مبادرات تمرير الوقت.. لا حلّ خلال الحرب
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
كل المؤشرات السياسية الداخلية توحي بأن الإيجابية التي أعطاها "حزب الله" للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان كانت كبيرة ولافتة، خصوصاً في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي وضرورة إنتخاب رئيس وإستعداد الحزب للذهاب بعيداً في إتجاه المساهمة في عقد جلسة إنتخاب، كما ان تحرك الحزب "التقدمي الإشتراكي" بإتجاه الأفرقاء وربطاً بالقراءة العميقة الدائمة للنائب السابق وليد جنبلاط، يوحي بأن الحلّ الداخلي بات قريباً، لكن كل ذلك لا يخرج من إطار تمرير الوقت ومساعي الأطراف لحجز موقع سياسي داخلي قبل أن يحين موعد التسوية الشاملة في المنطقة.
لقد كان العنوان الأساسي لتصريحات "حزب الله" في المرحلة الماضية هو عدم ربط الأزمة السياسية الداخلية بالحرب الحاصلة في الجنوب والمرتبطة بدورها بالحرب في غزة، لكن هذه التصريحات، حتى لو كان الحزب صادقاً فيها، ليست واقعية، فكيف يمكن فصل لبنان والتسوية الداخلية فيه التي ستؤثر على التوازنات، بالحدث الضخم الذي يفرض نفسه في المنطقة ككل، خصوصاً أن الحزب منخرط حتى العظم في هذا الحدث، لا بل أصبح المؤثر الأول فيه، وعليه فإن التأثيرات على لبنان ستكون تلقائية.
بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز العام 2006، رفض "حزب الله" بشكل علني أن يستفيد من إنتصاره على الجيش الإسرائيلي في الجنوب في الداخل اللبناني وأهدى أمينه العام الإنتصار الى جميع اللبنانيين، لكن في الواقع قام وزراء الحزب بالإنسحاب من الحكومة ودخل البلد في أزمة سياسية كبيرة أدت في نهاية المطاف إلى إتفاق الدوحة وتكريس فكرة "الثلث المعطل" الامر الذي قد يكون انعكاساً واضحاً على تقدم الحزب ميدانياً خلال الحرب وتأثراً داخلياً بالتوازنات الجديدة.
هذه المعادلة لا تنطبق فقط على "حزب الله" بل على مختلف القوى الداخلية والإقليمية، وعليه فإن الحديث عن تسوية وإيصال رئيس جديد اليوم، بغض النظر عن نتائج الحرب العسكرية الحاصلة، يعدّ ضرباً من الخيال، فمن سيقبل أن يوافق على مرشح "قوى الثامن من اذار" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية قبل وقف إطلاق النار، على اعتبار أن نتائج الحرب قد لن تكون لمصلحة الحزب الذي سيكون مضطراً إلى الإنكفاء سياسياً وتقديم التنازلات، وكذلك لا يمكن للحزب التخلي عن فرنجية اليوم، على اعتبار أن لديه قناعة بأن إنتصاره حتمي وأن إيصال فرنجية سيكون أسهل لاحقاً.
لكن،في مقابل هذا الأمر لا يمكن للاطراف المعنية ترك الساحة الداخلية من دون أي مبادرة، لأن هذه المبادرات تخدم أكثر من هدف وغاية، الأولى جسّ النبض المستمر للاطراف الداخلية ومعرفة سقوفها التفاوضية وحجم التنازلات التي تكون مستعدة لتقديمها خلال اي مرحلة، والثانية هي حفاظ الأطراف المبادرة على دورها وحضورها، وعلى سبيل المثال فرنسا التي تريد أن تبقى مبادرة وصاحبة كلمة في الداخل اللبناني ولا ترغب بترك الساحة للقطريين، وهذا ينطبق أيضاً على الحزب "التقدمي الإشتراكي" المصر على ان يكون له دور وسطي في الحياة السياسية الداخلية.
