باروخ غولدشتاين.. طبيب إسرائيلي أميركي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
طبيب أميركي إسرائيلي، ومتطرف يهودي، كان عضوا في حزب حركة كاخ. عمل طبيبا في الجيش الإسرائيلي، وارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل يوم 25 فبراير/شباط 1994، الموافق 15 رمضان 1415هـ.
المولد والنشأةولد باروخ غولدشتاين يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 1956 في حي فلاتبوش بمدينة بروكلين في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، وينحدر من عائلة أرثوذكسية.
كان عضوا في حزب حركة كاخ، التي مُنعت من الترشح في الانتخابات الإسرائيلية بسبب برنامجها العنصري المناهض للديمقراطية، وقد حاول الترشح لانتخابات الكنيست ولكنه رُفض بسبب حمله لجنسيتين.
وكان غولدشتاين يقول دائما إنه يوجد وقت لممارسة الطب ووقت آخر للقتل.
الدراسة والتكويندرس في مدرسة يشيفا فلاتبوش في بروكلين (مدرسة نهارية يهودية خاصة أرثوذكسية حديثة)، ثم التحق بكلية أينشتاين للطب متخصصا في مجال الصدمات وطب الطوارئ.
عمل طبيبا في الجيش الإسرائيلي بعد هجرته عام 1983 إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد بدأ مجندا ثم أصبح ضمن قوات الاحتياط.
بعد انتهاء الخدمة الفعلية، استمر بالعمل طبيبا وعاش في مستوطنة كريات أربع بالقرب من الخليل، حيث عمل طبيبا للطوارئ.
على الرغم من آرائه العدائية إلا أنه حصل على إشادتين من الجيش الإسرائيلي عام 1993 تقديرا لعمله الطبي، وأيضا في يناير 1994 أُوصي بترقيته من رتبة نقيب إلى رائد.
مذبحة الحرم الإبراهيميصباح يوم الجمعة الموافق 25 فبراير/شباط 1994، دخل غولدشتاين إلى قاعة الحرم الإبراهيمي مرتديا خوذته وزيه العسكري حاملا مسدسا وبندقية وحقيبة مليئة بذخائر الرصاص، وانتظر سجود المصلين وأطلق عليهم سلاحه الرشاش.
وقال شاهد عيان إن غولدشتاين لم يكن وحيدا "بل ساعده مستوطنون في إطلاق الرصاص، وجيش الاحتلال الذي اقتحم المسجد وسط إطلاق نار كثيف في تلك اللحظات".
وأسفرت المجزرة عن استشهاد 29 مصليا وإصابة 129 آخرين، بينما وُجد غولدشتاين مقتولا بإحدى زوايا المسجد الغربية، اعتقدت الشرطة أنه أطلق النار على نفسه، ولكن تبين لاحقا أنه تعرض للضرب بقضيب حديدي أدى لوفاته.
لم يكن هذا الاعتداء الأول لغولدشتاين على المصلين، فقد ارتكب العديد من الجرائم الأخرى على فترات متقاربة دون أن يتدخل جيش الاحتلال ليردعه أو يعتقله، فقد سبق وألقى قنابل حارقة على حصير المصلين، وكان يُحضر دبابيس اللوحات ويرشها في طريقهم فيوقع الكثير منهم.
ردود الفعلدُفن غولدشتاين في حديقة مائير كاهانا التذكارية بمستوطنة كريات أربع، بعد رفض السلطات دفنه في المقبرة اليهودية في الخليل.
أصبح قبره مزارا لليمين الإسرائيلي المتطرف، واستقبل حوالي 10 آلاف شخص، ولكن بحلول عام 2000 أمرت المحكمة العليا بإزالة المزار الشبيه بالضريح، ونفذ رجال الشرطة قرار المحكمة.
أشاد بعض المتطرفين بغولدشتاين وحاولوا تبرير تصرفاته استنادا للشريعة اليهودية، ولكنه هوجم بشدة من قبل المؤسسة الحاخامية.
أغلق المسجد بعد المجزرة قرابة 6 أشهر، ثم اقتطع نصفه للمستوطنين، وأقيمت بوابات إلكترونية على أبوابه للحد من وصول المصلين.
أطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص أثناء تشييع الشهداء في المجزرة، مما رفع عدد الضحايا إلى 50 شهيدا و150 جريحا.
أدان مجلس الأمن الدولي هذه المجزرة يوم 18 مارس/آذار 1994، ودعا لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما في ذلك نزع سلاح المستوطنين.
كما نفذت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) 5 عمليات استشهادية بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول 1994 قتل فيها 36 إسرائيليا وجرح أكثر من مئة آخرين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرم الإبراهیمی
إقرأ أيضاً:
محاولة خطيرة لانتهاك حرمة الأقصى تصطدم بيقظة الحراس
صراحة نيوز ـ أحبط حراس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الإثنين، محاولة غير مسبوقة من مستوطنين لإدخال “قربان حي” إلى باحات الحرم القدسي الشريف عبر باب الغوانمة، في تطور خطير اعتبره مراقبون محاولة متعمدة لتغيير الوضع القائم في الأقصى، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
وبحسب ما أفاد به شهود عيان لمراسل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في رام الله، فقد حاول مستوطنون اقتحام المسجد وبرفقتهم “شاة”، في محاولة واضحة لتقديمها كقربان ديني داخل الحرم القدسي، إلا أن حراس المسجد تصدوا لهم ومنعوا إدخال الحيوان إلى داخل الباحات، ما أدى إلى إحباط المحاولة فورًا.
هذه الحادثة، التي أثارت موجة من الغضب والاستنكار، وصفتها محافظة القدس بأنها “تطور خطير لا يمكن السكوت عنه”، مؤكدة في بيان رسمي أن المحاولة تمثل استفزازًا سافرًا لمشاعر المسلمين واعتداء مباشرًا على قدسية المسجد الأقصى.
وأضاف البيان أن ما جرى “يؤكد على النوايا الحقيقية للمستوطنين وسعيهم الحثيث لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى، تمهيدًا لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا”، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال التي تتم تحت أعينها وبرعاية أجهزتها الأمنية.
وفي سياق متصل، واصل المستوطنون استفزازاتهم في الحرم، حيث اقتحم 594 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، وأدوا طقوسًا تلمودية علنية في مناطق متفرقة، وسط إجراءات تعسفية منعت دخول المصلين الفلسطينيين، ما يعكس إصرارًا على تصعيد التوتر داخل الحرم الشريف.
الواقعة، التي أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية، تُعد مؤشرًا خطيرًا على تسارع محاولات المساس بالوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، في ظل صمت دولي مريب وتجاهل مستمر من قبل سلطات الاحتلال للمطالبات بوقف هذه الانتهاكات.