الى رئيس الوزراء: أعيدوا شرف الدبلوماسية العراقية.. لا مكان للعار بين سفرائنا
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
5 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: مرة أخرى، تستخف وزارة الخارجية العراقية بمشاعر العراقيين الذين تصدوا واستنكروا بشجاعة وإصرار، للمشاهد المخجلة التي أساءت لكرامتهم وجرحت كبرياءهم، بسلوكيات زوجة السفير العراقي السابق في الأردن، حيدر العذاري وهي تحتضن المطرب راغب علامة، في صور التصقت على جدران العار، بمسامير الخيانة للأعراف والقيم.
..
وقتها، وتحت الغضب الشعبي، اضطرت الخارجية العراقية لاستدعائه، ولكن ليس لتوبيخه أو إقالته، بل لتكريمه، خلف الكواليس، بوظيفة أخرى في أروقة الوزارة، وكأنها تكافئ الإساءة، وتمرغ شرف الدبلوماسية.
..
الخارجية راهنت على نسيان العراقيين، لتلك الصور التي تمثل انحداراً أخلاقياً، لتعود اليوم وتعينه سفيراً في دولة كبرى مثل روسيا، في موقف يثير السخرية والدهشة والاحباط.
..
الأكثر إيلاما، واثارة للسخرية أن زوجة السفير احتضنت في صور اخرى وكيل وزارة الخارجية الروسية، ميخائيل بوغادوف، وكأنها تعلم ان زوجها سينتقل الى روسيا سفيرا، راسمة مشهدا جديدا للعار.
..
كيف لدولة عريقة كالعراق أن تُمَثّل بمن نازعوا القيم وباعوا الأخلاق بخُردة الفضيحة؟..
ألم يجد العراق بين أبنائه الأكفاء من يستحقون المناصب بجدارة؟ ألم يبقَ فيه من يحمل راية الدبلوماسية بكرامة وعزة؟ لماذا يُصر العراق على تمثيله بأشخاص لا يحسنون السلوك الدبلوماسي، بل وحتى الأخلاقي، ويستمر في تكريمهم رغم إهانتهم للوطن؟.
..
إذا كان تعيين العذاري سفيرًا من جديد هو ثمن المحاصصة والتوازنات السياسية، فعلى الأقل، ابحثوا عن شخص لا يزال اسمه نقيًا في ذاكرة العراقيين، شخص لم يلوثه عار الإهانة في المحافل الدولية.
..
إن مطلب إقالة العذاري ليس مطلب “المسلة” وحدها، بل هو صرخة العراقيين، الذين صدمتهم مهزلة الخارجية العراقية في إعادة إنتاج أولئك الذين ارتقوا إلى المناصب عبر سلّم الوساطات والمجاملات والمحاصصات، دون اعتبار لمشاعر الشعب وكبريائه.
..
تعالت مناشدات الشعب الغيور على شرفه وكرامته، الى رئيس الوزراء محمد السوداني، بايقاف مهزلة التمثيل الدبلوماسي المشين، بعد ان أغلقت الخارجية آذانها عن هذا الصراخ المدوي، مفضلة تلبية نزوات المجاملات على حساب استعادة بريق الدبلوماسية العراقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
بحر من المياه العذبة تحت أقدام العراقيين .. ؟؟
بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في ظل التحديات المائية المتزايدة التي تواجه العراق والمنطقة تبرز مؤشرات علمية وجيولوجية تستحق الوقوف عندها بجدية.
فخلال بحث شخصي واطلاع على عدد من الدراسات غير المنشورة ومصادر فنية تتكشف حقائق مذهلة عن كنز مائي دفين في الصحراء الغربية العراقية قد يغيّر معادلة الأمن المائي للبلاد لعقود أو حتى قرون قادمة.
تشير التقديرات الأولية إلى وجود خزان مائي جوفي هائل في هذه المنطقة الجافة يُحتمل أن يعادل ما يقارب ١٧٠٠ مرة سعة سد الموصل الذي تُقدَّر طاقته الاستيعابية القصوى بـ٢٩ مليار متر مكعب ما يعني أن حجم المياه المحتمل يناهز ٤٩٣ تريليون متر مكعب – رقم يضع العراق في مصاف الدول الغنية بالمياه الجوفية إن صحّت هذه التقديرات.
ظواهر جيولوجية فريدة
الأمر المثير في هذه القضية ليس فقط الكمية بل الكيفية. فالمياه الجوفية في العراق بحسب مؤشرات جيولوجية تجري على شكل أنهار تحت سطح الأرض – وهي ظاهرة نادرة عالمياً.
والأكثر إدهاشاً أن الطبقات المائية الجوفية العراقية تتوزع على ثلاث مستويات تقع كل منها على عمق مختلف مما يعزز فرص الاستدامة إذا ما استُثمرت هذه الثروة بطريقة علمية.
العراق… وادي المياه الجوفية في المنطقة؟
العجيب الآخر هو أن تضاريس العراق الجيولوجية تجعل منه ما يشبه الوادي الذي يستقبل المياه الجوفية من دول الجوار خصوصاً من السعودية والأردن حيث تم رصد حركة المياه تحت الأرض باتجاه الأراضي العراقية لتتجمع في الصحراء الغربية.
هذا الاكتشاف – إن تم تأكيده – لا يمثل مجرد مورد طبيعي بل مكمنًا استراتيجيًا بالغ الأهمية يمكن أن يوفر للعراق مصدرًا مائياً يعوّض عن التحديات المرتبطة بالأنهار السطحية ويعزز الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي .
دعوة للتحقيق العلمي والرسمـي
إن ما ورد في هذا التقرير يبقى في إطار المعطيات الأولية التي تحتاج إلى تحقيق علمي ممنهج من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الموارد المائية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة المسح الجيولوجي العراقية.
وإننا نضع هذه المعلومات أمام الرأي العام وأمام مؤسسات الدولة العراقية لتحمّل مسؤولياتها في التحقق من هذه الثروة الطبيعية التي قد تكون نقطة تحول في مستقبل العراق المائي والاقتصادي
حيدر عبد الجبار البطاط