ما يحصل اليوم يحرك المياه الراكدة لكنه لن يوصل إلى نتيجة، إذ ان الاهتمام الفعلي للدول المؤثر في المنطقة والعالم ينصب اليوم على فلسطين وقطاع غزة والتطورات العسكرية التي قد تبدل التوازنات لسنوات طويلة مقبلة، لذا فإن الواقع اللبناني سيبقى على "الرفّ" في المرحلة الحالية مع إستمرار "إبر البنج" من خلال مبادرات وإقتراحات ومفاوضات يقودها ديبلوماسيون وسياسيون... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تشمل قياس رضا الحجاج بلغة الجسد.. 5 مبادرات للذكاء الاصطناعي في مخيمات المشاعر المقدسة
البلاد – مكة المكرمة
تنفذ رحلات ومنافع التابعة لمطوفي حجاج الدول العربية (أشرقت) خمس مبادرات للذكاء الاصطناعي في مخيمات حجاجها بالمشاعر المقدسة في موسم حج هذا العام .
ووفق مدير إدارة التحول الرقمي في رحلات ومنافع براء خشيفاتي فإنهم سيطبقون عدد من مبادرات الذكاء الاصطناعي في مخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة بقصد حل كثير من الإشكاليات التي تواجه مقدمي الخدمة والقائمين على مراكز الضيافة وتسهم في الارتقاء بخدمة الحاج وتجويدها.
وكشف عن تطبيق مبادرة خاصة لقياس رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم بالذكاء الاصطناعي من خلال تحليل لغة الجسد، كما تنفذ في الوقت نفسه مبادرة ثانيه هي تواصل من خلال وجود شاشات للتواصل فيديو من مشعر منى مع فريق الرصد للاستفسار والشكاوي مع ترجمة فوريه للمحادثة.
وفعلت عدد من مراكز الضيافة التابعة لرحلات ومنافع مبادرة خاصة لمراقبة نظافة المخيمات بالذكاء الاصطناعي من خلال إرسال إشارات خاصة للقائمين على المخيم بوجود نفايات في الممرات ليسارع بإزالتها ويمنع من تكدسها.
ولحل إشكالية عدم التزام بعض حراس الأمن مما يتسبب بدخول حجاج لمخيمات غير مخصصة لهم فعلت رحلات مبادرة مراقبة تواجد الحراسات الامنية بالذكاء الاصطناعي على بوابات المخيمات.
وسعيا لتخفيض التكلفة بتعيين موظفين لخدمة العملاء استعانت بعض مخيمات حجاج رحلات بالذكاء الاصطناعي من خلال خدمة الروبوت في مشعر منى.
وشدد مدير إدارة التحول الرقمي على أنهم حريصين على تفعيل التقنية بكل أعمالهم والاستفادة من آخر تقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك لهدف واحد هو تقديم أجود خدمة لضيوف الرحمن.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي أ. محمد الخزامي أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحج فرصة لتعزيز الخدمات اللوجستية ، بجانب إتاحة تحليل البيانات الآني استجابة سريعة لأي تحديات ناشئة، مما يضمن تجربة حج سلسة وآمنة للجميع.
وأشار الخزامي إلى أن التفاعل المباشر للحجاج مع التقنيات الحديثة عنصرًا حاسمًا في تحسين تجربتهم العامة خلال موسم الحج. من خلال استخدام التطبيقات الذكية ليصبح بإمكان الحجاج الوصول إلى معلومات وإرشادات فورية تساعدهم على أداء مناسكهم بسهولة ويسر، مشدداً على سعيهم بكافة إمكاناتهم إلى توفير أقصى درجات الراحة والتيسير خلال فترة أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وفق رؤية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيدها الله- للعناية والاهتمام بقاصدي الحرمين الشريفين من ضيوف الرحمن والحرص على تقديم أفضل وأرقى الخدمات والإمكانات لهم ليؤدوا مناسكهم وعباداتهم في أجواء إيمانية. وتخدم رحلات ومنافع قرابة 100 ألف حاج من 10 دول ينتمون لثلاث قارات حول العالم.