منذ العقد الأخير في الثلث الأول من القرن الماضي بدأت منطقة الجزيرة في السودان ما بين النيلين الأبيض والأزرق , تشهد أكبر عملية استقرار للمواطنين وباتت منطقة جذب رئيسة لمئات الآلاف من الباحثين عن سبل الحياة من مختلف أنحاء السودان بل من خارجه مثل بعض المجموعات من غرب إفريقيا واليمن ومصر والشام , ارتبط ذلك بتأسيس مشروع الجزيرة الزراعي ؛ والذي بدأ في انتاج محصول القطن في مثل هذه الأوقات قبل مائة سنة بمساحة30ألف فدان تقريبا , صارت تزداد حتى بلغت مساحته الآن نحو 2مليون فدان بتركيبة محصولية متنوعة .

تقرير _ خالد فضل

وشكل القطن العمود الفقري للإقتصاد السوداني حتى نهاية عقد الثملنينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم . وتبلغ مساحة ولاية الجزيرة نحو 27,5 ألف كلم , بعدد سكان 5 مليون نسمة تقريبا .

تشكل الزراعة وتربية الماشية المهن الرئيسة لغالبية المستقرين في المشروع , فيما يتوزع الآلاف من أبنائهم على مهن مختلفة ومناطق متعددة داخل وخارج البلاد , وبإندلاع القتال في الخرطوم بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه في المجلس السيادي الإنتقالي محمد حمدان المشهور بحميدتي في 15 أبريل 2023م نزح بضعة ملايين من الفارين من القتال إلى ولاية الجزيرة , وتوزعوا على محلياتها المختلفة فيما لاذ مئات الآلاف بمدينة ود مدني واتخذوها مقرا لإستئناف حياتهم الجديدة , وبدأت بعض المنظمات الإنسانية الدولية عمليات إغاثة للمحتاجين وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي الذي أوصل دفعات من المساعدات الغذائية لمعظم المحليات والوحدات الإدارية , قبل أن تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة ودمدني في منتصف ديسمبر2023م.

وبحسب بيان صادر عن البرنامج فإن هذه القوات قد نهبت مستودعاته التي كانت تحتوي على حوالي 2500 طن من البقوليات والزيوت النباتية والذرة الرفيعة والمكملات الغذائية وهي مواد منقذة لحياة الكثيرين بحسب البيان , وحينها قال مايكل دانفورد المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة شرق إفريقيا (سلب الشعب السوداني اليائس بالفعل والذي يفر من وجه القتال من مساعدات ضرورية كان بحاجة إليها وهذا أمر لا يطاق ويجب أن يتوقف ) في الواقع لم يتوقف القتال , بل تمددت رقعته بانفتاح قوات الدعم السريع على القرى في محليات شمال وجنوب الجزيرة وبعض مناطق غربها وشرقها , وهي مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتتوزع مئات القرى في كل منها . وهي القرى التي شهدت أكبر وأوسع موجات من النزوح والتهجير القسري إثر الإنتهاكات الجسيمة على الأرض التي مارستها وما تزال قوات الدعم السريع من قتل وترويع ونهب مصحوبا بعمليات القصف الجوي التي يشنها سلاح الطيران ويروح ضحيتها سكان القرى في معظم الأحيان , وقد أدى القصف العشوائي إلى استشهاد 3 مواطنين مؤخرا في قرية بيكة غرب ودمدني بحسب بيان لجان مقاومة المدينة .

يقول المواطن (ع. أ.) من قرية قريبة من مدينة الحوش , _ الرمز بالحروف وعدم ذكر أسماء القرى ناجم من الحرص على سلامة المتحدثين إذ ما تزال قوات الدعم السريع تسيطر على تلك المناطق، كما أن النازحين إلى أماكن سيطرة الجيش يواجهون عسف الاستخبارات العسكرية _ هولاء جوعى يائسين إنهم ينهبون كل شئ السيارات النقود والهواتف والمحاصيل الزراعية إلى السكر والشاي , كما يقومون بضرب الناس وقد كسروا يد إحدى الشابات في القرية .

في حين قال المواطن (م. ه.) وهو من قرية متاخمة لولاية سنار نزح منها بعائلته ؛ نعم لقد نهبوا حتى أواني المطبخ , والأجهزة الكهربائية , واستدرك , هناك بعض أبناء المنطقة من ضمن القوات المهاجمة , وهناك قرى لم تتعرض للترويع والنهب لأن بعض شبابها التحقوا بالدعم السريع وأقاموا ارتكازات لحماية أهلهم تحت مظلته .

فيما بدا المعلم ( ع. أ.) يائسا وهو يتحدث بغضب , ( لا يوجد جيش) نحن تحت رحمة عصابات مجرمة ولا أحد ينقذنا، أما المواطنة (ه. ف.) فقد رفعت شكواها إلى الله فهو وحده من يجوز اللجؤ إليه على حد قولها .

وفيما توفي بعض النازحين /ات من كبار السن أثناء هجرتهم القسرية مع ذويهم، توفيت سيدة شابة على مشارف قرية تبعد كيلومترات قليلة عن الحوش، وتم دفنها هناك مخلفة أطفالها الأيتام.

