهذا سيوفر في الموازنة أرقاما مهولة».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التموين الخبز أسعار الخبز

إقرأ أيضاً:

الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني

 

محمد البادي

ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.

فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.

قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.

وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.

لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.

لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟

الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.

ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.

لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.

فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.

والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.

رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.

فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!

الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.

ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.

وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.

فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.

لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.

فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.

من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.

أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.

لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.

هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.

إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.

فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.

ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.

وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس يهتم بملف المياه.. أحمد موسى يقدم حلقة خاصة مع وزير الري من قناطر ديروط الجديدة
  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • كيفية استخراج الكارت الموحد 2025 بديل بطاقة التموين
  • اختراق أمني خطير في الفاشر.. و”المشتركة” تفتح تحقيقا عاجلا
  • مرغم: “حضرنا كما ينبغي لـ”الشان” وهدفنا الفوز بكل مبارياتنا”
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هاجمنا أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله
  • سعر سبيكة الذهب في مصر اليوم الخميس.. الـ 20 جراما بكام؟
  • خطوات متابعة اعتراض أهلية حساب المواطن.. متى ينزل الدعم في حالة قبوله؟
  • موعد صرف السلع على بطاقات التموين لـ شهر أغسطس 2025
  • عمرو ناصر: رفضت عروض أكبر من الزمالك.. وحازم إمام وجون ادوارد غيرو مسيرتي