في هذه الأثناء يغيب أي أفق للوصول إلى هدنة إنسانية تساعد في وصول المعونات الإنسانية الضرورية لعشرات الملايين من السودانيين الذين يحتاجونها خاصة مع قرب موعد هطول الأمطار في معظم أنحاء البلاد، كما قطع نائب رئيس المجلس السيادي، ومساعد القائد العام للجيش قطعا أي بارقة أمل في الذهاب للتفاوض عبر منبر جدة، وقال مالك عقار إنهم لن يذهبوا إلى جدة إلا وهم رفات بعد قتلهم، ليضيف ياسر العطا : تمام سعادتك والجيش جاهز ,؛ حسبما نشرته وسائل الإعلام، في وقت قال فيه د. أمين حسن عمر مستشار الرئيس السابق عمر البشير في حوار مع عربي21 إنّ التيار الاسلامي العريض مؤهل لحكم السودان بعد انتهاء الحرب، وأنهم سيواصلون جهادهم ضد المليشيا المتمردة حتى لو طالت الحرب لمدة 10سنوات .

 

الوسومإنتهاكات الجزيرة الجيش الحوش الدعم السريع تهجير قرى نازحين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إنتهاكات الجزيرة الجيش الحوش الدعم السريع تهجير قرى نازحين

إقرأ أيضاً:

قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور

سقط 12 شخصا بين قتيل وجريح إثر قصف لقوات الدعم السريع شرقي مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان وسط السودان، في حين عقدت المحكمة الجنائية الدولية اجتماعا في لاهاي مع النائب العام السوداني.

وقال مصدران عسكريان للجزيرة إن مسيّرة تابعة لما سمياها مليشيا الدعم السريع قصفت ظهر اليوم السبت ساحة قرب من مركز للشرطة في حي طيبة جنوب شرقي مدينة الأبيض.

وأكد المصدران أن القصف أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 9 آخرين وُصفت حالة بعضهم بالخطرة.

وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش قصف مواقع للدعم السريع في بلدة أم عدارة جنوبي كردفان.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة أم روابة، مما أدى إلى إصابات بين المدنيين.

وأشار إلى أن طائرة مسيّرة لقوات الدعم السريع استهدفت مواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، مشيرا إلى أن الاستهداف أدى إلى تدمير عربة قتالية للجيش وإصابة ركابها.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.

مصادر أمنية للجزيرة: 3 قتلى و9 جرحى في غارة بمسيرة تابعة للدعم السريع على حي سكني بمدينة الأبيض في كردفان#الأخبار pic.twitter.com/umSvJmHrGk

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 13, 2025

خفض التمويل

وعلى صعيد الوضع الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان اعتبارا من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل.

ووصف نائب رئيس البرنامج الوضع في السودان بأنه أسوأ كارثة على مستوى الغذاء في العالم، حيث يعاني 20 مليون سوداني من سوء التغذية، بينهم 6 ملايين يقفون على حافة المجاعة.

إعلان

وقال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج روس سميث في إفادة مرئية للصحفيين إن البرنامج "سيضطر بدءا من يناير/كانون الثاني إلى خفض حصص الغذاء بنسبة 70% للمجتمعات التي تواجه المجاعة، وبنسبة 50% للمجتمعات المعرضة لخطر الانزلاق إليها".

وأضاف سميث أن الأزمة التمويلية مرشحة للتفاقم خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أنه "اعتبارا من أبريل/نيسان سنواجه حالة انهيار على صعيد التمويل"، مما يهدد قدرة البرنامج على الاستمرار في تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لملايين المحتاجين بالسودان.

"الجنائية الدولية"

من ناحية أخرى، كشفت المحكمة الجنائية الدولية عن عقد لقاء هذا الأسبوع في مقرها بلاهاي جمع نزهة شميم نائب المدعي العام بالنائبة العامة السودانية انتصار أحمد عبد الله.

وأوضحت المحكمة في منشور على منصة إكس أن اللقاء كان بنّاء وتناول الأوضاع في السودان وآفاق التعاون في ما يتصل بالتحقيقات التي يجريها مكتب المحكمة بشأن إقليم دارفور.

وأشارت إلى أنها كانت قد أكدت سابقا مباشرتها تحقيقات بشأن جرائم حرب محتملة وقعت مؤخرا في دارفور.

وفي السياق ذاته، دعا السودان المجتمع الدولي إلى الوقوف مع ما سماه الجانب الصحيح من التاريخ بتكثيف الضغوط وتصنيف قوات الدعم السريع كيانا إرهابيا.

وقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مجدي أحمد مفضل في إحاطة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بفيينا بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان إن تجاهل المجتمع الدولي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب شجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والفظائع غير المسبوقة.

العقوبات البريطانية

بالمقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن العقوبات التي أعلنتها بريطانيا على 4 من قادة قوات الدعم السريع تفتقر إلى الأسس القانونية والبيانات الموضوعية.

وأوضح طبيق على حسابه في فيسبوك أن المملكة المتحدة لم توفد لجان تحقيق مستقلة للتأكد من الاتهامات الموجهة، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها متحيزة.

واعتبر أن هذه العقوبات تشجع ما سماها الجماعات الإرهابية التي تقاتل إلى جانب الجيش.

ويشهد السودان حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.

مقالات مشابهة

  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • الأغذية العالمي: اتفاق مبدئي مع الدعم السريع لدخول فرق الإغاثة للفاشر
  • عقوبات بريطانية على قادة بالدعم السريع بينهم «دقلو»
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان